رييل ستوري | زوجي مدمن المخدرات يهددني بقتل أولادي

اعلانات

رييل ستوري | زوجي مدمن المخدرات يهددني بقتل أولادي

السؤال:

الملخص:

امرأة تشكو زوجها مدمنَ المخدرات، الذي أخذ أموالها، وأجبرها على الاقتراض، وباع أثاث البيت؛ من أجل الإنفاق على المخدرات، وإن لم تفعل ما يأمرها به؛ فعقابها الطلاق أو الطرد أو الإهانة، وقد طلَّقها مرتين في أوقات مختلفة، ويهددها بقتل أبنائه، وتسأل: هل يمكن أن تتركه دون أن ترفع دعوى للطلاق؟

 

التفاصيل:

زوجي مُدْمِنُ مخدِّراتٍ، عاطل عن العمل، يأخذ الأموال مني قسرًا ليُنفق منها على الحشيش والبانجو، ولا يبالي بأي مسؤولية؛ فلا يبالي شَبِعَ الأولاد أم جاعوا، تعلَّموا أم لم يتعلموا، وأحيانًا يطلب مني أن أقترِضَ، وإلا كان عقابي الطلاقَ، أو الطرد، أو الشتم والإهانة، يطردني من بيته أشهرًا وأشهرًا، وطلَّقني مرتين في أوقات مختلفة عبر الرسائل الكتابية، وباع أثاث البيت، ويشُكُّ في أني أقوم بأعمال السحر، وقد حاولت مرارًا علاجه، ففشِلتُ؛ سواء أكنتُ وحدي من خلال المصحَّات النفسية، فكان جوابهم أن لا بد أن يأتيَ إليهم بإرادته؛ أم عن طريق أهله، الذين يرَونه سليمًا غيرَ مريض، ولما سجَّلت له؛ ليرَوا ما هو عليه، رمَوني بتهمة أنني أشوِّه سمعته، أيضًا كثيرًا ما هدَّد بقتلي وقتل أبنائي؛ فما كان مني إلا أن ذهبت بأولادي إلى بيت أبي، وأريد أن أرفع دعوى لأنه طلَّقني كثيرًا، غير أن هناك من يقول لي: اتركيه دون طلاق، فهل هذا يجوز؟ أفتوني مأجورين.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:

فنرحِّب بكِ أختنا الكريمة، ونشكر لكِ ثقتكِ في موقع شبكة الألوكة، ونسأل الله أن نكون عند حسن الظن في تقديم ما يسُرُّكِ، ويفيدكِ،وأن تجدي بُغيتكِ، ونسأل الله لكِ الصلاح ولزوجكِ الهداية، إنه سميع مجيب.

أعانكِ الله على ما تعانين به من إدمان هذا الزوج، ومن كلامكِ فإن زوجكِ لا يرغب في ترك هذه الآفة، وقد بذلتِ جهدًا ووقتًا في سبيل انتشاله من الإدمان؛ بعرضه على مصحَّة للإقلاع عن الإدمان، وكذلك بالتواصل مع أهله، ولم يُسفِر هذا الجهد عن نتيجة؛ لإصراره على فِعْلِ هذا الذنب، ولعدم تعاون أهله معه.

ويختلف خطر وجود المدمِن في البيت، فإذا كان هناك زيادة في الجرعة؛ فقد يُلحق الأذى والضرر بمن حوله، ويكون وجوده خطرًا على حياتهم؛ حيث يجب الانتباه إلى ذلك، ويختلف كذلك إذا كانت الجرعة بشكل يومي أو في نهاية الأسبوع.

ذكرتِ أنه مدمن عاطل عن العمل، يعتمد عليكِ، ويطلب منكِ أن تقترضي له المال، ليصرف على المخدرات، وقد خيَّركِ بين الطلاق، والقروض، وهذا أمرٌ قد تجاوز حدودَ المعقول، ولا يقبل به عاقلٌ، لا سيما أنه باع أثاث البيت، ويقوم بالضرب، ويُهدِّد، ويقوم بالطَّرْدِ.

وفيما يخص أمر الطلاق، لا بد من سؤال أهل الفتوى في ذلك، ولا تقبلي أي فتوى بهذا الخصوص إلا من جهة الإفتاء، أو القضاء، فهما الجهتان المؤهلتان للإفتاء، خاصة في مسائل الطلاق؛ لحساسيتها.

ومن أشار عليكِ بأن تتركيه بلا طلاق، فهذا رأي غير صائب، وغير صحيح، ويمكنكِ الرفع للقضاء؛ لرفع الظلم عنك، أو التطليق للضرر، إذا كنتِ ترغبين في الانفصال عنه، ولا بد أن يكون هذا القرار بعد دراسة مستفيضة، تقومين بكتابة الإيجابيات والسلبيات فيما يخص قرارك، ودراسة المستقبل بعد الطلاق، وهل مضرة الإدمان على الزوج نفسه فقط، أو يمتد التأثير على الأسرة، ودراسة إيجابيات وسلبيات الزوج، ويمكن اتخاذ القرار بعد ذلك.

وعلاج إدمان الزوج لا يكون بالأمر، والزجر، والتهديد؛ فلن يقتنع، ولن يتغير، ولن يتقبل، وأهم نقطة في هذا الصدد هي بحث مشاكله، والوقفة معه فيها حتى يفكر في الترك؛ إذ لا بد من علاج الأسباب التي أدت به إلى الإدمان، والوقوف معه، ومحاولة حلِّها؛ فقد يكون عنده مشاكل أسرية مع أهله، أو أنه ملتزم بديون، أو لديه أزمة صحية، أو مالية، يريد الهرب منها، ومن المجتمع، ومن مواجهة المشكلة بطريقة تشعره أنه بعيد عن هذه الهموم؛ فيستخدم الحشيش رغبةً في الهرب منها، والحل هو إبعاد هذه الهموم، وتحييدها، حتى يرتاح نفسيًّا.

بعد ذلك، وبعد أن يتم حلُّ مشكلاته النفسية، قد يحرص على الذهاب إلى طبيب نفسي، ويقوم بعلاج الأعراض المترتبة على إدمان الحشيش، ويتحتم ضمان عدم رجوعه، وتغيير سلوكياته، وأفكاره المرتبطة بالإدمان ومقاومة رغبته للتعاطي، وعدم انتكاسته مرة أخرى من خلال المتابعة الدقيقة، والاهتمام، فهناك من تَرَكَ إدمان الحشيش، ويحتاج الترك إلى قرار وصبر، وإرادة، ومتابعةممن حوله له، والدعاء له بالتوفيق.

ومن الأمور المهمة بعد ذلك عند التدرج في الترك للإدمان ألَّا يكون الشرب في البيت، ويكون خارجًا بتقليل الجرعات، بإشراف طبيب نفسيٍّ مختصٍّ، ولا بد من إشغاله بوظيفة تبعد عنه التفكير في مشكلاته، وتشغل وقته، وتجعله يزرع الثقة في نفسه.

وما يهم قوله في علاج مثل هذه المشكلة: إننا لا نستطيع أن نُغيِّر من نحبهم ونرتبط معهم بعلاقة قوية على الطريقة التي نُحبُّها، فمدمنو المخدِّرات والحشيش لا يركزون، ولا يعتقدون أنهم يقومون بعمل خاطئ، وهم يعلمون أنهم على خطأ، ولكن لا يدركون إدراكًا كافيًا، فلو أدركوا، لامتنعوا مباشرة، ولا بد أن نتجنب أسلوبين في التغيير كلاهما خطأ؛ الأسلوب الأول: الشدة، والحرمان، والضغط، وهذا يُسبِّب ردة فعلٍ عكسية، والأسلوب الثاني: أسلوب التراخي، والمداراة، وعدم اتخاذ موقف قوي من فعله، ولحل المشكلة لا بد من اتخاذ بعض المبادئ المهمة؛ وهي كما يأتي:

المبدأ الأول: قبول المدمن كما هو، على حالته التي هو عليها، ونتوكل على الله، ولا نخاف لأن الله هو خير حافظًا، وهو أرحم الراحمين.

المبدأ الثاني: نكره سلوكه، ولا نكرهه؛ أي: نركز على السلوك الخاطئ، لا الذات.

المبدأ الثالث: أخْذُ موقف صارم من تصرفه، وعدم التهاون في ذلك، بدون شدة أو حرمان أو ضغط.

المبدأ الرابع: يمكن اختيار أحد أصدقائه المقربين الذين يحملون بذرة صلاح للتأثير عليه.

المبدأ الخامس: إشغاله بأعمال يُحبها، ويَودُّها، تُبعده عن روتينه اليومي كالرياضة مثلًا، أو أي عمل آخر.

المبدأ السادس: إعطاؤه بعض المسؤوليات البسيطة التي تجعله يثق بنفسه، ويقوم بتغيير حياته السابقة؛ حيث إنه غير مسؤول حاليًّا، ومسؤولياته تقوم بها الزوجة، والوقت ليس له قيمة عنده.

وهناك عدد من النقاط علَّها تفيدكِ في طريق الحل؛ لتخفف من المشكلة التي تعانين منها:

أولًا:ما نعيشه من مشكلات هو بسبب أنفسنا، ليس بسبب آخر؛ يقول سبحانه: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 79]، فيجب أن نصلح ما بيننا وبين الله سبحانه وتعالى، ونعود إليه ونلجأ إليه؛ حتى يصلح حالنا.

ثانيًا: لا بد من التوبة إلى الله سبحانه من المعصية، وعدم الرجوع إليها، والابتعاد عما يُغضب الله عز وجل، فإذا تاب الإنسان من معاصيه، فسيتغير حاله، وتزول مشكلتهبإذن الله؛ يقول سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

ثالثًا:من يبحث عن الراحة والسعادةفي حياته، فلن يجدهاإلا بالعودة إلى طاعة اللهورضوانه؛ يقول سبحانه: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ﴾ [هود: 3]، ويقول سبحانه: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

رابعًا:عليكِ بالصلاة، والمحافظة عليها في أوقاتها، فلها أهمية كبيرة في الراحة النفسية، فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ فزِع إلى الصلاة؛ ويقول سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153]؛ فالصلاة أمرها عظيم، ولها تأثير فيمن يؤديها بخشوع وخضوع.

خامسًا: لا بد من زرع الثقة بالنفس، وكذلك الثقة بأن الله سيُغيِّر حياة زوجكِ إلى الأفضل، ويؤمِّن راحتكِ النفسية، وبعد التغيير ستُعيدين بناء حياتكِ من جديد، وعند الإحساس بعدم الثقة قد نُنهي حياتنا على مبدأ أن التغيُّر لن يتم، وهذا خطأ يجب أن نتنبه إليه، واقرئي الكتب والمقالات التي لها علاقة بتطوير الذات، والثقة بالنفس، وحسن الظن بالله.

سادسًا:عليكِ بكثرة الاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فهن من أسباب إزالة الهموم، وتفريج الكربات، ولا تنسَي قراءة ورد يومي من القرآن الكريم؛ فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَةُ))؛ [صحيح مسلم]، والقرآن كله بركة.

أخيرًا: عليكِ بالدعاء لنفسكِ ولزوجكِ، واعلمي أن الدعاء مستجاب؛ قال تعالى: ﴿ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186]، ويقول سبحانه: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، فأكْثِري من الدعاء لنفسكِ ولزوجكِ، ومع والدعاء سيتغير الحال بإذن الله إلى الأحسن.

نسأل الله تبارك وتعالى لكِ التوفيق والسداد، ونسأله سبحانه وتعالى أن يسهِّل أمركِ ويسعدكِ، ويوفِّقكِ، ويدلَّكِ على طريق الخير، والسعادة، وأن يصلح زوجكِ، ويبعد عنه ما وقع فيه من الإدمان، والله الهادي إلى سواء السبيل.




#زوجي #مدمن #المخدرات #يهددني #بقتل #أولادي

تمت قراءة هذا المقال بالفعل137 مرة!

✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

يُرجى السماح بعرض الإعلانات على موقعنا الإلكتروني.

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.