قائمة المحتويات
إن القصص عالم جميل للغاية حيث يمكنك تخيل أي شيء تريده في الحياة قد لا تتمكن من الحصول عليه ولكن في عالم القصص كل شيء تجده ممكنا!
والقصص أنواع كثيرة فهناك قصص الحب الرومانسية وهناك قصص الأطفال المسلية و هناك قصص الرعب المخيفة، ولكن هناك نوع آخر ألا وهو القصص القصيرة التي تجعلنا نتعلم الصفات الحسنة في حياتنا والتي هي جزء مهم من أي مجتمع يريد أن ينهض بأخلاقه وصفاته.
القصـــــــــــــــــــة الأولى:
من أجمل قصص قصيرة لما بها من مواعظ وحكمة بطياتها…
بيوم من الأيام قررت الابنة الذهاب لوالدها وأن تشكو له كل ما تقاسيه بالحياة، فقد ثقل على كاهلها الحمل وازداد الألم والتوجع وشعرت بعجزها عن التحمل وبنفاذ صبرها، وبالفعل ذهبت واستقبلها والدها بذراعين مفتوحتين للغاية، أخبرته ابنته أنها لا تجد السعادة بحياتها من هول ما تجد من مصاعب وتحديات، فكلما تغلبت على مشكلة وتحدي وجدت تحديات أشد قسوة!
كانت الحكمة من طباع والدها، وهي بالتحديد خصته بشكواها لأنها توقن بالحل والإجابة عنده، أمسكها من يدها وأخذها للمطبخ، وجعل ثلاثة أواني على النار وضع بإحداهن حبات جزر قاسية، والثانية جعل بها بيض، والثالثة والأخيرة جعل بها حبات من القهوة، وترك الثلاثة يغلون على النار لمدة لا تقل عن عشرين دقيقة.
كانت الابنة ترقب تصرفات والدها وتعلم أن كل شيء فعله وراءه حكمة بالغة ستتعلم إياها اليوم، وبعد دقائق أطفأ والدها النار على الثلاثة أواني، وأخرج المحتويات وجعل محتويات كل آنية بوعاء زجاجي شفاف منفرد، فجعل الجزر بوعاء والبيضات بوعاء على حدا، والقهوة جعلها بكوب زجاجي.
نظر لابنته وسألها قائلا: “أخبريني ماذا تشاهدين الآن؟!”
فأجابته ولكن بحيرة من أمرها: “أرى حبات جزر وبيض وقهوة يا أبي”!
طلب منها أن تلمس كل من الجزر والبيض بيديها، فلاحظت أن حبات الجزر باتت طرية للغاية لدرجة أنها لم تتحمل لمسة يدها الطفيفة، ولمست حبات البيض فوجدتها قاسية للغاية، أما عن القهوة فطلب منها والدها أن ترتشف منها وتتلذذ بطعمها، وما إن تذوقت رشفة منها رسمت على وجهها السعادة وابتسمت من تلقاء نفسها.
لم تستطع الابنة ربط الأحداث ببعضها ولا ربط القيمة التربوية التي يريد والدها إيصالها، فسألته: “ولكن ماذا يعني كل هذا يا أبي؟”
فأجابه والدها الحكيم: “يا ابنتي العزيزة إن كل من الجزر والبيض والقهوة واجهوا نفس الظروف القاسية وواجهوا نفس التحديات، ولكن اختلفوا في ردة الفعل، فالجزر الذي كان قاسيا بات طريا للغاية ولا يحتمل، والبيض الذي كان سهل الكسر سائل بالداخل صار صلدا، أما القهوة فصاحبة ردة الفعل الأجمل على الإطلاق فاستغلت الظروف القاسية لصالحها فغيرت لون الماء وطغت عليها بطعمها الفريد الذي أسعدكِ”.
كانت الابنة تستمع لوالدها وهي غاية في السعادة، ثم أكمل قائلا: “وماذا عنكِ الآن، ستختارين أي ردة فعل من الثلاثة خلال مواجهتكِ لتحديات الحياة؟!”
العبرة من القصــــــة:
إن الحياة مليئة على الدوام بالكثير من المواجهات الصعبة والتحديات المريرة والأحداث المؤلمة الموجعة للقلوب والأجساد، وكل التحديات والصعاب ليست مهمة بقدر أهمية كيفية ردة فعلنا عليها، فهل نتحطم ونصبح هشين كالجزر، أم نصير أناس قاسيين كالبيض، أم أننا نغير الأحداث والمجريات من حولنا ونجعلها إيجابية لصالحنا كحال القهوة!
القصــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــــة:
جاء في الأثر أن خادم كان يتعرض على الدوام للإذلال من قبل سيدته، وبيوم من الأيام فر هاربا من القصر واتجه نحو الغابة، وهناك التقى الخادم بأسد طريحا على الأرض، وعلى الرغم من شدة خوفه من الأسد إلا إنه تقدم ليرى ما به من آلام وأسقام أسقطته أرضا، وبالفعل وجد شوكة كبيرة مغروسة في أحد أقدامه، فقام الخادم بانتزاعها، وبالفعل وقف الأسد وسار في طريقه دون أن يلحق أي ضرر بالخادم.
مضت أيام معدودات وإذا بسيد الخادم يأتي إلى الغابة ويقوم باصطياد العديد من الحيوانات برفقة رجاله، وأثناء عودته للقصر لمح في طريقه الخادم فأمر رجاله باصطياده ومعاقبته بوضعه بالقفص الذي يحوي أٍدا ليفترسه وينال عقابه من فراره من قصره.
صعق الجميع حينما وجدوا أن الأسد يحتضن الخادم ويلعق وجهه وكأنه حيوانه الأليف، لقد كان نفسه الأسد الذي أنقذه الخادم من أيام، نجا الخادم بطيبة قلبه من بطش مالكه، أما الخادم والأسد فتمكنا من الإفلات منهم وإنقاذ الحيوانات جميعها.
العبرة من القصـــــــــــة:
إذا وجدت نفس في مكانة يمكنك أن تساعد أحدا، فلا تتردد في فعل ذلك فالخير لا يضيع هباءً.
القصــــــــــــــــــــــــــــة الثالثــــــــــــــــــــة:
بيوم من الأيام بإحدى الغابات كان هناك ثعلب يسير وإذا به يلمح عنقودا من العنب يتدلى من بين الشجيرات، أراده الثعلب وبشدة فقد كان يشعر بالعطش الشديد عوضا عن منظر العنب الشهي للغاية.
قرر في الحال أن يقفز حاليا للحصول على حبات العنب الشهية، ولكنه لم يصل للهدف فقفز مرة ثانية، ففشل من جديد، وأعاد الكرة بضعة مرات ولكنها جميعها باءت بالفشل، ففقد الأمل في الحصول على ما ابتغاه وتمناه، فقرر أن يقلع عن المحاولات، ولم يكتفي بذلك وحسب بل أدار وجهه عن الشجرة نفسها وابتعد بعيدا عنها ومضى في طريقه.
ويا ليته اكتفى باستسلامه وحسب، بل غادر المكان وهو يقول: “من الأساس هي ثمار لاذعة، لم أعد أريدها على أي حال”!
العبـــــــــــــــــرة من القصـــــــــــــــــــــة:
لا يمكننا أن نقلل من شأن شيء فشلنا في الوصول إليه، من المحتمل أن يشعرنا بالراحة النفسية ولكنها راحة لحظية مؤقتة تتبعها آلام بالمستقبل القريب والبعيد.
لذا إياك يوما أن تنتقد ما لم تستطع الوصول إليه!
تمت قراءة هذا المقال بالفعل73 مرة!
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.