قائمة المحتويات
يحتل المياردير الإماراتي عبد الله بن أحمد الغرير مكانة رفيعة في عالم المال والأعمال على مستوى المنطقة العربية، فهو المؤسس الرائد لبنك المشرق، الصرح المصرفي العريق الذي انطلق عام 1967م ليغدو في فترة وجيزة أحد أعمدة القطاع المالي وأكبر المصارف في العالم العربي.
علاوة على ذلك تقلد “عبد الله” منصب رئيس مجلس إدارة البنك لفترة طويلة أسهم خلالها في رسم إستراتيجيته وتوسيع نطاق عملياته. وهو حاليًا عضو فاعل في مجلس الإدارة، مواصلًا بذلك مسيرته الحافلة بالعطاء والإنجاز.
من ناحية أخرى يمتد الإرث التجاري لعائلة الغرير الكريمة عبر أجيال؛ حيث تعد من أعرق وأبرز العائلات التجارية في دولة الإمارات، وأسهمت بشكلٍ محوري في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة. في حين يمثل تأسيس بنك المشرق علامة فارقة في مسيرة عبد الله بن أحمد الغرير؛ حيث تجسدت رؤيته الطموحة في إنشاء مؤسسة مالية وطنية قادرة على تلبية احتياجات السوق المتنامية والمساهمة في ازدهار الاقتصاد الوطني.
بينما يواصل بنك المشرق مسيرته التنموية تحت قيادات رشيدة. مؤكدًا مكانته المرموقة في القطاع المصرفي. كما أن الدور الرائد الذي أداه الشيخ عبد الله في تأسيس هذا الصرح المالي العملاق وإدارته بحكمة واقتدار يظل محفورًا في ذاكرة الصناعة المصرفية العربية. ومصدر إلهام للأجيال القادمة من رجال الأعمال والقادة الاقتصاديين في المنطقة.
قصة ريادة بدأت من دبي
وُلد عبد الله بن أحمد الغرير يوم 13 نوفمبر عام 1930م، في إمارة دبي التي كانت آنذاك تشهد بواكير النهضة والتطور. ونشأ في كنف أسرة عريقة عرفت بالتجارة والأعمال. ما غرس فيه حب المبادرة والطموح منذ نعومة أظفاره.
وتلقى تعليمه الأولي في الكتاتيب والمدارس المحلية؛ حيث نهل من العلوم والمعارف التي شكلت وعيه المبكر وأكسبته أسسًا راسخة للانطلاق نحو مكانة متقدمة في عالم المال والأعمال.
تأسيس “المشرق”
في عام 1967م خطى عبد الله الغرير خطوة نوعية فارقة في مسيرته المهنية بتأسيسه بنك المشرق. الذي سرعان ما أضحى علامة فارقة في القطاع المصرفي بدولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة. كما لم يقتصر طموحه على القطاع المالي فحسب. بل امتد ليشمل مجالات اقتصادية حيوية أخرى؛ فعمل جنبًا إلى جنب أفراد عائلته لتوسيع نطاق أعمالهم وتأسيس تكتل اقتصادي ضخم تحت مظلة مجموعة الغرير القابضة.
“جنان” و”الإنشاءات”
تحت علامتها التجارية المتميزة “جنان” استطاعت شركة “الغرير للأغذية” أن تتبوأ مكانة مرموقة في قطاع الصناعات الغذائية؛ حيث قدمت منتجات متنوعة من الأرز والمعكرونة والزيوت وغيرها من المواد الغذائية الأساسية التي تلبي احتياجات السوق المتنامية.
من ناحية أخرى برزت شركة الغرير الإنشائية كلاعب رئيسي في قطاع البناء والتشييد؛ فشاركت بفاعلية في تنفيذ مشاريع بنية تحتية ضخمة. من بينها مشروع مترو دبي الحيوي الذي أحدث نقلة نوعية في منظومة النقل بالإمارة.
كذلك سجلت شركة الغرير الإنشائية إنجازًا هندسيًا فريدًا يضاف إلى سجلها الحافل بالمشاريع المتميزة. وذلك من خلال تنفيذ الكسوة الخارجية لأطول مبنى في العالم “برج خليفة”. وبينما يمثل هذا الإنجاز قمة الإتقان والابتكار في مجال الإنشاءات. فإنه يعكس أيضًا القدرات الهندسية المتقدمة التي تتمتع بها المجموعة ومساهمتها الفاعلة في رسم معالم دبي الحديثة.
رعاية التعليم وتمكين الشباب
لم تقتصر مسيرة عبد الله بن أحمد الغرير، رائد الأعمال والاقتصادي البارز، على إرساء دعائم مؤسسات اقتصادية ناجحة فحسب. لكنها امتدت لتشمل مرحلة أخرى تجسدت في مبادرات إنسانية نبيلة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في قطاع التعليم وتمكين الشباب العربي. إذ كان للغرير، قبل تأسيس مؤسسته الخيرية التي تحمل اسمه في عام 2015. إسهامات جليلة في دعم وتطوير المنظومة التعليمية بدولة الإمارات العربية المتحدة. وبادر في مطلع ستينيات القرن الماضي ببناء العديد من المدارس التي شكلت لبنات أساسية في مسيرة التنمية التعليمية بالدولة.
علاوة على ذلك تجسدت رؤيته الشاملة للتنمية المجتمعية في تأسيس “مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم”. وهي منظمة خيرية غير ربحية تكرس جهودها الحثيثة لتوفير فرص تعليمية نوعية ومستدامة للطلاب الموهوبين والمحتاجين في مختلف أرجاء المنطقة العربية.
في حين لم تكتفِ المؤسسة بتقديم المنح الدراسية التقليدية. بل سعت إلى تبني مناهج مبتكرة تتماشى مع التطورات المتسارعة في عالم المعرفة والتكنولوجيا. بهدف إعداد جيل قادر على مواكبة تحديات المستقبل والمساهمة الفاعلة في بناء مجتمعات مزدهرة.
استثمار في مستقبل التعليم عن بعد
في يونيو من عام 2021 كشفت “مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم” عن إطلاق مبادرة رائدة تمثلت في تأسيس “مركز عبد الله الغرير للتعليم والتعلم الرقمي”. ويمثل هذا المركز نقلة نوعية في جهود المؤسسة الرامية إلى تعزيز الوصول إلى التعليم الجيد. كما يؤكد استشرافها أهمية التعليم الرقمي في عالم اليوم. كذلك من المقرر أن يعمل هذا المركز بالتعاون الوثيق مع الجامعة الأمريكية في بيروت. ويتخذ من كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة مقرًا له. ما يضمن الاستفادة من الخبرات الأكاديمية المتميزة للجامعة في تطوير وتنفيذ برامج تعليمية رقمية مبتكرة.
وفي عام 2015 أعلن عبد الله الغرير مبادرة تاريخية تجسدت في تبرعه السخي بمبلغ يزيد على مليار دولار لدعم قطاع التعليم. وبرامج الابتعاث للطلاب المتميزين في الإمارات والعديد من البلدان العربية الأخرى. ومن الضروري الإشارة إلى أن هذا التبرع الضخم. الذي من المقرر إنفاقه على مدار عشر سنوات من خلال مؤسسته “مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم”. يثبت التزامه الراسخ بأهمية الاستثمار في رأس المال البشري وتمكين الشباب العربي عبر العلم والمعرفة.
مسيرة عطاء مستمرة
في أكتوبر من عام 2019م اتخذ عبد الله الغرير قرارًا بالتنحي عن منصبه كرئيس لمجلس إدارة بنك المشرق. إلا أنه ظل عضوًا فاعلًا في مجلس الإدارة، مواصلًا بذلك مسيرته في تقديم الخبرة والرؤى الإستراتيجية للبنك. كما أن هذا القرار لم يمثل نهاية لعطائه. بل كان بمثابة مرحلة جديدة يواصل فيها خدمة مؤسسته والمساهمة في نموها وازدهارها.
ووفقًا لتقديرات مجلة “فوربس” العالمية بلغت ثروة عبد الله الغرير وعائلته نحو 6.4 مليار دولار اعتبارًا من شهر أغسطس لعام 2021. ويدل هذا الرقم على حجم النجاحات التي حققتها المجموعة تحت قيادته الحكيمة وتنوع استثماراتها في مختلف القطاعات الاقتصادية. ما رسخ مكانتها كواحدة من أبرز المجموعات الاقتصادية في المنطقة.
في النهاية تتجلى قصة المياردير الإماراتي عبد الله بن أحمد الغرير كمسيرة ريادة وعطاء استثنائية. بدأت من دبي وشعاعها يمتد ليضيء آفاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية. فمن تأسيس صرح مصرفي عريق كبنك المشرق، الذي أرسى دعائم القطاع المالي الحديث في الإمارات. إلى إسهاماته الجليلة في قطاعات حيوية كالأغذية والإنشاءات. مرورًا بمبادراته الإنسانية النبيلة التي تستهدف تمكين الشباب العربي بالعلم والمعرفة. يظل اسم عبد الله الغرير محفورًا في سجلات المال والأعمال والعمل الخيري.
تمت قراءة هذا المقال بالفعل343 مرة!
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.
ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق