dark

رييل ستوري | الاجتياح الإسرائيلي عام 1982.. الحرب التي أخرجت منظمة التحرير من لبنان

اعلانات

في صيف عام 1982 شهد لبنان واحدة من أعنف وأشرس الحروب في تاريخه الحديث، حينما شنت القوات الإسرائيلية هجوما واسع النطاق على الأراضي اللبنانية، أطلقت عليه عملية “سلامة الجليل”.

كان هذا الاجتياح يهدف إلى القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية وبنيتها في لبنان، وإعادة تشكيل الواقع السياسي في المنطقة لصالح إسرائيل.

خلّف هذا الغزو آثارا مدمرة على الصعيدين الإنساني والسياسي، مما أدى إلى تداعيات جيوإستراتيجية في المنطقة استمرت عدة عقود.

الأسباب

هناك عدة أسباب سوغت بها إسرائيل لنفسها اتخاذ قرار الاجتياح في عام 1982 من أهمها:

  • الشريط الأمني: إذ أرادت إسرائيل إنشاء شريط أمني بطول نحو 40 كيلومترا شمالي الحدود اللبنانية الإسرائيلية لإبعاد المقاومة الفلسطينية وحماية المستوطنات الإسرائيلية في الجليل.
  • محاولة اغتيال شلومو أرغوف: تعرض السفير الإسرائيلي في لندن شلومو أرغوف لمحاولة اغتيال يوم 3 ديسمبر/كانون الأول 1982 على يد مجموعة تابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بقيادة الشهيد صبري البنا (أبو نضال)، فاستخدمت إسرائيل هذه المحاولة ذريعة لاجتياح لبنان.
  • صواريخ سام السورية: أدخلت سوريا صواريخ سام إلى لبنان في مايو/أيار 1981، مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن لعقد اجتماع في الكنيست في 11 مايو/أيار 1981 وطلب الموافقة على التدخل الإسرائيلي لضرب الصواريخ.
  • الانتخابات الرئاسية اللبنانية: كانت إسرائيل تهتم بانتخابات الرئاسة اللبنانية في أغسطس/آب 1982، حيث رأت فرصة لقلب موازين القوى من خلال دعم انتخاب بشير الجميل، وإضعاف الجبهة الإسلامية الفلسطينية واليسارية وتنصيب الأقلية المارونية بدعم إسرائيلي.
  • الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في إسرائيل: بدأت الأزمة الاقتصادية بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 بسبب حظر النفط العربي، وتمثلت في التضخم وتراجع الأجور وعجز ميزان المدفوعات وتزايد الديون والبطالة. وقد انعكست الأزمة الاقتصادية على الوضع الاجتماعي بزيادة الفساد والجرائم وتعاطي المخدرات وتراجع حركة الهجرة نحو إسرائيل وزيادة النازحين منها.
  • الظروف الدولية والإقليمية: كانت هناك ظروف دولية وإقليمية مواتية للغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث ساد الصمت العربي بسبب الأزمات والحروب الداخلية، مما عكس تفتت التضامن العربي مقارنة بوضعه في حرب 1973.

الأهداف

سعت إسرائيل لتحقيق مجموعة من الأهداف الإستراتيجية من خلال اجتياحها للبنان تتمثل في:

  • تدمير البنية التحتية العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية: إذ وضعت نصب عينيها إضعاف القدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية ومنعها من استخدام الأراضي اللبنانية نقطة انطلاق للهجمات.
  • فرض انسحاب القوات السورية: من أهداف الغزو أيضا إجبار القوات السورية على الانسحاب من لبنان أو تقليص وجودها العسكري.
  • إقامة منطقة عازلة: سعت إسرائيل لإنشاء منطقة آمنة في جنوب لبنان تحت السيطرة الإسرائيلية أو المليشيات المتحالفة معها لمنع تسلل الفدائيين الفلسطينيين.
  • تشكيل حكومة لبنانية موالية: حاولت إسرائيل إنشاء نظام سياسي لبناني موال لها، يمكن أن يعقد معها اتفاقيات سلام دائمة ويضمن أمن حدودها الشمالية.
  • ضمان أمن المستوطنات الشمالية: وذلك لحماية المستوطنات الإسرائيلية الشمالية من الهجمات الصاروخية والعمليات الفدائية التي كانت تنطلق من جنوب لبنان.
  • توسيع النفوذ الجيوسياسي: سعت إسرائيل إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط من خلال إضعاف خصومها المباشرين في لبنان.

بداية الحرب

بعد ساعات قليلة من محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعا طارئا صباح الجمعة 4 يونيو/حزيران 1982، في غياب وزير الدفاع أرييل شارون الذي كان في الخارج، واتخذت قرارا بالإجماع يدعو سلاح الجو الإسرائيلي إلى قصف أكثر من 20 موقعا للمقاومة الفلسطينية في بيروت وجنوب لبنان، ما أسفر عن مقتل نحو 150 مدنيا لبنانيا وفلسطينيا.

وفي مساء يوم السبت 5 يونيو/حزيران 1982، اجتمعت الحكومة الإسرائيلية، وخاصة الثلاثي بيغن وشارون وإسحاق شامير، الذي كان وزيرا للخارجية آنذاك، واعتبروا أن الفرصة سانحة لتوجيه ضربة عسكرية إلى منظمة التحرير. وفي 6 يونيو/حزيران، دخل الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء الحزام الأمني.

ولم تكترث إسرائيل للقرار (508) الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والداعي إلى وقف إطلاق النار، حيث حمّل السفير الإسرائيلي في نيويورك لبنان مسؤولية الأعمال الفلسطينية لعدم منعه الهجمات ضد إسرائيل.

قصفت المدفعية والطائرات الإسرائيلية يومي 5 و6 يونيو/حزيران مواقع الفلسطينيين، واستهدفت 55 منطقة وقرية في بيروت الجنوبية والشرقية. تلا ذلك اجتياح واسع النطاق بعد يومين من العمليات العسكرية البحرية والجوية على جميع مقرات ومراكز القيادات الفلسطينية والمخازن.

أهم المعارك والمحطات

بداية الاجتياح الإسرائيلي

في 6 يونيو/حزيران 1982 بدأ الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حيث عبرت 4 طوابير مدرعة إسرائيلية إلى داخل الأراضي اللبنانية، مع اختراق أكثر من 250 دبابة وآلاف المشاة خطوط قوات “اليونيفيل”. وتم إنزال بعض الوحدات البرمائية على امتداد الساحل اللبناني المطل على البحر الأبيض المتوسط.

تقدم القوات الإسرائيلية وفرض الحصار

وصلت القوات الإسرائيلية إلى منطقة الدامور، مستخدمة تكتيكا عسكريا يسمى “التأثير غير المباشر”.

واتسعت العمليات العسكرية الإسرائيلية على (محور حاصبيا-البقاع)، وفرضت القوات الإسرائيلية حصارا على صيدا، واستولت على “قلعة الشقيف”.

وفي الوقت نفسه قررت الحكومة الإسرائيلية توسيع تدخل قوات الجيش في عمق لبنان لتهديد الجناح السوري، مما أدى إلى اشتباكات جوية عنيفة فوق بيروت.

الهجمات الجوية الإسرائيلية

تقدم الجيش الإسرائيلي نحو الطريق الرئيسي بين بيروت ودمشق، ونفذ سلاح الجو الإسرائيلي هجمات ضد المواقع السورية المخصصة لقواعد صواريخ “سام- 6” في وادي البقاع، بمشاركة 96 طائرة حربية إسرائيلية، ما أدى إلى تدمير 17 بطارية صواريخ مضادة للطائرات.

رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في بيروت يوم 21 يونيو/حزيران 1982 (غيتي)

توسيع العمليات العسكري

قرر مجلس الوزراء الإسرائيلي توسيع الاجتياح لعمق 40 كيلومترا، ليشمل ضرب منصات الصواريخ السورية في البقاع.

وواصلت القوات الإسرائيلية تقدمها في عمق القطاع الشرقي من البقاع وعلى محوري عين عطا-داشيا الوادي لإتمام سيطرتها على طريق بيروت-دمشق.

اتفاق هش وتصعيد مستمر

فشلت محاولة الإنزال العسكري في منطقة خلدة عند نقطة العبور إلى بيروت من الجنوب بسبب مقاومة القوات الفلسطينية في التلال المحيطة.

أدى الضغط الدولي إلى اتفاق وقف إطلاق النار، لكن إسرائيل أعلنت أن الاتفاق يشمل السوريين فقط، ولا يشمل المقاتلين الفلسطينيين، مما أدى إلى استئناف القصف المدفعي الإسرائيلي على بيروت والتقدم نحو بيروت.

حصار بيروت

حاصر الجيش الإسرائيلي بيروت الغربية بحوالي 3500 جندي، وأكثر من  300 دبابة و100 مدفع. في 10 يونيو/حزيران شدد الإسرائيليون حصارهم وتقدمت القوات نحو المدينة وتهيأت فرقة الاحتياط للدخول إليها.

في 13 يونيو/حزيران نجح الجيش الإسرائيلي في الوصول إلى جوار مدينتي بعبدا والبرزة، حيث يقع القصر الجمهوري ووزارة الدفاع اللبنانيان، وكذلك إلى طريق بيروت-دمشق.

أدى هذا إلى عزل الفلسطينيين ولواء من الجيش السوري في بيروت الغربية عن الوحدات الرئيسية للجيش السوري، فتمركزت وحدات إسرائيلية على الجهة الشرقية في الخط الفاصل في بيروت، بينما عززت البحرية الإسرائيلية الحصار البحري على المدينة، مما أدى إلى تطويق المنطقة الغربية من كل الجهات.

واستخدمت إسرائيل أثناء حصار بيروت وسائل الحرب النفسية، حيث ألقت طائراتها منشورات تدعو المدنيين إلى مغادرة بيروت عبر طريق بيروت-دمشق-طرابلس في يومي 3 و4 يوليو/تموز.

كما سمحت القوات الإسرائيلية بخروج السكان من داخل الأحياء المحاصرة، لكنها منعت عودتهم وبدأت بقطع المياه والكهرباء عن المدينة.

خلال الحصار نفذ الجيش الإسرائيلي هجمات جوية وبرية وبحرية على 3 دفعات متتالية، تفصل بينها أيام من الهدوء (13-25 يونيو/حزيران، 2-18 يوليو/تموز، 22 يوليو/تموز-12 أغسطس/آب).

ترشيح بشير الجميل وتصعيد الحصار

في 24 يوليو/تموز 1982 أعلن بشير الجميل ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن ثمن القتال حول بيروت لن يكون أقل من وصوله إلى رئاسة الجمهورية.

وبعد يومين، شدد الإسرائيليون قبضتهم حول بيروت الغربية، مانعين وصول الإمدادات الطبية إلى سكانها.

استمرار القتال ووقف إطلاق النار

في 27 يوليو/تموز، تم الإعلان عن وقف إطلاق النار للمرة السابعة، لكنه لم يستمر طويلا. وفي 30 يوليو/تموز هاجمت المدفعية وسلاح الجو الإسرائيلي وزوارق البحرية مخيمات برج البراجنة وصبرا وشاتيلا وحي الفاكهاني.

محاولة الاستيلاء على مطار بيروت

في أغسطس/آب 1982 شهدت بيروت معارك عنيفة، أبرزها محاولة الاستيلاء على مطار بيروت الدولي، إذ نفذت القوات الإسرائيلية هجوما واسعا على المطار ومحيطه، تضمن قصفا تمهيديا من البر والبحر.

استمر تبادل نيران المدفعية جنوب بيروت الغربية، وتقدمت المدرعات والمشاة الإسرائيلية على طول مدارج المطار والمباني المجاورة.

أثناء التقدم أصابت قذيفة عربة مدرعة ناقلة للجند، مما أدى إلى مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 9 آخرين، فقصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي مخيمات اللاجئين شمالي المطار.

استمرت الهجمات الإسرائيلية عبر 6 محاور هي: الأوزاعي وحي السلم وغاليري سمعان والمتحف والمرفأ والليلكي، لكنها واجهت مقاومة شديدة من الفصائل الفلسطينية.

وبلغت المعارك ذروتها في الثامن والتاسع والعاشر من أغسطس/آب 1982، واستخدمت فيها إسرائيل أسلحة محرمة دوليا.

حصار بيروت وانتخاب بشير الجميل

أثناء حصار بيروت الغربية الذي استمر 70 يوما، أكملت إسرائيل خطتها بانتخاب بشير الجميل رئيسا للبنان.

واجه الجميل معارضة قوية من القيادات الإسلامية وبعض المسيحيين الموالين للرئيس السابق سليمان فرنجية، ولكنه حظي بدعم الولايات المتحدة وإسرائيل.

وتم انتخاب الجميل رئيسا في 23 أغسطس/آب بطرق غير شرعية تشمل التهديد وشراء الأصوات، وعقب فوزه أطلقت مليشيات القوات المسيحية عيارات نارية احتفالا، وانطلقت 7 دبابات إسرائيلية تحمل كل واحدة منها صورة لبشير الجميل، وعلق أرييل شارون بأن كل شيء يجري وفق المخطط.

اغتيال بشير الجميل

في 14 سبتمبر/أيلول 1982، تم اغتيال بشير الجميل بانفجار عبوة ناسفة في مركز حزب الكتائب، وقتل معه 25 شخصا آخرون.

وُجِّهَت الاتهامات لجهات مختلفة بتنفيذ هذا العمل، وكانت إسرائيل أولى هذه الجهات المتهمة، إذ انتشرت شائعات تتهمها بتصفية حليف كانت تعتقد أن لها سيطرة مطلقة عليه، لكنها فوجئت به فور بلوغه هدفه يخرج عن طاعتها.

وجاء اتهام إسرائيل لأن عملية الاغتيال كانت بعد اجتماع في نهاريا امتنع فيه الجميل عن طاعة بيغن ورفض توقيع معاهدة للسلام مع إسرائيل قبل انسحابها النهائي، وهو ما اعتبرته مناقضا لوعوده السابقة.

مجزرة صبرا وشاتيلا

بدأت المجزرة مع شروق شمس 16 سبتمبر/أيلول بعد أن فرض الجيش الإسرائيلي حصارا على أبواب المخيمين تمهيدا للاقتحام، وذلك بعد أن سهّل الطريق أمام مليشيا حزب الكتائب اللبنانية المسلحة الشريكة في الهجوم، إضافة إلى جيش لبنان الجنوبي، الذي كان له دور أيضا فيما جرى، وقُدر عدد الشهداء في هذه المجزرة المروعة بين 750 و3500، أغلبهم من الفلسطينيين.

ويعود الخلاف في تحديد أعداد الضحايا بالضبط إلى دفن عدد منهم في قبور جماعية -سواء من قبل القتلة أو من الصليب الأحمر أو الأهالي- كما أن هناك عددا كبيرا من الجثث دفنت تحت ركام البيوت المهدمة، إضافة إلى مئات الأشخاص الذين اختطفوا واقتيدوا إلى أماكن مجهولة ولم يعودوا أو يُعرف مصيرهم.

انتخاب أمين الجميل

بعد اغتيال بشير الجميل بأسبوع، تم انتخاب شقيقه الأكبر أمين الجميل رئيسا للبنان، وحظي بدعم واسع من السياسيين المسلمين في لبنان، مما اعتبر فرصة لإنقاذ البلاد من الأزمة.

اتفاق 17 مايو/أيار 1983

وُقعت معاهدة السلام اللبنانية-الإسرائيلية، التي نصت على إنهاء حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل. وتعهد فيها لبنان بحفظ الأمن على الحدود الشمالية لإسرائيل ودمج جيش لبنان الجنوبي في الجيش اللبناني، كما فرضت المعاهدة قيودا على العلاقات العربية والدولية مع لبنان.

في المقابل، تعهدت إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية بشرط انسحاب القوات السورية، وتم الاتفاق على أن تنسحب إسرائيل خلال فترة تتراوح بين 8 و12 أسبوعا من سريان الاتفاق، وربطت انسحابها بانسحاب جميع القوات الأجنبية من لبنان.

ردود الفعل اللبنانية

رفضت القيادات السياسية اللبنانية الاتفاق، بينهم رشيد كرامي وسليمان فرنجية وحركة أمل بقيادة نبيه بري، وتحالفوا مع سوريا. وفي 5 مارس/آذار 1984 ألغى أمين الجميل اتفاق 17 مايو/أيار وقطع العلاقات مع إسرائيل وتقرب من سوريا.

فتصاعدت الاشتباكات في بيروت واستولت حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي على بيروت الغربية، مما أدى إلى تقسيم المدينة إلى قسمين.

الانسحاب الإسرائيلي التدريجي

بدأت إسرائيل بالانسحاب التدريجي من لبنان في 4 سبتمبر/أيلول 1982، وتراجعت القوات الإسرائيلية إلى نهر الأَوّلي شمالي صيدا، على بعد 40 كيلومترا تقريبا من حدود إسرائيل كخط تحصين جديد.

تفاقم الوضع في لبنان

اندلعت حرب الجبل بين الدروز والقوات اللبنانية، مما أدى إلى انهيار هذه الأخيرة وهجرة حوالي 100 ألف مسيحي تجاه المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل.

وتفاقمت أعمال العنف والاغتيالات في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، مما تسبب في خسائر فادحة في صفوف القوات الإسرائيلية رغم الإجراءات الأمنية المشددة.

الانسحاب النهائي وترتيبات الحزام الأمني

في 17 فبراير/شباط 1985 انسحبت القوات الإسرائيلية من صيدا ومنطقة طريق بيروت-دمشق وصولا إلى الشريط الحدودي، منهية بذلك الاحتلال الناجم عن حرب 1982، لكنها احتفظت بوجود عسكري في جزين. وأنشأت حزاما أمنيا بمساعدة مليشيات أنطوان لحد، يمتد على طول الحدود بعمق يتراوح بين 10 إلى 20 كيلومترا، ويغطي حوالي 8% من الأراضي اللبنانية.

الخسائر البشرية

أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن خسائر بشرية هائلة، وفقا لتقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فقد بلغ عدد الضحايا المدنيين 26 ألفا و506، منهم 11 ألفا و840 طفلا، و868 امرأة، كما أصيب 2994 شخصا بحروق خطيرة بسبب استخدام الاحتلال القنابل الفوسفورية، وتعرض الآلاف لتشوه دائم، حيث فقدوا السيقان والأذرع، وتعرضوا للإصابة بالحروق والتمزقات الناتجة عن استخدام القنابل الفسفورية والقنابل العنقودية المحرمة دوليا.

النتائج السياسية

  • إخراج منظمة التحرير الفلسطينية: نجحت إسرائيل في إجبار منظمة التحرير الفلسطينية على الخروج من لبنان، مما قلل من نشاطها العسكري ضد الاحتلال، لكن المقاومة الفلسطينية لم تتوقف بشكل كامل، وانتقلت إلى مناطق أخرى.
  • تعزيز النفوذ الإسرائيلي: على المدى القصير عززت إسرائيل نفوذها في جنوب لبنان وأقامت منطقة عازلة بمساعدة مليشيات لبنانية حليفة، لكن هذا النفوذ لم يدم طويلا بسبب المقاومة اللبنانية المستمرة.
  • تعميق الانقسام الداخلي اللبناني: أسهم الاجتياح الإسرائيلي في تعميق الانقسامات الطائفية والسياسية داخل لبنان، مما أدى إلى تفاقم الحرب الأهلية اللبنانية التي كانت مستمرة منذ عام 1975، وأسهمت التدخلات الخارجية والانقسامات الداخلية في زيادة تعقيد الوضع السياسي في البلاد.
  • الضغوط الدولية: واجهت إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة لوقف عدوانها والانسحاب من لبنان. وقادت هذه الضغوط إلى توقيع اتفاقيات لوقف إطلاق النار، مثل اتفاق 17 مايو/أيار 1983 بين إسرائيل ولبنان، والذي لم يصمد طويلا بسبب رفضه من قبل العديد من الأطراف اللبنانية والإقليمية.
  • بروز حزب الله: كان للاجتياح الإسرائيلي دور كبير في تشكيل وتأسيس حزب الله اللبناني، الذي ظهر بصفته قوة مقاومة رئيسية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

تمت قراءة هذا المقال بالفعل175 مرة!

✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

رييل ستوري | أبرز الأسلحة الحديثة التي استخدمتها إسرائيل في عدوانها على غزة

Next Post

رييل ستوري | دراسة: الصناعة الألمانية تلقت ضربة طويلة الأمد

Related Posts