في هذا المقال نجيب على الأسئلة الآتية:
1. هل من المهم أن نعرف حسن خاتمة الميت من عدمها؟
2. هل هناك علامات في الجنازة تشير إلى حسن الخاتمة؟
3. هل ظهور علامات على جسد الميت تشير إلى طبيعة الخاتمة (العلامات الزرقاء مثلًا لسوء الخاتمة، أو الابتسام لحسن الخاتمة)
4. هل سرعة الجنازة أو خفتها دليل على حسن الخاتمة؟
5. هل نخبر أهل الميت بما نظنُّه بناء على الشواهد؟
6. هل هذه الشواهد جازمة بحسن الخاتمة أو سوئها؟
هناك علامات عند الموت تدل على حسن الخاتمة، وكان أهمها أن يموت العبد على عمل صالح، كقول لا إله إلا الله، أو الصلاة، أو غير ذلك. هذا قد يكون بين العبد وربه ولا يراه الناس، فهل هناك علامات في الجنازة، ونحن نشيِّع الميت إلى قبره تشهد له بحسن الخاتمة؟
أولًا: هل مهم أن نعرف حسن خاتمة الميت من عدمها؟ وقد أفضى العبد إلى ربه؟
. الواقع أن الخاتمة الحسنة تصبِّر الأهل، وقد روى البخاري عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ حَارِثَةَ بْنَ سُرَاقَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَلاَ تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ، وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، فَإِنْ كَانَ فِي الجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي البُكَاءِ، قَالَ: «يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى».
· أيضًا يمكن للميت أن يستفيد من معرفة الناس لحسن خاتمته، فقد تدفع نهايتُه السعيدة الناسَ لتذكُّره بالخير، ومن ثم الدعاء له، والدعاء للميت يصل له.
إذن الأمر مهم، فما هي علامات حسن الخاتمة في الجنازة، أو بعد الموت؟
أولًا: شهادة المؤمنين له بالصلاح: (مهمة جدًّا)
· روى البخاري ومسلم عَنْ أَنَسِ، قَالَ: مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النَبِيُّ «وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ»، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ النَبِيُّ «وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ»، قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي، مُرَّ بِجَنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ، فَقُلْتَ: «وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ»، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ، فَقُلْتَ: «وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ»؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ».
· وليس بالضرورة أن يشهد له كثيرون: روى البخاري عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن النَّبِيَّ قال: «أَيُّمَا مُسْلِمٍ، شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ» فَقُلْنَا: وَثَلاَثَةٌ، قَالَ: «وَثَلاَثَةٌ» فَقُلْنَا: وَاثْنَانِ، قَالَ: «وَاثْنَانِ» ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنِ الوَاحِدِ.
ثانيًا: شهادة الجيران:
روى ابن حبان والحاكم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ أَرْبَعَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَتِهِ الْأَدْنَيْنَ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ إِلَّا خَيْرًا إِلَّا قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فِيهِ، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ».
ثالثًا: عدد المصلين على الميت:
· روى مسلم عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا مِنْ مَيِّتٍ تُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِائَةً، كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَهُ، إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ».
· وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ مَاتَ ابْنٌ لَهُ بِقُدَيْدٍ -أَوْ بِعُسْفَانَ- فَقَالَ: يَا كُرَيْبُ، انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَإِذَا نَاسٌ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: تَقُولُ هُمْ أَرْبَعُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَخْرِجُوهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ، يَقُولُ: «مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، لَا يُشْرِكُونَ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيهِ».
· وسرُّ الاختلاف يوضِّحه الطحاوي بقوله إن حديث عائشة متقدِّم، وقد جاد الله بالغفران لاحقًا على من صلى عليه أربعون فقط، ولا يستقيم العكس؛ لأن كرم الله يمنع ذلك.
أمور لا علاقة لها بحسن الخاتمة أو سوئها:
1. سرعة الجنازة ليست دليلًا على حسن الخاتمة، وما يقوله الميت بعد موته لحملة الجنازة لا يستلزم منه الإسراع أو البطء؛ فقد روى البخاري عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: “إِذَا وُضِعَتِ الجِنَازَةُ، وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً، قَالَتْ: قَدِّمُونِي، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ، قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا؟ يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهُ صَعِقَ”.
2. وكذلك ثقل الجنازة أو خفتها
3. وأيضًا العلامات الزرقاء لا تدل على سوء الخاتمة
4. والابتسام لا يدل على حسن الخاتمة
هل نخبر أهل الميت بما نظنُّه بناء على الشواهد؟
إذا رأينا خيرًا أخبرنا به قطعًا، فهذا من التبشير المطلوب، وإذا رأينا ما نكرهه كتمناه، لحديث الحاكم عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَكَتَمَ عَلَيْهِ غُفِرَ لَهُ أَرْبَعِينَ مَرَّةً..».
أخيرًا: ظهور شيء من علامات حسن الخاتمة لا يجزم بأن صاحبها من أهل الجنة، ولكن يستبشر له بذلك، كما أن عدم وقوع شيء منها للميت لا يلزم منه بأنه غير صالح.
ونسأل الله حسن الخاتمة لنا أجمعين[1].
تمت قراءة هذا المقال بالفعل162 مرة!
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.