قائمة المحتويات
تُشكّل قصة صعود جيفري وينر؛ رائد الأعمال الأمريكي الفذ، نموذجًا مُلهمًا في عالم الأعمال الرقمي؛ بعدما قاد شركة “لينكد إن” -منصة التواصل المهني العملاقة- بكفاءة واقتدار منذ ديسمبر 2008، مُحدثًا نقلة نوعية في مسارها.
علاوة على ذلك، قاد “وينر” بحنكة دفة الشركة نحو آفاق النمو والازدهار. متوجًا جهوده باستحواذ تاريخي من قبل شركة مايكروسوفت في يونيو من العام 2016م، بصفقة بلغت قيمتها آنذاك 26 مليار دولار، مرسخًا بذلك مكانة “لينكد إن” كقوة رقمية لا يستهان بها.
يواصل “وينر” مسيرته المهنية الملهمة ويشغل حاليًا منصب الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة “لينكد إن” منذ عام 2022. كما يعد الشريك المؤسس لشركة رأس المال الاستثماري Next Play. مسهمًا بخبرته الواسعة في دعم وتمكين الجيل القادم من رواد الأعمال والمبتكرين.
حياته المبكرة وتعليمه
وُلد جيفري وينر، في 21 فبراير 1970م، بالولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث نشأ في بيئة أكاديمية متميزة.
تخرج من كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا عام 1992م، حاصلًا على درجة بكالوريوس العلوم في الاقتصاد. ليبدأ مسيرته المهنية بخطى ثابتة في عالم الأعمال.
أسهمت خلفيته الأكاديمية في تشكيل رؤيته المهنية؛ حيث أظهر “وينر” قدرة كبيرة على الابتكار في المجال الاقتصادي والتقني. واللافت في هذه الرحلة، أن دراسته في وارتون وضعته في مسار متميز. ممهدًا الطريق له لتحقيق نجاحات متواصلة في حياته المهنية.
ويعد “وينر” مثالًا على الطموح والإرادة؛ حيث بدأ بتأسيس أسس قوية في مجال الاقتصاد والتكنولوجيا. ما جعله واحدًا من أبرز الشخصيات في قطاع الأعمال الأمريكي والعالمي.
من ياهو إلى قيادة “لينكد إن”
استهل جيفري وينر، مسيرته المهنية الملهمة بخطى واثقة في أروقة شركة ياهو؛ إذ أمضى ما يزيد على سبع سنوات حافلة بالإنجازات والترقيات المتتالية، وذلك ابتداءً من عام 2001.
تدرج “وينر” في العديد من المناصب القيادية الحساسة داخل الشركة. وصولًا إلى منصب نائب الرئيس التنفيذي لقسم شبكة ياهو. وهو المنصب الذي جسد قمة مسؤوليته في تلك المرحلة المهمة من حياته المهنية.
وبصفته نائبًا للرئيس التنفيذي، قاد “وينر” فريقًا ضخمًا يضم ما يزيد على 3 آلاف موظف؛ إذ كانت تقع على عاتقه مسؤولية إدارة منتجات رقمية واسعة الانتشار. نجحت في الوصول إلى قاعدة مستخدمين تجاوزت حاجز 500 مليون مستهلك. ما يعكس حجم التأثير الهائل الذي أحدثه خلال فترة توليه هذا المنصب الرفيع.
علاوة على ذلك، وخلال مدة خدمته المتميزة في قسم شبكة ياهو. كان جيفري وينر، جزءًا لا يتجزأ من فريق القيادة الإستراتيجي الذي اضطلع بمهمة تطوير وتوجيه قطاع البحث الحيوي للشركة.
وتجسدت رؤيته الثاقبة في قيادة عملية الاستحواذ على عدد من الشركات الرائدة بمجال تكنولوجيا البحث. والتي شملت شركات مرموقة، مثل: إنكتومي وألتافيستا وفاست.
ولم تقتصر مساهمته على عمليات الاستحواذ فحسب، بل امتدت لتشمل الإشراف المباشر على عملية دمج هذه الكيانات التقنية بنجاح ضمن البنية التحتية لياهو.
تجارب متنوعة في وارنر بروذرز
من ناحية أخرى، لم تقتصر خبرة “وينر” القيادية على قطاع الإنترنت فحسب، بل امتدت لتشمل مجالات أخرى حيوية في عالم الأعمال. فقد شغل منصبًا مهمًا كنائب رئيس قسم وارنر بروذرز أونلاين في شركة وارنر بروذرز.
وخلال فترة عمله في هذا المنصب، أظهر “وينر” قدرة فائقة على التخطيط الإستراتيجي والتفكير المستقبلي. حيث قام بتطوير خطة العمل الأولية للقسم الوليد آنذاك، واضعًا بذلك اللبنة الأولى لنموه وتطوره.
كذلك، اكتسب “وينر” خبرة قيمة في مجال الاستثمار ورأس المال الجريء من خلال عمله كمدير تنفيذي مقيم لدى اثنتين من أبرز شركات رأس المال الاستثماري الرائدة في الولايات المتحدة، وهما Accel و Greylock Partners.
وقد أتاحت له هذه التجربة الفريدة اكتساب رؤى معمقة حول آليات تمويل الشركات الناشئة وتقييم الفرص الاستثمارية الواعدة.
ريادة الأعمال والابتكار في لينكد إن
وفيما كانت مسيرته المهنية تتصاعد بخطى ثابتة، شهد عام 2008، نقطة تحول مهمة في مسيرة “وينر” المهنية. وذلك بانضمامه إلى شركة “لينكد إن”.
وسرعان ما أظهر “وينر” رؤيته الإستراتيجية وقدرته على إحداث نقلة نوعية في الشركة؛ إذ طبق أول فريق للعمليات التجارية (BizOps) في تاريخ “لينكد إن”. وقد شكل تأسيس هذا الفريق نقلة نوعية في طريقة عمل الشركة؛ حيث ساهم في تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز عملية اتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات.
كذلك، حظي “وينر” بتقدير واسع النطاق لإنجازاته القيادية والريادية. ففي عام 2011م، تقاسم جيفري وينر، وريد هوفمان، جائزة إرنست ويونغ، لرائد الأعمال لهذا العام، على مستوى الولايات المتحدة. وهو تكريم رفيع المستوى يعكس تأثيرهما البارز في عالم ريادة الأعمال.
ونال “وينر” عام 2014م، تقديرًا خاصًا من قبل موظفي “لينكد إن” أنفسهم. وذلك عبر استطلاع Glassdoor السنوي؛ حيث تم تصنيفه كواحد من “أفضل 10 رؤساء تنفيذيين في شركات التكنولوجيا الأمريكية”. وهو ما يعكس مدى الثقة والاحترام الذي يكنه له فريقه.
مبادرة إنسانية تعكس المسؤولية الاجتماعية
كما تجسدت قيادة “وينر” الملهمة في مواقف إنسانية نبيلة. ففي عام 2016م، حظي باهتمام إعلامي واسع النطاق لتبرعه بمكافأة أسهمه القيّمة. والتي بلغت قيمتها 14 مليون دولار، لصالح موظفي لينكد إن. وذلك بعد فترة شهدت انخفاضًا في سعر سهم الشركة. هذه المبادرة الاستثنائية عكست مدى تقديره والتزامه تجاه فريقه. كما رسخت صورته كقائد يتمتع بحس عالٍ من المسؤولية الاجتماعية.
نهاية حقبة وبداية فصل جديد
ومن الضروري الإشارة إلى أنه في 5 فبراير 2020، أعلن “وينر قراره بالتنحي عن منصبه كرئيس تنفيذي لشركة لينكد إن. ليتقلد بعد ذلك منصبًا جديدًا كرئيس تنفيذي لمجلس الإدارة في نفس الشركة.
وأوضح “وينر” أن هذه الخطوة تأتي بهدف التركيز بشكلٍ أكبر على تحقيق رؤية لينكد إن الطموحة. والمتمثلة في خلق فرص اقتصادية لكل عضو في القوى العاملة العالمية. بالإضافة إلى العمل على سد فجوة التواصل بين المهنيين.
وفور التنحي، تم الإعلان عن تعيين رايان روسلانسكي، خلفًا له في منصب الرئيس التنفيذي. لتنتهي بذلك حقبة قيادية مميزة لـ “وينر” في الإدارة التنفيذية اليومية للشركة. وتبدأ مرحلة جديدة من مساهمته في توجيه إستراتيجيتها من موقعه الجديد بمجلس الإدارة.
قصة نجاح ملهمة
في النهاية، تجسد مسيرة جيفري وينر، المهنية قصة نجاح ملهمة، بدأت من مقاعد الدراسة في وارتون، مرورًا بمحطات بارزة في ياهو ووارنر بروذرز، وصولًا إلى قيادته الرشيدة لمنصة لينكد إن وتحويلها إلى قوة رقمية عالمية.
وخلال هذه الرحلة المُثيرة، أظهر “وينر” على الدوام رؤية إستراتيجية ثاقبة، وقدرة فائقة على الابتكار، والتزامًا راسخًا بفريقه ومجتمعه. ولا شك أن إرثه سيظل محفورًا في تاريخ عالم الأعمال الرقمية، وسيستمر في إلهام الأجيال القادمة من رواد الأعمال والمبتكرين.
تمت قراءة هذا المقال بالفعل381 مرة!
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.
ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق