على من تطلق الجماعة
وتطلق الجماعة على: أهلِ الحلِّ والعَقد، وهم العُلماء والأمراء والقَادة والوُلاة والقُضاة والأعيان، أو بعضهم إذا اجتمعوا على أمرٍ من مَصالح المسلمين، كتولية إمامٍ وبيعته أو عزله؛ قال ابن بَطال: “والمراد بالجماعة: أهلُ الحل والعقد من كل عصر”[1].
فلا تقتصر كلمة الجماعة على فرقة في مقابل أخرى، فالمسلمون كلهم كالجسد الواحد، ربهم واحد ونبيهم واحد ودينهم واحد، وإنما وقع الخلاف بسبب اتباع الأهواء والقول في الدين بغير علمٍ، وظهور الفرق الضالة التي من شأنها في الابتداع أنها تجهل الحق، وتتسمى بسمة أهل الحق، كما فعل الخوارج؛ حيث زعموا أن جماعتهم هي جماعة المسلمين، وجعلوا أخوَّة الإسلام مقصورة على الأخوة فيما بين جماعتهم، وقد نهى الله تعالى المسلمين عن التنازع والافتراق في الدين؛ لأن ذلك يُصيِّر الأمة شيعًا وأحزابًا متفرقين؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [الأنعام: 159].
وقال تعالى: ﴿ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ [الروم: 32].
[1] ” شرح البخاري ” (10 / 379).
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.