علاماتُ الساعةِ (1)
نتحدَّثُ فِي هذَا الدرسِ عن عَلاماتِ الساعة، وهي: العَلاماتُ الَّتي تَسبِقُ وُقوعَ يومِ القيامةِ، وتدُلُّ علَى قُربِ حُصولِه.
واصطُلِحَ علَى تَقْسيمِها إلى: صُغرى وكُبرى: فالصُّغْرى -فِي الغالِبِ- تَسبِقُ يومَ القيامةِ بمدَّةٍ طويلةٍ، ومنها مَا وقَعَ وانْقَضى -وقد يتكرَّرُ وقوعُه- ومنها مَا ظهَرَ ولا يَزالُ يظهَرُ ويتتابَعُ، ومنها مَا لم يقَعْ حتَّى الآنَ، وحتمًا سيقَعُ كمَا أخبَرَ الصادِقُ المَصدوقُ صلى الله عليه وسلم.
وعلاماتُ الساعةِ الصُّغرى كثيرةٌ، منها: قبضُ العلمِ، وانتشارُ الفِتَنِ، وشُيوعُ الفواحِشِ، وكثرةُ القتلِ والزلازلِ، وتقارُبُ الزمانِ[1]، وادِّعاءُ النبوَّةِ من قِبَلِ دجَّالينَ كُثُرٍ، وتطاوُلُ الحُفاةِ العُراةِ العالةِ [أيِ: الفُقراءِ] رُعاةِ الشاةِ فِي البُنيانِ، وتَداعي الأمَمِ علَى المُسلمينَ، ثمَّ انتصارُ المُسلمينَ علَى اليهودِ فِي النهايةِ فِي مواجَهةٍ يتكلَّمُ فيها الحَجرُ والشجَرُ، ويدُلَّانِ فيها المُسلمينَ علَى مكانِ اخْتباءِ اليهودِ.. وغيرُها منَ العلاماتِ. كمَا قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ[2]، وَيَكْثُرَ الْجَهْلُ، وَيَكْثُرَ الزِّنَا، وَيَكْثُرَ شُرْبُ الْخَمْرِ، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ[3]» [متفق عليه].
نَكتَفِي بهذَا القَدرِ، ونُكمِلُ الحديثَ -بمَشيئةِ اللهِ- فِي الدرسِ القادِمِ عن علاماتِ الساعةِ الكُبرى.
[1] قيلَ: بِقِلَّةِ البَركَةِ فيهِ وسُرعَتِه وقِصَرِه في آخِرِ الزَّمانِ، وقيلَ: أنَّه مَعَ تَوفُّرِ وسَائِلِ النَّقلِ الحديثَةِ التي قَرَّبَتْ البَعِيدَ.
[2] والمُراد بالعلمِ هنا: العلمُ الشرعي، وهو العلمُ بكتابِ الله تعالى وسُنَّةِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم، ويكونُ رفعُ العلمِ بموتِ حَمَلَتِهِ، وهم العلماءُ بالشريعة، كما في الحديث: «إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا» [رواه البخاري].
[3] القيِّمُ: القائِمُ على شُؤُونِهِنَّ. وقَدْ يَكونُ بِسَبَبِ الحُرُوبِ والقَتلِ، أو أنَّ النِّسَاءَ يَلِدْنَ الإِنَاثَ أَكْثَرَ مِنَ الذُّكورِ، أو بِسببِ الأوبِئَةِ أو غيرِ ذلك.
تمت قراءة هذا المقال بالفعل101 مرة!
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.
ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق