الإسلام منهج متكامل وواقعي

أولًا: الإسلام منهج متكامل:

ففيه تتكامل العقائد مع العبادات والمعاملات والأخلاق لصنع حياة طيبة للمسلم ولمَن حوله، وهذا المنهج يهتم بالفضائل والمعاملات، كما يهتم بالعقائد والعبادات؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].

والإسلام لا يقبل التجزئة حتى تتحقق الأهداف المرجوة من السعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 85].

فمثلًا يتكامل الحجاب وغض البصر مع آداب الاستئذان والزواج، وحدّ الجلد أو الرجم للزاني لنشر الحياء والعفاف ومنع جريمة الزنا وحفظ الأعراض والأنساب.

ثانيًا: الإسلام منهج واقعي:

فالإسلام يوظف طبائع الإنسان وميوله وشهواته، ويواجهها لما فيه خير الفرد والمجتمع، مثال ذلك:

الإسلام شرع الزواج وجعل عليه الأجر والثواب، وحرَّمَ الزنا وتوعَّد مَن وقع فيه بالعقوبة، فالإسلام ليس أغلالًا في أعناق الناس، ولا قيودًا في أرجلهم، بل هو علامات هادية وإرشادات لتنظيم أمورهم، فالإسلام جاء ليحقق حكمة الله في خلق الشهوة في الإنسان، وهي الدافع لعمارة الأرض وقوة لبناء المجتمع؛ قال تعالى: ﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾ [النساء: 3].

وحتى يتم ذلك منع وحظر الإسلام الزنا؛ حتى لا تختلط الأنساب والأحساب، وتكون الشهوة دافع للتخريب وسبب للإيلام.

قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32].

ووضع الله الحواجز التي تحول دون وصول الرجل للمرأة أو العكس، (فنهى عن مصافحة المرأة الأجنبية، والخلوة بها، والاختلاط بين الرجال والنساء، وأمر بالحجاب، ونهى عن التبرج والسفور، ونهى المرأة أن تسافر بمفردها دون محرم، وأمر الرجال والنساء بغض البصر… وغير ذلك).