معاني أسماء الله سبحانه، الجميل، الحَيِي
السِّتِّير، الشافي، الطبيب
هذا الاسم الكريم جاء في السُّنَّة من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله جميل يحب الجمال”[1].
الله سبحانه “الجميل”: الذي له الأسماء الحسنى، وله صفاتُ الجمالِ والكمالِ والجلالِ، “حسن الأفعال، كامل الأوصاف”[2].
وهو جميل في ذاته، وفي أسمائه وصفاته، وفي أقواله، وفي شرعه وأمره، وهو جميل على الحقيقة بلا كَيفٍ نعلمه، قال الله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾[الشورى: 11].
وهو الذي يَهبُ الجمالَ لمن يشاء من عباده كما جمَّل نبيَّنا صلى الله عليه وسلم إذ كان وجهه مثل القمر، وجمَّل يوسف عليه السلام، وزيَّن الأرض وجمَّلها، قال تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 7].
الله سبحانه الحَيِي:
جاء هذا الاسم الكريم في حديث يعلى بن أمية رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله عز وجل حَيِيٌّ سَتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسِّتْرَ..”[3]، وجاء في حديث سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن ربَّكم حَيِيٌّ كريمٌ يستحي من عبدِه إذا رفع يديْه إليه أن يردَّهما صِفرًا”[4].
الله سبحانه الحيي الذي يستر على عباده فلا يفضحهم، والله سبحانه كثير الحياء، وحياؤه مع ما يليق به لا يماثله أحد من خلقه، قال الله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾[الشورى: 11].
والإيمان بهذا الاسم الكريم يورث في قلب العبد وعمله محبة الله والرغبة إليه والحياء منه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “استحيوا من اللهِ تعالى حقَّ الحياءِ، من اسْتحيا من اللهِ حقَّ الحياءِ فلْيحفظِ الرأسَ وما وعى، ولْيحفظِ البطنَ وما حوى، ولْيذكرِ الموتَ والبِلا، ومن أراد الآخرةَ ترك زينةَ الحياةِ الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من اللهِ حق الحياءِ”[5].
وأن يتخلق العبد بخلق الحياء الذي يحثه على الخير ويمنعه من الشر، والحياء من عظيم خصال الإيمان كما ثبت في الحديث: “الحياء شعبة من الإيمان”[6].
الله سبحانه السِّتِّير:
جاء هذا الاسم الكريم في السُّنَّة من حديث يعلى بن أمية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“إن الله عز وجل حَيِيٌّ ستِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسِّتْرَ”[7].
السِّتِّير أو السَّتِير كلاهما بمعنى واحد وهو سبحانه السِّتِّير الذي يستر على عباده ولا يفضحهم، ويحب من عباده الستر أن يستروا على أنفسهم لما اقترفوه من القبائح، وأن يستر بعضهم على بعض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ستر مسلمًا في الدنيا ستره الله يوم القيامة”[8]، ولا يحب المجاهرين بالمعاصي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” كُلُّ أُمَّتي مُعافى إلا المجاهرين”[9].
الله سبحانه الشافي والطبيب:
جاء هذا الاسم الكريم “الشافي” في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ بَعْضَهُمْ، يَمْسَحُهُ بيَمِينِهِ: أذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، واشْفِ أنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا”[10].
الله سبحانه هو الشافي: الذي يشفي من أمراض الشبهات والغل والحسد ونحوها، ومن أمراض البدن وعلله، فإذا أصاب العبدَ مرضٌ من الأمراض فيوقن أن لا شافي له إلا الله، ولا يبرئه من الأمراض إلا الله، قال الخليل إبراهيم كما أخبر الله عنه عن ربه: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80].
ومن رحمته سبحانه أن أرشد عباده إلى التداوي وهو لا يتنافى مع التوكل على الله، بل من تمام التوكل على الله بذل الأسباب المشروعة والمباحة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أنْزَلَ اللَّهُ داءً إلَّا أنْزَلَ له شِفاءً”[11].
وأما اسمه سبحانه “الطبيب” فقد جاء من حديث أبي رمثة رضي الله عنه: انطلَقتُ معَ أبي وأَنا غلامٌ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: فقالَ لَهُ أبي: إنِّي رجلٌ طبيبٌ، فأرني هذِهِ السَّلْعةَ الَّتي بظَهْرِكَ، قالَ: وما تَصنعُ بِها؟ قالَ: أقطَعُها، قالَ: لَستَ بطبيبٍ، ولَكِنَّكَ رَفيقٌ، طَبيبُها الَّذي وَضعَها. وقالَ غيرُهُ: الَّذي خَلقَها[12].
والطبيب الشافي لأمراض الأبدان والقلوب، وهو سبحانه العالم بالآلام والأمراض، وهو العالم بالدواء وأسباب الشفاء، وهو القادر على الشفاء دون الدواء.
[1] رواه مسلم، 93.
[2] النهاية لابن الأثير: 1/ 299.
[3] رواه أبو داود 4012، والنسائي، 200.
[4] رواه أبو داود، 1488، والترمذي، 3556، وابن ماجه، 3865.
[5] رواه الترمذي، 2485.
[6] رواه البخاري، 51، ومسلم، 63.
[7] رواه أبو داود 4012، والنسائي، 200.
[8] رواه مسلم، 2002.
[9] رواه البخاري، 6069.
[10]رواه البخاري 131، ومسلم، 1722.
[11] رواه ابن ماجه، 3438.
[12] رواه أحمد في مسنده 12/ 67، قال أحمد شاكر: إسناده صحيح.
تمت قراءة هذا المقال بالفعل125 مرة!
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.