الصوم المشروع
الصوم المشروع: هو صومُ الجوارح عن الآثام، وصومُ البطن عن الطعام والشراب، فكما أن الطعام والشراب يَقطَعه ويُفسده، فهكذا الآثام تقطع ثوابه وتُفسد ثمرته، فتُصَيِّره بمنزلة من لم يصُم.
فالصائم حقيقة: هو الذي صامت جوارحُه عن الآثام، ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الرفث، فإن تكلَّم لم يتكلَّم بما يَجرح صومه، وإن فعَل لم يَفعَل ما يُفسد صومه، فيُخرج كلامه نافعًا صالحًا، وكذلك أعماله فهي بمنزلة رائحة المسك التي يشمها مَن جالَس حامِلَ المسك، كذلك من جالَس الصائم انتفَع بمجالسته، وأمِن فيها من الزُّور والكذب والفجور والظلم، وفي الحديث الذي رواه أحمد: «وإن ريحَ الصائم أطيبُ عند الله مِن ريح المسك»، هذا هو الصوم المشروع لا مجرَّد الإمساك عن الطعام والشراب، ففي الحديث الصحيح: «مَن لم يدَع قولَ الزور والعملَ به، والجهل، فليس لله حاجة في أن يدَع طعامَه وشرابه»؛ رواه أحمد وغيره، وفي الحديث: «رُبَّ صائمٍ حظُّه من صيامه الجوع والعطش»؛ رواه أحمد وهو حديث صحيح[1].
[1] الوابل الصيب من الكلم الطيب لابن القيم، ص 32 – 33.
تمت قراءة هذا المقال بالفعل113 مرة!
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.
ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق