رييل ستوري | التناسق بين القول والعمل: قراءة تحليلية في ضوء سورة الصف

اعلانات

رييل ستوري | التناسق بين القول والعمل: قراءة تحليلية في ضوء سورة الصف

التناسق بين القول والعمل

قراءة تحليلية في ضوء سورة الصف – فائدة من كتاب (إتمام الرصف بذكر ما حَوَتْهُ سورة الصف من الأحكام والوصف)


الحمد لله الذي أتم النعمة وأكمل الدين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، سيدنا محمدٍ الذي كان أصدق الناس قولًا وأحسنَهم عملًا، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فإن الاتساقَ بين القول والعمل يمثِّل جوهر القيم الإسلامية وأساسًا مهمًّا في بناء شخصية المؤمن؛ فهو المعيار الذي يُقاس به صِدق الأفراد والمجتمعات، ومظهر من مظاهر الإيمان العميق بالله عز وجل.

 

تتناول سورة الصف قضية التناقض بين القول والعمل بأسلوب بلاغي مؤثِّر يستنهض القلوب والعقول؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3]، هذه الآيات المباركة لا تقتصر في خطابها على فئة بعينها، بل تشمل جميع المؤمنين الذين قد يقعون في مخالفة أفعالهم لأقوالهم.

 

في هذا المقال، نسعى إلى تحليل هذه الآيات من منظور قرآني متعمِّق، مستندين إلى تفسير الشيخ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب في كتابه: (إتمام الرصف بذكر ما حوته سورة الصف من الأحكام والوصف)، ونهدف إلى استكشاف مقاصد النص القرآني وأبعاده الأخلاقية، مع توضيح أثر الاتساق بين القول والعمل في حياة الفرد والمجتمع.

 

قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ * إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾ [الصف: 2 – 4].


قال المصنف حفظه الله: نداء من الرب الكريم لعباده الموحِّدين مذكرًا لهم برسالتهم التي اعتقدوها وأحبُّوها وجاهدوا من أجلها؛ أعني “الإيمان”، وليس المقصود بذلك اللفظ هو من ارتقى في الإسلام ليحقق الإيمان، بل هذا اللفظ عند إفراده يدخل في مسمَّاه أيضًا معنى الإسلام[1].

 

ونلحظ أن النداء هنا موجَّه إلى كل موحِّد، تُستفاد هذه الكلية من النكرة (أي) في قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا ﴾، وأيضًا الاسم الموصول (الذين)[2]، وهو أيضًا بدلٌ من النكرة المقصودة (أي) المبنية على الضم في محل نصب “منادَى”، إذًا كل من شَهِد بالحق ودان بالإسلام يُوَجَّه إليه هذا الخطاب، كما نلاحظ تصدير الخطاب الكريم بأداة النداء “يا”، وهل يُفهم منها أنها للبعيد؟ كلا؛ فإن الله تعالى قريب من عباده، فهو معهم يسمع ويرى، وهو سبحانه معهم يؤيدهم وينصرهم، ويُوفقهم ويُرشدهم ويَهديهم، إذًا ليست (يا) لنداء البعيد، بل هنا لنداء الحبيب القريب، ولا نجد خطابه تعالى في القرآن لعباده مطلقًا وللمؤمنين تخصيصًا إلا مُصدَّرًا بهذه الأداة، أفيُفهم من ذلك أنها للبعيد؟ اللهم لا.

 

وهذه الآيات تمثل أسلوبًا قرآنيًّا لحث المُنَادَين إلى تلقِّي المُنَادَى به، وتحبيبهم فيه بذكر هذا القيد الذي به اتصفوا؛ وهو الإيمان، هذا من جانب، ومن جانب آخر بناء المُنَادَى به في صورة الاستفهام الاستنكاري، الذي يعني العتاب، الأمر الذي يدفع المُخَاطَبين إلى تحصيل المطلوب، والتشمير للوصول إلى الرضا والمحبوب، وهو القتال في سبيل الله تعالى كما أمر ربنا، ولذا كان المنادَى به هو هذه الآيات الثلاث من أول الاستفهام بالأداة (لمَ)، ونجد أنه “في الآية الأولى إنكار على الذين يقولون ما لا يفعلون، وفي الآية الثانية بيان شدة غضب الله ومقته على من يكون كذلك، ولكن لم يبين هنا القول المغاير للفعل المنهيِّ عنه، والمعاتَبين عليه والمستوجب لشدة الغضب، إلا أن مجيء الآية الثالثة بعدهما يُشعر بموضوع القول والفعل؛ وهو الجهاد في سبيل الله، وقد اتفقت كلمة علماء التفسير على أن سبب النزول – مع تعدده عندهم – أنه حول الجهاد في سبيل الله، من رغبة في الإذن لهم في الجهاد، ومعرفة أحب الأعمال إلى الله، ونحو ذلك.

 

وقد بيَّن القرآن في عدة مواضع أن موضوع الآيتين الأولى والثانية فيما يتعلق بالجهاد وتمنِّيهم إياه؛ من ذلك قوله تعالى عنهم: ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ ﴾ [محمد: 20]، ومنها قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [النساء: 77]، ومنها قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا ﴾ [الأحزاب: 15].

 

فتبين بهذا أن الفعل المغاير للقول هنا هو عدم الوفاء بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم من قبل فاسْتوجبوا العتاب عليه…”[3].


ومما يُستفاد من هذه الآية المباركة، أنه يُستدل بعموم لفظها على الإنكار على كل من خالف قولَه فعلُه، سواء في عهد أو وعد، أو أمر أو نهي[4].

 

وهنا إشكال لا بد من رفعه؛ ذلك أن من الناس من يفهم أن مرتكب الذنب يُحظَر عليه نهيُ غيره، وإن قام بهذا الواجب فإن الذم يلحقه، واستدلوا على هذا بظاهر بعض النصوص؛ منها: قوله تعالى: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44]، وفي تفسيرها ما أخرجه عبدالرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة بإسناد جيد، قال: كان بنو إسرائيل يأمرون الناس بطاعة الله وبتقواه وبالبر، ويخالفون، فعيَّرهم الله عز وجل، وكذلك قال السدي[5].

 

وأخرج ابن جرير بإسناده، قال ابن جُريج: أهل الكتاب والمنافقون كانوا يأمرون الناس بالصوم والصلاة، ويَدَعون العمل بما يأمرون به الناس، فعيَّرهم الله بذلك، فمن أمر بخير فليكن أشدَّ الناس فيه مسارعة[6].

 

ومن ذلك: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مررت ليلة أُسري بي على قوم تُقْرَض شِفاههم بمقاريض من نار، قال: قلت: من هؤلاء؟ قالوا: خطباء أمتك من أهل الدنيا ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسَون أنفسهم وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون؟))[7].


ومنه حديث أسامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يُجاء بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار، فتندلق به أقتابه، فيدور بها في النار كما يدور الحمار بِرَحَاه، فيَطيف به أهل النار، فيقولون: يا فلان، ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فقال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتِيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه))[8].

 

وأيضًا قال جُنْدَب بن عبدالله رضي الله عنه: “مَثَلُ العالم الذي يعلِّم الناس الخيرَ ولا يعمل به، كمثل السراج يضيء للناس ويُحرق نفسه”[9]، وقال إبراهيم النخعي: “إني لأكره القصص لثلاث آيات: قوله تعالى: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [البقرة: 44]، وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3] وقوله إخبارًا عن شعيب: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]”[10]، وقال بعضهم: جلس أبو عثمان الحيري الزاهد يومًا على مجلس للتذكير، فأطال السكوت، ثم أنشأ يقول:




وغير تقى يأمر الناس بالتُّقى
طبيبٌ يداوى الناس وهو مريضُ

قال: فضجَّ الناس بالبكاء[11].

 

وقال أبو العتاهية الشاعر:




وَصَفْتَ التقى حتى كأنك ذو تُقى
ورِيح الخطايا من ثيابك يسطَعُ

وقال أبو الأسود الدؤلي:



وهذا القول وإن كان قال به بعض الأفاضل، لكنه غير صواب؛ إذ “ليس في الآية أن الإنسان إذا لم يقُم بما أمر به، أنه يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنها دلت على التوبيخ بالنسبة إلى الواجبَين، وإلا فمن المعلوم أن على الإنسان واجبين: (1) أمر غيره ونهيه، (2) أمر نفسه ونهيها، فترك إحداهما لا يكون رخصة في ترك الآخر، فإن الكمال أن يقوم الإنسان بالواجبين، والنقص الكامل أن يتركهما، وأما قيامه بأحدهما دون الآخر، فليس في رتبة الأول، وهو دون الأخير، وأيضًا فإن النفوس مجبولة على عدم الانقياد لمن يخالف قوله فعله، فاقتداؤهم بالأفعال أبلغ من اقتدائهم بالأقوال المجردة[13].

 

وما ذهب إليه السعدي وجيه من كل وجه؛ يقول ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله تعالى: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ… ﴾ [البقرة: 44] ما نصه: “والغرض أن الله تعالى ذمَّهم على هذا الصنيع ونبَّههم على خطئهم في حق أنفسهم؛ حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه، وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر مع تركهم له، بل على تركهم له، فإن الأمر بالمعروف معروف، وهو واجب على العالم، لكن الواجب والأولَى بالعالم أن يفعله مع من أمرهم به ولا يتخلف عنه؛ كما قال شعيب عليه السلام: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ… عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]، فكلٌّ من الأمر بالمعروف وفعله واجب، لا يَسْقُط أحدهما بترك الآخر على أصح قولي العلماء من السلف والخلف، وذهب بعضهم إلى أن مرتكب المعاصي لا ينهى غيره عنها، وهذا ضعيف… والصحيح: أن العالم يأمر بالمعروف وإن لم يفعله، وينهى عن المنكر وإن ارتكبه؛ قال مالك عن ربيعة: سمعت سعيد بن جبير يقول: لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء، ما أمر أحدٌ بمعروف ولا نهى عن منكر، قال مالك: وصدق، من ذا الذي ليس فيه شيء؟!”[14].

 

وسبحان من تفرد بالكمال وجعل ذلك له ليس لأحد من خلقه:




من ذا الذي ما ساء قط
ومن له الحسنى فقط

وينبغي للآمر الناهي أن يتأدَّب بآداب الشرع، فيكون نهيه عن المنكر بالمعروف، وأمره بالمعروف من غير منكر، ثم عليه ألَّا يلتفت إلى رضا الناس لا سيما المتلبسون بالمعصية:


 

الخلاصة:

أهمية النداء الإلهي في ترسيخ الإيمان:

افتتحت الآية بنداء: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الصف: 2]، وهو أسلوب قرآني يهدف إلى جذب انتباه السامع وربطه بصفته الإيمانية، هذا النداء يحمل بين طيَّاته تذكيرًا بمسؤوليات الإيمان؛ إذ إن هذه الصفة تستوجب الالتزام الكامل بما يقوله الإنسان ويعِد به؛ ومن هنا، فإن مخالفة القول للفعل تُعَد خيانةً لهذه المسؤولية.

 

بلاغة الاستفهام الاستنكاري ودوره في التوجيه:

جاءت الآية بصيغة استفهام استنكاري: ﴿ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2]، وهي صيغة تهدف إلى لفت الانتباه إلى التناقض الذي يقع فيه المخاطبون، هذا الأسلوب القرآني لا يهدف فقط إلى اللوم، بل يثير في النفوس تساؤلًا ذاتيًّا يدفعها إلى مراجعة أفعالها وتصحيح مسارها؛ ومن هنا، تظهر أهمية الالتزام بالعمل لِما فيه من دلالة على الصدق والإخلاص.

 

شدة المقت الإلهي تجاه التناقض:

أكدت الآية التالية خطورة هذا السلوك؛ بقول الله تعالى: ﴿ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 3]، كلمة “مَقْت” تعني شدة الكراهية والغضب، مما يدل على أن هذا السلوك لا يُغضب الله فحسب، بل يُفقد المؤمن مكانته أمام ربه وأمام الناس، فالتناقض بين القول والعمل لا يضر الفرد فحسب، بل يهدم مصداقية الرسالة الإسلامية برمتها.

 

الجهاد بصفته رمزًا للاتساق الكامل بين القول والعمل:

اختتمت الآيات بمدح أولئك الذين يُجسِّدون هذا الاتساق في أبهى صوره: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾ [الصف: 4]، الجهاد في سبيل الله هنا لا يقتصر على القتال، بل يشمل كل جهد يُبذل بإخلاص في سبيل تحقيق الغايات الإيمانية؛ فالمؤمن الصادق يُظهر التزامه من خلال العمل الجاد والمثابرة، ضمن منظومة متماسكة تعكس الانسجام بين الأفراد والمجتمع.

 

الخاتمة:

إن التوافق بين القول والعمل يمثل أحد أعمدة الأخلاق الإسلامية التي تعزز من مصداقية الفرد وتأثيره الإيجابي في المجتمع، وقد أظهرت سورة الصف بأسلوبها البلاغي البديع خطورة التناقض بين الأقوال والأفعال، وأكدت على مكانة الاتساق كصفة محبوبة عند الله.

 

لذا؛ فإن على المسلم أن يجتهد في تحقيق هذا التناسق، ملتزمًا بالصدق في أقواله والإخلاص في أفعاله، موقنًا أن ذلك هو السبيل لنَيل رضا الله وإصلاح حال الأمة، ونسأل الله أن يجعلنا من الذين يقولون ويفعلون، ويؤثِرون الخير في أقوالهم وأفعالهم.

 

والحمد لله رب العالمين.


[1] انظر بسط هذه المسألة عند ابن تيمية: مجموع الفتاوى (7/ 14).

[2] في دلالة الموصولات على العموم، انظر الشوكاني: محمد بن علي بن محمد بن عبدالله (ت1250هـ)، إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول (1/ 304)، تحقيق: الشيخ أحمد عزو عناية، دار الكتاب العربي، ط. الأولى = 1419-1999م.

[3] عطية سالم: تتمة أضواء البيان (8/ 105).

[4] السابق (8/ 105)، وانظر فيه للسعدي: تيسير الكريم الرحمن (ص/ 858).

[5] تفسير ابن كثير: (1/ 246).

[6] إسناده صحيح: تفسير ابن جرير (1/ 614)، وانظر: تفسير ابن كثير (1/ 246).

[7] إسناده صحيح بمجموع طرقه، أخرجه ابن المبارك: أبو عبدالرحمن عبدالله بن المبارك الحنظلي (ت181هـ) في “الزهد” (819)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية – بيروت، وأحمد في “المسند” (12211)، وصححه الألباني في الصحيحة (291).

[8] صحيح: أخرجه البخاري (3267 – كتاب بدء الخلق و(7098 – كتاب الفتن) ومسلم (2989 – كتاب الزهد والرقائق).

[9] إسناده صحيح، أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير” (1685)، والخطيب في اقتضاء العلم (70)، وانظر كلام الألباني عليه في تحقيقه لاقتضاء العلم العمل، المكتب الإسلامي، ط. الخامسة = 1404-1984م.

[10] انظر ابن كثير: التفسير (1/ 250).

[13] السعدي: تيسر الكريم الرحمن (ص/ 51).

[14] ابن كثير: التفسير (1/ 247).



تمت قراءة هذا المقال بالفعل65 مرة!

✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *