اعلانات

رييل ستوري | خطورة الدين

خطورة الدَّين

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين؛ أما بعد:

فلا يخفى على المسلم ما لأخيه المسلم من الأمور الشرعية المستلزِمة لمحبَّتِهِ وتقديره وتوقيره، وصيانة عِرْضِهِ، وحفظ لحقوقه.

 

وقد جاءت النصوص الشرعية تؤكِّد كثيرًا من المسائل التي تُبيِّن العلاقة بين المسلمين؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ [الحجرات: 12].

 

وقد جاءت النصوص الْمُسْتَفِيضة بأن الله له الرحمة الواسعة في الآخرة، ولكن هذا الذي يخصه سبحانه وتعالى من ذنوب عباده، وتقصيرهم في حقِّه لضعفهم أمام المعاصي واقترافهم الْمُحرَّمات، وأما ما يخص العباد فيما بينهم، فلا يغفر لهم حتى يرضى بذلك صاحب الحق، وذلك من عدله وحكمته؛ كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لَتُؤَدَّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يُقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء))؛ [رواه مسلم].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقتص الخلق بعضهم من بعض، حتى الجمَّاء من القرناء، وحتى الذرة من الذرة))؛ [رواه مسلم].

 

وعن أبي ذر رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسًا، وشاتان تَعْتَلِفان، فنطحت إحداهما الأخرى، فأجهضتها، قال: فضحِك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: ما يُضحكك يا رسول الله؟ قال: عجِبتُ لها، والذي نفسي بيده، لَيُقادَنَّ لها يوم القيامة))؛ [رواه أحمد، وصححه الألباني].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كانت له مظلمة لأخيه من عِرْضِه أو شيءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ منه اليوم، قبل ألَّا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عملٌ صالح أُخِذَ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسناتٌ أُخِذَ من سيئات صاحبه فحُمِلَ عليه))؛ [رواه البخاري].

 

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات وعليه دينار أو درهم، قُضِيَ من حسناته، ليس ثَمَّ دينار ولا درهم))؛ [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني].


وعن أبي ذر رضي الله عنه فذكر معناه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى شاتَينِ تَنْتَطِحان، فقال: ((يا أبا ذرٍّ، هل تدري فِيمَ تنتطحان؟ قال: لا، قال: لكن الله يدري، وسيقضي بينهما))؛ [رواه أحمد، وصححه الألباني].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أُمَّتِي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإنْ فَنِيَت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه، أُخِذَ من خطاياهم، فطُرِحت عليه، ثم طُرِح في النار))؛ [رواه مسلم].

 

وعن عبدالله بن أنيس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يُحشَر الناس يوم القيامة – أو قال: العباد – عُراةً غُرْلًا بُهْمًا، قال: قلنا: وما بُهْمًا؟ قال: ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعُدَ كما يسمعه من قرُبَ: أنا الملك، أنا الدَّيَّان، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النارَ، وله عند أحد من أهل الجنة حقٌّ، حتى أقُصَّه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنةَ، ولأحدٍ من أهل النار عنده حقٌّ، حتى أقُصَّه منه، حتى اللطمة، قال: قلنا: كيف وإنَّا إنما نأتي الله عز وجل عراةً غرلًا بهمًا؟ قال: بالحسنات والسيئات))؛ [رواه أحمد، وصححه الألباني].

 

وأما أمرُ الدَّين، فجاءت السُّنَّة بالتحذير منه، وأن عدم الوفاء به من أشد الذنوب التي يجدها المسلم في صحيفته يوم القيامة؛ ومن هذه الأدلة:

عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يُغفَر للشهيد كل ذنب إلا الدَّين))؛ [رواه مسلم].

 

وعن جابر رضي الله عنه قال: ((تُوفِّيَ رجل فغسَّلناه، وحنَّطناه، وكفَّنَّاه، ثم أتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عليه، فقلنا: تصلي عليه؟ فخطا خطًى، ثم قال: أعليه دَينٌ؟ قلنا: ديناران، فانصرف، فتحمَّلهما أبو قتادة، فأتيناه، فقال أبو قتادة: الديناران عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حق الغريم، وبَرِئَ منهما الميت؟ قال: نعم، فصلى عليه، ثم قال بعد ذلك بيوم: ما فعل الديناران؟ فقال: إنما مات أمسِ، قال: فعاد إليه من الغد، فقال: لقد قضيتهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الآن برَدَتْ عليه جلده))؛ [رواه أحمد وغيره، وحسنه الألباني].

 

وعن عبدالله بن أبي قتادة رضي الله عنه يحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام فيهم فذكر لهم الجهاد في سبيل الله، والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال: يا رسول الله، إنْ قُتِلتُ في سبيل الله، أتُكفَّر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم، إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب، مُقْبِلٌ غير مُدْبِرٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف قلت؟ فقال: أرأيتَ إن قُتِلتُ في سبيل الله أتكفَّر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، وأنت صابر محتسب، مُقْبِلٌ غير مُدْبِرٍ، إلا الدَّينَ؛ فإن جبريل قال لي ذلك))؛ [رواه مسلم].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله))؛ [رواه البخاري].

 

وعن محمد بن جحش قال: ((كنا جلوسًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه إلى السماء، ثم وضع راحته على جبهته، ثم قال: سبحان الله! ماذا نزل من التشديد؟ فسكتنا وفزِعنا، فلما كان من الغد، سألته: يا رسول الله، ما هذا التشديد الذي نزل؟ فقال: والذي نفسي بيده، لو أن رجلًا قُتِلَ في سبيل الله ثم أُحْيِيَ، ثم قُتِلَ ثم أُحْيِيَ، ثم قُتِلَ وعليه دَين، ما دخل الجنة حتى يُقضى عنه دينه))؛ [رواه النسائي، وحسنه الألباني].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نفس المؤمن مُعلَّقة حتى يُقضى عنه دينه))؛ [رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني].

 

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تُخيفوا أنفسكم بالدَّين))؛ [رواه أحمد، وحسنه الألباني].

 

وعن صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما رجل تديَّن دَينًا من رجلٍ وهو مُجْمِعٌ ألَّا يُوَفِّيَه إياه، لَقِيَ الله سارقًا))؛ [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني].

 

وعن سَمْرَةَ رضي الله عنه قال: ((خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ها هنا أحد من بني فلان؟ فلم يُجِبْهُ أحدٌ، ثم قال: ها هنا أحد من بني فلان؟ فلم يُجِبْهُ أحد، ثم قال: ها هنا أحد من بني فلان؟ فقام رجل، فقال: أنا يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: ما منعك أن تجيبَني في المرتين الأُولَيَين؟ إني لم أنوِّه بكم إلا خيرًا، إن صاحبكم مأسورٌ بدَينه، فلقد رأيته أدَّى عنه حتى ما أحد يطلبه بشيء))؛ [رواه أبو داود، وبوَّبه بقوله: باب التشديد في الدَّين، وصححه الألباني].

 

وعند الحاكم: ((إن صاحبكم قد حُبِسَ على باب الجنة، بدَينٍ كان عليه)).


من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم:

عن عليٍّ رضي الله عنه أن مكاتبًا جاءه فقال: إني قد عجزت عن مكاتبتي فأعِنِّي، قال: ألَا أُعلِّمك كلماتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثلُ جبلِ صِيرٍ دَينًا أدَّاه الله عنك؟ قال: قل: اللهم اكْفِني بحلالك عن حرامك، وأغْنِني بفضلك عمن سواك))؛ [رواه الترمذي، وحسنه الألباني].

 

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في الصلاة يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثَمِ والْمَغْرَمِ، فقال له قائل: ما أكثرَ ما تستعيذ من المغرم يا رسول الله! فقال: إن الرجل إذا غَرِمَ حدَّث فكذب، ووعد فأخلف))؛ [متفق عليه].

 

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((قال رجل: همومٌ لزِمتني وديون يا رسول الله، قال: أفَلَا أُعلِّمك كلامًا إذا قلتَه، أذْهَبَ الله همَّك، وقضى عنك دينك؟ قال: قلت: بلى، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من غلبة الدَّين، وقهرِ الرجال، قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله همِّي، وقضى عني دَيني))؛ [رواه أبو داود، وضعفه الألباني].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقِلَّة والذِّلَّة، وأعوذ من أن أظْلِمَ أو أُظْلَمَ))؛ [رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني].

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: ((ألَا أعلِّمك دعاءً تدعو به لو كان عليك مثل جبلٍ دَينًا لأدَّاه الله عنك؛ قل يا معاذ: اللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، وتنزِع الملك ممن تشاء، وتُعِزُّ من تشاء، وتُذِلُّ من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمةً تُغنيني بها عن رحمة من سواك))؛ [رواه أبو داود، وحسنه الألباني].



تمت قراءة هذا المقال بالفعل161 مرة!

✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

https://reelpdf.com/click/do.php?imgf=173200103865251.png

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *