مدارسة كتاب الشمائل المحمدية للترمذي رحمه الله
32- بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ شُرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
• أي: بيان الأحاديث الواردة في صفة شربه صلى الله عليه وسلم، وما يتعلق بذلك من أحكام وآداب شرعية.
• تضمن هذا الباب سنتين من سنن الشرب:
• استحباب الشرب قاعدًا.
• استحباب أن يتنفَّس خارج الإناء مرتين أو يشرب ثلاثًا.
1- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ مِنْ زَمْزَمَ وَهُوَ قَائِمٌ)).
• المقصود من هذا الحديث بيان أنه يجوز الشرب وهو قائم مع أنه في أغلب الأحيان شرب قاعدًا.
• فالأصل أن يشرب قاعدًا، وعند الحاجة يجوز ولو قائمًا.
• وذكر بعض العلماء: أنه شرب قائمًا بسبب الزحام.
2- عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: ((رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا))؛ [رواه الترمذي، وحسنه الألباني].
3- في الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: ((سَقَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنْ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ)).
• دل الحديث على جواز الشرب حال القعود وهو إجماع، وكذا على جواز الشرب حال القيام. وقد وردت أحاديث أخرى تشهد لذلك.
• وذكر العلماء: أن أحاديث النهي عن الشرب قائمًا، محمول على التنزيه والإرشاد والتأديب، لا على التحريم، وأما شربه صلى الله عليه وسلم قائمًا؛ فلبيان الجواز.
• قال ابن القيم رحمه الله: (وللشرب قائمًا آفات عديدة، منها: أنه لا يحصل به الري التام، ولا يستقر في المعدة حتى يقسمه الكبد على الأعضاء، وينزل بسرعة وحدة إلى المعدة فيخشى منه أن يبرد حرارتها، ويشوشها، ويسرع النفوذ إلى أسفل البدن بغير تدريج، وكل هذا يضر بالشارب، وأما إذا فعله نادرًا أو لحاجة لم يضره).
4- في الصحيحين عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، قَالَ: ((أَتَى عَلِيٌّ رضي الله عنه، بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ وَهُوَ فِي الرَّحْبَةِ، فَأَخَذَ مِنْهُ كَفًّا فَغَسَلَ يَدَيْهِ، وَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَمَسَحَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَرَأْسَهُ، ثُمَّ شَرِبَ منه وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ، هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَلَ)).
• وَهُوَ فِي الرَّحْبَةِ: مكان في الكوفة.
• وهذا من علي رضي الله عنه تعليم أيضًا للناس لو شرب إنسان قائمًا ليس حرامًا.
5- في صحيح مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: ((كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الإِنَاءِ ثَلاثًا إِذَا شَرِبَ، وَيَقُولُ: هُوَ أَمْرَأُ وَأَرْوَى)).
• كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الإِنَاءِ ثَلاثًا: يعني: يشربُ، ثم يفصلُ الإناءَ عن فمه، ثم يشربُ الثالثةَ ولا يتنفس في الإناء، وبيَّن الحكمة من ذلك بقوله: ((هُوَ أَمْرَأُ وَأَرْوَى)).
• أمرأ؛ أي: أسوغ وأكثر انسيابًا وهضمًا.
• أروى؛ أي: أكثر ريًّا وأقمع للعطش.
• والمعنى: إذا فعل الإنسان هكذا يكون امْرأ وأرْوى. امْرأُ ليس فيه ثِقل (أسهل في مخالطة البدن) وأرْوى أدْفعُ للعطش.
6- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا شَرِبَ تَنَفَّسَ مَرَّتَيْنِ)).
• بمعنى أنه يقسم الشرب على ثلاث مرات.
• عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تشربوا واحدًا كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسموا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم))؛ [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن].
7- عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ جَدَّتِهِ كَبْشَةَ، قَالَتْ: ((دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَشَرِبَ مِنْ فِي قِرْبَةٍ مُعَلَّقَةٍ قَائِمًا، فَقُمْتُ إِلَى فِيهَا، فَقَطَعْتُهُ))؛ [رواه الترمذي وابن ماجه].
•كَبْشَة: هي بنت ثابت، أخت حسان رضي الله عنهما.
• فَقُمْتُ إِلَى فِيهَا: قامت إلى فَم القربة فقطعته تحتفظ بهذا الجزء الذي مسَّه فمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم تتبرَّك به.
• وهذا التبرُّك خاصٌّ بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز التبرك بغيره؛ إلا ما دل الدليل على بركته.
8- عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِاللهِ، قَالَ: كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، يَتَنَفَّسُ فِي الإِنَاءِ ثَلاثًا، وَزَعَمَ أَنَسٌ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الإِنَاءِ ثَلاثًا.
9- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، وَقِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فَشَرِبَ مِنْ فَمِ الْقِرْبَةِ وَهُوَ قَائِمٌ، فَقَامَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَأْسِ الْقِرْبَةِ فَقَطَعَتْهَا؛ [رواه أحمد والدارمي].
10- عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاص رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَشْرَبُ قَائِمًا؛ [رواه الترمذي].
ونختم بذكر بعض السنن والمستحبات الأخرى:
1- التسمية.
2- الشرب باليمين.
3- عدم التنفُّس في الإناء؛ لحديث أبي قتادة رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتنفسَ الإنسانُ في الإناء)).
• والحكمة من النهي: أن النفس في الإناء مستقذر على من يشرب من بعده، وربما تخرج من النفس أمراض في المعدة، وغيرها فتلتصق بالإناء، وربما يشرق إذا تنفس في الإناء.
4- عدم النفخ في الماء.
5- عدم الشرب من فَمِ السقاء.
6- ساقي القوم آخرهم شربًا.
7- تغطية الآنية عند النوم.
8- الحمد في آخره.
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.