رييل ستوري | ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع

اعلانات

رييل ستوري | ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع

رييل ستوري | ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع

ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع

السابع: موقف الشيعة الإمامية من أهل الإسلام

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

‌اللهم ‌صلِّ ‌على ‌محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليتَ على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

 

المقدمة:

في هذا المقال السابع والأخير بحمد الله، من ملخص كتاب “لماذا لم أتشيع؟” لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب، الأستاذ بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، كلية التربية، جامعة المنصورة، مصر، من إصدارات دار طابة للنشر والترجمة، المنصورة، مصر، يستعرض المصنف حفظه الله واحدًا من أهم وأخطر الجوانب في عقيدة الشيعة الإمامية؛ وهو موقفهم من أهل السُّنَّة الذين هم أهل الإسلام، يظهر جليًّا عبر التاريخ أن الشيعة الإمامية – في وقت قوة أهل الإسلام – يخفِتُ صوتهم، وينزوي تأثيرهم، بينما يتعاظم خطرُهم عندما يضعُف المسلمون، ويتجلى هذا الموقف في كراهيتهم الشديدة للمسلمين، والعرب بشكل عام، ولأهل مصر على وجه الخصوص، مما يكشف عن عداء متأصِّلٍ تجاه الصحابة الكرام، الذين فتحوا بلاد فارس، وأسقطوا الإمبراطورية الفارسية، وفي هذا المقال من تلخيص هذا الكتاب الماتع الرائع، يكشف الشيخ النقيب حفظه الله أبعادَ هذا العداء، وما نتج عنه من تحالفات مشبوهة بين الشيعة وأعداء الإسلام على مرِّ العصور.

 

قال المصنف حفظه الله: يُلاحَظ في تاريخ الإسلام أن موقف أهل الديانة الشيعية الإمامية من أهل الديانة الإسلامية هو نفسه موقف أهل النفاق من أهل الإسلام، فإذا كان المسلمون في قوة ومنعة، وعلم وسُنَّة، قُهِر الرافضة، وانطفأ نورهم، وخفتت كلمتهم، وإذا كان المسلمون في ضعف أو قلة، قَوِيَت شوكتهم، وكانوا حربًا على الإسلام وأهله، بل كانت نكايتهم في أهل الإسلام أقوى من غيرهم من الكفار الكتابيين أو الوثنيين أو حتى الملاحدة، وينتهي العجب بالمرء عندما يرى أن الأعاجم وغير العرب من أهل الإسلام يعظِّمون العرب، ويدينون لهم بالمودة والمحبة قديمًا وحديثًا، ولِمَ لا؟ والقرآن بلسان عربيٍّ مبين، والرسول صلى الله عليه وسلم عربيٌّ فصيح، وبُعِثَ عليه الصلاة والسلام في أُمَّة العرب، حتى انتشرت دعوته، وعمَّ نور دينه الآفاقَ على يد جمهرة أصحابه من العرب الأقحاح، وكان من جملة ما فتحوا من الأمصار دولة فارس (إيران حاليًّا)، بل إن الصحابة العرب الكِرام قضَوا على هذه الدولة الفارسية التي حكمت بلاد إيران وما حولها، وكانت قوة ضاربة في الأرض، مع كفرها وعبادتها النيران، قضى الصحابة عليها في عهد أبي بكر الصديق ومن بعده عمر بن الخطاب في أقل من خمس سنين، مع أنها عمرت لقرون عديدة.

 

إن كُرْهَ الشيعة الإمامية للعرب هو إرث ورِثوه عن آبائهم الفرس؛ ومن ثَمَّ فلا يمكن أبدًا أن نصدِّقَ دعواهم أنهم من أجل الإسلام يحاربون أمريكا وإسرائيل أبدًا، إنهم يحاربون أهل الإسلام كافة لا سيما العرب، ثم لا سيما أهل مصر، فكيف يحاربون أعداء الإسلام؟

 

الشيعة الإمامية الرافضية وبُغضهم أهل الإسلام عمومًا:

أهل الإسلام هم أهل السنة؛ ونعني بهم المتبعين لسُنَّته صلى الله عليه وسلم المروِيَّة عن طريق الصحابة الكرام جميعًا، مع الترضِّي التام عن كل الصحابة، ولا يمكن أن يُوصَف أهل السنة بغيرهم؛ كالخوارج مثلًا، أو الشيعة الإمامية، ولما كان الكلام عن الشيعة الإمامية، فهم يحكمون على أهل السنة كافة أنهم نجس ناصبة؛ أي: ناصبوا الأئمة وآل بيت رسول الله العداءَ، ولم يؤمنوا بولاية أئمتهم وعصمتهم؛ لذلك فأهل السُّنَّة عند الشيعة الإمامية كفَّار، يُباح قتلهم وسلب أموالهم، وهم في ذلك أولى من أهل الكفر من الذِّمِّيين والوثنيين، وسنركز في نقاط مجملة موقفهم الإجرامي من أهل السنة:

تسميتهم أهل السنة بالنواصب: الناصب عندهم: كلُّ من قدَّم أبا بكر وعمر على عليٍّ، وقد جاء في وسائل الشيعة[1]: عن محمد بن أحمد بن زياد وموسى بن محمد بن علي بن عيسى قال: “كتبت إليه – يعني: علي بن محمد – أسأله عن الناصب: هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت – يعنون: أبا بكر وعمر – واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب”[2]، قال التيجاني: “وغنيٌّ عن التعريف بأن مذهب النواصب هو مذهب أهل السنة والجماعة”[3].

 

تكفيرهم لأهل الإسلام: وهذا واضح في كتبهم؛ من ذلك: قال شيخهم المفيد: “واتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة، وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة، فهو كافر ضالٌّ، مستحق للخلود في النار”[4]، وجاء في الأنوار النعمانية: “معنى الناصب… أنه نجس، وأنه شرٌّ من اليهودي والنصراني والمجوسي، وأنه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية”[5].

 

إباحتهم قتل أهل السنة، وسلب أموالهم، وعدم جواز الصدقة عليهم، في مقابل عدم جواز قتل أهل الذمة، والإنفاق على من كبِرَ وعجز منهم من بيت المال، يدل عليه: أورد الصدوق[6] في كتابه (علل الشرائع) عن داود بن فرقد قال: “قلت لأبي عبدالله: ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم، لكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطًا، أو تُغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل، وسُئِل: فما ترى في ماله؟ قال: توِّه[7] ما قدرت علیه”[8]، وجاء في الوافي عن عمر بن يزيد قال: “سألته عن الصدقة على النصاب وعلى الزيدية؟ فقال: لا تصدق عليهم بشيء، ولا تَسْقِهم من الماء إن استطعت”[9]، وجاء في وسائل الشيعة عن أبي عبدالله قال: “خُذْ مال الناصب حيثما وجدته، وادفع إلينا الخمس”[10]، وجاء في الوسائل أيضًا عن عبدالله بن سليمان قال: سمعت أبا جعفر يقول: “ما من رجل آمن رجلًا على ذمة ثم قتله إلا جاء يوم القيامة يحمل لواء الغدر”[11]، وجاء في الوسائل أيضًا عن رجل بَلَغَ به أمير المؤمنين عليًّا قال: “مرَّ شيخ مكفوف كبير يسأل، فقال أمير المؤمنين علي: ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين نصراني، فقال أمير المؤمنين: استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه، أنفقوا عليه من بيت المال”[12]، وجاء في الأنوار النعمانية: “وفي الروايات أن علي بن يقطين وهو وزير الرشيد – وكان من خواص الشيعة – قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين، فأمر غلمانه وهدُّوا سقف المحبس على المحبوسين، فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل تقريبًا، فأراد الخلاص من تبعات دمائهم، فأرسل إلى مولانا الكاظم، فكتب إليه جواب كتابه، بأنك لو كنت تقدمت إليَّ قبل قتلهم، لَما كان عليك شيء من دمائهم، وحيث إنك لم تتقدم إليَّ فكفِّر عن كل رجلٍ قتلتَه منهم بتَيسٍ، والتيس خير منه، فانظر إلى هذه الدية الجزيلة التي لا تعادل دية أخيهم الأصغر، وهو كلب الصيد، فإن ديته عشرون درهمًا، ولا دية أخيهم الأكبر، وهو اليهودي أو المجوسي، فإنها ثمانمائة درهم، وحالهم في الآخرة أخس وأبخس”[13]؛ قال الخميني: “والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم، وتعلُّق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وُجِدَ وبأي نحو كان، ووجوب إخراج خُمُسه”[14].

 

أهل السُّنَّة عندهم شرٌّ من اليهود والنصارى والمجوس، ومن ذلك عندهم: جاء في “الوسائل”: عن أبي عبدالله – في حديث – قال: “وإياك أن تغتسل من غسالة الحمام، ففيها تجتمع غسالة اليهودي والنصراني والمجوسي والناصب لنا أهلَ البيت، وهو شرهم، فإن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقًا أنجس من الكلب، وإن الناصب لنا أهل البيت لَأنجسُ منه”[15]، وفي “الوسائل” أيضًا عن أبي عبدالله أنه كره سؤر ولد الزنا، وسؤر اليهودي والنصراني، والمشرك، وكل ما خالف الإسلام، وكان أشد ذلك عنده سؤر الناصب[16].

 

تحريم نكاح أهل السنة في مقابل جواز نكاح أهل الكتاب، وهو فرع عما سبق، يدل عليه: جاء في “الوسائل” عن أبي عبدالله في الرجل المؤمن يتزوج اليهودية والنصرانية، فقال: “إذا أصاب المسلمة، فما يصنع باليهودية والنصرانية؟ فقلت له: يكون له فيها الهوى، قال: إن فعل فليمنعها من شرب الخمر وأكل لحم الخنزير، واعلم أن عليه في دينه غضاضة”[17]، وقد ورد هذا الأثر عندهم تحت باب: “جواز تزويج الكتابية عند الضرورة، ويمنعها من شرب الخمر وأكل الخنزير”، وجاء في “الوسائل” أيضًا: عن عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله عن الناصب الذي قد عُرِف نَصْبُه وعداوته، هل یزوِّجه المؤمن وهو قادر علی ردِّه وهو لا يعلم برده؟ قال: “لا يتزوج المؤمن الناصبة، ولا يتزوج الناصب المؤمنة”[18]، وجاء في “الوسائل” أيضًا عن أبي عبدالله قال: سأله أبي وأنا أسمع عن نكاح اليهودية والنصرانية، فقال: “نكاحهما أحب إليَّ من نكاح الناصبية”[19].

 

دِيَةُ الواحد من أهل الإسلام عندهم أقل من دية اليهودي أو النصراني، بل أقل من دية كلب الصيد: كما جاء في الأنوار النعمانية: “فكفَّر عن كل رجل قتلته منهم – أي من أهل السنة -بتيس، والتيس خير منه، فانظر إلى هذه الدية الجزيلة التي لا تعادل دية أخيهم الأصغر، وهو كلب الصيد، فإن ديته عشرون درهمًا، ولا دية أخيهم الأكبر، وهو اليهودي أو المجوسي، فإنها ثمانمائة درهم، وحالهم في الآخرة أخس وأبخس”[20].

 

النهيُ عن قذف غير المسلم في مقابل قذف المؤمنين ولعن أهل السنة والصحابة، وكلامهم في ذلك يمتلئ غيظًا وبغضًا للصحابة الكرام، ومن ذلك: قذفهم لأم المؤمنين عائشة، ولعنهم لأبي بكر وعمر تحت باب: “منزلة الصحابة عند الرافضة”، وورد في الكافي ما يقوله الزائر لقبر الحسين: “لُعِنَتْ أُمَّةٌ قتلتكم، وأمة خالفتكم، وأمة جحدت ولايتكم”[21]، جاء في “الوسائل” عن أبي عبدالله أنه “نهى عن قذف من كان على غير الإسلام، إلا أن تكون قد اطلعت على ذلك منه”[22]؛ يعني: عدم الإيمان بعامة أئمتهم، وتقديم عليٍّ على أبي بكر وعمر، فيكون المعنى: اطلعت على أنه ناصبي.

 

التاريخ الدامي لعلاقة الشيعة الإمامية بأهل الإسلام قديمًا وحديثًا، وهذا التاريخ أساسه بغضهم الشديد لأهل السنة وقتلهم لهم قديمًا وحديثًا، وتحالفهم مع أعداء الإسلام ضد أهل السنة[23]، وهذا تاريخ طويل لا يمكن أن تنساه الأجيال؛ لأنه ممتد إلى يومنا هذا؛ ومنه: قتل أتباع بابك الخرمي ما يزيد عن مائتي ألف مسلم خلال عشرين سنة، وقد قتله المعتصم وقضى على فتنته سنة 223هـ[24]، ومنه كذلك تحويل إسماعيل شاه صفوي إيران من الدين السني إلى الدين الشيعي، وكان يقطر كرهًا على الإسلام وأهله، ومما يدل على كرهه للإسلام والسنة ما ذكره قطب الدين الحنفي في “الأعلام” أنه قتل زيادة على ألف ألف نفس، وقتل عدة من أعاظم العلماء؛ بحيث لم يبقَ من أهل العلم أحد في بلاد العجم – إيران حديثًا – وأحرق جمیع کتبهم ومصاحفهم، وکان شدید الرفض بخلاف آبائه[25]، ومنه أيضًا توسع إسماعيل في ديار المسلمين، ووالى أعداء الإسلام ضد أهل السنة، كما فعل أشياعه من قبل؛ فقد استولى على العراق، وعمَّر مزارات أئمة الشيعة، وانقلب على علماء السنة، وأسقط معالم السنة بالعراق، كما أسقط أيضًا اللغة العربية وحاربها، ونشر اللغة الفارسية[26]، وعلى الصعيد الخارجي، تحالف هذا الشاه الرافضي الخبيث مع القوة المعادية للدولة العثمانية، والدولة المملوكية، فأجرى مفاوضات مع الدول الأوروبية خاصة البندقية، وعرض على البرتغال مشروعه القاضي بتقسيم أملاك الدولتين العثمانية والمملوكية حال الانتصار عليهما؛ بحيث يكون له بلاد الشام والأناضول، ويملكون هم مصر[27]، وفي حرب العاشر من رمضان سنة 1973م تضامنت إيران مع الإدارة الأمريكية لتروِّج بترولها – رغم حظر بيع البترول الذي تبنَّاه العرب موقفًا جماعيًّا في الحرب – مما ترتب عليه إمداد إسرائيل بالنفط، ولم تؤازر إيران الشيعية الدول العربية في قتالها ضد اليهود[28]، وفي الوقت نفسه نجد تحالف رافضة إيران مع الأمريكان لدخول بلاد أهل السنة؛ أفغانستان ثم العراق[29]، وقبل ذلك نجدها عبر حزب أمل الشيعي بلبنان تحارب السنة في المخيمات الفلسطينية، وتُصفِّي المجموعات المسلحة السُّنِّيَّة في المخيمات وفي طرابلس لبنان[30]، لدرجة أن القادة اليهود يعترفون بأهمية الوجود الشيعي في جنوب لبنان لأمن واستقرار إسرائيل[31]، ولقد رأينا حديثًا تحالف إيران مع الهند عدوة باكستان الدولة السنية؛ فالهند دولة متعددة نحل الشرك وعبادة الأوثان، وقد خاضت حربًا ضد أهل السنة، واستولت على أرضهم في كشمير… [32] [33]، هذه قطرات من بحار إجرامهم ومكرهم وكيدهم، كفى الله ديار الإسلام شرَّهم، وردَّ عنها بأسهم.

 

قلت: ولا يغيب عنا الدور الذي لعبه حسن نصر الله وحزبه في العراق وسوريا، وتآمرهم على أهل السنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

الشيعة الإمامية الرافضية وبُغضهم العرب خصوصًا:

كما ذكرت قبلُ أن حب العرب من علامات الإسلام، ومظهر من مظاهر التدين، أما هؤلاء الشيعة، فلأنهم دين لا يمت بصلة لدين النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم، فهم يكرهون العرب، ولا ينسَون تاريخ العرب في فتح بلاد فارس (إيران الحالية)؛ لذلك فهم يتمنَّون الفرصة للانقضاض على العرب وذبحهم والقضاء عليهم، لكن كيف ذلك؟ لا بأس لقد وجدوا الغطاء الديني لذلك، إنه باسم الدين الشيعي الرافضي، ومن ذلك: جاء في الخبر: “إذا خرج القائم[34] لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف”[35]، وورد أيضًا قال أبو عبدالله: “ما بقِيَ بيننا وبين العرب إلا الذبح”[36]، عن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: “يقوم القائم بأمر جديد، وكتاب جديد، وقضاء جديد، على العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف، ولا يستتيب أحدًا، ولا تأخذه في الله لومة لائم”[37].

 

الشيعة الإمامية الرافضية وكرههم لمصر وأهلها:

قال المصنف حفظه الله: يمتاز الشيعة الإمامية أنهم أصحاب أحقاد دفينة، ولا ينسَون أبدًا لأهل مصر بذلهم وجهدهم في سبيل الله، فأهل مصر هم الذين كسروا مشروع نشر الدين الإمامي الرافضي زمن العُبَيدِيِّين، وهم الذين كسروا أحلاف الشيعة الإمامية والإسماعيلية – أعني الصليبيين والتتر، وذلك في مواقع عدة في بلاد الشام وفلسطين وغيرها – وهم الذين كسروا الجيش الإيراني في شبه جزيرة الفاو بالعراق، فكان ذلك سببًا في رضوخ إيران للصلح مع العراق، وإنهاء حرب الخليج الأولى لصالح العراق، إن كُرْهَ الشيعة الإمامية لمصرَ وأهلها دفينٌ قديم؛ ومن ذلك: اعتقادهم أن ماء نيل مصر يُميت القلب، وأن غسل الرأس بطِينِ مصرَ أو الأكل من فخَّار مصر يذهب بالغَيرة، ويُورِث الدياثة؛ كما في قصة عزيز مصر مع امرأته لما تبين له أن امرأته هي التي راودت يوسف عن نفسه فقال: ﴿ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ ﴾ [يوسف: 29]، وقد ورد الخبر في كتبهم، ففي “البحار”: عن الصادق: “… وماء نيل مصر يميت القلب، والأكل في فخارها وغسل الرأس بطِينها يذهب بالغيرة، ويورث الدياثة”[38]، ومنه اعتقادهم أن أهل مصر من أكفر الناس، وهم ملعونون على لسان داود وعيسى ابن مريم؛ فقد ورد الخبر في “البحار”: عن أبي عبدالله عن آبائه قال: “أهل الشوم: هم أبناء مصر، لُعنوا على لسان داود، فجعل الله منهم القردة والخنازير”، وذكر المجلسي في تعقيبه على هذا الخبر: “فلما صار أهله – يقصد أهل مصر – من أشقى الناس وأكفرهم، صارت من شرِّ البلاد”[39]، ومنه اعتقادهم بأن مصرَ هي سجن من سخط الله عليه؛ كما نقل المجلسي هذا الخبر في “البحار”: عن داود الرقي قال: سمعت أبا عبدالله يقول: “كان أبو جعفر يقول: نعم الأرض الشام، وبئس القوم أهلها، وبئس البلاد مصر، أما إنها سجن من سخط الله عليه”[40].

 

أبَعْدَ ذلك نسمع في ديار الإسلام، لا سيما مصر مَن يُزكِّيهم، ويُثني عليهم، ويدعو إلى التقارب معهم؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.

 

الخاتمة:

بعد هذا التَّطواف السريع، ومن خلال تتبع كلامهم من مصادر أهل الدين الشيعي الرافضي، يمكن القول بكل اطمئنان وثقة: إنه لا علاقة في أصل أو فرع بين الدين الإسلامي الذي أتى به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان عليه الصحابة الكرام، ومن بعدهم من أهل الإسلام إلى يومنا هذا، وبين الدين الشيعي الإمامي الجعفري الرافضي، ولا يذهبنَّ الوهم بأحد من المتحمسين لفكرة التقريب بين الدينين؛ ليقول: لا نريد توسيع الشُّقَّة لا نريد تحقيق مخطط الأعداء، الذين يريدون زيادة الفجوة بين أهل الإسلام، فالجواب: إننا دين، وهم دين آخر، وليس هذا كلام باحث مسلم، أراد الحقيقة ونشدها، وطاف وبحث ليصل إليها مجردة عن الهوى والزيغ، ولكنها أيضًا ما انتهى إليه بحث محرريهم من مراجعهم الدينية، وهذا نصُّ كلام أحدهم، أختم به هذه الدراسة العجلى؛ يقول نعمة الله الجزائري عن أهل الإسلام: “إنا لم نجتمع معهم على إله، ولا على نبي، ولا على إمام؛ وذلك أنهم يقولون: إن ربهم الذي كان محمدٌ نبيَّه، وخليفتَه من بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربَّنا، ولا ذلك النبيُّ نبينا”[41].

 

فمن هنا يتبين أنه لا اجتماع بين دين الإسلام ودين الرافضة، إلا إذا رجعوا إلى معتقدات دين الإسلام السمحة، وأن يتوبوا إلى الله سبحانه عن كل شركيَّاتهم وضلالاتهم.

 

وفي الختام نسأل الله أن يوفقنا إلى كل خير، وَيَقِينا من كل شرٍّ، وأن يغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، إنه بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

 

قلت: هذا ختام هذه السلسلة المباركة، التي تناولنا فيها ملخصًا مهمًّا لكتاب: “لماذا لم أتشيع؟” لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب، الذي أضاء لنا بفضل الله وحده الطريق في كشف حقائق غامضة حول عقيدة الشيعة الإمامية، وموقفهم من الإسلام وأهله، نشكر الله تعالى على التوفيق، ونسأل الله أن يجزي الشيخ النقيب خيرَ الجزاء على جهوده المباركة، وأن ينفع بعلمه الأمة الإسلامية، وأن يرزقنا العلم النافع، والفهم الصحيح، والعمل الصالح، والدعوة إلى الحق، وفي الختام، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


[1] للحرِّ العاملي، محمد بن الحسن بن علي، وُلِدَ بجبل عامل بالبقاع من بلاد الشام (لبنان الآن)، وذلك سنة (1033ه)، وجبل عامل: من البقاع المعروف عنها التعمق بالتشيع، طَلَبَ العلم، ورحل ما بين لبنان والعراق وإيران، والحجاز واليمن، لكن مقامه الأكبر بجبل عامل؛ إذ سكنه لأكثر من أربعين سنة، له مصنفات كثيرة، واشتهر عند الشيعة الإمامية بشيخ الإسلام والناطق بهداية الأمة، تُوفِّيَ سنة 1104 ه؛ [انظر في ترجمته مقدمة محقق كتاب “وسائل الشيعة” للحر العاملي (1/ 74-87)].

[2] الحرُّ العاملي، محمد بن الحسن بن علي (ت: 1104ه): “تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة” (9/ 490-491)، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم – إيران، ط2 – 1414هـ.

[3] التيجاني، د. محمد التيجاني السماوي: “الشيعة هم أهل السنة” (ص: 266)، مركز الأبحاث العقائدية، قم – إيران، ط 1 – 1427هـ.

[4] المفيد: “أوائل المقالات” (ص: 44).

[5] نعمة الله الجزائري: “الأنوار النعمانية” (2/ 267).

[6] ابن بابويه القمي، محمد بن علي بن الحسين، المشهور عند الشيعة الإمامية الجعفرية الرافضة بـ”الصدوق”، وقد نزَّل فقهاء الشيعة الإمامية كلامه منزلة النص المنقول والخبر المأثور؛ لزعمهم أنه وُلِدَ بدعاء الإمام الحُجَّة العسكري، ونشأ بقم ببلاد فارس (إيران اليوم)، ورحل إلى بلاد كثيرة، وكان متفانيًا في ترويج الدين الشيعي الإمامي، وله كتب ومصنفات كثيرة في فنون عديدة، وكان له شأن زمن الدولة البويهية الشيعية، توفي بالرِّي سنة 381 هـ؛ [انظر في ترجمته: مقدمة المحقق لكتاب الخصال للقمي (ص: 5 – 9)، والمحقق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي – 1403هـ].

[8] الصدوق، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي (ت: 381ه): “علل الشرائع” (2/ 584-585)، دار المرتضى، بيروت – لبنان، ط 1 – 1427 هـ = 2006م.

[9] الفيض الكاشاني، محمد بن مرتضى بن محمود (ت: 1091ه): “الوافي” (10/ 189-190)، مكتبة الإمام أمير المؤمنين، أصفهان – إيران، ط1 – 1409هـ.

[10] الحرُّ العاملي: “وسائل الشيعة” (9/ 487-488).

[11] الحرُّ العاملي: “وسائل الشيعة” (15/ 67).

[12] الحرُّ العاملي: “وسائل الشيعة” (15/ 66).

[13] نعمة الله الجزائري: “الأنوار النعمانية” (2/ 269).

[14] الخميني، روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوي (ت: 1409ه): “تحرير الوسيلة” (1/ 318)، سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، دمشق – سوريا، ط – 1418 هـ = 1998م.

[15] الحرُّ العاملي: “وسائل الشيعة” (1/ 220).

[16] الحرُّ العاملي: “وسائل الشيعة” (1/ 229).

[17] الحرُّ العاملي: “وسائل الشيعة” (20/ 536).

[18] الحرُّ العاملي: “وسائل الشيعة” (20/ 550).

[19] الحرُّ العاملي: “وسائل الشيعة” (20/ 552).

[20] نعمة الله الجزائري: “الأنوار النعمانية” (2/ 269).

[21] الكليني: “الكافي” (4/ 332).

[22] الحرُّ العاملي: “وسائل الشيعة” (28/ 173).

[23] كل ما سيأتي ذكره منقول بتصرف – مع هوامشه – من كتاب “إنارة الإذاعة ببيان الفتن وأشراط الساعة” للدكتور: أحمد عبدالرحمن النقيب، دار طابة، مصر – المنصورة، ط1 – 1432 هـ = 2011م.

[24] انظر لابن كثير: البداية والنهاية (14/ 244-250).

[25] انظر للشوكاني، محمد بن علي (ت: 1250ه): “البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع” (1/ 271)، مكتبة ابن تيمية، القاهرة (د.ت).

[26] شبارو، د. عصام محمد: “السلاطين في المشرق العربي، معالم دورهم السياسي والحضاري” (ص: 58)، دار النهضة العربية، بيروت – لبنان، 1994م.

[27] طقوش، د. محمد سهيل: “العثمانيون من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة” (ص: 140-141)، دار النفائس، بيروت – لبنان، ط1 – 1415 هـ = 1995م، وهذا يذكِّرنا في العصر الحديث بتحالف الشيعة مع الأمريكان، وتصريح مراجعهم الدينيين بحرمة قتال الأمريكان، وضرورة التعايش السلمي، بل والتعاون معهم؛ [انظر أسامة شحادة، ود. هيثم الكسواني: الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة في العالم، التجمعات الشيعية في الجزيرة العربية (ص: 54-63)، مكتبة المدبولي، القاهرة، ط1 – 1429 هـ = 2009م].

[28] انظر في هذا: لقاء الشيخ أحمد زكي اليماني مع برنامج “أسواق الشرق الأوسط” (CNN) الأحد نوفمبر 2010م.

[29] قال الشيخ النقيب حفظه الله: لقد سمعنا هذه التصريحات بأنفسنا من المسؤولين الإيرانيين؛ مثل: علي أكبر هاشمي عن دور إيران في مساعدة القوات الأمريكية لدخول أفغانستان وقتال طالبان، وتصريح نائب الرئيس الإيراني محمد علي أبطحي؛ “إذ لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة”؛ [انظر الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة في العالم (ص: 66)، وفي كرههم للسنة وأهلها وما يفعلونه بأهل السنة سواء كانوا من العرب، أو الأكراد، أو الأتراك، أو غيرهم، انظر: د. عبدالله محمد الغريب: وجاء دور المجوس (ص: 478-484)].

[30] في مجازر الشيعة لأهل السنة في لبنان في الحرب الأهلية (فترة 1982م) انظر للغريب، عبدالله محمد: أمل والمخيمات الفلسطينية (ص: 89-109)، القاهرة، ط1 – 1986م.

[31] انظر الغريب: أمل والمخيمات الفلسطينية (ص: 125، 123)، وانظر ما نقلته صحيفة (الجروزاليم بوست 23/ 5/ 1985)، وأيضًا تصريحات رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أهود باراك) وغيرهم، الغريب: أمل والمخيمات الفلسطينية: (ص: 161 – 163).

[32] انظر في هذا، محيي عبدالمنعم: إيران وأمريكا وصراع الخلافة (ص: 94).

[33] هذا آخر ما نُقل من كتاب “إنارة الإذاعة”، انظر النقيب، د. أحمد عبدالرحمن: “إنارة الإذاعة” (ص: 257-274).

[34] يعني به: مهدي الشيعة الإمامية المنتظر.

[35] النعماني، محمد بن إبراهيم بن جعفر (ت: القرن الرابع الهجري)، “الغيبة” (ص: 169)، تحقيق: حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.

[36] النعماني: “الغيبة” (ص: 170).

[37] النعماني: “الغيبة” (ص: 389 – 391).

[38] المجلسي: “بحار الأنوار” (63/ 319).

[39] المجلسي: “بحار الأنوار” (57/ 142).

[40] المجلسي: “بحار الأنوار” (13/ 125).

[41] نعمة الله الجزائري: “الأنوار النعمانية” (2/ 243).



تمت قراءة هذا المقال بالفعل203 مرة!

✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

https://reelpdf.com/click/do.php?imgf=173200103865251.png

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *