من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: البصير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فمن أسماء الله الحسنى: البصير، وللسلف رحمهم الله أقوال في هذا الاسم، وبعض الفوائد المتعلقة به، جمعت بعضًا منها، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
• قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: البصير لأعمالهم، لا يخفى عليه من ذلك شيء، ولا يعزب عنه علم شيء منه، وهو محيط بجميعه، محصٍ صغيره وكبيره، لتُجْزى كل نفس ما كسبت من خيرٍ أو شر.
• قال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله: وأما البصير: فهذا الاسم يقع مشتركًا، فيقال: فلان بصير، ولله المثل الأعلى، والرجل قد يكون صغيرًا لا يبصر، ولا يميز بالبصر بين الأشياء المتشاكلة، فإذا عقل أبصر فميَّز بين الرديء والجيد، وبين الحسن والقبيح، يعطيه الله هذا مدة ثم يسلبه ذلك، فمنهم من يسلبه وهو حي، ومنهم من يسلبه بالموت، والله بصير لم يزل ولا يزول، والخلق (المخلوق) إذا نظر إلى ما بين يديه عمي عما خلفه، وعما بعد منه، والله تعالى لا يعزب عنه مثقال ذرة في خفيات مظالم الأرض.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
وهو البصير يرى دبيب النملة الس
سوداء تحت الصخرة الصوان
|
البصير الذي لكمال بصره يرى تفاصيل خلق الذرة الصغيرة وأعضائها ولحمها ودمها ومخها وعروقها، ويرى دبيبها على الصخرة الصمَّاء في الليلة الظلماء، ويرى ما تحت الأرضين السبع كما يرى ما فوق السماوات السبع.
فإذا شهد معنى اسمه “البصير” جل جلاله الذي يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصمَّاء في حندس الظلماء، ويرى تفاصيل خلق الذرة الصغيرة ومخها وعروقها ولحمها وحركتها، ويرى مد البعوضة جناحها في ظلمة الليل، وأعطى هذا المشهد حقَّه من العبودية فحرس حركاته وسكناته، وتيقَّن أنها بمرأى منه تبارك وتعالى ومشاهدة لا يغيب عنه منها شيء.
• قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: بصير بما يعمل عباده من خير وشر، وسيجازي كل عامل بعمله.
• قال العلامة الشوكاني رحمه الله: ﴿ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1] بكل مبصر.
• قال العلامة السعدي رحمه الله: البصير الذي أبصر كل شيء دقَّ وجلَّ، فيبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة الصمَّاء في ظلمة الليل، ويبصر جريان الأغذية في عروق الحيوانات وأغصان النباتات.
• قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: قوله: ﴿ الْبَصِيرُ ﴾ يعني: المدرك لجميع المبصرات.
ويطلق البصير بمعنى العليم، فالله سبحانه وتعالى بصير، يرى كل شيء، وإن خفي، وهو سبحانه بصير، بمعنى عليم بأفعال عباده.
ثمرة الإيمان بأن الله بصير ألا تفعل شيئًا يغضب الله؛ لأنك تعلم أنك لو تنظر نظرةً محرمةً لا يفهم الناس أنها نظرة مُحرَّمة، فإن الله تعالى يرى هذه النظرة، ويعلم ما في قلبك، ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19] إذا آمنت بهذا لا يمكن أن تفعل فعلًا لا يرضاه أبدًا.
• قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السلمان رحمه الله: البصير بجميع المبصرات.
• قال الشيخ محمد خليل هرَّاس رحمه الله: ومعنى البصير: المدرك لجميع المرئيات من الأشخاص والألوان مهما لطفت أو بعدت، فلا تؤثر على رؤيته الحواجز والأستار، وهو من فعيل بمعنى مفعل، وهو دال على ثبوت صفة البصر له سبحانه على الوجه الذي يليق به.
• قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: صفة البصر، نثبت لله تعالى هذه الصفة كما يشاء، وكما يليق به، وأنه يبصر ويرى كما في قوله: ﴿ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ [طه: 46] وفائدة هذا الإثبات أيضًا: أن العبد لا يعمل المعصية لا في الجهر ولا في السر، فلا يستخفي بمعصية مهما كانت، وفي أي مكان، ولو في الظلام الدامس، ولو في أبعد مكان؛ لأنه يعلم علم اليقين أن الله يراه، وأنه لا يخفى عليه في أي مكان كان.
• قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: ﴿ الْبَصِيرُ ﴾ الذي يرى كل شيء، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
• قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك: بصير سبحانه وتعالى ببصر، وبصره نافذ بجميع المخلوقات.
• قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: بصير، مبالغة من مبصر، وهو الذي لا يفوت بصره شيء، فهو سبحانه وتعالى يعلم ويرى دبيب النملة ويسمع ذلك…فالله عز وجل يرى كل مرئي يعني يرى كل موجود، فكل شيء يراه عز وجل على ما هو عليه، سواء كان ذلك الشيء صغيرًا أو كبيرًا، خفيًّا أم غير خفي، ظاهرًا أم باطنًا.
اسم الله البصير هو الذي استغرق كل الكمال في صفة البصر.
تمت قراءة هذا المقال بالفعل231 مرة!
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.
ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق