من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: الجميل
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فمن أسماء الله الحسنى: الجميل، وللسلف رحمهم الله أقوال في معنى هذا الاسم، وبعض الفوائد المتعلقة به، جمعت بعضًا منها، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
• قال قوام السنة الأصفهاني رحمه الله: من أسمائه: الجميل، وهو المجمل المحسن، فعيل بمعنى مفعل، وقيل: معنى الجميل ذو النور والبهجة. وقد روي في الحديث: ((إن الله جميل يحبُّ الجمال)).
• قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
من أسمائه الحسنى: الجميل، ومن أحق بالجمال ممن كل جمال في الوجود فهو من آثار صنعته، فله جمال الذات، وجمال الأوصاف، وجمال الأفعال، وجمال الأسماء، فأسماؤه كلها حُسْنى، وصفاته كلها كمال، وأفعاله كلها جميلة، ولا يستطيع بشر النظر إلى جلاله وجماله في هذه الدار، فإذا رأوه سبحانه في جنات النعيم أنستهم رؤيته ما هم فيه من النعيم، فلا يتلفتون حينئذٍ إلى شيء غيره.
• قال العلامة السعدي رحمه الله: الجميل فإنه جميل بذاته، جميل بأسمائه، جميل بصفاته، جميل بأفعاله، فأسماؤها كلها حسنى، وهي في غاية الحسن والجمال، فلا يُسمَّى إلا بأحسن الأسماء.
وذاته تعالى أكمل الذوات وأجمل من كل شيء، ولا يمكن أن يُعبر عن كُنْه جماله، كما لا يمكن أن يعبر عن كُنْه جلاله، حتى إن أهل الجنة مع ما هم فيه من النعيم الذي لا يُوصَف، والسرور والأفراح واللذات التي لا يقدر قدرها إذا رأوا ربهم وتمتعوا بجماله، نسوا ما فيه من النعيم، وتلاشى ما هم فيه من الأفراح، وودوا أن لو تدوم لهم هذه الحال التي هي أعلى نعيم اللذة، واكتسوا من جماله جمالًا إلى ما هم فيه من الجمال، وكانت قلوبهم دائمًا في شوق عظيم ونزوع شديد إلى رؤية ربهم، حتى إنهم ليفرحون بيوم المزيد فرحًا تكاد تطير له القلوب.
وكذلك هو الجميل في صفاته، فإنها صفات حمد وثناء ومدح، فهي أوسع الصفات وأعَمُّها وأكثرها تعَلُّقًا، خصوصًا أوصاف الرحمة والبر والإحسان والجود والكرم، فإنها من آثار جماله؛ ولذلك كانت أفعاله كلها جميلة لأنها دائرة بين أفعال البر والإحسان، التي يحمد عليها ويثنى عليها ويشكر عليها، وبين أفعال العدل التي يحمد عليها لموافقتها الحكمة والحمد. فليس في أفعاله عبث ولا سفه ولا ظلم، بل كلها هدى ورحمة وعدل ورشد ﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [هود: 56].
فأفعاله كلُّها في غاية الحسن والجمال، وشرعه كله رحمة ونور وهدى وجمال، وكل جمال في الدنيا وفي دار النعيم فإنه أثر من آثار جماله.
وهو تعالى له المثل الأعلى، فمعطي الجمال أحقُّ بالجمال، وكيف يقدر أحد أن يعبر عن جماله وقد قال أعرف الخلق به: ((لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك)).
• قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: الجميل من أسماء الله، وصفته الجمال.
الله عز وجل جميل بذاته…جميل بصفاته…وكذلك أفعاله، فكلُّ أفعاله جميلة.
كل جمال في الكون فهو من آثار جمال الله عز وجل، لكنه ليس هو جمال الله، بل هو جمال في مخلوق، لكنه من آثار الجميل عز وجل.
فهو عز وجل جميل، ولكن جماله ليس كجمال المخلوقين، بل هو أعظم، شيء لا يدور بالخيال، ولا يمكن أن يدركه الفكر.
• قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: الله تعالى جميل في الذات والأسماء والصفات والأفعال، وكل ما يُنسب إلى الله تعالى فهو جميل.
خلق الله تعالى الجمال وأوجده في مخلوقاته، فهو أولى به سبحانه وتعالى من خلقه؛ ولذلك يوصف بالجمال.
هو واهب الجمال، وواهب الجمال لا بد وأن يكون جميلًا.
تمت قراءة هذا المقال بالفعل273 مرة!
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.
ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق