من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى:
(الولي، المولى، النصير)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فمن أسماء الله الحسنى: الولي، المولى، النصير، وللسلف رحمهم الله أقوال في معاني هذه الأسماء، وبعض الفوائد المتعلقة بها، جمعت بعضًا منها، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
الولي، المولى:
• قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: “الولي” معناه “فعيل” من قول القائل: “وُلِّيْت أمر فلان” إذا صرت قيمًا به، ” فأنا ألِيه” “فهو وليه”، ومن ذلك قيل: “فلان وليُّ عهد المسلمين”؛ يعني به: القائم بما عُهِد إليه من أمر المسلمين.
• قال الإمام ابن منده رحمه الله: من أسماء الله عز وجل: الولي، ومعنى الولي: يتولى عباده، فقال: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [المائدة: 55] يتولى الخلق عامة، والمؤمنين خاصة في كل الأحوال، والولاية على وجوه.
• قال الإمام البغوي رحمه الله: وليٌّ: قريب وصديق. وقيل: من والٍ، وهو القيم بالأمور…وهو الولي لأهل طاعته….”مولاكم”: ناصركم ومعينكم.
• قال قوام السنة الأصفهاني رحمه الله: ومن أسمائه: الولي، ومعناه الناصر لعباده المؤمنين، وقيل معناه: المتولي للأمور كلها، والقيم بها، يقال: فلان ولي هذا الأمر إذا كان قيمه والمتولي له.
• قال الإمام ابن الأثير الجزري رحمه الله: من أسمائه عز وجل: “الولي” وهو مالك الأشياء جميعها المتصرف فيها. وكأن الولاية تُشعر بالتدبير والقدرة والفعل. وما لم يجتمع ذلك فيه لم يطلق عليه اسم الولي.
• قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: “مولاكم”: سيدكم وناصركم على أعدائكم… كفى به وليًّا لمن لجأ إليه.
• قال الإمام الشوكاني رحمه الله: الوليُّ فعيل بمعنى فاعل، وهو الناصر.
• قال العلامة السعدي رحمه الله: المولى: الذي يتولى عباده المؤمنين، ويوصل إليهم مصالحهم، وييسِّر لهم منافعهم الدينية والدنيوية.
الولي…ولايته تعالى وتوليه لعباده نوعان: ولاية عامة: وهو تصريفه وتدبيره لجميع الكائنات، وتقديره على العباد ما يريده من خيرٍ وشرٍّ، ونفعٍ وضرٍّ، وإثبات معاني الملك كلها لله تعالى.
والنوع الثاني في الولاية والتولي الخاص، وهذا أكثر ما يرد في الكتاب والسنة؛ كقوله: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [البقرة: 257]، ﴿ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الأنفال: 40]، ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ﴾ [محمد: 11]، وهذا التولي الخاص يقتضي عنايته ولطفه بعباده المؤمنين، وأن الله يربيهم تربية خاصة، يصلحون بها للقرب منه ومجاورته في جنات النعيم، فيوفقهم للإيمان به وبرسله، ثم يغذي هذا الإيمان في قلوبهم ويُنمِّيه، وييسرهم لليسرى، ويجنبهم العسرى، ويغفر لهم في الآخرة والأولى. ويتولاهم برعايته وحفظه وكلاءته، فيحفظهم من الوقوع في المعاصي، فإن وقعوا فيها بما سولت لهم أنفسهم الأمَّارة بالسوء، وفَّقَهم للتوبة النصوح، فإذا تولوا ربهم تولاهم ولاية أخصَّ من ذلك، وجعلهم من خواصِّ خلقه بما يهيئ لهم من الأسباب الموصلة إلى كل خير.
• قال الشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني رحمه الله: “المولى”: اسم يقع على جماعة كثيرة، فهو: الربُّ، الملك، السيد، والمُنعمُ، والمُعتقُ، والناصرُ، والمُحبُّ….
والله عز وجل هو المولى…والرب، والملك، السيد، وهو المأمول منه النصر والمعونة؛ لأنه هو المالك لكل شيء.
والله سبحانه وتعالى هو مولى الذين آمنوا، وهو سيدهم وناصرهم على أعدائهم، فنعم المولى ونعم النصير.
النصير:
• قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: “النصير”،…المؤيد والمقوي.
“نصيرًا”: ناصرًا لك على أعدائك.
• قال الإمام البغوي رحمه الله: النصير؛ أي: الناصر.
• قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: كفى به….نصيرًا لمن استنصره.
• قال الإمام الشوكاني رحمه الله: ينصركم في مواطن الحرب، فاكتفوا بولايته ونصره، ولا تتولوا غيره ولا تستنصروه.
• قال العلامة السعدي رحمه الله: “نصيرًا”: ينصرك على أعدائك، ويدفع عنك كل مكروه، في أمر الدين والدنيا، فاكتفِ به، وتوكَّل عليه.
• قال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر: “النصير” معناه: الذي تولَّى نصر عباده، وتكفَّل بتأييد أوليائه والدفاع عنهم، والنصر لا يكون إلا منه، ولا يتحقق إلا بمنِّه، فالمنصور من نصره الله؛ إذ لا ناصر للعباد سواه، ولا حافظ لهم إلا هو.
تمت قراءة هذا المقال بالفعل371 مرة!
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.
ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق