أسمعم وأراهم.. الجميع يجري ويلهث ويحاول.
التقط بعض الكلمات.. النبض.. القلب.. توقف.. صدمات كهربائية.
السؤال الوحيد الذي سيطر على عقلي:
كيف أنجو من هذا الجنون؟
العاصفة تقترب، الرؤية مشوشة، والاهتزازات لا تنتهي.
وسط الفوضى لمحتها… خيمة حمراء وحيدة في صحراء صامتة.
لا وقت للدهشة، صارت هي الغاية والنجاة.
حين دخلت، وجدت عالما آخر تغلفه السكينة..
أنوار هادئة، رائحة طعام على وشك النضج، فرش دافئة، وعجوز صامتة تغزل قميصا من الصوف.
تقدمت بخطوات حذرة، فسمعت صوتها الهادئ العميق وهى تقول لي:
منحت بداية جديدة… ربما تعلمت هذه المرة.
قلت: بداية؟ كنت أظنها نهايتي.
فابتسمت ونهضت، وقدمت لي صحنا من كرات الجبن الأبيض، مسحت على رأسي بحنان ثم عادت تغزل صوفها كأن شيئا لم يتغير.
نظرت إلى كرات الجبن.. فإذا بها تتحرك، وكل واحدة تستعرض جمالها لتغويني بالاختيار.
رفعت عيني نحو العجوز، فوجدتها تهز رأسها و تبتسم وكأنها تعرف ما يدور بداخلي.
أدركت لحظتها أنها فرصة جديدة.. فرصة تحمل الأمل من جديد.
توقفت مع ذاتي لحظة وأخذت أتسأل:
لماذا أسمح للحياة أن تحصرني في خيار واحد فقط؟.
أخذت أنظر لكرات الجبن وأقلبها في يدي.. لأحيا حيوات كثير في ثانية واحدة.
هنا قررت أن آخذها جميعا.. وعندما جمعتهم في يدي
ارتجت الخيمة، وتفتحت أمامي بوابات لا تحصى.. بوابات تقود إلى كل الأزمنة، وكل القصص، وكل البدايات.نظرت للعجوز وابتسمت لها مرة أخيرة ثم خطوت خارجا، وأنا لا أملك سوى يقين واحد
النهاية التي خفتها لم تكن إلا مفتاحا لألف بداية.
اعلانات
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.
ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق
اترك تعليقاً