رييل ستوري | صلاة الاستخارة
باب صلاة الاستخارة
روى البخاري عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَالسُّورَةِ مِنَ القُرْآنِ: «إِذَا هَمَّ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي –أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي –أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ»[1].
معاني المفردات:
الِاسْتِخَارَةَ: أي صلاتها، ودعائها، والاستخارة طلب خير الأمرين.
فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا: أي أمور الدنيا صغيرها، وجليها، وأمورُ الآخرة لا يحتاج فيها إلى الاستخارة.
إِذَا هَمَّ بِالْأَمْرِ: أي إذا عزم على القيام بعمل، ولمَّا يفعله.
فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ: أي ليصلِّ ركعتين من غير الفريضة.
أَسْتَخِيرُكَ: أي أطلب الخير أن تختار لي أصلح الأمرين؛ لأنك عالم به، وأنا جاهل.
وَأَسْتَقْدِرُكَ: أي أطلب أن تُقْدِرَني على أصلح الأمرين.
مَعَاشِي: أي العيش والحياة.
عَاقِبَةِ أَمْرِي: أي نهاية أمري، ومآله.
فَاقْدُرْهُ لِي: أي اقضِ لي به، وهيِّئه.
فَاصْرِفْهُ عَنِّي: أي لا تقضِ لي به، ولا ترزقني إياه.
وَاصْرِفْنِي عَنْه: أي لا تيسر لي أن أفعله، وأقلعه من خاطري.
حَيْثُ كَانَ: أي الخير، والمعنى: اقضِ لي بالخير حيث كان الخير.
رَضِّنِي بِهِ: أي اجعلني راضيًا بخيرك المقدور، أو بِشرِّك المصروف.
وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ: أي في أثناء الدعاء عند قوله: «إن كان هذا الأمر»، كأن يقول: إن كان سفري، أو زواجي من فلانة، ونحوه.
ما يستفاد من الحديث:
1- وجه الصواب فيها، أما ما هو معروف خيره كالعبادات وصنائع المعروف، فلا حاجة للاستخارة فيها، نعم قد يستخار في الإتيان بالعبادة في وقت مخصوص كالحج مثلا في هذه السنة لاحتمال عدو، أو فتنة، أو حَصر عن الحج، وكذلك يحسن أن يستخار في النهي عن المنكر كشخص متمردٍ عاتٍ يخشى بنهيه حصول ضرر عظيم عام أو خاص.
2- السنة للاستخارة كونها ركعتين، فإنه لا تجزئ الركعة الواحدة في الإتيان بسنة الاستخارة.
3- عظيم شفقة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته، وإرشادهم إلى مصالحهم دينا ودنيا.
4- استحباب صلاة الاستخارة في كل وقت إلا في وقت التحريم.
5- يجب على المؤمن رد الأمور كلها إلى الله تعالى، والتبرء من الحول والقوة إليه، وأن لا يطلب شيئا من دقيق الأمور ولا جليلها حتى يسأل الله فيه، ويسأله أن يحمله فيه على الخير، ويصرف عنه الشر إذعانا بالافتقار إليه في كل أمره، والتزاما لذاته بالعبودية له، وتبركا لاتباع سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم في الاستخارة، وربما قدَّر ما هو خير ويراه شرا[2].
6- ظاهر الحديث يدل على أن الدعاء بعد السلام؛ لأن «ثم» تفيد الترتيب مع التراخي.
تمت قراءة هذا المقال بالفعل840 مرة!
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.
ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق