قائمة المحتويات
في مفاجأة هزت عالم المليارديرات تمكن لاري إليسون؛ المؤسس المشارك لشركة أوراكل، من انتزاع المركز الثاني في قائمة أغنى أغنياء العالم من جيف بيزوس؛ مؤسس أمازون.
جاء هذا الإنجاز بعد أن حققت أوراكل أداءً قياسيًا لم تشهده منذ عام 2021؛ ما أدى إلى ارتفاع أسهمها بشكلٍ ملحوظ. إلا أن هذا التغيير في الترتيب لم يستمر طويلًا؛ حيث شهدت ثروات كلا المليارديرين تقلبات سريعة خلال تعاملات يوم الجمعة الماضي.
وبلغ صافي ثروة لاري إليسون 208.4 مليار دولار بعد وقت قصير من افتتاح السوق، ثم هبط مرة ثانية إلى 197 مليار دولار، وفقًا لقائمة فوربس للمليارديرات في الوقت الفعلي. على الجهة الأخرى تبلغ قيمة ثروة “بيزوس”؛ الذي حافظ على لقب ثاني أغنى شخص في العالم على مدى سنوات طوال، 204 مليارات دولار.
بينما تبلغ ثروة إيلون ماسك؛ الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، نحو 252 مليار دولار، وهو الأغنى في العالم على الإطلاق.
قفزات نوعية في أداء أوراكل
سجلت أسهم شركة أوراكل ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي؛ لتغلق عند 162.03 دولار يوم الجمعة الماضي. وذلك بعد أن أعلنت الشركة عن رفع توقعاتها للإيرادات للعام المالي 2026، وتقديم توقعات واعدة حتى عام 2029.
في حين جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر CloudWorld السنوي الذي عقد في لاس فيجاس؛ حيث كشفت أوراكل عن أرقام إيرادات مستقبلية مبشرة.
كما شهد سهم أوراكل ارتفاعًا بنسبة 11% في منتصف الأسبوع الماضي، وذلك عقب الإعلان عن نتائج الربع السنوي التي فاقت التوقعات. علاوة على ذلك تستمر أسهم الشركة في تسجيل أرقام قياسية جديدة؛ حيث ارتفعت بنسبة 54% خلال العام الحالي. ما يجعلها ثاني أفضل أداء في قطاع التكنولوجيا بعد شركة إنفيديا المتخصصة في رقائق الذكاء الاصطناعي. والتي شهدت ارتفاعًا في أسهمها بنسبة 141%.
إليسون يستفيد من صعود أوراكل
بفضل هذه النتائج الإيجابية حقق لاري إليسون؛ المؤسس المشارك لشركة أوراكل، أرباحًا طائلة؛ حيث يمتلك حصة كبيرة في أسهم الشركة تقدر بحوالي 40%. ونجح في تحويل أوراكل من شركة تقليدية إلى شركة رائدة في مجال البنية التحتية السحابية. وذلك من خلال الاستثمار بكثافة في تطوير قواعد البيانات السحابية وتحسين أدائها.
كما كانت شركة أوراكل دخلت في تحالفات استراتيجية قوية مع عمالقة الحوسبة السحابية خلال العام الماضي. ما فتح آفاقًا جديدة لعملائها للاستفادة من قواعد البيانات المتطورة للشركة على منصات متنوعة. وفي هذا الإطار أكد لاري إليسون أن هذه الخطوة تعجّل بتوسع أعمال الشركة في مجال السحابة، متوقعًا نموًا متسارعًا للسحابات الخاصة مقارنة بنظيراتها العامة في المستقبل القريب.
وتزامن صعود أسهم أوراكل مع تصاعد المنافسة بين لاري إليسون وجيف بيزوس على لقب ثاني أغنى شخص في العالم. وزادت حدة هذه المنافسة بعد إعلان الشركتين عن شراكة جديدة؛ حيث تتيح أوراكل لعملاء أمازون استخدام برنامج قاعدة البيانات الخاص بها على أجهزتها الموجودة داخل مراكز بيانات أمازون.
بدايات لاري إليسون
ولد لاري إليسون، أحد أبرز رموز عالم التكنولوجيا، في 17 أغسطس 1944، بمدينة نيويورك. مرت طفولته بظروف صعبة؛ حيث تبنته عائلته في سن مبكرة بعد وفاة والدته البيولوجية. ورغم تلك البداية المتواضعة أظهرمنذ نعومة أظافره شغفًا بالتعلم، خاصة في مجالي الرياضيات والعلوم.
وفيما يتعلق بالناحية التعليمية التحق “إليسون” بجامعة إلينوي في أربانا-شامبين لدراسة الطب، إلا أنه سرعان ما ترك الدراسة بعد وفاة والده بالتبني. ثم انتقل إلى جامعة شيكاغو، لكنه لم يكمل دراسته هناك أيضًا. ورغم تلك الانقطاعات استطاع أن يكتسب معرفة واسعة في مجال البرمجة خلال تلك الفترة.
تأسيس شركة أوراكل
في أواخر الستينات انتقل لاري إليسون إلى كاليفورنيا؛ حيث بدأ مسيرته المهنية كمبرمج. وبعد اكتساب خبرة واسعة في مجال البرمجيات أسس عام 1977م، بالشراكة مع زملائه السابقين، شركة مختبرات تطوير البرمجيات التي تحولت فيما بعد إلى شركة أوراكل العملاقة.
كان الفوز بعقد مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في عام 1978م نقطة تحول في مسيرة أوراكل؛ حيث تم تكليف الشركة بتطوير نظام إدارة قواعد بيانات علائقية، وهو المشروع الذي أطلق عليه اسم أوراكل. وحقق هذا المشروع نجاحًا باهرًا؛ ما ساهم في نمو الشركة بشكلٍ كبير.
السر وراء النجاح
يكمن سر نجاح شركة أوراكل في قدرتها على تطوير تقنيات مبتكرة تلبي احتياجات السوق المتغيرة. كما لعبت رؤية “إليسون” الثاقبة وقيادته الحكيمة دورًا حاسمًا في تحقيق هذا النجاح. علاوة على ذلك فإن التركيز على تطوير علاقات قوية مع العملاء كان عاملًا أساسيًا في ترسيخ مكانة أوراكل كواحدة من الشركات الرائدة في مجال البرمجيات.
وبفضل نجاح شركة أوراكل أصبح لاري إليسون واحدًا من أغنى الأشخاص في العالم. ومع ذلك لم ينسَ جذوره المتواضعة؛ حيث يواصل دعم العديد من المشاريع الخيرية. كما أنه يعد مصدر إلهام للكثيرين؛ إذ يمثل قصة نجاح مبنية على العمل الجاد والمثابرة والابتكار.
أوراكل تستثمر بقوة في الذكاء الاصطناعي
في خُطوة مهمة لمواكبة التطورات التكنولوجية المتلاحقة كشفت شركة أوراكل العملاق العالمي في مجال برامج المؤسسات- عن خطط طموحة للتوسع في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال الاستثمار في بناء أكبر مراكز البيانات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي؛ حيث تنبي الشركة حاليًا مركز بيانات بقدرة 800 ميجا وات، وهو ما يكفي لتدريب واحد من أكبر نماذج الذكاء الاصطناعي في العالم.
بالإضافة إلى ذلك تجاوزت أوراكل هذه الخطوة وبدأت بالفعل في تصميم مركز بيانات آخر بقدرة 1 جيجا وات. ما يعكس طموحاتها الكبيرة في هذا المجال.
وتأتي هذه الخطوة الجريئة من أوراكل في إطار رؤيتها الطموحة لقيادة الثورة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي يقودها المؤسس المشارك والمدير الفني للشركة، لاري إليسون. وهي تسعى؛ من خلال إطلاق مجموعة من الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي. مثل: قاعدة البيانات المستقلة، إلى منافسة عمالقة التكنولوجيا الآخرين مثل: مايكروسوفت وجوجل في هذه السوق سريعة النمو.
جدير بالذكر أن لاري إليسون أكد مرارًا وتكرارًا تركيز أوراكل على تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي مستقلة ذاتية التعلم والتكيف، دون الحاجة إلى تدخل بشري كبير. وتعد قاعدة البيانات المستقلة، التي تتولى أتمتة العديد من المهام. مثل: الضبط والأمان والنسخ الاحتياطي، مثالًا حيًا على هذا النهج.
تحديات في سباق الذكاء الاصطناعي
على الرغم من الإمكانات الهائلة التي توفرها سوق الذكاء الاصطناعي إلا أن دخول شركة أوراكل المتأخر إلى مجال السحابة شكل عائقًا كبيرًا أمامها في مواجهة منافسيها الأقوياء. فشركتا أمازون ويب سيرفيسز ومايكروسوفت Azure تهيمنان حاليًا على سوق البنية التحتية السحابية بحصة سوقية مجتمعة تتجاوز 60%. وعلى الرغم من النمو الملحوظ في أعمال أوراكل السحابية فإنها لا تزال متأخرة عن هاتين الشركتين الرائدتين.
ومع ذلك ترى أوراكل فرصًا واعدة للنمو في قطاعات محددة تتمتع فيها بوجود قوي. مثل: الرعاية الصحية والخدمات المالية. ونجحت في بناء شراكات قوية مع مؤسسات رائدة في هذه القطاعات. بهدف تطوير حلول مبتكرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تلبي احتياجاتها بشكل خاص.
على سبيل المثال: أبرمت أوراكل شراكة مع مايو كلينك لإنشاء منصة سحابية متقدمة لدعم الأبحاث الطبية وتحسين رعاية المرضى.
علاوة على ذلك تمتلك أوراكل قاعدة عملاء واسعة وعلاقات قوية مع المؤسسات؛ ما يمنحها ميزة تنافسية في سوق الذكاء الاصطناعي. فمن خلال الاستفادة من هذه القاعدة الضخمة من العملاء وتقديم حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي تتكامل مع منتجاتها الحالية. تسعى أوراكل إلى تقديم قيمة مضافة لعملائها الحاليين وجذب عملاء جدد.
من ناحية أخرى تواجه أوراكل تحديات كبيرة في جذب المطورين والمواهب المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي؛ حيث تتنافس الشركات الكبرى على استقطاب أفضل الكفاءات بهذا المجال. كما أن بناء بنية تحتية سحابية متطورة ومنافسة يتطلب استثمارات ضخمة وبنية تحتية قوية. وهو ما قد يستغرق وقتًا وجهدًا كبيرين.
تمت قراءة هذا المقال بالفعل411 مرة!
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.