رييل ستوري | تيم كوك.. صاحب نهضة آبل
قائمة المحتويات
لم تكن قصة تيم كوك مجرد مسار وظيفي تقليدي، بل رحلة استثنائية قادته إلى قمة عالم التكنولوجيا. فمنذ ولادته، شق طريقه بثبات نحو تحقيق إنجازات غير مسبوقة.
انضم كوك إلى شركة آبل في مارس عام 1998م كنائب أول للرئيس للعمليات العالمية، ثم كنائب للرئيس للمبيعات والعمليات العالمية، قبل أن يتولى منصب الرئيس التنفيذي في 24 أغسطس 2011، خلفًا لستيف جوبز. ولم يكتف كوك بالحفاظ على إرث سلفه، بل مضى قدمًا في تطوير الشركة وتحقيق أرقام قياسية جديدة.
فهرس المحتوي
تيم كوك
علاوة على ذلك، لم تقتصر إنجازات كوك على الجانب التجاري، بل امتدت لتشمل جوانب اجتماعية وسياسية. فقد دعا إلى الإصلاح السياسي للمراقبة الدولية والمحلية، والأمن السيبراني، والتصنيع الوطني، والحفاظ على البيئة. ومن ناحية أخرى، استبدل كوك إدارة جوبز التفصيلية بأسلوب أكثر تحررًا، ونفذ ثقافة تعاونية في آبل.
كما شهدت شركة آبل تحت قيادة كوك نموًا هائلًا؛ حيث ضاعف إيرادات الشركة وأرباحها، وزادت القيمة السوقية للشركة من 348 مليار دولار إلى 1.9 تريليون دولار بين عامي 2011 و2020. بينما في عام 2023، كانت آبل أكبر شركة تكنولوجيا من حيث الإيرادات؛ إذ بلغت 394.33 مليار دولار أمريكي.
الحياة المبكرة والتعليم
وُلد تيم كوك في الأول من نوفمبر عام 1960م، في مدينة موبيل بولاية ألاباما الأمريكية؛ حيث نشأ في كنف أسرة متواضعة. فوالده دونالد كوك كان يعمل في حوض بناء السفن. بينما كانت والدته جيرالدين كوك تعمل في صيدلية محلية.
تلقى كوك تعليمه الأساسي في مدينة روبرتسديل القريبة؛ حيث تخرج بمرتبة الشرف الثانية من مدرسة روبرتسديل الثانوية العامة في عام 1978م. وتم تعميده في الكنيسة المعمدانية في وقت مبكر من حياته، ما ساهم في تشكيل شخصيته وقيمه.
ولم يكتفِ كوك بالتعليم الثانوي، بل سعى إلى تحقيق المزيد من الإنجازات الأكاديمية. فقد حصل على درجة البكالوريوس في العلوم في الهندسة الصناعية من جامعة أوبورن في عام 1982م. ومن ثم حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ديوك في عام 1988م.
مسيرة تيم كوك المهنية
انطلقت مسيرة تيم كوك المهنية من رحم شركات التكنولوجيا الكبرى؛ حيث بدأ رحلته بعد تخرجه من جامعة أوبورن، لينضم إلى شركة آي بي إم العملاقة، وقضى فيها اثني عشر عامًا. صعد خلالها سلم الترقيات حتى وصل إلى منصب مدير التنفيذ في أمريكا الشمالية.
ولم تقتصر خبرة كوك على آي بي إم، بل انتقل بعدها ليشغل منصب المدير التنفيذي للعمليات في قسم إعادة بيع الحواسيب في شركة إنتليجنت إلكترونيكس. ثم أصبح نائب الرئيس للمواد المؤسسية في شركة كومباك في عام 1997م، قبل أن ينتقل إلى آبل بعد ستة أشهر فقط.
بداية المسيرة المهنية في آبل
في عام 1998م، كانت نقطة التحول في مسيرة تيم كوك المهنية، عندما تلقى دعوة من ستيف جوبز للانضمام إلى آبل. ووصف كوك هذه اللحظة في خطاب تخرجه في جامعة أوبورن، قائلًا: “أي اعتبار عقلاني محض للتكاليف والفوائد كان يصب في صالح كومباك، ونصحني الأشخاص الذين يعرفونني جيدًا بالبقاء في كومباك”.
وأضاف: “في ذلك اليوم في أوائل عام 1998م، استمعت إلى حدسي، وليس إلى الجانب الأيسر من دماغي أو حتى إلى الأشخاص الذين يعرفونني جيدًا. ولم يمض أكثر من 5 دقائق على مقابلتي الأولية مع ستيف، حتى أردت أن أتخلى عن الحذر والمنطق وأن أنضم إلى آبل. كان حدسي يعرف بالفعل أن الانضمام إلى آبل كان فرصة لا تتكرر للعمل مع العبقري المبدع وأن أكون ضمن الفريق التنفيذي الذي يمكنه إحياء شركة أمريكية عظيمة.”
نائب الرئيس الأول للعمليات العالمية
كان منصبه الأول في آبل هو نائب الرئيس الأول للعمليات العالمية؛ حيث أظهر كوك براعة فائقة في إدارة العمليات. فقام بإغلاق المصانع والمستودعات، واستبدلها بمصنعي عقود. ما أدى إلى تقليل مخزون الشركة من أشهر إلى أيام.
كذلك، استثمر في صفقات طويلة الأجل، مثل: الاستثمار المسبق في ذاكرة الفلاش منذ عام 2005، ما ضمن إمدادًا ثابتًا لما أصبح آي بود نانو، ثم آيفون وآيباد. وتم الاعتراف بإجراءاته للحفاظ على التحكم في التكاليف، وبالاقتران مع بقية الشركة، حققت أرباحًا ضخمة.
الرئيس التنفيذي
في يناير 2007، تمت ترقية كوك لقيادة العمليات، وفي عام 2009م، أصبح الرئيس التنفيذي بالإنابة، بينما كان جوبز، الذي يعاني من تدهور صحته، في إجازة مرضية. وفي يناير 2011، وافق مجلس إدارة آبل على إجازة طبية ثالثة طلبها جوبز. خلال ذلك الوقت، كان كوك مسؤولًا عن معظم العمليات اليومية لآبل. بينما اتخذ جوبز معظم القرارات الرئيسية.
الرئيس التنفيذي لآبل
بعد استقالة جوبز من منصب الرئيس التنفيذي وأصبح رئيسًا لمجلس الإدارة، تم تعيين كوك الرئيس التنفيذي الجديد لشركة آبل في 24 أغسطس 2011. وبعد ستة أسابيع، في 5 أكتوبر 2011، توفي جوبز بسبب مضاعفات سرطان البنكرياس.
وكتبت روبين فيراكون، المساهمة في فوربس، في سبتمبر 2011: “شرع جوبز وكوك في تشكيل شراكة قوية، وأنقذا الشركة من دوامة الموت. التي أخذتها من 11 مليار دولار في الإيرادات في عام 1995 إلى أقل من 6 مليارات دولار في عام 1998. فتحت قيادتهما، انتقلت الشركة من الحضيض إلى 100 مليار دولار ملحوظة اليوم”.
تغييرات الفريق التنفيذي
في 29 أكتوبر 2012، أجرى كوك تغييرات كبيرة على الفريق التنفيذي للشركة. واستقال سكوت فورستال من منصب نائب الرئيس الأول لنظام iOS بعد إطلاق خرائط آبل الذي لم يلق استحسانًا. وأصبح مستشارًا لكوك حتى رحل في النهاية عن الشركة في عام 2013.
وتم فصل جون برويت، الذي كان نائب الرئيس الأول لقسم البيع بالتجزئة، بعد 6 أشهر من بدء عمله في آبل، وحصل على 100,000 سهم بقيمة 60 مليون دولار أمريكي.
إنجازات تيم كوك
منذ توليه منصب الرئيس التنفيذي لشركة آبل، حقق تيم كوك إنجازات غير مسبوقة؛ حيث ضاعف إيرادات الشركة وأرباحها. وزادت القيمة السوقية للشركة من 348 مليار دولار إلى 1.9 تريليون دولار بين عامي 2011 و2020. وفي عام 2023، كانت آبل أكبر شركة تكنولوجيا من حيث الإيرادات؛ حيث بلغت 394.33 مليار دولار أمريكي.
نموذج مُلهم للقادة الناجحين
في النهاية تُعد قصة تيم كوك نموذجًا ملهمًا للقادة الطموحين. فقد استطاع أن يجمع بين الحكمة الإدارية والرؤية الاستراتيجية، ليقود شركة آبل إلى آفاق جديدة من النجاح والازدهار. ولم يكتفِ كوك بالحفاظ على إرث سلفه، بل مضى قدمًا في تطوير الشركة وتحقيق أرقام قياسية جديدة. تاركًا بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا.
كما لم تقتصر إنجازات كوك على الجانب التجاري، بل امتدت لتشمل جوانب اجتماعية وسياسية. فقد دعا إلى الإصلاح السياسي للمراقبة الدولية والمحلية، والأمن السيبراني، والتصنيع الوطني، والحفاظ على البيئة. ومن ناحية أخرى، استبدل كوك إدارة جوبز التفصيلية بأسلوب أكثر تحررًا، ونفذ ثقافة تعاونية في آبل.
وهكذا، استطاع كوك أن يحول آبل إلى إمبراطورية تكنولوجية عملاقة، تحظى بمكانة مرموقة في الأسواق العالمية. وبقيت إنجازاته بمثابة شهادة حية على قدرته الفائقة على القيادة والإدارة، وعلى التزامه الراسخ بتحقيق التميز والابتكار.
تمت قراءة هذا المقال بالفعل48 مرة!
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.
ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق