dark

رواية عناقيد عنب لـ سميرة خالد عرباسي

5
(1)

عناقيد عنب لسميرة خالد عرباسي ، في إصدارها الأول ، عند دار الكتاب الثقافي ، يقع في خمس وثمانين صفحة ، يشتمل على ثلاثين عنوان ، ومقدمة وفهري للعناوين . الملفت بالنظر في تقليب صفحات الإصدار ، هو انتقاء عرباسي للعناوين بشكل ملفت للنظر ، فأحيانا كثيرة تظفر بعنوان جاذب وأنيق ، يجذب المتصفح للقراءة والمتابعة .

في فلسفة العنوان :

من المعلوم أن عنوان غلاف الكتاب ، هو العتبة الرئيسة ، لا يقل أهمية عن اختيار لوحة الغلاف وألوانها ، وكلما اقترب المؤلف من الجذب المقنع والمشوق للقاريء ، كلما كان أكثر إثارة بعيدا عن الاستعراضية والمباهاة في العنوان ، فالعنوان عادة يحسب بعدد حروفه ، فكلما كانت الحروف والكلمات أقل ، كان ثبا العنوان في ذاكرة القارئ أكثر وكان أكثر قربا للقارئ وتشويقا . فلماذا اختارت عرباسي عنوان إصدارها من كلمتين ، وماذا يخلق هذا العنوان عند القارئ من دلالات نصية لما يحتويه العنوان والكتاب نفسه ؟ لما قالت عناقيد عنب ولم تسمه بعنقود واحد فقط ؟
العنب فاكهة صيفية لذيذة ، تبث البرودة ولذة الطعم في فصل الصيف ، وكأن حال كلمة عنب في العنوان ، تعطي دلالة للمعذبين المضطهدين في الحياة ، وللذين يبحثون عن الظل ولذته ، سيجدونه تحت ظلال دالية العنب هذه . كما قالت سميرة في قصتها بعنوان عناقيد عنب ، لماذا اختارت العناقيد في لونه عيني بطلة القصة ، وبمشاعر البطلة كعناقيد العنب لذة واشتهاء .
أما العناقيد فهي جمع عنقود ، وهي بمعناها مجموعة من حبّات العنب تكّون العنقود مجتمعة ، لكن عرباسي تتجاوز في دلالات العنوان ، بأن العنقود ذو مذاق واحد ، وبلون واحد ، عنقود أصفر أو عنقود أسود . لكن عرباسي تقول أن العناقيد مختلفة اللون والطعم ، لكنها من أصل واحد هو العنب .

المؤلف الصادر لعرباسي ، متعدد الشكل والمضمون ، فالموضوعات جدا متعددة الدلالات ، مابين الفقد والحرمان وتعدد الذكريات في الماضي ، وما تعكسه على سلوك الفرد اليومية ، وتشتت سلوكه اليومي والفكري ، إلى حد الاكتئاب أحيانا والفشل في الحياة ، مما يدعو عرباسي دعوة القارئ التخلص من كل ما هو سلبي في ماضيه ، وأن يبتعد عن الرمادية أو السوداوية ، وعليه أن يكون إيجابيا ، انطلاقا من الصفر إلى رقم واحد .

كذلك تخاطب الصديق حينا والصاحب حينا آخر ، ولا أظن إلا أن الكاتبة تحاول التخلص من أنا الكاتب ، إلى هموم القارئ ، وعمومية الهم من الخاص إلى الهم العام ، وهذه نقطة إيجابية تسجل لصالح العمل الأدبي .
لم تتوقف سميرة عند تعدد عناوين الكتاب ، ولا تعدد موضوعاته ، بل كان التعدد في الجنس الأدبي ، فما بين أن تجد المقال في ثوب الخاطرة ، رغم المباشرة أحيانا وبساطة الموضوع ، إلا أنك تجد فيها الجملة الأدبية والحس الإنساني وجمال اللغة .

كذلك فهناك الخاطرة المبنية بفنية وإتقان عال ، تكون لا تنفلت منها ، إلا بعد الانتهاء من قراءة الخاطرة ، ولربما تعود للقراءة مرة أخرى وأنت تتذوق حبة من حبات عناقيد العنب .
لم تهمل سميرة عرباسي في كتابها القصة والقصة القصيرة جدا ، تقترب فيك وتبحر أحيانا في زورقها ، وتجد اللذة في رذاذ البحر المتطاير نحوك في نهار شديد الحرارة . لكنها لم تخبر القاريء وتحصره بجنس أدبي باسم قصة أو مقال أو خاطرة ، فقد تركت القارئ في عومه ، يكتشف ما في البحر من كنوز .
جميلة هذه التجربة الأولى من الكتابة ، وتبقى دائما تجربة الإصدارالأول ، كالإبن البكر ، فمهما جاء من بعده أبناء أكثر جمالا وتناسقا ، يظل للإبن البكر لذة أنه كان الإصدار الأول .

تحميل رواية عناقيد عنب pdf

تحميل كتاب عناقيد عنب PDF – سميرة خالد عرباسي

 

 

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 1

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

تحميل كتاب فن اللامبالاة PDF

Next Post

رواية لُطف لـ علي الطليمي

Related Posts