dark

رييل ستوري | سهيل بهوان.. من رحلة صيد إلى إمبراطورية اقتصادية ضخمة

5
(1)

من رحلة صيد على مركب شراعي إلى إمبراطورية تجارية عاتية؛ هكذا يمكن اختصار قصة نجاح سهيل بهوان، رجل الأعمال العُماني الذي حوّل حياته من رحلة صيد بسيطة إلى إمبراطورية اقتصادية ضخمة تُغطي قطاعات حيوية في سلطنة عمان وخارجها.

نشأة متواضعة وطموح لا محدود

وُلد سهيل بهوان في 18 يونيو عام 1937م، بمدينة صور العُمانية، ونشأ في بيئة تجارية بسيطة؛ حيث كان والده تاجرًا يبحر بين عمان والهند، ولعل رحلات الصيد مع والده غرست في نفسه حب التجارة والمغامرة، فبدأَ حياتهُ التجارية في سن مبكرة، باحثًا عن أي فرصة لتحقيق الأرباح.

تعليم لم يكتمل

سافر “سهيل” إلى الهند لدراسة المرحلة الابتدائية لكنه لم يكمل تعليمه هناك، وبالطبع لم تكن هذه النهاية لرحلة تعلمه، بل كانت البداية لرحلة أخرى أكثر ثراء وعمقًا، في رحلاته التجارية مع والده.

وتلقى دروسًا غير موجودة في الكتب؛ حيث تعلّم أساليب التجارة والمقايضة والتعامل مع مختلف أنواع التجار، وكيف يُميز بين الصفقات الرابحة والخاسرة، وكيف يواجه التحديات ويحقق النجاح.

مسيرة مهنية حافلة

في مطلع الستينيات انطلقت رحلة سهيل بهوان، وخلال رحلاته البحرية من مدينته صور إلى العاصمة مسقط نسج علاقات وثيقة مع تجار هنود مكنته من الحصول على قرض لتمويل أولى مغامراته التجارية، مُتاجرًا بالذهب بين الهند وسلطنة عمان.

وفي مطلع الربع الثاني من عام 1965م اتّحد سهيل مع شقيقه سعود ليفتتحا متجرًا لبيع مواد البناء وشباك الصيد في سوق مطرح، مُقررين الاستقرار في مسقط، بوابة التجارة والفرص، وسعيُه الدؤوب وذكاؤه التجاري قاداه إلى تأسيس شراكات عالمية، فحصل على حق الامتياز لبيع منتجات Seiko و Toshiba، مُدخلًا الإلكترونيات إلى السوق العمانية.

ومع فجر النهضة العُمانية بقيادة السلطان قابوس ازدهرت التجارة وازداد الطلب على السلع الاستهلاكية، فكان سهيل بهوان في طليعة المستثمرين، مُؤسسًا مشاريع صناعية وتجارية ضخمة، ومُساهمًا في بناء اقتصاد وطني قوي.

شراكة تاريخية مع تويوتا

في السبعينيات كانت شركة تويوتا اليابانية الرائدة في صناعة السيارات تبحث عن شركاء لها في الخليج العربي، ومن هنا انطلقت رحلة سهيل بهوان وشقيقه سعود نحو تحقيق حلم عظيم.

لم تكن الساحة خالية من المنافسة فواجها عائلة الفطيم الإماراتية العريقة التي كانت تسعى للحصول على شراكة تويوتا في كل من الإمارات وسلطنة عمان، وأمام هذا التحدي ضاعفت سهيل وشقيقه جهودهما لإثبات قدرتهما على تأمين المال اللازم للشراكة، فقررا التعاون مع رجل الأعمال العماني عمر زواوي لتأسيس شركة صناعة الأنابيب “Amantit Oman” في عام 1974م.

ومع الانطلاقة الأولى حققت الشركة نجاحًا باهرًا، وجمعت رأس المال المطلوب خلال سنة واحدة فقط، ليصبح “آل بهوان” أقرب من أي وقت مضى لتحقيق حلمهم، ولكن واجه الشقيقان تحديًا آخر، فقد كانت عائلة الفطيم لا تزال الأقرب للحصول على الوكالة؛ ما دفع السلطان قابوس إلى التدخل لضمان تمثيل علامة تويوتا التجارية في سلطنته من قِبل شركة عمانية.

وبفضل هذه الرعاية والدعم بدأت السفن التجارية تفرغ حمولتها من سيارات تويوتا في ميناء العاصمة مسقط في عام 1975م، ليصبح آل بهوان خلال ثلاث سنوات فقط رائدي سوقِ السيارات في سلطنةِ عمان.

سهيل بهوان

سيمفونية من الإنجازات

في غضون عشر سنوات فقط نسج سهيل بهوان وشقيقه سعود سيمفونية من الإنجازات، فحصلا على امتيازات شركات عالمية مثل: Bomag وFord وKubota وKomatsu.

ولم تقتصر إنجازاتهما على التجارة فحسب بل اتجها في عام 1977م إلى العمل في مشاريع البنى التحتية بقطاعي الطاقة والإنشاءات، مُحققين إنجازًا عظيمًا في عام 1984م بالاستحواذ على شركة لتطوير محطات تحلية المياه وتوليد الكهرباء في جميع أنحاء سلطنة عمان.

ومع نمو الأعمال وتنوعها ازداد عدد موظفي الشركة ليصل إلى أكثر من أربعة آلاف موظف في أواخر الثمانينيات، وتوسعت نشاطاتها لتشمل قطاعات مختلفة مثل: الاتصالات والإلكترونيات والشحن والأغذية والخدمات اللوجستية.

رحلة مصنع اليوريا

من رحم التحدي وُلد حلم سهيل بهوان بإنشاء مصنع لليوريا، وهو حلم بلغت تكلفته 1.3 مليار دولار أمريكي، بتمويل من بنك “Japan Bank for International Cooperation”، وأنشأته شركة “Mitsubishi Heavy Industries”.

في البداية اختار سهيل قطر مقرًا للعمل لكنه سرعان ما واجه ارتفاع أسعار الغاز وصعوبة الإجراءات الحكومية؛ ما دفعه إلى نقل أعماله إلى الجزائر وعقد شراكة مع شركة “Sonatrach”.

وامتلكت مجموعة سهيل 51% من أسهم المشروع، وواجهت تحديات جديدة تمثلت في الظروف التي كانت تمر بها الجزائر وحالة عدم الاستقرار، ورغم كل الصعاب  اكتملت الصفقة وبُني المصنع في عام 2008م، وبدأَ العمل فيه عام 2009م.

سلم سهيل أمور متابعة أعماله واستثماراته لابنته أمل التي استطاعت أن تحقق إيرادات بلغت نحوَ 4 مليارات دولار أمريكي في عام 2016م، لتصبح شركته من كبرى الشركات في السلطنة، تعمل في العديد من القطاعات مثل: الأسمدة وتجارة السيارات وخدمات النفط والغاز.

وتُوجت مسيرة سهيل، ذلك الرجل الذي انطلق من رحلة صيد بسيطة، بإمبراطورية تجارية ضخمة، تاركًا بصمة خالدة في تاريخ سلطنة عمانِ؛ حيث بلغ صافي ثروته نحو 2.7 مليار دولار، بحسب مجلة “فوربس” الأمريكية؛ ليصبح رمزًا للنجاح والطموح، ونبراسًا يضيء درب رواد الأعمال في كل مكان.

دروس مستفادة:

من رحلة سهيل بهوان نستخلص دروسًا عظيمة تلهم رواد الأعمال وتضيء لهم درب النجاح:

لا سبيل للنجاح دون مثابرة، فسهيل بهوان لم يرضَ بِما حققه بل واصل السعي لتحقيق ذاته وحلمه، مُتجاوزًا كل الصعاب والمعوقات.

  • البداية المبكرة

كلما كانت البداية مبكرة كانت الفرصة أكبر للتعلم واكتساب الخبرة، وسهيل بدأ حياته التجارية في سن مُبكرة؛ ما مكنه من بناء إمبراطورية تجارية ضخمة.

لا خوف من المخاطرة؛ فسهيل لم يتردد في خوض غمار المخاطرة، مُدركًا أنها جزء لا يتجزأ من أي عمل ناجح.

  • التمويل عبر القروض

لا تعوقك فكرة نقص التمويل؛ حيث استطاع سهيل بهوان الحصول على التمويل اللازم لمشاريعه عبر القروض، مُثبتًا أن الفكرة المبتكرة هي الأساس للنجاح.

  • اتباع قدوة ناجحة

لا عيب في اتباع قدوة ناجحة؛ فسهيل اتخذ من والده قدوة له في بداية حياته المهنية؛ ما ساعده في السير على الطريق الصحيح.

إرث خالد ورحلة ملهمة

يُعد سهيل بهوان رمزًا للنجاح والمثابرة والعزيمة؛ إذ حوّل حياته من رحلة صيد بسيطة إلى إمبراطورية اقتصادية ضخمة، وتمثل قصته مصدر إلهام للأجيال القادمة، وتُؤكد أن الطموح والمثابرة والإيمان بالنفس هي مفاتيح النجاح في أي مجال.

 

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 1

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

تفسير موت شخص في المنام لابن سيرين

Next Post
تفسير التفاح في الحلم و اكل تفاح لابن سيرين

تفسير التفاح في الحلم و اكل تفاح لابن سيرين

Related Posts