dark

رييل ستورى | سطور من المستور.. قاهر لعنة الفراعنة

0
(0)

سطور من المستور.. تكشف في سطور قليلة المستور من حوادث وحكايات غريبة وطريفة تأتيكم من أعماق التاريخ.

هوارد كارتر، هل كان حقًا الناجي الوحيد من لعنة الملك توت عنخ آمون؟

هوارد كارتر

في السادس من نوفمبر 1922، لم يكن هناك وصف محدد تحتويه لغة من لغات العالم يستطيع أن يصف مدى السعادة والشغف والفخر واللهفة التي تعصف بمشاعر عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر، بعد أن كان على بعد أمتار معدودة من أهم اكتشافات حياته، بعد شهور سبقتها سنين من الكد والجهد والعرق.

فحزم أمتعته سريعًا بعد أن وضع موقع البحث بوادي الملوك تحت حراسة مشددة، وترك عصفور الكناري الذهبي المحبب إلى قلبه مع مساعده السيد كالندر، ذلك العصفور الذي صحبه في رحلته منذ لحظة دخوله الأولى للأقصر، وكان قد قرر أن يطلق اسمه على اكتشافه الجديد، ترك كل شيء من ورائه وذهب سريعًا للقاهرة لدعوة اللورد كارنرفون ممول حملة البحث تلك، ليشهد اللحظات الأولى لهذا الاكتشاف بنفسه.

اكتشاف عظيم في يوم مشؤوم

وفي الثالث والعشرين من نوفمبر 1922، وصل ركب اللورد كارنرفون إلى الأقصر وكانت قد سبقته إلى هناك عاصفة رملية شديدة عكرت صفو أجواء مدينة الأقصر، وفي موقع البحث فزع العمال لرؤية صقر يحوم في السماء، وهو ما يعده القدماء نذير شؤم.

وبينما كان الركب يتجه نحو وادي الملوك، سمع السيد كالندر مساعد السيد كارتر سقسقة واهنة من عصفور الكناري الذي كان بالشرفة، فخرج ليجده يلفظ أنفاسه الأخيرة بين أنياب كوبرا ضخمة.

وفي وادي الملوك تقدم اللورد كارنرفون والسيد كارتر مجموعة من الشخصيات الإنجليزية النبيلة والعلماء الإنجليز والمصريين والعديد من العمال المصريين، وأزالوا الأقفال وفتحوا الأبواب واحدًا وراء الآخر حتى وصلوا حيث يرقد الملك الشاب توت عنخ آمون، وعلى تابوته المهيب وجدوا نقوشا تقول «سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك».

احتفالية الضحية الأولى

وفي منتصف ذات الليلة في الأقصر اجتمع فريق البحث للاحتفال بهذا الكشف العظيم، لكن عالم الآثار المصري محمد زكريا بدا عليه الإرهاق الشديد أثناء الحفل، وسريعًا ما باغتته حمى غامضة أودت بحياته في نفس الليلة، وبينما كان الجمع يستفسر عن حالة العالم المصري قبل وفاته بلحظات ضربت القاهرة على بعد مئات الكيلومترات موجة ظلام عاتية، فقد انقطع التيار الكهربائي عن القاهرة بالكامل ليلة عكر المتطفلون صفو الملك توت.

اللعنة تضرب من جديد

وبعد 6 أشهر من هذا الكشف العظيم وفي إنجلترا كانت كلبة اللورد كارنرفون والتي كان يدعوها سوزي تعاني من نوبة عواء جنونية ماتت على إثرها، وفي ذات اليوم سقط اللورد كارنرفون نفسه ميتًا في ظروف غامضة بينما كان في إحدى رحلاته النيلية.

وشهد العام 1924 واحدة من أكثر الحالات المتعلقة بالمشاركين بهذا الكشف مأساويةً، حيث اكتشفت جثة عالم الآثار هيو إيفلين وايت، بعد أن شنق نفسه، تاركا ملاحظة زُعم أنها كتبت بدمه، يقول في نصها «لقد استسلمت للعنة تجبرني على الاختفاء».

وفي العام 1926 دب حريق في منزل عالم المصريات آرون إمبر والذي كان أحد المقربين من اللورد كارنارفون، وبدلًا من أن يفر من الحريق لينجو بنفسه، وعلى الرغم من وجود الكثير من الوقت للهروب كما ذكر التاريخ، إلا أنه اندفع إلى اللهب لاستعادة مخطوطة كتاب كان يعمل عليه بعنوان «كتاب الموتى المصري».

اللعنة مستمرة

لم تتوقف اللعنة عند هذا الحد بل ذكرت عدة مراجع تاريخية أن عدد ضحايا اكتشاف قبر الملك الشاب توت قد تخطى الـ22 من الميتات المفاجئة أو الغامضة، ولم تكن تلك القصص السابقة إلا قليلا مما سطره التاريخ في مراجعه من كثير لم يسمع عنه أحد بالتأكيد.

ولكن العجيب أن السيد هوارد كارتر لم يكن من هؤلاء الذين ماتوا في أعقاب اكتشاف المقبرة، فقد وثق التاريخ وفاته الثاني من مارس 1939 في عقده الثامن من جراء إصابته بسرطان الغدد الليمفاوية.

وربما قد نجا السيد كارتر من الوفاة مباشرة بعد أعظم اكتشافاته، ولكن لا أحد يعلم كم القلق والمعاناة والرعب الذي عاشه، وهو يشاهد الموت يضرب بجناحيه السامين كل من شاركه في تعكير صفو الملك توت.

 

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

رييل ستوري | هآرتس: الجيش الإسرائيلي قصف خطأ مستوطنات ونقاط مراقبة تابعة له

Next Post

رييل ستورى | أفضل الأفلام في عام 2017 بالصور

Related Posts