dark

تقرير: عنب الخضر… مشاكل متزايدة وحلول شبه معدومة

0
(0)

بيت لحم/ PNN – نجيب فراج – تتميز بلدة الخضر الى الجنوب من بيت لحم بكثرة منتوج العنب بكل انواعه وباتساع المساحة الارضية المزروع بها هذا المنتوج ولكن في الوقت نفسه تتراكم العقبات التي تقف في وجه المزارع لتسويق هذا المنتوج والذي يعد بالاف الاطنان، فما ان يقترب موسم القطاف بعد رحلة طويلة للمزارع من الاعتناء بارضه في سنة واحدة وتبدا بحرث الارض ومن ثم تقنيب العنب ورشه عدة مرات وكل ذلك بتكاليف كبيرة حتى يحين موسم القطاف يكون قد فات الاوان لان السوق قد غرقت بالعنب الاسرائيلي الذي يغزوها قبل ذلك بشهرين وبسعر خيالي يصل حد الثلاثين شيقلا وما ان يحين موهد القطاف المحلي ينخفض السعر الاسرائيلي ليصل شيقلين اضافة الى مجموعة كبيرة من العراقيل الكثيرة لا يمكن للمزاعر المحلي استيعابها والسيطرة عليها.
انواع العنب
وحول العنب وانواعه وطبيعة التربة والعقبات التي يواجهها المزارعون يشرح المزارع احمد صلاح بقوله ان طبيعة ارض الخضر هي طبيعة مناسبة للزراعة كون نسبة الملوحة معتدلة ومعقوله وتشكل تربة لانتاج جيد بعكس بعض المواقع الاخرى التي تكون فيها نسبة الملوحة مرتفعة وتؤثر على طبيعة الانتاج، ولذلك هناك انواع من العنب لا تجدها الا في الخضر كالبتوني والحلواني والجندري والبيروتي والحمداني ولربما تجد ذات الانواع في بعض المواقع الاخرى ولكنها مهجنة.
مساحة الأرض تتقلص
وقال ان مساحة الارض التي يزرع فيها العنب بالخضر تبلغ نحو سبعة الاف دونم وهي مساحة كبيرة ولكنها في نفس الوقت قد تقلصت وذلك بفعل العديد من الظروف ومن بينها الزحف البشري في البناء وكذلك الاستيلاء الكبير على الاراضي من قبل المشروع الاستيطاني، واقدام سلطات الاحتلال على اغلاق الطرق الزراعية المؤدية الى اراضيهم ومعظمها بمحاذاة المستوطنات وعلى رأسها افرات ونفي دانيال والعيزر وبيتار وهذا ما يفاقم المشكلة حيث يسنخدم المزارعون في ذهابم وايابهم الدواب فقط حيث يحرمون من استخدام اي وسيلة نقل اخرى وهذا يفاقم المشكلة ويعقدها ويستنزف م مزيدا من الوقت، وضرب مثلا على ذلك موقع وادي البيار التابع للبلدة والذي يعتبر سلة غذائية لمنطقة الجنوب والتي تنتج التفاح والعنب والتين بكثرة وبعد اغلاق الطرق الزراعية بالصخور والاتربة حرمت هذه المنطقة من هذه السلة، اضافة الى محدودية التسويق فكان السوق مفتوحا في خيارات المزارع بدون حدود فيستطيع ان يصل الى مدينة القدس وعرض المنتوجات في شوارعها اما اليوم فان المنتوج ممنوع ان يمر عبر المعابر والحواجز واذا استطاع مزارع او مزارعة من الوصول الى القدس فانه يواجه الشرطة الاسرائيلية وموظفي البلدية الذين يقومون بقلب بسطاتهم في الشارع ليكلفهم المزيد من الاستنزاف،ليفضل المزارعين عدم الذهاب الى هناك وخسارة هذا السوق المتميز، اضف الى ذلك خسارة سوق رام الله حيث يمنع المزارعين من عرض بسطاتهم هناك بحرية لتحدد البلدية موقع واحد غير مجدي وبعيد عن المواطنين وبالتالي قل التسويق بشكل كبير فامتنع المزارعون الذهاب الى رام الله، اما التسويق في شوارع بيت لحم ايضا حدث بلا حرج فقد منعت البلدية المزارعين من عرض عنبهم في البسطات بالشوارع المختلفة وذلك نظرا لطبيعة المدينة السياحية وان البسطات تشوه جمال المدينة وحصرت المزارعين في نكان يدعى ساحة حنضل وهي ساحة منزوية لا تسهد اقبالا من قبل المواطنين، الى جانب السوق القديم حيث يضطر المزارع ان ينقل عنبه سيرا على الاقدام وهذا منهك له وبالتالي فضل الامتناع عن ذلك ليبحث المزارعين او بعضهم عن طرق اخرى من بينها عرض المنتوج في الطرق الالتفافية كمنطقة راس بيت جالا والطريق قرب مجمع غوش عصيون الاستيطاني ولكن الشرطة الاسرائيلية تكون لهم بالمرصاد وتقوم بمنعهم ليجد المزارع نفسه امام طريق مغلق بل محكم الاغلاق.
عراقيل اخرى
وعن العراقيل الاخرى يوضح صلاح ان المزارع يواجه غلاء فاحشا في ادوية المبيدات للعنب واحيانا يشتريها ليكتشف انها غير صالحة وان وزارة الزراعة لا تضع حلولا جدية لهذه المشكلة، كما ان الري لمزرعات العنب مشكلة اخرى فابار تجميع مياه الامطار محدودة لان معظمها مهدد بالهدم من قبل قوات الاحتلال وايضا ممنوع على المزارعين من حفر ابار جديدة وقلة المياه يعني بوضوح تقليص كمية الانتاج والجفاف المبكر للشجر. اضافة الى منع الاحتلال من تجديد معرشات العنب التي تحتاج كل عشر سنوات للتجديد وبالتالي يضطر المزارع ان يبقى على معرشاته خمسون عاما وتكون حينها قد هرمت وقد خفض انتاجها.
وكل ذلك اجبر المزارعين عن العزوف عن ارضهم لانها نحولت الى مشروع خاسر ويفضل اعداد كبيرة منهم التحول للعمل في الورش الاسرائيلية وفي احسن الاحوال بعضا منهم يخصص شهرين للاعتناء بارضه وهذا وقت قليل جدا، اما المزارعين الذي فضلوا التمسك بهذه الزراعة وليكون شغلهم فقط في ارضهم فقد تقلص الى نحو عشرة مزارعين في الوقت الذي كان في العام الماضي نحو مائة فتقليص الجهد البشري في ازدياد خطير.
وعن رأيه في فتح الاسواق او المعرض فان ذلك شيء جيد ولكنه لا يمكن ان يشكل حلا جذريا للمشكلة لان المعرض يحدد بثلاثة ايام ومن يلاحظ ما جرى في المعرض هو مشاركة اربعين مزارعا ثلاثبن منهم من خارج الخضر وهذا معناه ان حماس المزارعين قد وضرب مثلا على نفسه حيث اشترك في اليوم الاول ولم يعد في اليوم الثاني وفضل ان يذهب الى منطقة راس بيت جالا لتسويق منتوجه.
المشتقات الأخرى
اما عن المشتقات الاخرى التي تصنع من العنب ومنها الزبيب والملبن والدبس فهي لا تشكل حلا للمشكلة بل ان الفائض من المنتوج نظرا لعراقبل التسويق يضطر المزارعين من اللجوء الى انتاج هذه المشتقات والتي تحتاج الى جهد ووقت واكثر كلفة والى التسويق ايضا ليجد المزارع نفسه قد هرب من مشكلة ليقع في اخرى.
رئيس البلدية
من جانبه قال رئيس بلدية الخضر ابراهيم موسى في حديث لمراسل القدس ان البلدية وبالتعاون مع المؤسسات المحلية والدوائر الحكومية لا تألوا جهدا الا وتبذله من اجل التخفيف على المزارعين ، مقرا بوجود مشاكل وعراقيل كبيرة من بيننها الزحف الاستيطاني على اراضي الخضر والتهديد المباشر من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال على حد سواء والذين يغلقون الطرق الزراعية وبلاحقون المزارعين ومنعهم من التسويق وقال ان البلدية بذلت جهودا هذا العام للسماح للمزراعين بتسويق منتوجاتهم في شوارع بيت لحم وقد كان ذلك لثمرة اتفاق بين البلديتين للتسهيل على المزارعين ولا بد ان يتضاعف لاهتمام الحكومي وخاصة من وزارة الزراعة لمزارعي الخضر وتوفير كل الامكانيات لتمكينهم وتعزيز صمودهم وهذا غير مستحيل.

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

فضائح جنسية وأمراء متمردون.. أصعب اللحظات التي عاشتها الملكة إليزابيث بسبب أسرتها

Next Post

عندما يوثق التأريخ تلابيب اللحظة وعبق الاحداث

Related Posts