في كتابه “الإسلام وتحدياته”، يستكشف أستاذ الفلسفة الإسلامية الدكتور حسين صبري التحديات التي تواجه الإسلام في العصر الحديث، ويسلط الضوء على القضايا المعاصرة التي تؤثر على الأمة الإسلامية وتؤدي إلى تشويه صورة الإسلام وتحجب الحقائق الحقيقية لهذا الدين السمح.

يتناول الكتاب مجموعة متنوعة من التحديات التي تشمل التطرف والإرهاب والتحديات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. كما يتطرق إلى تأثير وسائل الإعلام والتكنولوجيا على الدين وتحديات التعايش السلمي بين الأديان.

ويقدم الدكتور حسين صبري تحليلا عميقا وشاملا لهذه التحديات، معتمدا على معرفته العميقة بالإسلام وخبرته الواسعة في الدراسات الإسلامية. يعرض وجهات نظر متوازنة ومعتدلة، ويسعى إلى تفهم الأسباب الجذرية لتلك التحديات وتقديم حلول فعالة للتعامل معها.

ويدرس الكتاب الشرخ الهائل بين المحصول المعرفي الإيماني من جهة ومحصول العمل المعبر عن هذه المعرفة من جهة أخرى حيث أن المحصول المعرفي ضخم  بينما كفة العمل المعبر عنه في تناقص فلا يصمد في رصيدنا الإيماني إلا معرفة تحليلية  تفصيلية.

وناقش الكتاب إشكالية ضعف الترابط بين الإيمان والعمل  في فصول ثلاثة :

الفصل الاول يتقصى التحديات عبر قضية التدين المغيب الذي يعبر عن الانفصال بين الإيمان والعمل على المستوى الفردي بين عموم المسلمين وحتى بين طوائف عدة من خاصتهم.

الفصل الثاني ينتقل لمناقشة التحدي  في قضية التكافل بين الناس للتعبير عن الانفصال بين الإيمان والعمل في واحد من أميز أنظمة الإسلام وهو الوقف وينبهنا الكتاب أن المسألة ليست محصورة في الوقف وحده وإنما تطاتل غيره من أنظمة الإسلام التكافلية على كثرتها وتنوعها وتكاملها .

أما الفصل الثالث ذهب لتحليل أصعب التحديات في الصراع بين الدين والسلطة وتوضيح آثار تأسيس هذا الصراع ودلالاته.

تتميز كتابات الدكتور حسين صبري بالأسلوب القوي والمنطقي، وقدرته على تقديم الأفكار المعقدة بشكل مبسط ومفهوم. يتناول المواضيع بشكل شامل ومتعمق، مدعوما بالأدلة والأبحاث الأكاديمية.

“الإسلام وتحدياته” هو كتاب يستحق القراءة للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء. فهو يلقي الضوء على التحديات التي تواجه الإسلام في العصر الحديث، ويوفر رؤى قيمة لفهم أعمق لهذا الدين وتعاملنا مع التحديات الراهنة حيث أصبح من الضروري فهم التحديات التي يواجهها الإسلام والبحث عن الحلول المناسبة.