dark

ناصر عراق: الأحداث التاريخية تحرض خيالي على الإبحار في عوالم الرواية ولست مؤرخا ولن أكون

5
(1)

أحد دوافعى فى كتابة «الأنتكخانة» إلقاء الضوء على عظمة تراثنا الفنى
لا يمكن أن تتقدم الأمم دون الاتكاء على ماضيها العامر بالإبداع
الأعمال الأدبية عن تراث أجدادنا القدماء العباقرة قليلة للغاية
كنوزنا التراثية لاقت احتفاء من الأدب أكثر من الفن والدراما

المرأة لؤلؤة الحياة وسحرها الأخاذ.. ومن حسن الطالع أننى رزقت بنساء عظيمات فى حياتى
علينا الاعتراف بأن عادة القراءة ليست راسخة بما يكفى فى بلادنا العربية

«أعمال روائية تستلهم ببراعة بعض الوقائع التاريخية وتقدم لها معالجات إبداعية مميزة».. هى تلك التى يعتمد عليها الكاتب والروائى ناصر عراق فى مجمل أعماله الأدبية عموما وفى أحدثها «الأنتكخانة» على وجه الخصوص، وذلك انطلاقا عن قناعة راسخة لدى عراق بأن الجهل بالتاريخ والتراث قد يؤدى إلى عواقب وخيمة، وهو ما يحاول التصدى له عبر أعماله الروائية.
يستعين ناصر عراق بخبراته الممتدة من أجل إنجاز رواية محكمة البناء، منضبطة الإيقاع، مثيرة للتأمل، وممتعة للقارئ فى الوقت نفسه، وهو الأمر الذى حرص عليه فى أحدث أعماله «الأنتكخانة» الصادرة عن دار الشروق، وعما يرتكز عليه عراق فى إبداع أعماله ومحدداته فى المزج ما بين المعلومات التاريخية والخيال الخصب، كان لنا معه هذا الحوار.

* تجولت بالقارئ فى رواية الأنتكخانة عبر دروب التاريخ والتراث، كيف ضمنت عدم طغيان الطابع التاريخى على السياق الروائى للعمل؟
ــ فى أعمالى التى تستلهم بعض وقائع التاريخ، مثل الأزبكية ودار العشاق واللوكاندة، أنطلق من كونى روائيا، فأنا لست مؤرخا ولن أكون، لذا فمنطق العمل الروائى هو الذى يقود أسلوبى فى القص، وكما هو معلوم، فالرواية فى حاجة إلى مقومات عديدة كى تغدو رواية ناجحة ممتعة مؤثرة، وقد سعيت فى الأنتكخانة إلى تحقيق هذه المعادلة الصعبة.
* تصاعدت الأحداث وتقاطعت مصائر الأبطال فى الأنتكخانة ليجمعهم الخط الرئيسى للرواية وهو كنوز وآثار مصر القديمة.. كيف استطعت توظيف كمٍّ هائل من المعلومات ومصائر الشخصيات وأدوارها دون أن يعانى القارئ من أى تشتت؟
ــ أتخيل أن خبرتى مع الكتابة، فضلا عن المهارات الروائية التى يكتسبها المرء يوميا، هى التى تمنح الروائى الحصيف القدرة على إنجاز رواية محكمة البناء، منضبطة الإيقاع، مثيرة للتأمل، وفى الأخير ممتعة للقارئ؛ لأنه لا يشعر بأى تخمة معلوماتية غير موظفة بشكل فنى جيد، وأضيف إننى أراجع عملى مرات عديدة، فأحذف وأضيف وأصوغ من جديد، قبل أن أدفع به إلى الناشر، وأظن أن الحرص على الإتقان المطلق هو الذى يسمو بالعمل الإبداعى إلى ذرى غير مسبوقة.
* تُلقى أحدث رواياتك الضوء بقوة على عمليات النهب المنظم التى تمت لتراث أجدادنا القدماء، فى رأيك هل لاقت تلك المسألة الحضور والاهتمام الأدبى الكافى بها والتوعية بخطورتها؟
ــ حسب معلوماتى، فإن الأعمال الأدبية التى تتناول مسألة تراث أجدادنا القدماء العباقرة قليلة للغاية، حتى السينما لم تلتفت إلا نادرا إلى هذا التراث، وكذلك فعلت الدراما، فكنوزنا من فنون ونصوص ونظام حكم شيده وأبدعه القدماء لم يلق ما يستحق من حفاوة وتكريم لا فى فى الأدب، ولا فى السينما والدراما، رغم أهمية هذا الموضوع، خاصة، وأن عملية النهب المنظم كانت مخيفة طوال القرنين التاسع عشر والعشرين، وقد رأيت بنفسى فى زياراتى لمتحف اللوفر بباريس، والمتحف البريطانى بلندن حجم الأعمال المصرية القديمة المعروضة فى الجناح المصرى هنا وهناك، وأذكر أننى ظللت أعد القطع الأثرية المصرية فى متحف اللوفر حتى بلغت رقم 25 ألف قطعة، فتوقفت من شدة الإرهاق.
* الجهل بالتراث قد يؤدى بعواقب وخيمة ويعطل تقدم الأمم.. كيف حرصت على تمرير وترسيخ تلك القناعة من خلال الأنتكخانة؟
ــ هذا سؤال مهم، فقد كان أحد دوافعى فى كتابة الأنتكخانة هو إلقاء الضوء على عظمة تراثنا الفنى الذى تركه لنا الأجداد، لعل وعسى أن ينتبه له الناس، فيتعاملون معه بما يليق، ويعكفون على المحافظة عليه من أجل تعزيز فضيلة الانتماء للوطن المذهل الذى نعيش فى أرجائه. فلا يمكن أن تتقدم الأمم دون الاتكاء على ماضيها العامر بالإبداع، فمن هذا التاريخ الثرى يمكن لنا أن نسترد عزيمتنا ونعرف قيمة العلم والدرس والدأب لننجز أعمالا عصرية عظيمة مثلما أبدع الأقدمون أعمالا خالدة.
* ما هى نقاط الالتقاء بين الواقع والخيال الأدبى، فأعمالك لها قدرة ملحوظة على رصد الواقع وتناول خلفياته التاريخية من خلال نصوص روائية؟
ــ الواقع، أو الحدث التاريخى مجرد مؤثر ملهم. مثير جمالى، يحرض خيالى على الانطلاق والإبحار فى خضم العالم الروائى الذى أعمل على تشييده وبنائه (طوبة طوبة)، إذا جاز التعبير، ففى الأنتكخانة على سبيل المثال، كانت المعلومة الخاصة بإنشاء مدرسة اللسان المصرى القديم فى زمن الخديو إسماعيل هى المعلومة التاريخية التى أوحت لى بفكرة الرواية، أى هى (المثير الجمالى)، علما بأننى طوال الوقت كنت مشغولا بتراثنا القديم، فأنا فنان تشكيلى تخرجت فى كلية الفنون الجميلة بالزمالك، لذا فعلاقتى بالرسم والنحت والعمارة علاقة أصيلة، وكم تجولت فى متاحف مصر ومتاحف الدول التى أتيح لى زيارتها. من هنا، فإن فكرة الأنتكخانة كانت تشغلنى بشكل دائم، وإن بصورة مضببة، حتى عثرت على (المثير الجمالى) الذى ألهمنى معمارها الفنى وكيفية كتابتها.
* كى ترى المكانة التى احتلها البسطاء والمهمشون فى عوالم الأدب، وسبب رغبتك الدائمة فى أن تعبر عنهم وتضعهم كركائز أساسية فى أعمالك.
ــ لا أظن أن هناك مبدعا جادا متميزا لا ينحاز إلى القيم الفضلى فى الحياة مثل العدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية، وبالتالى عليه أن ينتصر للبسطاء والمهمشين وما أكثرهم فى مصر، فهم يشكلون الغالبية العظمى طوال التاريخ، وهم الذين يكابدون الفقر والهم والغم، على الرغم من أنهم صناع الحياة، المنتجون لخيراتها، فهم الفلاحون والعمال والحرفيون والموظفون البسطاء، وعلى أكتاف أولئك وهؤلاء قامت حضارة مصر المذهلة وتضخمت وشمخت على مر العصور، لذا ينبغى أن يلتفت إلى حضورهم المبدع الجاد، ولكن من خلال (الذكاء الروائى) إذا جاز القول، حتى لا يقع فى حفرة الدعاية الفجة أو المباشرة الممجوجة.
* أشرت فى السابق إلى دور محورى لعبه والدك فى ترسيخ قيم حب الوطن بداخلك.. حدثنا عن ذلك ومدى احتياجنا إلى ذلك مع الأجيال الحالية.
ــ بالفعل، فوالدى المرحوم عبدالفتاح عراق (1924/ 1995) كان مثقفا عصاميا فذا بامتياز، وعلى الرغم من أنه لم يكمل تعليمه الابتدائى لظروف قاهرة، إلا أنه كان قارئا نهما، فتأثر بأفكار طه حسين وسلامة موسى، واطلع على ما تيسر من نظريات وآراء فرويد وماركس وداروين ولينين، وإبداعات شكسبير ودوستويفسكى وجوته، كما كان حريصا على حضور الصالون الثقافى الذى ينظمه سلامة موسى فى بيته بالفجالة فى أربعينيات القرن الماضى، علاوة على أنه كان عاشقا للشعر مفتونا بقصائد المتنبى وأبى نواس وشوقى، أما غرامه بأم كلثوم وعبدالوهاب وقارئى القرآن الكريم العظام أمثال الشيخ محمد رفعت وعبدالباسط عبدالصمد وعبدالعظيم زاهر فبلا حدود، فضلا عن هيامه اللا محدود بالسينما والمسرح، وقد شاهد يوسف وهبى ونجيب الريحانى وأنور وجدى وأمينة رزق وعزيزة أمير وجميع النجوم الرواد على الخشبة وفى الشاشة البيضاء. كما كان رساما ماهرا باستخدام القلم فقط، وقد أسقانا (نحن سبعة أشقاء ترتيبى السادس) حب الوطن والفخر به، فكان يقول لى إن مصر بلد لا مثيل له، ويرشدنا إلى عظمة الأجداد الذين أبدعوا التماثيل المذهلة والأهرام العجيبة والمعابد الرائعة.. من هذا الوالد، الذى علم والدتى القراءة والكتابة، ارتوينا جميعا بماء الحب والهيام بالوطن وتاريخه ورجاله العظماء. لذلك ستظل الأسرة تلعب الدور الحاسم فى نشأة الأبناء، فبالأسرة الذكية المحبة للثقافة يمكن لنا تنشئة أجيال تنتمى إلى الوطن وتعمل على النهوض به من خلال الاتكاء على العلم والأدب والفن.
* ما هو الدور الذى لعبته المرأة فى حياة ناصر عراق.. وما رأيك فى المكانة التى حصلت عليها حتى الآن.. وما الذى ينقصها وما زالت تتطلع إليه؟
ــ المرأة لؤلؤة الحياة وسحرها الأخاذ، ومن حسن الطالع أننى رزقت بنساء عظيمات فى حياتى، بداية من الأم الجادة التى تعشق القراءة، بعد أن علمها والدى كما سبقت الإشارة، كذلك لدى شقيقتان يكبراننى أسهما فى تطوير ذائقتى ووجدانى جنبا إلى جنب مع أشقائى الرجال. باختصار.. المرأة كائن مسحور مترع بالحنان والطيبة والذكاء الشديد والتناقضات الملهمة. كل ذلك أوحى لى بالكثير من رواياتى، أو كما يقول الموسيقار الأعظم محمد عبدالوهاب (المرأة وردة.. بشوكها)، وبالفعل، فقد تمتعت برحيق ورود النساء بشكل كبير، بالقياس إلى ما أدمى فؤادى من أشواكها وهو قليل على أية حال. ويكفى أن أول من قذف بى إلى طور الأبوة كانت ابنتى هديل ــ رعا الله أيامها ولياليها. وأظن أن المرأة تقتنص كل يوم حقا من حقوقها، وهذا أمر ينبغى الفرح به وتشجيعه والعمل على دعمها بقوة.
* ما هى الكيفية التى دخلت بها إلى عالم الأدب والكتابة، باعث الاهتمام فى البداية ونقطة الانطلاق؟
ــ كما قلت، فأنا من أسرة عاشقة للأدب والفن والثقافة وحب الحكمة، فكانت الأسرة هى الملهم الأول الذى دفعنى دفعا إلى خوض عباب بحر الكتابة العامر بالجمال، فأنا أذكر مثلا أن شقيقى الأكبر المهندس فكرى كان يتلو على ويشرح لى قصائد شوقى للأطفال وأنا فى التاسعة أو العاشرة مثلا، لكن لما قرأت (الأيام) لطه حسين عام 1976، وكنت آنذاك فى الصف الثالث الإعدادى قلت فى نفسى أريد أن أكون كاتبا مثل هذا الرجل العظيم، وبعد أشهر قليلة اطلعت على ثلاثية نجيب محفوظ موفورة السمعة بناء على توجيه من شقيقى الأكبر المرحوم إبراهيم، ففتنتنى وقررت أن أغدو مثل هذين الرجلين الفذين.
* من هم أبرز الأيقونات الأدبية بالنسبة لك، وأهم مؤلفاتهم التى ترى أنها أثرت فى تشكيل ذائقتك الأدبية؟
ــ فى البداية كان طه حسين ونجيب محفوظ يحتلان أكرم ركن فى قلبى، ولما التحقت بكلية الفنون الجميلة بالزمالك عام 1984، انشغلت كثيرا بماركيز ودوستويفسكى وجوته وتشارلز ديكنز وسارتر وشكسبير وإبسن وشعر شوقى وصلاح عبدالصبور، وكذلك دواوين حجازى ومحمود درويش ونزار قبانى ونازك الملائكة والسياب وبابلو نيرودا ورامبو وناظم حكمت، وأذكر أننى انضممت لفريق أتيليه المسرح بالكلية، وشاركت بالتمثيل عام 1982 فى مسرحية (مارا/ صاد) للمسرحى الألمانى المتفرد بيتر فايس، فضلا عن انهماكى الشديد فى قراءة كتب النقاد الكبار أمثال تروتسكى وأرنولد هاوزر وهربرت ريد وتيرى إيجلتون وفاروق عبدالقادر وجابر عصفور وصلاح فضل وكتابات كمال رمزى فى السينما وكذلك كتابات عز الدين نجيب ومحمود بقشيش فى النقد التشكيلى وغيرهم. كل هذه الأعمال وغيرها كثير أسهمت فى تكوين ذائقتى الفنية وتطويرها علاوة على تشكيل ضميرى الأدبى وتهذيبه.
* تتقن أشكالا مختلفة من الإبداع الثقافى فى الأدب والصحافة والمسرح والفن التشكيلى.. ما مدى أهمية أن يكون المبدع وعاء لأشكال شتى من الإبداع وتأثير ذلك على منتجه النهائى المتعلق بالسرد الروائى؟
ــ لا ريب عندى فى أن التجارب الإبداعية التى مارستها بدأب وإخلاص طوال أكثر من أربعين سنة قد لعبت دورا بالغ الأهمية فى تطوير ملكاتى الروائية فيما بعد، فالرسم عزز لدى الرؤية الدقيقة الفاحصة لملامح الناس وملابسهم وأزيائهم، فضلا عن التمعن فى الأمكنة وعمائرها وشوارعها وحواريها وروائحها، أما المسرح فلفت انتباهى إلى ضرورة الحفاظ على أن يظل إيقاع العمل منضبطا ومثيرا حتى لا يتسرب الضجر إلى المتلقى، وأما الصحافة فأكدت لى أهمية الاقتصاد فى اللغة، فلا يغرينى الإسهاب، ولا ألهث خلف الإطناب، فخير الكلام ما قل ودل، وخير الروايات ما تكثفت كلماتها لتستعر مشاهدها بالجمال والحلاوة.
* ما رأيك فى مسألة تحويل الأعمال الأدبية إلى أخرى فنية، هل يمكن أن ينتقص ذلك أم يضيف إلى النص الأصلى؟
ــ علينا الاعتراف بأن عادة القراءة ليست راسخة بما يكفى فى بلادنا العربية، وبالتالى أى محاولة لتسليط الضوء على النص الأدبى لهو أمر محمود، لعله يستثير الناس فيبحثوا عنه ويطالعوه، فالغالبية العظمى تشاهد الدراما والسينما، فما المانع إذًا من أن نقدم لهم أفلاما ومسلسلات مأخوذة عن روايات مصرية جميلة، وما أكثرها بالمناسبة، فنحن لدينا الآن روايات متميزة كثيرة تصلح للتحويل إلى دراما وأفلام، ويبقى فى النهاية أن نفرق بين النص الروائى المكتوب، وبين هذا النص حين يتحول إلى أطياف على الشاشة، فلكل منهما قوانينه الجمالية الخاصة.
* تملك بصمة شعرية بين ثنايا نصوص العديد من أعمالك الروائية، لماذا تقوم بذلك، وكيف تقيم وضع الشعر الآن مقارنة بالرواية؟
ــ أنا عاشق قديم للشعر، صحيح أننى لست من الشعراء، لكنى من الغاوين، فإذا استدعى المشهد الروائى أو الحوار التزود بعبارات ذات نكهة شعرية، فلا بأس، ولكن لا يصح الإفراط فى استخدام المنطق الشعرى فى الرواية بدون ضرورة، أما حال الشعر الآن، فأظن أن لدينا شعراء متفردين بحق، لكن سلطان الرواية الطاغى أسدل ستائر كثيرة على دواوين الشعر الجميلة.
* الأنتكخانة هى ثانى إبداعاتك صدورا عن دار الشروق، والثانية عشرة فى مسيرتك عموما.. كيف تقيم المشهد الثقافى والإبداعى طوال تلك السنوات وما الذى تغير فيه؟
ــ بكل تأكيد، فأنا سعيد بتعاونى مع دار الشروق، هذه الدار العريقة ذات الحضور المتألق فى عالم النشر والمستمر بنجاح من قرن إلى آخر، ولأنى بطبعى متفائل، فأزعم أن المشهد الإبداعى فى مصر أكثر اخضرارا وصفاء، رغم وجود بعض الأشواك والصبار والطفيليات والشوائب هنا وهناك، وأظن أن الأعمال الجيدة قادرة على إزاحة الكثير مما هو سىيئ وقبيح فى عالم الأدب، هكذا تقول حكمة التاريخ، وتؤكدها حركة النشر وحيوية القراء وذكاؤهم، وياله من ذكاء!.

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 1

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

أساطير الأولين

Next Post

من هو السعودي راشد زد شو زد ومعلومات عنه

Related Posts