dark

رمضان شهر النصر

0
(0)

شهر رمضان المبارك يتنزل برحمته على عباده، فيفرح ويرزق وينتصر فيه العباد، فكانت معظم انتصارات المسلمين وفتوحاتهم في بداية الإسلام تتحقق في شهر رمضان وتحل عليهم بركة الشهر المبارك وتحيطهم رعاية الله وفضله.
فها هي (غزوة بدر) كانت في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية من الهجرة، وهي أول معارك الإسلام الفاصلة في حياة المسلمين، والتي وقعت بين المسلمين وكفار قريش، والتي انتهت على انتصار المسلمين انتصارًا عظيمًا، كان له أثره في نفوس المسلمين من الفرحة والعزة، وأثره على الكفار من الخزي والعار. تلك الغزوة التي لحقتهم فيها رعاية الله وهم صائمون لا يقلقهم تعب ولا عطش؛ فتنزلت عليهم بركات الشهر الكريم وعادوا بنصر مبين.
وهذا (فتح مكة) الذي كان في العاشر من شهر رمضان في السنة الثامنة للهجرة، عندما أراد الله تعالى أن يُتمَّ نورَه ويُعلِي كلمته فكان نصر الله والفتح المبين، وكان ذلك الفتح أعظم انتصارات المسلمين وإيذانا بغروب شمس الكفر والشرك في شبه الجزيرة العربية، وتم نصر المسلمين نصرًا عزيزًا، وأخذ الرسول يطوف بالكعبة ومعه قوس يحطم به أصنام المشركين وهو يقول: وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ونزل قول الله تعالى: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا.
وهذه (غزوة تبوك) وهي آخر غزوات النبي -صلى الله عليه وسلم- وكانت في السنة التاسعة للهجرة، والتي يقال إنها استغرقت خمسين يومًا، بدأ الرسول في شهر رجب وعاد منتصرًا في شهر رمضان، وقد سماها القرآن (غزوة العُسرة) وهي كانت من أشد المعارك، بل كانت اختبارًا شديدًا من الله، امتاز به المؤمنون من غيرهم، وقد تمت بنصر المسلمين على الروم وتوسعت حدود الدولة الإسلامية.
وهذه معركة (عين جالوت) في فلسطين عام 658 من الهجرة، والتي انتصر فيها المسلمون بقيادة السلطان المظفر سيف الدين قطز الذي تولى حكم مصر، والتي انتصروا فيها على الزحف المغولي وأنقذ المسلمون العالم من همجية المغول وخطرهم.
وها هي معركة (حطين) واسترداد بيت المقدس، والتي كانت في عام 583 من الهجرة، وكانت بين المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي والصليبين، فلم يخشَ تعبًا ولا إرهاقًا، بل بالعكس اتخذ شهر رمضان وصيامه قوَّةً له وللمسلمين، وسار مطبِّقًا لقول الله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وتم بفضل الله نصر المسلمين واسترداد بيت المقدس من أيدي الصليبين. وهذا هو ما نحتاج إليه اليوم.
هكذا كان شهر رمضان المبارك شهرَ الانتصارات والفتوحات الإسلامية، والمسلمون في أقوى قوة وهم صائمون لا يخشون جوعًا ولا عطشًا، بل استمدُّوا قوَّتهم من صيامهم، فالصيام يقوي الجسد ولا يُضعفه كما يظن البعض الآن، فإذا ما جاء الشهر الكريم تحصن الرجال في البيوت مبكرًا خوفًا من الشمس والعطش والجوع.
المسلمون الأوائل كانوا في وعي جيد بمعنى الصيام والشهر المبارك، فكان بالنسبة لهم قوة وعونًا ونصرًا، شهر الجهاد والتخطيط والعمل.
هذا بعض من انتصارات المسلمين في شهر رمضان وليس جميعها، وكان رسول الله قائدَهم ومُشجِّعَهم ومَن تبعه مِن قواد المسلمين.
فالصيام إخواني الكرام إعدادٌ روحيٌّ ونفسيٌّ لتحمُّل مشقات الحياة وحرمانها حين يجبر الإنسان على ذلك فمن يترك طعامَه وشرابه وشهوته مختارًا وفي طاعة الله، فهو أقدر من غيره على أن يترك طعامَه وشرابَه وشهوته في الجهاد، لذلك هو بعض الأسرار الكبرى والفتوحات الإسلامية، فلينظر قادة هذه الأيام في أمر المسلمين الأوائل وفتوحاتهم، فقادة اليوم يخشون قلة تموين الجيش أو نفاده.
فلتعلموا أن بركة شهر رمضان تتنزل على الجنود برحمةٍ ولطف من الله فتقوِّيهم وتُسنِدهم وتحرز لهم النصر المبين.
فكانت كل هذه الغزوات والحروب من مفاخر المسلمين وعزتهم، وقد سار على خطاهم في العصر الحديث المصريون في حرب العاشر من رمضان، فاللهم ارزقنا نصرًا مؤزرًا في هذا الشهر الكريم على أعدائنا وأعداء الإسلام، اللهم آمين.

source

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

«ينفع أصوم اللي فاتني من رمضان في شهر رجب؟».. الإفتاء تجيب

Next Post

الزبير بن العوام.. حواريّ الرسول ﷺ

Related Posts