dark

11 سبتمبر والرهانات الخاسرة!

0
(0)

11 سبتمبر والرهانات الخاسرة!
في عقدها الثاني تُجدد ذكرى الإطاحة ببرجي مانهاتن أوجاع العالم في مواجهة الأصولية المتطرفة وتفتح الباب مجددا لمراجعة جدوى الحلول الصلبة والناعمة المتخذة في التصدي لتلك الظاهرة العابرة للحدود.
منذ اللحظات الأولى للأحداث المشؤومة كان التعويل على الصلابة والقسوة في التعامل مع الآفة الأصولية؛ في محاولة لاجتثاثها من جذورها ووأدها في مهدها؛ فأُغلقت الحدود، وسُيّرت الجيوش، منذرةً بحرب مفتوحة لاتبقي ولاتذر، مهما كانت الأكلاف باهظة، والمخاطر مرتفعة.
حدث بعدها ما حدث واستمرت الحرب قرابة عقدين، مستنزفةً الأرواح والميزانيات، محققةً العديد من الانتصارات، التي تبين لاحقا أنها لم تكن سوى نتائج “لحظية” ولا تعدو أن تكون سرابا يحسبه الظمآن ماءً.. فسرعان ما انطفأ وهجها، وخبا أوارها، وعاد التطرف أكثر شراسةً وأكثر تمرسا وجرأة في مهاجمة أسوار لطالما تهيب حصونها المنيعة!
في ظاهرة لافتة، لربما لاتزال بحاجة لإسالة المزيد من مداد أقلام الدارسين المعنيين برصد الظواهر الفكرية ومعالجتها، خصوصا بعد أن حبلت الحرب الشعواء على الإرهاب بنقيض قصدها كما يقال، فبدلا من وجود بؤرة أو اثنتين خارجة عن السيطرة حينها يهرع نحوها أشتات المتطرفين، يواجه العالم اليوم عشرات البؤر في الشرق والغرب، وتمددا للأصولية من بلاد ماوراء النهرين وحتى متاهات ساحل الشمال الإفريقي وصحرائه اللاهبة.. في مساحة شاسعة ذات ملامح متشابهة من حيث غياب التنمية، وارتفاع معدلات الجهل والفقر بين شعوب تلك المناطق.
ملامح مرعبة تحمل في طيّاتها حلولا أكثر نجاعة لوأد ظاهرة التطرف، لو التفت نحوها العالم، وبدأ في معالجتها عبر غربلة المنظومة المهترئة التي أوغلت في سرقة ثروات شعوبها وىتبديد مقدراتهم، تاركةً ملايين الشبان من أبنائها لقمةً سائغةً أمام التطرف، بعد أن قتلت لديهم الأمل والطموح لنيل حياة رغيدة.
رهانٌ واعد وحربٌ تبدو أكثر صعوبة بمراحل من شن غارة هنا وأخرى هناك، قد تنجح في إسقاط فصائل أو قياديين أو حتى تنظيمات بأكملها ، إلا أنها حتما لم ولن تنجح في اغتيال الفكر المتطرف الذي يتغذى بمثل هذه المعارك ويستمد منها قوته في البقاء والانتشار!

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

قصة الحروب الصليبية

Next Post

الموضوع فيه إنّ

Related Posts