عندما أنهي أموري العالقة، عندما تسنح لي الفرصة، عندما أصبح أقلّ انشغالاً… كم مرّة نردّد هذه العبارات كلّما أردنا أخذ إجازة أو إنهاء كتاب بدأنا بقراءته منذ مدّة أو عندما نقرّر تجربة أمور جديدة. كلّنا مشغولون، لكنّ المشكلة، هي أنّ وتيرة الحياة لن تتباطأ من تلقاء نفسها. في الواقع، تستمرّ الحياة في حركتها السريعة، كذلك نحن، لنتمكّن من مواكبتها. إنْ لم نتوخَّ الحذر، سنعيش حياتنا كلّها بسرعة دون الاستمتاع بأيّ شيء، وفي زوبعة مستمرّة من الفوضى. مع كلّ انشغالاتنا، نحن نفقد أجمل جوانب الحياة، لذا، من الضروريّ أن نجد الوقت لأنفسنا، نهتمّ بالتفاصيل الصغيرة، نبطىء الوقت… ونستمتع بالحياة.
هل سبق أن استيقظتِ باكراً ووجدتِ نفسكِ تستمتعين بشروق الشمس، وبالتالي لديكِ متّسع من الوقت لبدء يومكِ؟ ربّما يجب أن يصبح هذا الأمر من الطقوس التي تمارسينها يومياً. بهذه الخطوة، ستحصلين على وقت إضافيّ لممارسة الرياضة، الاستمتاع بوجبة الفطور، كما الإحساس بالنشاط والحيويّة طيلة النهار. بحسب الأبحاث، هؤلاء الذين يستيقظون باكراً، هم بشكل عام أكثر سعادة وإنتاجيّة من الأشخاص الذين ينامون كثيراً، كذلك، يكونون أكثر تفاؤلاً ووعياً.

حضّري القهوة أو الشاي بنفسكِ، تناوليها بيقظة وتذوّقي بعمق كلّ رشفة. دعي كلّ التوتّر والقلق يذهب مع كلّ رشفة وخذي بعض الأنفاس العميقة. احتفلي بهذه اللّحظة التي كرّستِها لنفسكِ وقدّري هذه الفرصة، للابتعاد عن برنامجكِ المزدحم بهدف إبطاء الوقت وإعادة شحن طاقتكِ.

تأكّدي أنّكِ ستبنين علاقة رائعة مع نباتاتكِ. الاهتمام بها سيكون طقساً يوميّاً تستمتعين به. ما رأيكِ بشراء الأزهار أسبوعيّاً لتزيين زوايا معيّنة في منزلكِ؟ جرّبي هذا الأمر واشكرينا لاحقاً!

تحبّين الرقص، لعب كرة السلّة، الخياطة، أم القراءة… فلتكن هذه الهوايات جزءاً من طقوسكِ اليوميّة، كما يمكنكِ تعلّم هواية جديدة وتخصيص وقت محدّد لممارستها. ستشعرين أنّ كلّ الضغوطات تتلاشى. درّبي عقلكِ على أن تكون ممارسة هوايتكِ الجديدة طقساً تستمتعين به، وليس روتيناً، أنتِ مجبرة على القيام به.

تحويل العناية بالبشرة من روتين إلى طقوس يتطلّب بذل جهد كبير والتزام. يصبح مثلاً غسل وجهك قبل النوم طقساً مضاد للتوتر حيث تحرري نفسك من القلق. تصبح عملية وضع المرطب من طقوس التغذية وليس فقط لبشرتكِ، بل تمنح روحكِ أيضاً فرصة لاستعادة طاقة جديدة، حب النفس، وتهدئتها. بمجرد تطوير طقوس ليلية باستخدام منتجات للعناية بالبشرة كطريقة للتخلص من الأعباء العقلية والعاطفية في اليوم، قد تشعرين بعدم الراحة في الأيام التي تنسين تطبيقها.

هل تعلمين أن تحضير بعض الأمور بنفسكِ يلعب دوراً كبيراً في صحّتكِ النفسيّة؟ قومي بتحضير ماسكات طبيعيّة للشعر أو الوجه أو مقشّر للجسم. إلى جانب التأكّد من استخدام مكوّنات طبيعيّة، فهذه الخطوة تقلّص من حدّة التوتّر وتجعلكِ تفكّرين في الحاضر… قومي بتحضير نوع جديد من الحلوى، ثمّ  احضريه إلى زملائكِ في العمل، هكذا ستقوّين الروابط بينكم وتختبرين لحظات من المتعة أثناء تحضيره.
هي ممارسة ذهنيّة، تتطلّب التركيز على شيء، فكرة أو نشاط معيّن، كطريقة لتدريب الانتباه والوعي، للوصول إلى حالة ذهنيّة معيّنة، تدريب العقل على التركيز وإعادة توجيه الأفكار، وبالتالي تقدير كل ما حولنا. تختلف وتتنوّع تمارين التأمّل، منها اليقظة الذهنيّة، التأمّل الروحي، التركيز على التأمّل، تأمّل الحركة، تأمّل المانترا وغيرها الكثير.
تلعب هذه التمارين دوراً كبيراً في مساعدتكِ على الاسترخاء الجسديّ والعقليّ، فالتنفس العميق أحد أفضل الطرق للتقليل من حدّة التوتّر والقلق، لأنّه يبعث رسائل للعقل لتهدئته. هناك عدّة تقنيّات، أبرزها التنفّس من البطن، أي Belly Breathing، تقنيّة الالتفاف Roll Breathing، تقنيّة التنفّس الصباحي، أي Morning Breathing… يمكنكِ حتى اللّجوء إلى الصفوف الرقميّة والتطبيقات المخصّصة لذلك، منها: iBreath وBreath + Simple Breath Trainer…

يتلخّص هذا التعريف بقدرتكِ على أن تكوني حاضرة بشكل كامل، وعلى يقين بكلّ ما يدور من حولكِ أو بما يحيطكِ، والأهمّ بأن تكوني مدركة لأحاسيسكِ. يمكن ممارسة اليقظة الذهنيّة Mindfulness في أيّ وقت، أينما كنتِ ومع أيٍّ كان، من خلال المشاركة بشكل كامل في الحاضر. هذا الأمر سيؤدّي إلى تدفّق هورمونات السعادة في الدماغ، ممّا يخفّض ضغط الدم، يحسّن الهضم ويخفّف من حدّة التوتّر.
قد تكون أحداثكِ اليوميّة، أفكاركِ، توقّعاتكِ، أهدافكِ… هذه الخطوة السحريّة لن تساعدكِ فقط على التفكير، بل ستهدّئ عقلكِ وتساهم في تنظيمه، بسبب إظهار مشاعركِ، عواطفكِ وأفكاركِ الخفيّة. بهذه الطريقة، أنتِ تمرّنين عقلكِ على التفكير بإيجابيّة، النمو، تقييم نفسكِ والنظر إلى الأمور الجديدة. جرّبي تقنيّة Morning Pages لـ @juliacameronlive التي تقوم على تدوين أيّ فكرة أو شعور أو أمور عليكِ فعلها كلّ صباح.

أثبتت الدراسات أنّ مشاهدة شروق الشمس أو غروبها، سيخلق في داخلكِ إحساساً بالامتنان. هذا الأمر سيساهم في زيادة الإبداع، تعزيز الجهاز المناعيّ، التخفيف من حدّة التوتّر، استعادة الطاقة العقليّة وغيرها الكثير من الأمور التي تنعكس إيجاباً على مبدأ الأحساس باللّحظة، إبطاء الوقت والاستمتاع في أبسط الأمور.
الابتعاد سيكون بمثابة Digital Detox، وسيساعدكِ في الانغماس في اللّحظات الحالية. أبرز الانعكاسات الايجابيّة لهذه الخطوة:

مارسي الرياضة وحافظي على رشاقتكِ! من الضروريّ تحريك الجسم والقيام بأنشطة رياضيّة لتحسين أدائكِ البدنيّ، وبالتالي العقليّ. تتفاوت الرياضات بين مختلف الأنواع والمتطلّبات التي تناسب مختلف الأعمار، الأذواق، الجهود والقدرات المختلفة، منها التمدّد، التمارين ذات التأثير المنخفض على القلب Low Intensity، مثل اليوغا، البيلاتس… تمارين ذات التأثير العاليّ High Intensity، مثل ممارسة الرياضة في النادي، الركض، الرقص…
مارسي الرعاية الذاتيّة من خلال الأطعمة الصحيّة! ازرعي الخضار والفاكهة وحضّري وجباتكِ بنفسكِ وتأكّدي من حصولكِ على التغذية التي يحتاجها جسمكِ. إليكِ بعض النصائح التي عليكِ اتّباعها:
سواء كانت الفيتامينات أو المعادن، يحتاج جسمكِ لها ولتناولها بشكل منتظم، لتقوية جهاز المناعة ومحاربة القلق والأرق. تجدر الإشارة إلى أنّ تناولها بكثرة ولفترة طويلة من الوقت قد يكون مضرّاً، كما يستحيل أن تحلّ بشكل كامل مكان الأطعمة المفيدة.

هل تنامين أكثر من 7 ساعات كلّ ليلة، وما زلتِ تشعرين بالتعب خلال النهار؟ جودة النوم أهمّ من عدد الساعات التي تحصلين عليها، دون أن ننسى طريقة عيشكِ والممارسات التي تقومين بها خلال يومكِ. يمكن أن تترك العادات غير الصحّية والنمط الحياتيّ تأثيراً سلبيّاً على فترة النوم، وبالتالي على المزاج، الصحّة الدماغيّة، القلب، جهاز المناعة، الفكر والطاقة. فكيف لكِ بعد ذلك أن تستمتعي بأي شيء؟
غذّي عقلكِ، إذْ إنّ هذه الخطوة تمنحكِ القدرة على التطوّر والوصول إلى الأفضل، شرط تغذيته بالأفكار الصحيحة. ما عليكِ سوى أن تؤمني بهذه الأفكار وتنمّيها! قد يكون ذلك من خلال المطالعة، مشاهدة الأفلام الوثائقيّة، الاستماع إلى التدوينات الصوتيّة، أي Podcasts، متابعة الحسابات المفيدة على السوشيال ميديا وإلغاء الحسابات التي لا تضيف إليكِ شيئاً… تعلّمي دروساً جديدة من خلال صفوف ودورات على الإنترنت. تحمل هذه الخطوة معها العديد من المنافع، من بينها مرونة جدول الصفوف، تكلفتها المتدنّية نسبيّاً، الراحة التي تؤمّنها، كما أنّها تخوّلكِ الحصول على الشهادات المفيدة لمسيرتكِ المهنيّة.

هل تعلمين أنّ توطيد العلاقات أمر مهمّ لصحّتكِ العقليّة والجسديّة؟ الترابطBonding  متجذّر بعمق في تنمية الفرد، وفي تعزيز مشاعر الحبّ والانتماء. تبدأ هذه العلاقة التكامليّة عند الترابط مع أفراد العائلة، بعدها مع الأصدقاء والشريك ممّا ينعكس إيجاباً عليكِ. كيف تعزّزين هذه الروابط:

عودي بالزمن، توقّفي عن تسوّق الموضة السريعة واستبدليها بالأزياء الفينتاج. إلى جانب شعوركِ بإيقاف الزمن أو العودة إلى الماضي، التسوّق الفينتاج يساعدكِ على توفير المال، كما يمنحكِ شعوراً بالاكتفاء لمجرّد أنّكِ ساهمتِ في إعادة تدوير الملابس والمحافظة على البيئة. كذلك، هو فكرة رائعة للعثورعلى قطع فريدة ومميّزة.
من المعروف أنّ كل ما هو قديم يعود إلى ساحة الموضة في كلّ موسم، لذلك خزانة جدّتكِ قد تساعدكِ. القطعة التي ستستعيرينها منها، لن تكون مجرّد قطعة عاديّة، بل تحمل قصصاً وذكريات من فترة زمنيّة معيّنة.

استرجعي ذكرياتكِ من خلال تصفّح صوركِ القديمة. لا نعني هنا أن تشعري أنّكِ عالقة في الماضي، بل على العكس، قد تكون أفضل طريقة للمضيّ قدماً والنظر بطريقة إيجابيّة إلى المسار الذي ستسلكينه في المستقبل.
…Literally Live The Moment نعيش اليوم في عالم رقميّ، حيث يمكننا بدقيقة واحدة التقاط مئات الصور، كما أنّنا من الممكن أن نفقدها بثوانٍ. لهذا، لِمَ لا نأخذ قسطاً من الراحة من هذا العالم الرقميّ السريع ونعتمد الصور الورقيّة؟ قد يكون امتلاك كاميرا Polaroid من أفضل الطرق، ليس لبناء ذكريات لا تنسى وحسب، بل للمسها أيضاً! إليكِ بعض الأسباب لشراء كاميرا:

من أكثر من نفسكِ يستحقّ الاهتمام؟ دلّلي نفسكِ بشكل يوميّ، فأنتِ تحتاجين لهذه الطاقة الإيجابيّة. على سبيل المثال، املئي حوض الاستحمام بالمياه الدافئة والفقّاعات أو الأملاح المفيدة للبشرة، ودعي جسمكِ ينعم بالاسترخاء الذي يحتاجه، أو توجّهي إلى منتجع صحّي وخوضي تجربة تدليك وعلاج للوجه. يمكنكِ أيضاً خوض تجارب أخرى للاسترخاء، منها الاستثمار في حقيبة ثمينة أو تغيير لون أو قصّة شعركِ…

ليس أفضل من السفر كسبيل للاهتمام بالذات والمرح! فكيف إذا خضتِ هذه المغامرة بمفردكِ؟ بهذه الطريقة ستستمتعين بوقتكِ الخاصّ وتكتشفين تفاصيل كنتِ تجهلينها عن نفسكِ من قبل. لا تخافي من الوحدة، لأنّكِ الصديق الأمثل والأفضل لنفسكِ. ما عليكِ سوى تحضير قائمة بأبرز الأمور التي تودّين القيام بها، ثمّ حجز تذكرتكِ!
يحثّك العلاج بالروائح، أي Aromatherapy على عيش اللّحظة وعدم التفكير في الماضي أو المستقبل. استخدمي الزيوت الأساسيّة، ودعي بشرتكِ تمتصّها . يساعد العلاج بالروائح على تعزيز الصحّة الجسديّة والنفسيّة في آن، من تحسين نوعيّة النوم وعمليّة الهضم، إلى علاج الصداع وداء الشقيقة… زيوت البرغموت، البابونج وخشب الصندل تعمل على تهدئتكِ وتخلّصكِ من القلق،  أمّا زيت اللافندر، البرتقال، الورد واللّيمون، فهي زيوت رائعة تساعد على الاسترخاء.

أحد أهمّ السبل لإبطاء الوقت وعيش اللّحظة، تخصيص الوقت الكافي لممارسة بعض الحرف اليدويّة، خصوصاً إذا كان الأمر متعلّقاً بالمرح وتنمية هواية معيّنة. خصّصي الوقت الكافي  للقيام بهذه الحرف، وتأكّدي أنّها ليست مضيعة للوقت!