dark

الكبت الجنسي والشباب.. مشاكل وحلول

0
(0)

إنه لسان حال قطاع عريض من شباب العرب، الذكور في أزمة حقيقية داخل مجتمعاتنا العربية.
بدأت مشكلة التحرش الجنسي تستفحل تماماً في أنحاء الوطن العربي وتتضخم بشكل لا يمكن تجاهله، مع ظهور حالات و ممارسات جديدة لم تكن معهودة ولا مقبولة بأي شكل ضمن المناخ العربي وعاداته وخصوصيته ومن ذلك التحرش الجماعي واغتصاب القاصرات. هذه بعض الاحصائيات والارقام المخيفة عن قضية التحرش الجنسي في العالم العربي.
ضمن دراسة ميدانية لوكالة رويترز عام 2010 في قضايا التحرش الجنسي بمواقع العمل، تم الكشف عن أن السعودية تحتل المركز الثالث من بين 24 دولة شملتها الدراسة و12 ألف امرأة شملتها العيّنة، وهيَ بذلك تسبق النسبة في الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وإسبانيا وغيرها، بينما ترتفع هذه النسبة إلى 26% في الهند، وأدناها في السويد وفرنسا 3.
تُعاني تونس مثل مثيلاتها من الدول العربية من استفحال مشكلة الانتهاك الجسدي، حيث تبلغ عدد حالات الاغتصاب- التي يُبلّغ عنها- أكثر من 34 حالة شهرياً، ويصل الأمر لاغتصاب القاصرات بعمر الـ14 عاما.
في حين أن أكثر القوانين تشدداً في العالم هو القانون المتبع بجمهورية التشيك بالذات في حوادث المتهمين بالاعتداء الجنسي على الأطفال، حيث يتم اعتماد طريقة الإخصاء الجراحي والكيمائي.
كلها إحصائيات وقوانين تحكي مأساة التحرش في وطننا العربي، وهي التي تجعلنا نقف برهة ونتساءل بيننا وبين أنفسنا عن الأسباب والدواعي التي سارت بنا إلى هذه النهاية المأساوية التي نراها داخل المحاكم واقسام الشرطة وتغلق عليها أبواب المنازل خوفا من الفضائح، فسمعة الانثى وكما يقول العرب: “عود كبريت” حتى وإن كانت هي الضحية.
لن نقول إن العامل الإقتصادي و المادي هو الوحيد في عام 2016 فالإحصائيات تخبرنا بأن حالات التحرش في الدول الغنية تفوق معدلاتها في الدول النامية، إذن فليس الفقر وعدم القدرة على تكاليف الزواج هي العامل الرئيسي بل يمكننا أن نصفها بعامل قوي مؤثر على إتمام الزواج، وهذا ما يجعلنا نفكر من منظور آخر فلما لا يكون العامل النفسي شريكا أساسيا في هذه الكارثة.
“الكبت الجنسي” وهو العامل الأساسي المشترك بين جميع الأطراف العربية.
يتربى الطفل الذكر كذلك الانثى منذ نشأتهما على عيب! خطأ ! العار ! (التار)!
ويتم الفصل تماما بين الذكور والإناث من سن 11 عاما في المدارس والعلاقات الاجتماعية أيضا، مع غياب التوعية والتثقيف المدرسي للمراهق.
المدرسة ليست فقط لتلقين المواد العلمية؛ هي أيضا جهة تربوية من الدرجة الأولى، في أمريكا يدرسون الأطفال مواد سلوكية وثقافة جنسية، لا ليست لتعلمهم الإباحية وتفسد أخلاقهم كما يزعم البعض، إنها تعلمهم كيف ان التعامل بين الذكر والأنثى شيء طبيعي ومألوف وأنه سنه من سنن الحياة وكيف تصبح علاقتهما وطيدة داخل الإطار الشرعي الإسلامي ، المسيحي او اليهودي ايضا .يعلمونهم طرق التواصل الفكري والاجتماعي السليم.
في مجتمعاتنا العربية صنعوا شبح أسموه (الجنس) وزرعوا هذه الفكرة المعقدة داخل نفوس الأبناء.
مع الإنفتاح وثورة الانترنت والفضائيات التي نشهدها الان، زادت الثقافات وتنوعت وتشتت الأفكار والمفاهيم أمام الشباب الذكور، تاه الشباب داخل هذه الدوامة الكبيرة الممتلئة بالثقافات المختلفة والمفاهيم التي لا تتوافق مع دياناتنا وثقافاتنا وتقاليدنا العربية.
حقيقة اقولها إن الإعلام نفسه فقد رسالته فلم يعد هناك توجيه صحيح وغابت القدوة في ظل التطوير والتحديث والانفتاح الغير ممنهج ومدروس على الغرب، وانشغل الأهل بأعمالهم وشؤونهم الخاصة وكثرت المربيات الاجنبيات في المنازل بما يحملونه من مفاهيم (البوي فريند) وحرية السفر والاستقلال عن الأسرة لمن هم في عمر 18 سنه.
وتأتي الأفلام الإباحية التي حققت اعلى المشاهدات في الوطن العربي في 2016 لتزيد من تفاقم الكارثة وتحديدا أن ارتبطت هذه الأفلام بفيديوهات قصيرة على السوشيال ميديا الذي جعل العالم كله شقة سكنية غرفة وصالة صغيرة.
لكل طفل الآن سوشيال ميديا خاصة به يبدأ بإنشاء صفحته من فوق عمر 7سنوات وفي هذه الحالة هو رئيس جمهورية صفحته الشخصية فليس للأهل أي تدخل في حال إن حدث واهتموا بما يتابعه أبناؤهم او من يصادق أبناءهم.
فوق سن الثلاثين ولم يتزوج فهو غير قادر في بعض الدول النامية، فماذا يفعل؟
الأديان حرمت العلاقات خارج نطاق الزواج، والأعراف العربية استنكرت ذلك، وليس لديه المال ليشتري جسد امرأه ساقطة؛ وإن حدث ورزق بالمال فإنه سيسد جوع جسده في البداية ويشتري الخبز.
بذلك يولد الكبت الجنسي في هذه الحالة ليتضامن مع إخوانه في الحالات الأخرى التي سبق وذكرتها.
إن التحرش الجنسي بشتى أنواعه من تحرش لفظي أو جسدي هو ناقوس خطر يدق على أبواب مجتمعاتنا العربية وهو نذير شؤم لما سيأتي خلفه من سرقات وانتهاكات عرض وقتل ونهب أموال عامة، وان أبناءنا النشء هم وقود المجتمع وسفراؤنا لمستقبل أفضل، فانقش بداخلهم الوعي والثقافة الدينية والاجتماعية والأخلاقية؛ ليعلموا جيدا أن العلاقة بين الرجل والمرأة شرعها الله بميثاق غليظ كدليل على قدسيتها.

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

سكك حديد مصر.. المشاكل والحلول

Next Post

مهارات حل المشاكل الزوجية المستعصية

Related Posts