dark

في ذكرى استشهاد باب مدينة العلم.. علي بن أبي طالب رجلُ يحبه الله ورسوله

5
(1)

جدول المحتويات :

تحل اليوم الاثنين، السابع عشر من رمضان، ذكرى رحيل أمير المؤمنين وأول من أسلم من الشباب سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، حيث استشهد رابع الخلفاء الراشدين كرم الله وجهه في 17 رمضان  40 هـ الموافق 24 يناير 660 م.

باب مدينة العلم

وهو أمير المؤمنين على بن أبى طالب، رضي الله عنه وكرم وجهه، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوج السيدة فاطمة الزهراء، وأبا لسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين، كُنى: بأبى تراب، وأبى القسم الهاشمي.

أمه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، ويقال: إنها أول هاشمية ولدت هاشميا، وكان له من الأخوة طالب، وعقيل، وجعفر، وكانوا أكبر منه، بين كل واحد منهم وبين الآخر عشر سنين، وله أختان: أم هانئ، وجمانة، وكلهم من فاطمة بنت أسد، وقد أسلمت وهاجرت.

والإمام علي هو رابع الخلفاء الراشدين، والذي أسلم مبكرًا، وشهد الغزوات مع النبي (صلى الله عليه وسلم)، وتزوج ابنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاطمة، واشتهر بالشجاعة والفصاحة والبلاغة، وقد اغتاله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم الحميري، وهو ابن ثمان وخمسين.

كان على أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، وكان ممن توفى ورسول الله ﷺ راضٍ عنهم، وكان رابع الخلفاء الراشدين، وكان رجلا آدم شديدا الأدمة أشكل العينين عظيمهما، ذو بطن، أصلع، وهو إلى القصر أقرب، وكان عظيم اللحية، قد ملأت صدره ومنكبيه، أبيضها، وكان كثير شعر الصدر والكتفين، حسن الوجه، ضحوك السن، خفيف المشى على الأرض.

قصة إسلامه 

أسلم الإمام علي وهو ابن سبع، وقيل: ابن ثمان، وقيل: تسع، وقيل: عشر، وقيل: أحد عشر، وقيل: اثنى عشر، وقيل: ثلاثة عشر، وقيل: أربع عشرة، وقيل: ابن خمس عشرة، أو ست عشرة سنة، قاله عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن، ويقال: إنه أول من أسلم.

والصحيح: أنه أول من أسلم من الغلمان، كما أن خديجة أول من أسلمت من النساء، وزيد بن حارثة أول من أسلم من الموالي، وأبو بكر الصديق أول من أسلم من الرجال الأحرار.

وكان سبب إسلام الإمام علي صغيرا: أنه كان فى كفالة رسول الله ﷺ لأنه كان قد أصابتهم سنة مجاعة، فأخذه من أبيه، فكان عنده، فلما بعثه الله بالحق آمنت خديجة وأهل البيت ومن جملتهم علي، وكان الإيمان النافع المتعدى نفعه إلى الناس إيمان الصديق رضى الله عنه.

وروى الإمام أحمد: من حديث شعبة، عن عمرو بن مرة، سمعت أبا حمزة – رجلا من موالى الأنصار – قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: أول من أسلم مع رسول الله ﷺ علي، وفى رواية: أول من صلى، قال عمرو: فذكرت ذلك للنخعى فأنكره، وقال: أبو بكر أول من أسلم.

وذكر محمد بن كعب القرظي: أول من آمن من النساء خديجة، وأول رجلين آمنا أبو بكر وعلي، ولكن كان أبو بكر يظهر إيمانه وعلى يكتم إيمانه قلت: يعنى خوفا من أبيه، ثم أمره أبوه بمتابعة ابن عمه ونصرته، وهاجر على بعد خروج رسول الله ﷺ من مكة، وكان قد أمره بقضاء ديونه ورد ودائعه، ثم يلحق به، فامتثل ما أمره به، ثم هاجر، وآخى النبى ﷺ بينه وبين سهل بن حنيف.

رجل يحبه الله ورسوله

وشهد الإمام علي بدراً، وكانت له اليد البيضاء فيها، بارز يومئذٍ فغلب وظهر، وفيه وفى عمه حمزة وابن عمه عبيدة بن الحارث وخصومهم الثلاثة – عتبة وشيبة والوليد بن عتبة – نزل قوله تعالى: { هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِى رَبِّهِمْ } الآية [الحج: 19] .

وقال الحكم وغيره: عن مقسم، عن ابن عباس قال: « دفع النبى ﷺ الراية يوم بدر إلى علي، وهو ابن عشرين سنة »، وقال الحسن بن عرفة: حدثنى عمار بن محمد، عن سعيد بن محمد الحنظلي، عن أبى جعفر محمد بن على قال: « نادى مناد فى السماء يوم بدر يقال له رضوان: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا على ».

كما شهد غزوة أحداً وكان على الميمنة ومعه الراية بعده مصعب بن عمير، وعلى الميسرة المنذر بن عمرو الأنصاري، وحمزة بن عبد المطلب، على القلب وعلى الرجالة الزبير بن العوام، وقيل: المقداد بن الأسود، وقد قاتل على يوم أحد قتالا شديدا، وقتل خلقا كثيرا من المشركين، وغسل عن وجه النبى ﷺ الدم الذى كان أصابه من الجراح حين شج فى وجهه وكسرت رباعتيه وشهد يوم الخندق فقتل يومئذ فارس العرب، وأحد شجعانهم المشاهير، عمرو بن عبدود العامري، كما قدمنا ذلك فى غزوة الخندق.

وشهد أيضا صلح الحديبية وبيعة الرضوان، وشهد خيبر، وكانت له بها مواقف هائلة، ومشاهد طائلة، منها: أن رسول الله ﷺ قال: « لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله » فبات الناس يذكرون أيهم يعطاها، فدعا عليا – وكان أرمد – فدعا له، وبصق فى عينه فلم يرمد بعدها، فبرأ وأعطاه الراية، ففتح الله على يديه، وقتل مرحبا اليهودي.

وذكر محمد بن إسحاق: عن عبد الله بن حسن، عن بعض أهله، عن أبى رافع: أن يهوديا ضرب عليا فطرح ترسه، فتناول بابا عند الحصن فتترس به، فلم يزل فى يده حتى فتح الله على يديه ثم ألقاه من يده.
قال أبو رافع: فلقد رأيتنى أنا وسبعة معى نجتهد أن نقلب ذلك الباب على ظهره يوم خيبر فلم نستطع.
وقال ليث: عن أبى جعفر، عن جابر: أن عليا حمل الباب على ظهره يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها، فلم يحملوه إلا أربعون رجلا، ومنها: أنه قتل مرحبا فارس يهود وشجعانهم، وشهد علي عمرة القضاء، وفيها قال له النبى ﷺ: “أنت مني، وأنا منك”.

كما شهد الفتح وحنينا والطائف، وقاتل فى هذه المشاهد قتالا كثيرا، واعتمر من الجعرانة مع رسول الله ﷺ، ولما خرج رسول الله ﷺ إلى تبوك واستخلفه على المدينة، قال له: « يا رسول الله أتخلفنى مع النساء والصبيان؟، فقال: ألا ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبى بعدى “، ثم لما مات رسول الله ﷺ كان على من جملة من غسله وكفنه وولى دفنه كما تقدم ذلك مفصلا ولله الحمد والمنة.

واغتاله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم الحميري، وهو ابن ثمان وخمسين، في مثل هذا اليوم.

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 1

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

تنزيل كتاب لغات الحب الخمس pdf الكاتب جاري تشابمان

Next Post

رواية عندما فقدت عذريتي كاملة بقلم سارة علي (جميع فصول الرواية)

Related Posts