dark

ما هي أعراض الغدة الدرقية ومخاطرها على الحياة؟

0
(0)

تساعد الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية على تنظيم وظائف غالبية أعضاء الجسم وعملياته الحيوية. وأي خلل في عمل الغدة الدرقية يؤدي إلى خلل في تلك الوظائف وتبدأ المشاكل الصحية وتتفاقم لتصل إلى تهديد الحياة إن لم تُكتشف وتُعالج كما يجب.
تحتاج أعضاء الجسم إلى هرمونات محددة بكميات مناسبة لتعمل بشكل صحيح. هذه الهرمونات تفرزها الغدة الدرقية، فتنظم معدل التمثيل الغذائي في الجسم، وتتحكم في وظائف القلب والعضلات والجهاز الهضمي، وتطور الدماغ وسلامة العظام.
يعتمد عمل الغدة الدرقية الصحيح، على الإمداد الجيد باليود المُستمد من النظام الغذائي. ووظيفة الخلايا المنتجة لهرمونات الغدة الدرقية، هي استخراج وامتصاص اليود من الدم ودمجه في تلك الهرمونات.
أي خلل في عمل الغدة الدرقية يؤدي إلى مشاكل صحية، تصبح خطيرة إذا لم تتم معالجتها أو إدارتها. ولكن قبل الحديث عن أعراض الغدة الدرقية وأمراضها، لا بد من التعرف على ماهيّة هذه الغدة.
الغدة الدرقية هي واحدة من منظومة الغدد الصماء في الجسم، وهي تفرز الهرمونات. تقع في قاعدة العنق. شكلها شبيه بالفراشة الصغيرة، لا يزيد حجمها عن 20 سنتمتراً مكعباً، ووزنها 60 غراماً.
الغدة الدرقية هي جزء من جهاز الغدد الصماء، والذي يتكون من غدد تنتج وتخزن وتطلق الهرمونات في مجرى الدم لتصل إلى خلايا الجسم.

دور الغدة الدرقية هو تنظيم التمثيل الغذائي الأساسي لخلايا الجسم. يتحكم في إنفاق الطاقة والوزن ومعدل ضربات القلب وطاقة العضلات والمزاج والتركيز ودرجة حرارة الجسم والهضم وما إلى ذلك. وبالتالي فهو يحدد نسبة الطاقة التي تجعل الخلايا والأعضاء تعمل. لدى الأشخاص المصابين بقصور الغدة الدرقية، تعمل هذه الطاقة بوتيرة أبطأ.
خلال الراحة، يستهلك الجسم الطاقة للحفاظ على وظائفه الحيوية نشطة، مثل:
الدورة الدموية ووظائف المخ والتنفس والهضم والحفاظ على درجة حرارة الجسم. وهذا ما يسمى بالتمثيل الغذائي الأساسي، والذي يتم التحكم به جزئياً بواسطة هرمونات الغدة الدرقية. يختلف مقدار استهلاك الطاقة من شخص لآخر، وذلك حسب الحجم والوزن والعمر والجنس ونشاط الغدة الدرقية.
في كندا، يعاني نحو 1% من البالغين من قصور الغدة الدرقية، وتتأثر النساء بنسبة من 2-8 مرات أكثر من الرجال. يزداد احتمال الإصابة بمرض الغدة الدرقية مع تقدم العمر، حيث تتجاوز نسبة المصابين به الـ10% بعد سن الستين.
في فرنسا، يعاني 3.3% من النساء و 1.9% من الرجال من قصور الغدة الدرقية.
تؤثر وظيفة الغدة الدرقية على عافية الجسم بشكل عام. وهي المسؤولة عن تصنيع ما يكفي من هرمون لتحفيز الخلايا على العمل بالمعدل المطلوب. تنظم هرمونات الغدة الدرقية الوظائف الحيوية مثل:
عملية التنفس
معدل ضربات القلب
وظيفة الجهاز العصبي المركزي والمحيطي
وزن الجسم
قوة العضلات
دورات الحيض
درجة حرارة الجسم
مستويات الكوليسترول
التمثيل الغذائي
تأتي الإشارة من غدة صغيرة تقع في الجزء السفلي من الدماغ تسمى الغدة النخامية (hypophyse). تنتج الغدة النخامية وتطلق هرموناً يسمى (TSH). يُعلم هرمون TSH الغدة الدرقية بكمية الهرمونات التي يجب إنتاجها وإفرازها. ترتفع مستويات هرمون TSH في الدم وتنخفض، اعتماداً على احتياجات الجسم لإنتاج المزيد أو الأقل من هرمونات الغدة الدرقية. الغدة النخامية وما تحت المهاد تشتركان في إفراز الغدة الدرقية لهرموناتها.
هناك عنصر ثالث يشارك في هذه العملية. فالغدة النخامية تستجيب مباشرة لهرمونات الغدة الدرقية في الدم، ولكنها تستجيب أيضاً للإشارات التي تطلقها غدة ما تحت المهاد (hypothalamus)، وهي تقع فوق الغدة النخامية كجزء من الدماغ. تطلق غدة ما تحت المهاد هرموناً لإفراز هرمون الثيروتروبين (TRH) الذي يحفز بدوره إطلاق هرمون TSH في الغدة النخامية، والذي يرسل إشارات إلى الغدة الدرقية.
يشار إلى هذه الشبكة بأكملها باسم “المحور الوطائي- النخامي- الغدة الدرقية” (HPT)، وهي تتكيف مع التغيرات الأيضية واحتياجات الجسم.
الهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية هي (T4)، وهو هرمون غير نشط نسبياً. وهرمون ثلاثي يودوثيرونين (T3) وهو عالي النشاط.
تنتج الغدة الدرقية 20% فقط من هرمون T3 عالي النشاط، لكنها تنتج 80% من هرمون T4. بمجرد إفراز الغدة الدرقية، فإن إنزيمات معينة في أنسجة أخرى، مثل الكبد أو الكلى، قد تحول T4 إلى هرمون T3 النشط.
بالإضافة إلى ذلك، هناك خلايا أخرى منتجة للهرمونات، داخل الغدة الدرقية تسمى خلايا سي. هذه الخلايا تنتج الكالسيتونين. يلعب الكالسيتونين دوراً في تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفات في الدم، وهو أمر مهم لصحة العظام.

تُنتج الغدة الدرقية الهرمونات اللازمة للحفاظ على عمل التمثيل الغذائي في الجسم وتوازنه. تظل الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية (TSH) ثابتة في الدورة الدموية. لكن، قد تزيد أو تنخفض مستوياتها عندما تتغير مستويات T4 في الدم.
تحافظ حلقة التغذية، الآتية من الوطاء – الغدة النخامية – الغدة الدرقية، على استقرار مستويات T4 في الدم وتتفاعل مع التغيرات الصغيرة على الفور.
مع ذلك، هناك العديد من الاضطرابات المرتبطة بالغدة الدرقية مع معظم المشاكل المتعلقة بإنتاج هرمونات الغدة الدرقية. إما أن الغدة الدرقية تنتج الكثير من الهرمون، ويسمى فرط نشاط الغدة الدرقية. أو أنها لا تنتج ما يكفي من الهرمون ويسمى قصور الغدة الدرقية، ما يؤدي إلى استخدام الجسم للطاقة بشكل أسرع أو أبطأ مما ينبغي.
اضطرابات الغدة الدرقية متنوعة ومتعددة، أبرزها:
وهو فرط في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
وهو نقص في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
وهو كبر حجم الغدة الدرقية، وغالباً ما يحدث بسبب نقص اليود.
وهو أحد أمراض المناعة الذاتية الذي يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية، فتنتج الكثير من الهرمونات. قد تتضخم الغدةالدرقية، وتسمى هذه المشكلة أيضاً بتضخم الغدة الدرقية السام المنتشر.
وهو أحد أمراض المناعة الذاتية الذي يؤدي إلى قصور الغدة الدرقية. وهو اضطراب وراثي ناتج عن أمراض الجهاز المناعي ويمكن أن ينتقل من جيل إلى آخر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحدث التهاب الغدة الدرقية عند النساء بعد الولادة ويشار إليه أيضًا باسم التهاب الغدة الدرقية التالي للوضع. عادة ما تكون حالة مؤقتة وتحدث فقط في 5-9% من النساء اللواتي يلدن.
عقيدات الغدة الدرقية حميدة في 90% من الحالات. بعض العقيدات، وبالرغم من كونها حميدة (غير سرطانية) إلا أنها سامة (5-10%)، أي أنها تفرز هرمونات الغدة الدرقية الزائدة. في حالات نادرة ، يمكن أن تكون العقدة مزعجة من حيث حجمها (2.5%).
وهو نوع نادر من السرطانات.
أكثر الاضطرابات شيوعاً هما قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية.
يُعد ظهور أعراض الغدة الدرقية أكثر شيوعاً بين النساء 10 مرات منها لدى الرجال. يمكن أن تكون أعراض الغدة الدرقية متنوعة ومربكة.
لا تكون أعراض الغدة الدرقية واضحة دائماً، خاصة في المراحل المبكرة من المرض.
كما يصعب أحياناً الربط بين بعض أعراض الغدة الدرقية، مثل الاكتئاب والتعب أو زيادة الوزن غير المبررة ومشكلة الغدة الدرقية. ويكون الربط أسهل عندما تكون مصحوبة بعلامات أخرى، مثل الحساسية على البرد أو الإمساك.
تشير التقديرات إلى أن 200 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، يعانون من أحد أشكال مرض الغدة الدرقية.
تختلف أعراض الغدة الدرقية باختلاف نوع اضطرابها، وهي:
عندما تصاب الغدة الدرقية بالقصور يعني أنها لا تُنتج ما يكفي من ثلاثي يودوثيرونين (T3) وهرمون الغدة الدرقية (T4). فيزيد إنتاج هرمون الغدة الدرقية (TSH) استجابةً لانخفاض T3 / T4 من أجل تحفيز إنتاجهما. هذا النوع من اضطراب الغدة الدرقية هو أكثر شيوعاً بين النساء، خاصة بعد انقطاع الطمث لديهنّ، علماً أن قصور الغدة الدرقية يحدث في أي عمر.
الأعراض الأكثر شيوعاً لقصور الغدة الدرقية هي:
عندما تنخفض هرمونات الغدة الدرقية، يتباطأ عمل الجسم، فتتباطأ عملية الأيض ومعدل ضربات القلب وتدفق الدم، ما يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة، ما يسبب الشعور بالتعب والإرهاق.
علماً، هناك أسباب أخرى للإرهاق وهي شائعة، مثل: الإجهاد وعدم كفاية النوم والإرهاق وبعض العوامل النفسية ونقص التغذية، بما في ذلك فقر الدم الناجم عن نقص الحديد. كل هذه الأسباب قد تكون سبباً للشعور بالتعب.
وحده الطبيب قادر على تحديد السبب الأساسي للشعور بالتعب والإرهاق.
عندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات، يتباطأ التمثيل الغذائي، لذلك يتراجع معدل حرق السعرات الحرارية فيزيد الوزن.
قد تكون زيادة الوزن أيضاً بسبب احتباس السوائل، إذ أن انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية يؤثر على وظائف الكلى عن طريق تقليل إفراز الملح والماء في البول.
زيادة الوزن الناتجة عن قصور الغدة الدرقية مصحوبة دائماً بأعراض أخرى. وبالتالي، قد تعني زيادة الوزن بدون تلك الأعراض، أن المُصاب وببساطة يفتقر إلى النشاط البدني المنتظم، أو يحتاج إلى تعديل في النظام الغذائي.
تلعب هرمونات الغدة الدرقية دوراً مهماً في الوظائف العقلية. عندما لا تكون هذه الهرمونات موجودة بشكل كافٍ، فيحدث الاكتئاب.
تساعد هرمونات الغدة الدرقية على تنظيم محور ما تحت المهاد والغدة النخامية والغدة الدرقية، وهذا ما يشارك في تنظيم العواطف والحالات المزاجية والسلوك.
علاج الاكتئاب الناجم عن خمول الغدة الدرقية، هو إدارة وعلاج قصور الغدة الدرقية.
يمكن أن يحدث الاكتئاب أيضاً لأسباب آخر ، مثل الأحداث المتغيرة للحياة (الفجيعة أو فقدان الوظيفة أو الانفصال العاطفي، على سبيل المثال). يمكن أن يتفاقم بسبب قلة النوم أو سوء التغذية أو قلة التعرض لأشعة الشمس وحتى بسبب الإجهاد.
إذا بدأ الشعور بالاكتئاب بالتأثير على حياتك اليومية، تحدث إلى طبيبك حتى يتمكن من إجراء التشخيص والتحاليل اللازمة لمعرفة السبب الحقيقي وعلاجه.
يتسبب خمول أو قصور الغدة الدرقية بتباطؤ العبور المعوي، ما يؤدي إلى الإمساك.
تشمل الأعراض الشائعة الأخرى لقصور الغدة الدرقية ما يلي:
حساسية من البرد
حالة خمول
نقص الطاقة
آلام العضلات والمفاصل
احتباس الماء
جفاف الجلد
مشاكل الشعر (ترقق الشعر أو تقصفه وتساقط الشعر)
عدم انتظام الدورة الشهرية، مثل غزارة الدورة الشهرية وتكرارها
صعوبة في التركيز
تورم في الوجه
معدل ضربات القلب البطيء وانخفاض ضغط الدم.
علاج قصور الغدة الدرقية بالأدوية فقط، يقول أخصائي الغدد الصماء في مستشفى جامعة نانسي ونائب الأمين العام للجمعية الفرنسية لأمراض الغدد الصماء البروفيسور مارك كلاين (Pr Marc Klein). ويضيف أنه “أحياناً من الممكن اللجوء إلى الجراحة لإزالة تضخم الغدة الدرقية الذي ظهر بعد قصور الغدة الدرقية. ولكن قصور الغدة الدرقية بحد ذاته لا يمكن علاجه إلا بتناول بديل هرمون الغدة الدرقية (..) وتتراوح الجرعات من 1.4 إلى 1.8 ميكروغرام / كغ / يوم، على أن يبدأ العلاج تدريجياً، لأن قصور الغدة الدرقية يبدأ تدريجياً، لذلك لا يمكن وصف الجرعة الهرمونية الطبيعية فجأة. بل نزيد العلاج تدريجياً، حتى نصل إلى الجرعة المطلوبة” ويوصي بالحفاظ على توقيت تناول الجرعة ومقدارها. وحده الطبيب من يعدّل بالجرعات.
لا تزال هناك أدوية أخرى لعلاج قصور الغدة الدرقية، ولكن “لا يصفها الأطباء كثيراً” وفقاً للبروفيسور كلاين. هذا هو الحال مع Euthyral® المكون من هرمونات T3 و T4 بنسب فسيولوجية (80% T4 و 20% T3).
في بداية العلاج، تكون المراقبة كل ثلاثة أشهر. بمجرد أن تتوازن الغدة الدرقية، عادة ما تصبح المراقبة سنوية. يعلق البروفيسور كلاين: “مرة واحدة في السنة ، سيتعين عليك إجراء فحص دم لـ TSH (هرمون تفرزه الغدة النخامية والذي ينظم إنتاج الهرمونات بواسطة الغدة الدرقية)”. هذا لأنه عندما لا تعمل الغدة الدرقية بشكل جيد ، ستحاول الغدة النخامية التعويض عن طريق إنتاج المزيد من هرمون TSH. وبالتالي فإن عودة مستوى TSH إلى المستوى الطبيعي هي علامة على أن الغدة الدرقية متوازنة.
هناك عوامل قد تجعل علاج قصور الغدة الدرقية غير متوازن، مثل الحمل. “هذا هو السبب في ضرورة طلب اختبار TSH بمجرد تشخيص الحمل لدى النساء المصابات بقصور الغدة الدرقية”. لأن هرمونات الغدة الدرقية تلعب دوراً رئيسياً في نمو دماغ الجنين، فيوصى بالتكيف السريع للعلاج الهرموني والمزيد من المراقبة الشهرية الصارمة.
يجب تناول هرمون الغدة الدرقية T4 مباشرة في الصباح على معدة فارغة فور الاستيقاظ، قبل تناول أي دواء أو طعام (قبل 20 أو 30 دقيقة)، وخاصة الليفوثيروكسين.

قد يكون قصور الغدة الدرقية مرضاً عابراً، ما يعني أنك قد لا تحتاج إلى دواء مدى الحياة. وإذا لم يكن عابراً فيجب تناول الهرمون البديل مدى الحياة. كما أنه من الضروري المواظبة على مراجعة الطبيب لإجراء تحاليل الغدة ومراقبتها لوصف الجرعات المناسبة، التي قد تحتاج إلى تقليل أو زيادة وذلك بحسب نتائج التحليل.

يبدأ مرض فرط نشاط الغدة الدرقية، عادةً عند البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 40 عاماً. ومع ذلك، قد يحدث في أي عمر، ويظهر أيضاً عند الأطفال وكبار السن. وهو أقل شيوعاً من قصور الغدة الدرقية.
مع فرط نشاط الغدة الدرقية، تفرز الغدة الدرقية الكثير من الهرمون، ما يؤدي إلى تسريع وزيادة الوظائف الحيوية للجسم.
تشمل العلامات الشائعة لفرط نشاط الغدة الدرقية ما يلي:
ارتفاع مستوى هرمون الغدة الدرقية، يؤدي إلى تسريع عملية التمثيل الغذائي. فبالرغم من عدم اتباع نظام غذائي لتخفيف الوزن، فإن المُصاب بفرط نشاط الغدة الدرقية يفقد من وزنه.
تعمل هرمونات الغدة الدرقية على العبور المعدي المعوي. يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى إفراز الهرمون بكميات زائدة، وبالتالي تسريع عملية العبور، والإصابة بالإسهال.
من الممكن أن تتأثر أيضاً وظيفة الكلى بفرط النشاط، ما يؤدي إلى كثرة التبول.
لكن هذه الأعراض ليست محددة وخاصة بفرط نشاط الغدة الدرقية، فظهور هذه الأعراض قد يشير أحياناً إلى أمراض أخرى. على سبيل المثال، في حالة كثرة التبوّل المصحوب بعطش كثير، سيطلب الطبيب عند استشارته فحصاً لمرض السكري.
إقرأ أيضاً: أعراض انخفاض السكر في الدم: هل الوفاة أحدها؟
وإذا كان المُصاب رجلاً وشعر بالرغبة في التبول مع وجود مشكلة في إفراغ مثانته، قد يطلب الطبيب فحص البروستاتا. كما أن زيادة تواتر التبول قد يكون ناتج عن عدوى المسالك البولية أيضاً.
عند أي تغيير في حركة الأمعاء المعتادة يجب استشارة الطبيب.
تساعد هرمونات الغدة الدرقية في تنظيم الجهاز العصبي السمبثاوي (SNS) المسؤول عن استجابة الهرب عند الشعور بالخطر. مع زيادة هرمونات الغدة الدرقية، يتم تحفيز الـSNS بشكل مفرط، ما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، والقلق والتهيج وتقلب المزاج ونوبات الهلع، وانخفاض ضغط الدم والقدرة على التعامل مع الإجهاد.
تشمل الأعراض الشائعة الأخرى لفرط نشاط الغدة الدرقية ما يلي:
–        التعب وشعور بالضعف والوهن
–        خفقان القلب وزيادة معدل ضربات القلب 
–        زيادة التعرق
–        اضطرابات النوم
–        جفاف الجلد والشعر
–        تقلب المزاج
–        الحساسية على درجات الحرارة المرتفعة
–        عدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء (على سبيل المثال فترات أقصر من المعتاد أو غير متكررة)
–        تورم في الرقبة بسبب تضخم الغدة الدرقية (تضخم الغدة الدرقية)
–        أعراض العين
–        الارتعاش.
أسباب الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية متنوعة ومتعددة، بعضها يؤدي إلى الإصابة بشكل دائم وبعضها مؤقت. وهي:
إلى حد بعيد إنه السبب الأكثر شيوعاً لفرط نشاط الغدة الدرقية (نحو 90٪ من الحالات). هذا مرض مناعي ذاتي حيث تحفز الأجسام المضادة الغدة الدرقية بشكل مفرط، لإنتاج المزيد من الهرمونات. كما يهاجم المرض أحياناً أنسجة أخرى، مثل العينين.
العقيدات هي كتل صغيرة تتشكل في الغدة الدرقية. لا تنتج جميع العقيدات هرمونات. ولكن تلك التي تسمى “سامة”، تنتج ما قد يؤدي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية.
إذا كان الالتهاب يؤثر على الغدة الدرقية ، فقد يتسبب أيضًا في زيادة هرمونات الغدة الدرقية في الدم. غالباً ما يكون سبب الالتهاب غير معروف.
عادة، يسبب التهاب الغدة الدرقية فرط نشاط الغدة الدرقية قصير المدى أو المؤقت، ثم تعود الغدة الدرقية إلى وظيفتها الطبيعية بعد بضعة أشهر، من دون تدخل.
يمكن أن تساعد الأدوية في تخفيف الأعراض أثناء انتظار زوال المرض. يتطور التهاب الغدة الدرقية إلى قصور دائم في نشاط الغدة الدرقية في حالة واحدة من كل 10 حالات.
بعض الأدوية، مثل تلك التي تحتوي على نسبة عالية من اليود، قد تسبب فرط نشاط الغدة الدرقية المؤقت. هذا هو الحال، على سبيل المثال، مع الأميودارون، الموصوف لحالات معينة من عدم انتظام ضربات القلب. وعوامل التباين المعالجة باليود، التي يتم حقنها أحياناَ أثناء فحص الأشعة السينية.

يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى تسريع عملية التمثيل الغذائي، ما يعني استهلاك المزيد من الطاقة. على المدى الطويل، يزيد فرط نشاط الغدة الدرقية غير المعالج من خطر الإصابة بهشاشة العظام بسبب سوء امتصاص الكالسيوم. يزداد أيضاً، خطر الإصابة بنوع من عدم انتظام ضربات القلب يسمى الرجفان الأذيني.
قد يؤدي عدم علاج فرط نشاط الغدة الدرقية إلى أزمة تسمم درقي. في مثل هذه الحالة، تتجمع جميع علامات فرط نشاط الغدة الدرقية وتتطور في أسوأ حالاتها، لتؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل قصور القلب أو الغيبوبة.
غالباً ما يعتمد علاج الغدة الدرقية بحالة فرط نشاطها، على الأدوية للسيطرة على إنتاج الهرمونات وللمساعدة في تخفيف الأعراض.
يتم تقديم العلاج باليود المشع أحياناً، مع استخدام الإشعاع لمواجهة إنتاج الهرمونات من الغدة الدرقية وتقليل قدرتها على إنتاج تلك الهرمونات، (وهو أمر لا يوصى به إذا كانت المرأة حامل أو تخطط للحمل أو إذا كانت تُرضع). في حالات نادرة ، قد تكون الجراحة ضرورية للإزالة الجزئية أو الكاملة للغدة الدرقية.
عادة ما يطلب الطبيب فحص الدم لتحليل الغدة الدرقية وتحديد نوع اضطرابها.
بالإضافة إلى فحوصات الدم، يفحص الطبيب الغدة الدرقية عن طريق ملامستها بحثاً عن أي كتل أو ألم أو شكل غير طبيعي. من الممكن للاختبارات الأخرى، مثل الشفط بالإبرة الدقيقة والموجات فوق الصوتية، أن تكمّل عملية التشخيص.
بداية، لا يمكن الركون إلى غير الطبيب المختص بعلاج الغدد لقراءة تحليل الغدة الدرقية ومعرفة نوع الاضطراب ووصف العلاج.
ولكن بشكل عام، من الممكن الكشف عن خمول أو فرط نشاط الغدة الدرقية عن طريق قياس مستوى هرمون TSH في الدم. تكون مستويات TSH عالية في حالة قصور الغدة الدرقية، لأن الغدة النخامية تستجيب لنقص هرمونات الغدة الدرقية (T4 و T3) عن طريق إفراز المزيد من هرمون TSH. بهذه الطريقة، تحاول الغدة النخامية تحفيز الغدة الدرقية لإنتاج المزيد من الهرمونات.
أما في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية، فيحدث العكس. إذ يكون مستوى TSH منخفضاً في الدم، لأن الغدة النخامية تدرك هرمونات الغدة الدرقية الزائدة في الدم وتتوقف عن تحفيز الغدة الدرقية. حتى في بداية مشكلة الغدة الدرقية، غالباً ما تكون مستويات TSH غير طبيعية.

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

فرط التعرق.. أسباب وحلول

Next Post

معلومات عامة عن التاريخ والجغرافيا

Related Posts