dark

قصة الطائر الذهبي | قصص اطفال

0
(0)

قصة الطائر الذهبي هي حكاية مغامرات للاطفال قبل النوم تحكي عن بحث ثلاثة فرسان عن طائر ذهبي لينتهي بهم المطاف أن يتزوج كل فارس أميرة أحلامه.

 

هدية ثمينة

كانت الصلات حسنة جدا بين ملكي جزر الكناري وجزر الزمرد. وكانا يتبادلان الهدايا بين فترة وأخرى والرسائل الودية ويحكمان بالعدل مما جعل الشعب يقدرهما كل التقدير ولا يعصى لهما أمرا.. وها هو رسول ملك جزر الكناري يمثل بين يدي ملك جزر الزمرد قائلا:

هدية متواضعة يا مولاي من ملك الجزر البعيدة مع فائق تحياته وتمنياته لجلالتكم بأن يديمكم الله تعالى وأنتم تجرون مطارف الصحة والخير والسعادة… وكانت الهدية قفصا من قصب الخيزران فيه طائر جميل الشكل مذهب الريش صغير الرأس وذو ذنب كذنب الطاووس، وصوت رخيم أشبه بصوت العندليب.

فابتسم الملك ابتسامة الرضى والتفت إلى رئيس خدمه قائلا: أكرموا الرسول كل الإكرام.

وأرسلوا لجلالة أخينا الملك الحصان الأصهب خير خيلنا الأصيلة مع فائق الشكر والامتنان.

وأعجب الملك كل الإعجاب بالطائر الذهبي. ولم يعد بوسعه أن يفارقه إلا حين الانصراف إلى مهامه وشؤون الرعية التي كان كل همه مقصورا على خيرها وإسعادها. فإذا جلس إلى طاولة الطعام، أجلس الطائر قربه وراح يطعمه بيده.

وإن نام وضعه قرب سريره….

ضياع الطائر الذهبي

وكان للملك ثلاثة أولاد كأنهم الأقمار حسنا وجمالا. وكانوا يحيون في ظل خالة خشنة تكرههم كرها شديدا بعد أن حرمتهم الأقدار عطف الأم وحنانها.

الفرسان الثلاثة يجتمعون حول الملك

ومرة ذهب الملك في رحلة، بعد أن أفهم زوجته أن تنتبه للطائر الذهبي وأن تهتم به حتى عودته.

وأثناء غياب الملك راح الأولاد الثلاثة يتصرفون على هواهم ويعصون أوامر خالتهم. فجن جنونها وصممت على الانتقام منهم مهما كلف الأمر. ففتحت القفص تاركة الطائر الذهبي يرحل بعيدا ويدخل الغابة السوداء القريبة من القصر الملكي.

وما إن عاد الملك من رحلته حتى سأل عن الطائر الذهبي. فأخبرته زوجته أن أولاده قد أطلقوا سراح الطائر وما كانوا لها بطائعين.

فغضب الملك غضبا شديدا وأمر قائد حرسه بنفي أولاده من المملكة، حتى يعود الطائر الذهبي إليها.

الملك ينظر إلي الطائر الذهبي بإعجاب

رحلة الابن الأكبر

فركب كل واحد من الأولاد الثلاثة فرسه وغادروا المملكة إلى الغابة السوداء. وما إن بلغوها حتى اقترح عليهم الكبير أن يتوجه كل منهم إلى جهة بحثا عن الطائر المذكور.

أما الكبير فقد توجه يمينا صوب النهر الكبير الذي يخترق الغابة بقوة واندفاع.

وأما الأوسط فقد توجه شمالا نحو المروج الخضراء والسهول المنبسطة.

وأما الأصغر فقد همز فرسه وراح يخترق وسط الغابة التي بدت وكأن لا نهاية لها.

وشاهد ابن الملك الكبير الطائر الذهبي يتجه نحو الماء فتبعه إلى النهر الكبير.

وما إن أطل على النهر حتى شاهد منظرا تقشعر له الأبدان، ويأخذ بمجامع القلوب.

الطائر الذهبي يطير في الغابة

فقد رأى جسدا فيه من الحياة بقية يتخبط بين الأمواج محاولا الخروج، والتيار الهائل يسحبه.

فرمى بنفسه في النهر وأنقذ الغريق، فإذا فتاة شقراء على جانب عظيم من الفتنة والسحر والجما..

– فأسعفها حتى أفاقت من غفوتها وأخبرته أنها ابنة ملك جزر الزمرد. وطلبت منه أن يعيدها إلى قصر أبيها حتى تكافته على عمله. وكان اسمها – قرنفلة – فوعدها خيرا وعاد بها إلى قصر أبيها.

مغامرة الابن الأوسط

أما الأخ الأوسط فقد تجول في السهول والمروج حتى شاهد الطائر الذهبي يجمع السنابل ليبني عشه في أكبر شجرة في الغابة. فهمز فرسه نحو الشجرة، وما إن سار بضع خطوات حتى رأى فتاة ممزقة الثياب حافية القدمين، قد ضلت طريقها إلى قصر أبيها إثر عاصفة هوجاء في تلك الغابة والدمع ينسكب من مآقيها. فتقدم منها وهدأ من روعها وأسعفها حتى استعادت قواها واطمأنت له فأخبرته أنها – أقحوان – ابنة ملك جزر الزمرد. وطلبت منه أن يعيدها إلى جزر أبيها حتى تكافته على عمله فوعدها خيرا وعاد بها إلى قصر أبيها.

الطائر الذهبي يبني عشه فوق الشجرة

شهامة الابن الأصغر

وأما الولد الصغير فقد توغل في تلك الغابة كثيرا دون أن يلمح الطائر الذهبي أو يقع له على أثر. وتعب حصانه فلم ير بدا من الاستراحة قليلا. فدخل إحدى المغاور كي يأخذ قسطا من الراحة ليستأنف بحثه عن الطائر الذهبي. فإذا به يفاجأ بالطائر في تلك المغارة. فأمسك به وغمرته فرحة كبرى لأن والده سيكون راضيا عليه وعلى إخوته كل الرضى. ولكن حدث له ما لم يكن في الحسبان بعد عودته إلى قصر أبيه. فلقد سمع صوتا مروعا يطلب النجدة فأسرع نحو الصوت ليلبي نداء الواجب. فإذا به يلتقي فتاة هي آية في الجمال بين ثلاثة من قطاع الطرق تحاول الهرب دون جدوى. فجرد سيفه وهجم على المجرمين فصرعهم الواحد تلو الآخر بعد أن جرح جرحا بسيطا في كتفه اليمنى.

الابن الاصغر يشاهد الطائر الذهبي ويستطيع امساكه

وراحت الفتاة تبكي وتقول له: سامحني أيها الشهم الغريب فقد جرحت بسببي وستنال مكافأة عظيمة على شجاعتك لو عدت معي، فأنا ((بنفسج))، ابنة ملك جزر الزمرد. فطمأنها وعاد بها وبالطائر إلى قصر أبيها.

أما في جزائر الزمرد فقد أعلن الملك الحداد، ونادى المنادي أن كل من يعود بإحدى الأميرات يتزوجها ويأخذ حصتها من إرث والدها، وفتش الفرسان طويلا دون جدوى، فحزن الملك حزنا شديدا وأرسل الرسائل إلى الملوك يطلب المساعدة.

ملك جزائر الزمرد حزين وينتظر عودته الأميرات الثلاثة

وكان والد الفرسان الثلاثة قد زهد في الدنيا بعد نفي أولاده، وعندما وصلته رسالة ملك جزر الزمرد أحب أن يذهب إليه ليعذبه أو ليتعرى عن مصيبته ويشاركه أحزانه.

فأمر مائة من فرسانه بحمل الهدايا والتوجه إلى جزر الزمرد فورا.

فوز الفرسان الثلاثة

وسار كل واحد من الفرسان بأميرته قاصدين ملك الزمرد، دون أن يعلم أي منهم ما فعل أخواه وما آلت إليه الأمور بعد غيابهم الطويل…

وكانت الطبيعة قد لبست أبهى حلاها فالفصل ربيع وعبق الأزاهير يعطر الأجواء.

وانتظر الناس أن يعلن الملك ابتداء الاحتفال بعيد الزهور كالعادة لكن الملك كان حائر اللب لا يدري ماذا يفعل فإذا به يفاجأ بمراقب البرج يصيح بصوت عال: افتحوا الأبواب فإنني أرى فارسا مقبلا وخلفه فتاة.

يحتفل الناس بعودة الأميرات مع الفرسان الثلاثة

وما إن فتحت الأبواب حتى علت الزغاريد ودخل الفارس قصر الملك ومعه الأميرة ((قرنفلة)).

وصاح المراقب ثانية ففتحت الأبواب ليدخل منها الفارس الأوسط وخلفه الأميرة – أقحوان-.

وما إن عانقت أباها وأختها حتى عاد المراقب ليعلن أن فارسا قادما إلى القصر، ففتحوا الأبواب ليدخل منها الفارس الصغير مع الأميرة – بنفسج – والعصفور الذهبي.

وتعانق الفرسان الثلاثة بين دهشة الحاضرين واستغراب الملك وتعانقت البنات الثلاث بين دهشة الفرسان واستغرابهم للمصادفة العجيبة التي جمعت الأحباب بعد طول الغياب وما إن استراحوا برهة، حتى دخل الملك العظيم بفرسانه وهداياه، فوجد أولاده مع الأميرات والطائر الذهبي ففرح فرحا عظيما جدا.

وطلب يد (قرنفلة) لابنه الأكبر ويد – اقحوان – لابنه الأوسط ويد – بنفسج – لابنه الأصغر.

وتزوج الثلاثة، وأعلنت ليالي الأفراح في المملكة ثلاثة أشهر متتالية – أما الخالة الشريرة فقد جنت لدى سماع الخبر، وعاشت عمرها مجنونة في الغابة السوداء طريدة الندم على ما جنت يداها من محاولة التفريق بين الأب وبنيه والكيد لهم فرد يدها إلى نحرها وذاقت من الذل والحرمان ما لا يطاق ولا يوصف، وهذه نتيجة طبيعية لمن يسعى سعي الضرر والشر لإلحاقهما بالآخرين.

المصدر

قصة الطائر الذهبي – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

رييل ستوري | شركات عالمية توقع ميثاقا لمحاربة تدخل الذكاء الاصطناعي في الانتخابات | تكنولوجيا

Next Post

رييل ستوري | بعد تحريض إسرائيلي ضده.. هيئة الأسرى تعرب عن خشيتها على حياة مروان البرغوثي

Related Posts