dark

قصة التنين تنور | قصص اطفال

5
(1)

تعد قصة “التنين تنور” من أفضل القصص للأطفال الصغار وتروي عن التنين الصغير تنور الذي كان هادئًا وحالمًا بين إخوته المشاغبين. تعلم تنور في المدرسة كيف يزفر اللهب من أنفه، ولكنه واجه صعوبة في إظهار هذه المهارة. عندما فشل في ذلك، سخر منه رفاقه وأطلقوا عليه أسماء مستهزئة. بعد أن شعر بالإحباط، نام تنور وحلم بتنينة جميلة تحيطها بخارًا. ثم ظهر تنين فتى ضخم ومؤذٍ، حيث حاول تنور الدفاع عن التنينة الجميلة منه. وبشكل غير متوقع، بدأ تنور يقذف اللهب عندما وقف أمام هذا التحدي، مما جعله يدرك أنه قادر على إظهار مهارته عندما يكون ذلك ضروريًا.

 

بعد ذلك، تستكمل قصة التنين تنور عندما يتوجه تنور إلى بلدة بعيدة بحثًا عن عمل، ووجد نفسه يعيش مع خباز محلي. أظهر تنور مهارته في إشعال النار وساعد الخباز في إنقاذ عمله. تنمو شهرة تنور في المدينة، ويصبح جزءًا من حياة الناس. في يوم عيد رأس السنة، أظهر تنور قدراته مرة أخرى بمساعدة الأطفال على إشعال النار وإحياء الاحتفالات. بنهاية قصة التنين تنور، يعود تنور لزيارة أمه ويفخر بما حققه وكيف أصبح مفيدًا للآخرين، وكذلك يدرك أهمية الاحتفال بالعيد ومشاركة الفرح مع الآخرين. تبرز قصة التنين تنور الرحلة من الشك والإحباط إلى الثقة بالنفس والاكتشاف الذاتي، حيث وجد غايته في خدمة الآخرين ومساعدتهم بمهاراته الفريدة.

تنور التنين الصغير

كان التنين تنور الابن الأصغر والأعز في أسرته. وكان طفلا هادئًا حالمًا، لا يشبه إخوته المشاغبين.

عندما ذهب إلى المدرسة، أخذت المعلمة تعلمه كيف يزفر اللهب من أنفه.

كان رفاقه من التنانين الصغار يفعلون ذلك بمهارة. أما تنور، فكان يحني رأسه خجلًا، لعدم قدرته على إخراج اللهب.

وكل ما استطاع تنور أن يخرجه كان قليلا من الدخان الأسود. فغضبت منه المعلمة، وقالت: “إن ما تخرجه يا تنور ليس كافيًا، أين النار؟”

وبذل تنور جهدًا كبيرًا لإخراج اللهب، لكن اللهب لم يخرج.

عندئذ، ضحك جميع أطفال التنانين، وأطلقوا على تنور أسماء مثل “الخائب” و “السرحان”.

مشى تنور متعثرًا حزينًا باكيًا.

بكى كثيرًا ومشى طويلًا، ثم ارتمى بين الحقول متعبًا بائسًا ونام.

نام نومًا عميقًا. وتراءى له في الحلم أن بخارًا كثيفًا يحيط به من كل جانب. ولم يستطع أن يفهم سر ذلك البخار.

ثم ظهرت من البخار تنينة صغيرة جميلة، عيناها مثل قطعتين من الماس، وأسنانها كاللآلئ. فصاح تنور: “ما أجملها!” وتمنى أن يتعرف إليها، ويكون صديقاً لها.

فجأة، سمع ضوضاء مثل الرعد، وارتفعت أصوات مخيفة.

برز من البخار تنين فتى ضخم وقبيح المنظر، وراح يقذف اللهب والدخان في ضوضاء شديدة، إيذاءً منه للآخرين وإزعاجا لهم.

وعندما رأت التنينة الجميلة هناك، اندفعت نحوها.

شعرت التنينة بالخوف الشديد، وأخذت تجري. أما تنور، ويا للعجب، فلم يكن خائفًا!

قبل أن يصل التنين الضخم القبيح إلى التنينة الجميلة، اندفع تنور نحوها، ووقف أمامها، مصممًا على الدفاع عنها.

اقترب التنين القبيح من التنينة، فصاح تنور في غضب: “قف مكانك، ولا تتقدم خطوة واحدة. سألاقيك وأصارعك إذا لزم الأمر.”

ثم شاهد أمام عينيه دخانًا ولهبًا، وأدرك فجأة أنه كان قد بدأ يقذف اللهب لحظة وقفه مستعداً للقتال!

ما كان أسهل ذلك عليه!

تنور يقذف النار

عرف تنور عندئذ أنه أصبح قادرًا على أن يقذف اللهب كما يقذفه الكبار، وأنه لن يجد بعد ذلك صعوبة في أن يكفر عمله متى شاء.

ثم رأى تنور أن التنين الضخم القبيح يدير ظهره طالبًا الهرب. فذهل مما رأى، وصاح: “إنه يهرب… لقد خاف مني!”

لقد خاف منه فعلًا ذلك التنين المؤذي، فهرب واختفى وسط البخار الكثيف.

في تلك اللحظة، استيقظ تنور من نومه، وتلفت حوله في دهشة وسأل نفسه: “أين التنينة الجميلة؟ هل رحل التنين المؤذي أخيرًا؟”

كان تنور يشعر بالحيرة والارتباك، ويحس أن صور الحلم تتلاشى بسرعة.

فجأة، تذكر من الحلم شيئاً مثيراً تذكر أنه قذف في حلمه نارًا! أعاد التجربة، فإذا باللهب يخرج من منخريه، كما خرج في الحلم، قويا متواصلًا.

أحس تنور بفرح عظيم لأنه تأكد أنه لا يختلف الآخرين، وصاح: “إنني أرمي اللهب… أنا تنين عجب!”

وراح يقفر ويلعب مرددا عبارته تلك، وقاذفا اللهب من منخريه، حتى فزعت منه حيوانات البرية، واستغربت حركاته.

رأى تنور رفاقه في طريقهم إلى المدرسة، فقال بصوت منخفض: “سوف أريهم مقدرتي… لن أتسرع… سأتصرف بهدوء.”

وعندما وصلوا كلهم قربه، وقف، ورفع رأسه عالياً في الهواء.

ثم زفر زفرة صغيرة قصيرة، فامتلأ الجو من حوله لهباً ودخاناً!

ما كان أشد دهشة رفاقه! لقد توقفوا، واستغربوا وتعجبوا كيف يخرج تنور اللهب.

لكن تنور لم يشرح لهم شيئًا أما المعلمة، فقد شعرت بسرور عظيم لنجاح تنور، ومنحته نجمة التفوق.

مرت بضع سنوات وكان على تنور أن يترك المدرسة، وأن يسافر مفتشًا عن عمل يكسب منه عيشه.

مضى زمان اللعب والأحلام!

وقفت أم تنور تودع ابنها، وتحاول جاهدة أن تخفي عنه دموعها.

كانت تخاف ألا يجد ابنها عملًا، وتخاف أكثر أن يبتعد عنها ولا تعود تراه.

مشى تنور في طريقه بجد وسعادة، وظلت الآمال الحلوة تداعب خياله طوال النهار.

مغامرة جديدة

ثم أخذت الشمس تغيب، فشعر بالخوف، وعرف أنه ضل طريقه.

تضايق تنور، لأنه لم يكن يحب أن يسافر بعيدًا، ولا أن يقضي ليله وحيدًا.

وبينما هو في قلقه، تراءت له من بعيد أضواء بلدة، فأسرع إليها.

طرق باب أول بيت في البلدة، راجيًا أن يجد مكانًا يستريح فيه.

فتح الباب رجل ضخم، غطى الدقيق وجهه الحزين.

كان الرجل خباز البلدة كلها. وعندما رأى وجه تنور، عبس وبدت عليه خيبة الأمل.

قال الخباز: “ماذا تريد أيها التنين الصغير؟ لا وقت عندي أضيعه في الحديث. النار في فرني القديم تنطفئ، وخبزي يوشك أن يتلف، وليس عندي ما يكفيني من الحطب.”

قال تنور بشيء من العصبية: “كنت أبحث عن مكان أقضي فيه الليل، ولكن أرى الآن أني أستطيع مساعدتك. لندخل، وسوف ترى ما يمكنني عمله.”

دخل الاثنان إلى المخبز، فقال تنور: “قف بعيدا من فضلك!”

ثم زفر في الفرن زفرة قوية مخرجا من أنفه نارا هائلة.

نضجت الأرغفة الشهية بسرعة، فرقص الخباز فرحًا، وصاح: “أنقذت اليوم خبزي، فشكرا لك أيها التنين الصغير!”

جلس تنور مرتبكًا جدا، لا يعرف ما يقول للخباز.

ثم تجرأ وقال بحياء شديد: “إذا كنت في حاجة إلي يا سيدي، فسيسعدني أن أبقى معك.”

فرحب الخباز بتنور ترحيبًا حارًا.

انتشرت أنباء تنور والخباز في كل مكان من المدينة.

وتزاحم الناس على شراء الخبز، ووقفوا في صفوف طويلة جدا ينتظرون دورهم.

كان تنور ينهض من فراشه باكرًا كل صباح، ويبدأ عمله بقذف اللهب في الفرن. ويظل يعمل طوال النهار في مساعدة الخباز. ويذهب مساء إلى فراشه متعبًا، لكنه راض سعيد.

عرف الناس التنين، وأحبوا وجهه السعيد، وتمنوا أن يساعدهم أيضًا في بعض أعمالهم الأخرى.

التنين المحبوب

وفي يوم من أيام شباط (فبراير) الباردة، جمع أطفال البلدة وأهلهم حطبًا، وأرادوا أن يشعلوا نارًا احتفالًا بعيد من أعيادهم.

فجأة، سقط المطر بغزارة فبلل الحطب.

حزن الأطفال لأن الحطب لم يعد يشتعل. لكن واحدًا منهم صاح: “تنور يشعل الحطب!”

جاء تنور مسرعًا، وقذف لهبه القوي في كومة الحطب، فاشتعلت اشتعالاً شديدًا، وامتلأت السماء بنور اللهب. واحتفل الأولاد احتفالاً عظيماً.

شكر الأطفال صديقهم وقالوا له: “تعال انظر كيف تطلق صواريخنا!”

كان تنور يحب الألعاب النارية بتوهجها وألوانها وفرقعة نيرانها. فشارك الأطفال في لعبهم ومرحهم، وساعدهم في شي اللحم والبطاطا. وفرح الأطفال فرحاً عظيماً وشكروا التنين الصغير لأنه جعل ليلتهم تلك أحلى الليالي.

قال الخباز لتنور: “سيأتي عيد رأس السنة قريبا يا تنور.”

ولم يكن التنين يعرف هذا العيد، فوقف في حيرة تامة. فحدثه الخباز، في أثناء عملهما، عن رأس السنة. قال: “في رأس السنة، نغني الأغاني المرحة، ونتبادل الهدايا، ونزين البيت بالأضواء الملونة، ونساعد الفقراء والمحتاجين. هذا العيد نحتفل به أول كل عام، ويسعد به الصغار والكبار.”

وفهم تنور أن هذا العيد مناسبة بهيجة وجليلة.

خبز الخباز كميات كبيرة من الخبز، فقل مخزون الدقيق في فرنه.

وتطلع تنور من النافذة، فرأى الثلج يتساقط.

وفي اليوم التالي، تزايد تساقط الثلج، فانقطعت الطريق وتوقفت السيارات، وتعذر وصول الدقيق الذي يحتاجه الخباز.

قال الخباز، وقد ظهر عليه الحزن الشديد: “لا خبز غدا.”

فكر تنور في الأمر كثيرًا. وفجأة لمعت عيناه ببريق قوي، وكأنما توصل إلى فكرة رائعة.

تنور ينقذ العيد

اندفع تنور خارجاً من الفرن، وسار فوق الثلوج، ولم يأبه بالبرودة الشديدة التي أصابت قدميه.

ثم أخذ يزفر بلطف وخفة، فخرج اللهب من منخريه، وامتدت ألسنته إلى ثلج الطريق.

أخذ الثلج يذوب شيئاً فشيئاً، حتى انفتحت الطريق أمام السيارات. وسرعان ما وصلت شاحنة إلى المخبز، وفيها ما يحتاج إليه الخباز من دقيق.

وفي يوم العيد، توقف العمل، وبدأت الإجازة.

قال تنور للخباز: “أرجو أن تأذن لي بالسفر بضعة أيام لأزور أمي.”

وصل تنور إلى بيته، فأسرعت أمه إليه تعانقه. كانت سعيدة جداً برؤيته، وفخورة بما قام به من مساعدة للناس، أكسبته محبتهم واحترامهم.

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 1

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

أجر الصوم والصائمين

Next Post

رييل ستوري | ثلاثون عامًا مرت.. كيف تداعى إنكار الإبادة في رواندا

Related Posts