dark

رييل ستوري | قصة نجاح فيسبوك.. رحلة العشرين عاماً من تطبيق جامعي لأكبر منصة بالعالم

0
(0)

جلس شاباً في غرفته بمساكن الجامعة أمام شاشة الكمبيوتر يحاول مراراً تكراراً اختلاق دليلاً إلكترونياً خاصاً بزملائه من طلاب جامعة هارفارد، بعام 2004.

وبعد سلسلة من المحاولات بإنشاء منصات اجتماعية قصيرة العمر، أبرزها كانت Coursematch، وهو موقع ويب يظهر كل طالب لأي فصلاً ينتمي، ثم تصميم منصة FaceMash، والتي شجعت الطلاب على تصنيف جاذبية أقرانهم عبر الإنترنت حينها.

وبعد شهور من المحاولة والتطور، استطاع الشاب تصميم موقعا جديدا على شبكة الإنترنت، بهدف واحد فقط، وهو اختلاق مساحة إلكترونية تجمع زملاءه في الجامعة  ببعضهم البعض لتبادل اخبارهم وصورهم وآرائهم.

إنه مارك زوكربيرج طالب الجامعة الأمريكية العريقة، الذي ابتكر موقع فيسبوك ليكن خاصاً بهارفارد فقط، وخلال شهور توسع الموقع ليسمح للطلاب من الكليات والجامعات الأخرى بالتسجيل،بمثابة مصدر إلهام لشبكة اجتماعية على مستوى الحرم الجامعى.

أسلوب حياة مارك زوكربيرج

ورغم أن النسخة الأولى كانت مفتوحة فقط لطلاب جامعة هارفارد، فإن الموقع حصل على 1200 اشتراك في أول 24 ساعة، وبعد اكتساب أكثر من مليون مستخدم، اتخذت الشركة علامة تجارية مهمة، وأصبح لأي شخص يزيد عمره عن 13 عامًا التسجيل باستخدام عنوان بريد إلكتروني صالح، ولا يلزم الحصول على درجة من جامعة هارفارد.

 ثم انطلق انطلاقة سريعة نحو طلاب المدارس الثانوية والمهنيين الذين لديهم عناوين بريد إلكتروني خاصة بالشركات، ليكون الموقع الأمثل لديهم وبحلول عام 2006 فكان حينها العديد من مستخدميه الأصليين قد تجاوزوا عمر الدراسة بالجامعة، ما دفع فيسبوك إلى إنشاء شبكة أوسع من العضوية. وفقا لموقع “rewindandcapture”.

بداية قصة نجاح فيسبوك في 2004
بداية قصة نجاح فيسبوك في 2004

رحلة العشرين عاماً .. قصة نجاح فيسبوك من الجامعة للعالمية

مر 20 عاماً على هذا اليوم السعيد في حياة مارك زوكربيرج، الذي وضع اهتمامه الكامل على تطوير مشروعه بفهماً مبتكراً وتركيزاً خاصة للشباب، فشكل حالة خاصة جعلت لهجة فيسبوك بمثابة مساحة لجيل الألفية لمواكبة عائلاتهم وأصدقائهم وتطورت فيما بعد للإعلان، والتعبير عن جميع تطورات الحياة الرئيسية والثانوية وبث الآراء حول أي شيء تقريباً.

مستقبل فيسبوك بعد Meta

فبعد مرور عشرين عامًا على إطلاق التطبيق الأزرق، يستمر عملاق وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك في إظهار مرونته الهائلة التي سمحت له بالبقاء والازدهار على عكس مصير منافسيه الأوائل مثل ماي سبيس وفرندستر.

حيث  يتمتع فيسبوك بمكانة بارزة في ساحة وسائل التواصل الاجتماعي وغالبًا ما يحتل صدارة النقاشات الثقافية والسياسية.

كما نجح فيسبوك في تمييز نفسه بتحويل العلاقات الاجتماعية إلى لعبة من خلال الإعجابات والتعليقات والمشاركات، فضلاً عن عدد الأصدقاء وموجز الأخبار الذي يبقي المستخدمين على اطلاع دائم على حياة أصدقائهم ومعارفهم.

وكان أبرز المنافسين لفيسبوك حينها موقع ماي سبيس الذي يتم اعتباره موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية بين عامي 2005 و2008، فكان موقع ماي سبيس تركز بشكل أساسي على الموسيقى، حيث كانت تسمح للفنانين بنشر أعمالهم على المنصة وللمستخدمين بإنشاء قوائم تشغيل خاصة بهم ومشاركة الأغاني مع أصدقائهم عبر الإنترنت. وكانت المنصة تسعى جاهدة لترسيخ نفسها كموطناً للموسيقي.

 ومع حلول عام 2011، انخفض عدد المستخدمين النشطين شهريًا على ماي سبيس إلى حوالي 35 مليون مستخدم، بينما بلغ عدد مستخدمي فيسبوك في نفس العام 800 مليون مستخدم نشط شهريًا.

تغيرات الأجيال في قصة نجاح فيسبوك

أخطاء شائعة في حسابات فيسبوك

رغم أنه كان الموقع الأبرز للتعبير عن الشباب إلا أنه بمرور الوقت استقطب أعداد هائلة من جميع الأعمار، وفقد مع الوقت محدودية اهتمام الشباب فقط، ليصبح تطبيقاً شعبياً يفضله الأباء أكثر من الشباب، المنطلقين نحو تطبيقات إنستجرام وسناب شات وغيرها كثيراً.

وتقول المحللة في شركة إنسايدر انتلجنس، جاسمن إنبرغ لـ”بي بي سي”«لن أنسى مطلقاً اليوم الذي ركضت فيه إلى قاعة الكمبيوتر للتسجيل في فيسبوك»، مضيفة «كنت أشعر أنني جزء من نادٍ حصري، لا يضمّ والدي ولا أساتذتي، وكنت أشعر في الوقت نفسه أنني أنتمي إلى عالم أكبر بكثير، مع طلاب من مختلف أنحاء الولايات المتحدة».

كما قالت وبي هامر، مربية أطفال تبلغ 18 عاماً من كاليفورنيا، «أستخدم فيسبوك للبحث عن زبائن لأنني أدرك أن أصدقاء والدتي يستخدمون فيسبوك، وللبحث عن سيارة لأشتريها»، معقبة «لكن عندما أرغب في التواصل مع الأصدقاء أستخدم سناب تشات، وإذا أردت أن أنشر صوراً ألجأ إلى إنستغرام».

كذلك أكدت إنبرغ «أن شراء إنستغرام عام 2012 والتحول من صيغة خاصة بأجهزة الكمبيوتر إلى أخرى عبر الهواتف المحمولة كان من أفضل القرارات التجارية التي اتخذتها فيسبوك على الإطلاق».

مراحل التطور من تطبيق لشركة أم تلد دورياً أبناءً جديدة 

منافسو فيسبوك

في أبريل 2012، اشترت الشركة واحدة من أبرز منصات التواصل الاجتماعي  الجاذبة للشباب، وهي منصة الصورإنستغرام، مقابل مليار دولار تقريباً.

 وبعد مرور شهر واحد فقط، طرحت فيسبوك للاكتتاب العام بسعر 38 دولاراً للسهم، ويوم الجمعة 2 فبراير 2024 أغلقت أسهم شركة ميتا -التي أخذت الاسم في عام 2021 باعتبارها الشركة الأم لفيسبوك وتطبيقات أخرى- عند 475 دولاراً للسهم.

وكذلك برز توسعها في مرونة الشركة وقدرتها على البقاء في استثمار تطبيقات المراسلة مثل ماسنجر وواتساب التي اشترتها في عام 2014 مقابل 16 مليار دولار، ودخلت الشركة أيضًا في مجال الأجهزة التقنية في عام 2014 عندما اشترت شركة الواقع الافتراضي أوكولوس مقابل ملياري دولار.

وفي عام 2021 أعلنت شركة فيسبوك تغيير اسمها إلى ميتا ومتلاكها مجموعة من التطبيقات المختلفة.

قصة نجاح فيسبوك 
قصة نجاح فيسبوك

وبينما تورط إكس -تويتر سابقًا- في حالة من الاضطراب بعد سلسلة من التغييرات في سياسة المستخدم التي لا تحظى بشعبية في الصيف الماضي، أطلقت ميتا تطبيق ثريدز مع تصميم ومميزات مشابهة للغاية لإكس.

واجتذب ثريدز عشرات الملايين من المستخدمين يومياً عند إطلاقه في يوليو، على الرغم من انخفاض التفاعل في الأشهر الستة منذ ذلك الحين.

ووفق التقارير قال أستاذ الاتصالات المتخصص في الثقافة الرقمية بجامعة نورث وسترن، بابلو بوكزكوفسكي  أن «في قطاع سريع التغير من الاقتصاد يعد البقاء لمدة 20 عاماً إنجازاً رائعاً»، مضيفاً «يبدو أن فيسبوك شركة جيدة في محاولة الاستماع إلى ما يريده العملاء وتقديم منتج محسن».

ويمتلك زوكربيرج نحو 350 مليون سهم في الشركة بحسب هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية، و ارتفعت زادت ثروته الصافية لأكثر من 140 مليار دولار وفقاً لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات.

 

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

رييل ستوري | السلاح الفضائي الروسي المزعوم

Next Post

رييل ستوري | الرواية وحرب السرديات.. مذبحة “دير ياسين” في رواية عربية جديدة

Related Posts