dark

رييل ستوري | برنار أرنو.. ملامح مسيرة عملاق الموضة الفرنسي

5
(1)

بلغ صافي ثروة برنار أرنو، مطلع أبريل الجاري، نحو 222.4 مليار دولار، ليمسي بذلك أغنى رجل في العالم، يليه جيف بيزوس؛ مؤسس أمازون والرئيس التنفيذي السابق، بصافي ثروة يبلغ 198.7 مليار دولار، بينما حل إيلون ماسك؛ الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، في المرتبة الثالثة بثروة تصل إلى 190.2 مليار دولار.

خلال الربع الأول من عام 2024 انخفض سهم تيسلا بنحو 30 %، في حين ارتفع سهم LVMH بنحو 12 %، واعتبارًا من أوائل أبريل تجاوزت ثروة “أرنو” ثروة “ماسك” بنحو 23.7 مليار دولار.

ودفع هذا النمو المستدام ثروة أرنو إلى مستويات غير مسبوقة؛ ما عزز مكانته كشخصية بارزة في سوق السلع الفاخرة العالمية، وتُوج مرة أخرى أغنى رجل في العالم.

كانت قيمة شركة LVMH السوقية، التي يمتلك فيها أرنو 41.4 % (من خلال حصة 97.5 % في Christian Dior)، تبلغ حوالي 443.93 مليار دولار في بداية أبريل 2024. وهذا يعني أن قيمة حيازة LVMH وحدها تبلغ حوالي 183.8 مليار دولار، وتمثل حوالي 82.6% من إجمالي ثروته.

لم يكن صعود برنار أرنو مجرد ضربة حظ وإنما نتيجة فطنة تجارية ذكية ومحفظة هائلة من العلامات التجارية الفاخرة تحت مظلة LVMH Moët Hennessy Louis Vuitton. وحققت المجموعة، التي تضم 75 علامة تجارية للأزياء ومستحضرات التجميل، بما في ذلك: لويس فويتون وسيفورا وكريستيان ديور وبولغاري وهينيسي، نجاحًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية.

من هو برنار أرنو؟

وُلد برنار أرنو باسم “برنارد جان إتيان أرنو” في الخامس من مارس عام 1949 في روبيه بفرنسا وهو ابن جان ليون أرنو، الذي كان صانعًا ويمتلك شركة الهندسة المدنية المسماة  Ferret-Savinel.

التحق أرنو بمدرسة ماكسينس فان دير ميرش الثانوية في روبيه. بعد الانتهاء من دراسته التحق بمدرسة بوليثينيك المرموقة وتخرج فيها بدرجة البكالوريوس في الهندسة عام 1971.

المسيرة المهنية

انخرط برنار أرنو في أعمال والده بعد تخرجه في الكلية، وخطط لتوسع أعمال الشركة، وعمل على تعزيز انخراطها في مجالات وأعمال أخرى أكثر ربحية.

كان أول إجراء له داخل الشركة هو إقناع والده بحل قسم البناء، وبعدها بدأت الأسرة الاستثمار في العقارات وحققت نجاحًا كبيرًا في هذا الصدد.

ترقى برنار أرنو بسرعة في سلم المناصب بالشركة؛ حيث كان مدير التطوير في عام 1974، والرئيس التنفيذي في عام 1977، وتجاوز والده عندما أصبح رئيسًا للشركة عام 1979.

في عام 1981 أجبر الاشتراكيون الفرنسيون العائلة على الانتقال إلى أمريكا، وحتى هناك استمروا في الازدهار من خلال نقل عقاراتهم إلى الولايات المتحدة.

عاد أرنو إلى فرنسا في عام 1983 ورأى فرصة ذهبية للتوسع في صناعة النسيج عندما أفلست شركة Boussac Saint-Freres؛ فتعاون مع أنتوني بيرنهايم؛ الشريك الإداري الذي عمل في شركة استثمارية تدعى “لازارد فريرز” لتمويل شرائه شركة بوساك.

عند استلام الشركة باع برنار أرنو معظم الأسهم واحتفظ فقط بعلامة كريستيان ديور التجارية والمتجر متعدد الأقسام “لو بون مارش” Le Bon Marche. وبحلول عام 1985 كان برنار أرنو أمسى الرئيس التنفيذي لشركة ديور.

في عام 1987 دُعي أرنو للاستثمار في شركة LVMH واختار في النهاية الاستثمار في حصة مشتركة مع شركة غينيس العامة المحدودة.

وعلى مدار السنوات القليلة التالية واصل الاستثمار واكتساب المزيد من أسهم الشركة، وبحلول عام 1989 كان يسيطر على 43.5 % من أسهمها، وبدأ على الفور في استبدال الموظفين العاديين القدامى وتعيين آخرين جدد يلبون طموحاته وتوقعاته.

برنار أرنو

الاستحواذ على علامات تجارية فاخرة

واصل برنار أرنو الاستحواذ على العلامات التجارية الفاخرة، بما في ذلك شركة Fendi الإيطالية التي استحوذ عليها في 2003، والمتجر الفرنسي الشهير La Samaritaine في 2010، وعلامة المجوهرات الإيطالية Bulgari في 2011، وشركة المجوهرات الأمريكية الكلاسيكية Tiffany & Co في 2021.

وأنشأ كذلك مؤسسة لويس فويتون في 2014، وهي متحف للفن المعاصر في بوا دو بولوني، بباريس، وصممه المهندس المعماري الأمريكي الكندي فرانك جيري. وفي عام 2007 حصل أرنو على وسام جوقة الشرف قائدًا، وهو أحد أعلى الأوسمة في فرنسا.

يشرف برنارد أرنو، البالغ من العمر 74 عامًا، على إمبراطورية LVMH التي تضم حوالي 70 علامة تجارية للأزياء ومستحضرات التجميل، بما في ذلك لويس فويتون وسيفورا.

ويعمل أبناؤه في أركان إمبراطورية LVMH وهم: فريديريك، ودلفين، وأنطوان، وألكسندر. ويقال إن برنارد أرنو سيقرر أيًا من أبنائه الخمسة سوف يتولى رئاسة الإمبراطورية.

ومن المثير للاهتمام، وفقًا لمجلة “فوربس”، أن برنارد أرنو يزور ما يصل إلى 25 متجرًا كل يوم سبت، ومنها متاجره ومتاجر منافسيه. ويقال إنه يقدم اقتراحات لموظفيه، بل يعيد ترتيب المنتجات المعروضة.

دروس مستفادة

نقدم في «رواد الأعمال» عددًا من الدروس المستفادة من قصة نجاح برنار أرنو، وذلك على النحو التالي..

كان شغف برنار أرنو بالفن والسلع الفاخرة هو القوة الدافعة وراء نجاحه. لقد أدرك حبه لهذه الصناعة في وقت مبكر وتابعه بلا هوادة، كذلك تحمل المخاطر واستثمر في الشركات التي تتماشى مع اهتماماته. وتُرجم هذا التفاني والشغف إلى النجاح والثروة.

إن قدرة أرنو على التكيف مع اتجاهات السوق المتغيرة وتفضيلات المستهلك لافتة للنظر حقًا؛ إذ فهم أهمية التكنولوجيا الرقمية في وقت مبكر واستثمر في منصات التجارة الإلكترونية والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وسمحت له هذه القدرة على التكيف بالبقاء في الطليعة والحفاظ على مكانته كشركة رائدة في صناعة السلع الفاخرة.

  • خاطِر ولكن بحساب

كان استحواذ أرنو على العلامات التجارية الفاخرة مثل ديور ولويس فويتون بمنزلة مخاطرة محسوبة؛ حيث أدرك إمكانات هذه العلامات التجارية وقدرتها على المساهمة في رؤيته، وبالفعل أتت هذه المخاطرة المحسوبة بثمارها ودفعته إلى قمة الصناعة.

  • لا تتنازل أبدًا عن الجودة

إن التزام برنار أرنو بالجودة واضح في العلامات التجارية التي استحوذ عليها والمنتجات التي يطرحها في الأسواق. إنه يفهم قيمة الحرفية والاهتمام بالتفاصيل، ولا يتنازل أبدًا عن الجودة. وساعده ذلك في بناء سمعته كشركة رائدة في صناعة السلع الفاخرة.

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 1

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

رييل ستوري | مصر.. السلطات توضح حقيقة نقل توابيت فرعونية عبر مترو الأنفاق

Next Post

قصة الرغيف | قصص اطفال

Related Posts