dark

قصة سعاد لولو والسنونو | قصص اطفال

0
(0)

ستتعرفون على قصة جميلة ومغامرة مشوّقة تجمع بين شخصيات سعاد ولولو والسنونو، وكيف ينقلب الحال عندما يظهر الكلب بارود في القصة. وتظهر القصة أهمية الرحمة والعطف علي الحيوانات. نتمنى لكم قراءة ممتعة واستفادة قيمة من هذه القصة المميزة التي تعكس جمال وسحر عالم القصص للأطفال.

 

 

عش السنونوة

كانت سعاد جالسة في الأرجوحة حين شاهدت السنونوة، فالتفتت إلى شوقي وقالت:

– أخبرني يا شوقي… لماذا تبقى السنونوة ترفرف بجناحيها وتطير في المخزن؟

ورد عليها شوقي بلهجة قوية وقال:

– وما شأنك في ذلك؟

وفيما كان شوقي يدفع الأرجوحة بسعاد، تنهدت وقالت بفرح:

– آه يا شوقي لو تعرف مقدار سروري وأنا أعلو في الجو … إنني أشعر بنفسي طائرة مثل السنونوة تماماً … هيا، هيا ادفعني يا شوقي.

ومع ذلك، تركها شوقي وركض مسرعًا صوب المخزن حيث كانت السنونوة، وما أن اقترب من هناك حتى التفت إلى الوراء لينادي سعاد بأعلى صوته:

– سعاد! أظن أن السنونوة تقوم ببناء عش لصغارها … سوف أذهب لأرى ذلك بنفسي.

عندئذ، تركت سعاد أرجوحتها وركضت بسرعة نحو شوقي حيث انضمت إليه لتشاركه في هذه المتعة… متعة مشاهدة السنونوة وهي ترفرف بأجنحتها.

مجموعة من طيور السنونو

وبعد لحظات جاءت سنونوة أخرى من الخارج وأخذت تطير بجانب السنونوة الأولى … ثم طارت إلى الخارج حيث أخذتا تحلقان فوق البستان … وكان هذا المنظر كفيلاً بأن يدخل السرور إلى قلب شوقي الذي التفت إلى سعاد وقال لها:

– أرأيت يا سعاد؟ … أنا متأكد من أن السنونوة تحاول بناء عش لصغارها … وآه، لو كنت أعرف مكانه.

وردت عليه سعاد وقد بدت على وجهها دلائل الدهشة والحيرة وقالت:

– هل تظن أنهما ستعودان إذا بقينا في داخل المخزن؟

عش طائر السنونوة في المخزن - قصة سعاد لولو والسنونو

وسكتت لحظة ثم تابعت تقول:

– ألا تظن أنه من الأفضل لو أننا نخرج من المخزن ونقف بالشباك حيث نستطيع أن نرى منه ماذا يحدث في الداخل؟

وكانت فكرة سعاد بدون شك رائعة ومعقولة، وهكذا عمل شوقي بمشورة سعاد وخرجا معاً وتسلقا سوراً قريباً من طاقة المخزن. وما أن تطلع شوقي من الطاقة حتى رأى شيئاً غريباً في الداخل فصرخ بدهشة:

أنظري يا سعاد … إنه هناك … هل رأيته؟

لولو يواجه السنونوة

وتطلعت سعاد لترى بدورها ثم التفتت إلى شوقي وقالت:

– ماذا؟ هل نقصد تلك الدائرة المصنوعة من التراب؟ وهل هذا هو عش السنونوة؟ ولكني لا أرى العيدان وأوراق الشجر التي تصنع منها العصافير أعشاشها؟

وأخيرًا قال:

– أعتقد أن السنونوة تصنع عش صغارها من تراب النهر … وربما تغطي العيدان اللازمة بمثل هذا التراب.

وفي هذه الأثناء شاهدا السنونوة تطير مسرعة نحو المخزن … وسرعان ما أصبحت في الداخل ثم وقفت فوق الرف … وبعد برهة أخذت السنونوة تقفز حول العش وكأنها كانت تشذب حوائطه حتى يصبح ناعماً فلا يصيب الصغار الأذى إذا لامسته بأجنحتها أو بأجسامها … وكم كانت دهشة شوقي عندما سمع حركة غريبة كانت تختلف عن الحركة التي تقوم بها السنونوة حين تقفر من مكان إلى آخر … وتطلع حوله ليرى القط لولو وقد كان قريباً من باب المخزن.

القط لولو يحاول اصطياد السنونو

وكان القط قد جاء يترصد السنونوة حين رآها تدخل وتخرج من المخزن، فسألت سعاد:

– أخبرني يا شوقي! هل بوسع لولو أن يقفز إلى مكان العش؟ قل لي بربك!

ورد عليها شوقي:

– لا أظن ذلك… لكنه ربما حاول القفز… وعلى كل حال، دعينا نراقبه ونرى ماذا سيفعل؟

وبعد لحظة، تسلل لولو إلى داخل المخزن ووقف ينظر بعينيه البراقتين نحو الرف وكأنه يضع خطة للهجوم على العش… وكان من المؤكد أن لولو شاهد طرف ذيل السنونوة من بين شقوق الرف فسال لعابه لهذا المشهد. ثم بدأ يتأهب للانقضاض على الرف حيث رأى ذيل السنونوة… وبدأ يمط رجليه حينًا إلى الأمام وحينًا إلى الوراء حتى لامست مخالبه جدار المخزن… وأخيرًا نفخ جسمه فأصبح حجمه أكبر كثيرًا مما كان عليه… ولكن مع الأسف ذهبت جميع استعدادات الهجوم التي قام بها لولو أدراج الرياح… إذ كان أعجز من أن يقفر ويصل إلى الرف مهما حاول أن يتطاول ويمط رقبته…

هزيمة القط لولو

ومع أنه شعر بالهزيمة فقد رفض أن ينهزم وراح يتطلع حوله، كما لو كان يبحث عن وسيلة أخرى تمكنه من نيل ما يشتهي ويريد… فلم يجد سوى سلم قصير جدًا… وقفز فوقه دون فائدة… ثم قفز من السلم إلى إحدى الزهريات القريبة من المكان… ولكنه ما زال بعيدًا عن مكان العش… ولما أعيته الحيلة حاول أن يمد جسمه ما بين مكانه والرف… غير أنه لم يلاق سوى الفشل والهزيمة، وعندها، غضب لولو وثارت ثائرته خصوصًا عندما بدأت السنونوة تقوم ببعض الحركات التي كانت من شأنها أن تزيد من غيظ لولو وتثير في نفسه غريزة الانتقام….

كان يحدث كل ذلك وسعاد وشوقي واقفان في مكانهما يرقبان ذلك بكل دهشة وسرور…

وبعد لحظات طارت السنونوة وفكر شوقي بأنها طارت لتذهب وتجلب المزيد من التراب لإتمام بناء العش… وكان من شأن هذا العمل أن زاد في يقين شوقي عن مقدار ثقة السنونوة بنفسها وعدم الاكتراث لما يقوم به لولو.

طائر السنونو يطير لإحضار القش وبناء العش - قصة سعاد لولو والسنونو

وهكذا أصبحت السنونوة المتعة الوحيدة لسعاد التي كانت تتسلق إلى الحائط لرؤيتها، عشرات المرات في اليوم الواحد… فتراقب بسرور ودهشة نوع العمل الذي كانت السنونوة تقوم به في الداخل.

انتهى بناء العش وغادر الأب المكان بعد أن قام بمساعدة الأم في بناء ذلك العش لصغارهما، لكن سعاد وشوقي لم يكونا على علم بهذا الأمر فظنا بأن السنونوة رحلت من هذا المكان إلى مكان آخر.

وفي أحد الأيام دهشت سعاد حين شاهدت فجأة سنونوة تطير قريبة من المخزن… فتركت أرجوحتها ونادت شوقي بفرح قائلة:

– شوقي! أنظر يا شوقي… أنظر السنونوة قد عادت إلى المخزن.

وركض شوقي فرحًا صوب سعاد وقال لها بدهشة:

– لست أدري ما إذا كان في العش بعض البيض وكم أشتهي لو أرى ذلك عن كثب الآن.

فردت سعاد بلهفة:

– آه يا شوقي لو كنا نستطيع الحصول على سلم لكان بوسعنا أن نرى عش السنونوة بوضوح….

السنونوة الأم

وأجابها شوقي وقد أعجبته الفكرة:

– صحيح! إذا اصبري! إن فكرتك مدهشة يا سعاد! اصبري حتى أذهب وآتي بسلم…

وذهب شوقي ليعود بعد لحظات حاملاً السلم وساعدته سعاد في إدخاله إلى المخزن، ثم قالت:

– دعني أصعد قبلك يا شوقي… وهذا من حقي، لا تنس، لأن الفكرة كانت فكرتي… أرجوك أن تمسكه لي حتى لا أقع.

ولكن سعاد كانت خائفة من الصعود إلى قمة السلم، لذلك، لم تتمكن من رؤية شيء البتة.

وعندئذ تحمس شوقي وقال لسعاد:

اهبطي الآن فقد جاء دوري أنا لتسلق السلم… اهبطي يا سعاد فأنا أطول منك جسما ولا أشعر بالخوف من تسلق السلم إلى أعلى درجاته.

ودفع به الحماس أن يقوم بما يزعج سعاد فتهبط بسرعة وأخذ يهز السلم إلى اليمين تارة وإلى الشمال تارة أخرى. إلا أن هذا العمل أدخل الخوف إلى قلب سعاد وزاد عن الخوف الذي شعرت به وهي تتسلق السلم وصرخت بصوت مرتجف:

– لا! لا تفعل ذلك يا شوقي لئلًا أقع… وهددته بأنها لن تهبط من على السلم إلا إذا توقف عن تحريك السلم… وهكذا، توقف شوقي لأنه كان يعرف كم هي عنيدة.

وجاء دور شوقي بالتسلق الآن… فصعد على السلم وظل يصعد إلى أن وصل إلى نهايته وشاهد ثلاث بيضات في العش… ثم التفت إلى سعاد وقال باسماً:

– يوجد فيه ثلاث بيضات… وأظن يا سعاد أن السنونوة التي رأيتها اليوم قد جاءت لتضع البيضة الرابعة… ثم طارت بعيدًا.

طائر السنونو الأب والأم يطيرون حول العش

كان ما قاله شوقي صحيحا لأن السنونوة لا تقبع في عشها قبل أن تضع فيه خمس بيضات… عندئذ تقبع فوقها ولا تغادر العش قبل أن تفقس… وحاولت سعاد أن تصعد السلم لترى البيض بنفسها غير أن شوقي منعها من ذلك لأنه كان يخاف عليها من السقوط… ولم تقتنع سعاد بما قاله شوقي لها إلا بعد أن وعدها بأنه سيحضر معه بيضة من البيضات لتراها.

ومد شوقي ذراعه إلى العش فأخذ منه بيضة واحدة أعطاها لسعاد بينما كان هابطًا.

دهشة وإعجاب سعاد

كم كانت دهشة سعاد حين أمسكت بتلك البيضة ذات اللون الرمادي وبها بقع سمراء اللون. وجعلت تتأملها بتأنٍ ثم التفتت إلى شوقي وقالت له:

– آه، كم هي جميلة… إنها رائعة… وسألته: “هل تعتقد بأن السنونوة تسمح لي أن أخذ هذه البيضة معي إلى البيت؟”

بيض طائر السنونو في العش - قصة سعاد لولو والسنونو

فرد شوقي عليها وقد شعر بالفزع:

– طبعًا لا يا سعاد… ثم إياك أن تفكري بسرقة بيض العصافير… تبا لك يا سعاد كنت أفكر بأنك تحبين السنونوة فإذا بك تفكرين بسرقة أغلى ما عندها؟

وردت سعاد بلهجة ساذجة:

– أنا أحبها يا شوقي… طبعًا أحبها… ولا تفكر بأنني كنت سآخذ البيضة إذا لم تسمح لي السنونوة بذلك.

وصمتت برهة لتعود إلى سؤال شوقي بقولها:

– هل تظن بأن السنونوة ستعرف إذا أخذت بيضة من بيضاتها.

ورد شوقي مستغربًا:

– طبعًا… طبعًا إنها ستعرف! انظري إلى نفسك يا سعاد فإنك تعلمين إذا كانت السنونوة ستعرف أم لا! أخبريني يا سعاد: ألا يفتقدك والداك إذا غبت يومًا واحدًا من البيت؟ ألا يبحثان عنك إذا سُرِقت من قبل بعض الناس؟

فردت سعاد بدلع:

– آه، منك يا شوقي!… ألم تجد شيئًا آخر سوى البيضة لتشبهني بها؟

ولم يرد عليها شوقي فما كان من سعاد إلا أن ناولته البيضة، فصعد شوقي السلم وأعادها إلى مكانها في العش.

بقيت السنونوة راقدة فوق البيضات لمدة خمسة عشر يومًا وذلك حتى تبقي للبيض حرارته، ولم تكن لتطير من العش إلا لبضع لحظات كانت خلالها تبحث عن طعام لها… وظلت رابضة فوق البيضات إلى أن فقست.

وفي أحد الأيام سمع كل من شوقي وسعاد زقزقة ناعمة فعرف شوقي أن السنونوة فقست.

وما هي إلا لحظات حتى شاهدا الأب طائرًا صوب المخزن… ودخل إليه ثم أخذ يحوم حول الصغار ليلقمها بعضًا من صيده الذي جاء به معه.

عائلة السنونوة

آه، كم كان منظر الصغار جميلاً، حينما كانوا يفتحون مناقيرهم ويرفعون أعناقهم إلى فوق كما لو أنهم كانوا يتسابقون من أجل الحصول على طعامهم.

وكان الأب، كلما لقم صغاره ما معه، يطير إلى الخارج ليحضر لهم المزيد من الطعام. وسرعان ما كان يعود حاملاً بعض الشيء ليقدمه لصغاره بنفس الطريقة السابقة. وكم كانت دهشة سعاد وشوقي عظيمة عندما يلاحظان كيف أن الأب كان يوزع الطعام بين صغاره بالعدل، فلا يشرك القوي ينال مقدار ما يريد، بل كان يطعم الجميع على السواء، يضع لقمة في فم هذا ولقمة في فم الآخر حتى ينتهي من إطعامهم جميعًا.

الأب السنونو يطعم الصغار في الفم

وفي أحد الأيام، وبينما كان شوقي وسعاد يتفرجان على صغار السنونو، سمعا حركة غريبة في الخارج. فالتفتا ليريا القط لولو قد جاء، وكأنه أدرك بغريزته الحيوانية أن السنونو فقست بيضها، ليرى ما إذا كان يستطيع صيد بعض الصغار. والتفتت سعاد إلى شوقي الذي كان مشغولًا بالتفرج على الصغار وقالت:

– لقد جاء لولو يا شوقي! القط لولو حضر هنا، وأظن أنه جاء ليؤذي الصغار!

سعاد تبحث عن طائر السنونو - قصة سعاد لولو والسنونو

وفي هذه الأثناء، بدأت السنونوة تطير في المخزن، وكانت أحيانًا تلامس شعر الهر لولو بجناحيها أثناء طيرانها. فكان لولو يغضب ويقفز محاولًا أن يمسكها، ولكنه كان يقفر بدون جدوى. بينما ظلت السنونو لا تكترث له، لا من قريب ولا من بعيد مهما حاول لولو أن يقفز. وكانت السنونو بطيرانها تقصد أن تفهم لولو بأنه لن يستطيع الإمساك بها مهما قفز، كانت تطير، المرة تلو الأخرى، من فوق رأس الهر لولو فتزيد ثورته ويقفز في الهواء وهو يضرب بمخالبه على غير هدى. وكان بنتيجة ما كررت السنونو طيرانها من فوق رأسه أن أصبح يقفر بعنف ولكن نتيجة الاستخفاف وخيمة، وفي النهاية تمكن لولو أن يصيب السنونوة بضربة قوية من مخلبه سقطت السنونو بعدها أرضًا وهاجم لولو عليها وحملها بين أسنانه وركض هارباً. فركضت سعاد وشوقي وراءه لتخليص السنونوة منه، ولكن مطاردتهما له ذهبت عبثاً.

مطاردة لولو والسنونوة

وفي هذه الأثناء وصل بارود – كلب سعيد جار سعاد – بعد أن سمع صوت الضجة.

القط لولو يطارد طائر السنونو

حدث كل هذا داخل البستان، وتطلع لولو حوليه فوجد أن بارود قد انضم إلى سعاد وشوقي ليساعدهما في مطاردته. عندئذ، شعر لولو أنه أصبح في خطر.

قفز لولو برشاقة إلى الخارج فطارده بارود… وظل لولو يركض وبارود يلحق به إلى أن أصبح بارود على بعد مسافة قصيرة منه. فأدرك لولو أنه واقع في الفخ لا محالة وفكر لنفسه أنه إذا أفلت السنونوة من بين أنيابه أمكنه الهرب بعيداً من أمام بارود الذي سينشغل بالسنونوة. وهكذا كان، ثم ركض مسرعاً من وراء شجرة هناك لتضليل بارود حتى لا يعرف مكانه.

ويبدو أن بارودا، من فرط سرعته، لم ينتبه إلى السنونوة التي أفلتها لولو من بين أنيابه، وظل يعدو وراء لولو بينما توقف كل من سعاد وشوقي عن الاشتراك بالمطاردة بسبب ما أصابهما من التعب والإرهاق، ولكن سعاد وشوقي شاهدا السنونوة التي ألقاها لولو أرضًا… وفكرا بأن السنونوة أصابها التعب أيضًا وهي لذلك ظلت مطروحة على الأرض لا تتحرك أبداً. فأخذا يفكران بأن السنونوة ربما ماتت من شدة ما ضغط عليها لولو بأنيابه.

– تعال نذهب إلى هناك يا شوقي فلربما نستطيع تقديم المساعدة لها.

ورد شوقي عليها قائلاً:

– لا أعتقد أن هناك أية فائدة ترجى من ذهابنا طالما أنها لم تطر مما يعني بأنها ميتة.

وبعد لحظة صمت، رفعت سعاد رأسها وقالت لشوقي: دعنا على الأقل نذهب ونبعدها من الطريق قبل أن يعود لولو من هذه الطريق ويأكلها.

وفي هذه الأثناء، شاهدت سعاد الكلب بارود عائد حاملاً بين أسنانه السنونوة وقادماً يعدو صوبهما.

عندئذ فرحت سعاد وقالت لشوقي:

– شوقي … شوقي! أنظر بارود قادم وبين أسنانه السنونوة … بربك أسرع وخلصها منه.

حزن شديد

وكان شوقي يعرف أن لا خوف هناك على السنونوة بعد أن أصبحت في حماية بارود. وبارود لن يأكلها لأنه كان مدربًا على الصيد وقد سبق له وحمل العديد من الطيور بين أسنانه. ومع ذلك، دفعته سعاد كي يحاول تخليص السنونوة من بين أسنان بارود. فقام شوقي ينادي إلى بارود ويداعبه قائلا:

– بارود … بارود …. إرميِ السنونوة

ولكن بارود ظل يركض حتى اقترب من شوقي وآنذاك، ألقى السنونوة أرضًا… وأدرك كل من شوقي وسعاد أنها ماتت، فكانت لا تتحرك أبدًا الأمر الذي دفع سعاد للبكاء حزنًا على موت السنونوة وقالت له:

– تعال نحفر لها قبرًا صغيرًا ندفنها فيه ونضع فوقه بعض الزهور.

وصاح بها شوقي بعد أن أبصر السنونوة وقد فتحت عينيها، قائلاً:

– كلا، لن نفعل ذلك… أنظري يا سعاد لقد فتحت عينيها الآن.

وفي هذه اللحظة، وقبل أن تستطيع سعاد النظر إلى السنونوة، تململت هذه الأخيرة في مكانها ثم صفقت بجناحيها وطارت في الفضاء وكأنها لم تتعرض لأي حادث.

نهاية سعيدة

عندئذ، عاد الفرح والسرور إلى قلب كل من سعاد وشوقي، ثم بادر شوقي إلى الكلب يربت على ظهره بنعومة بينما كان بارود يلوح بذيله وقد تدلى لسانه الأحمر من فمه…. ويتطلع إلى شوقي تارة وإلى سعاد تارة أخرى كما لو كان يريد أن يعبر لهما عن سروره هو أيضًا بعودة الحياة إلى السنونوة.

طائر السنونو يطير أمام شوقي والكلب بارود

وأخيراً سارا نحو البيت ومعهما بارود. فالتفت شوقي إلى سعاد وقال لها:

– عندي فكرة رائعة يا سعاد… ولكنني لا أدري ما إذا كان جارنا سعيد يقبل بها فيسمح لنا بربط بارود عند باب المخزن ليقوم بحراسة السنونوة

الكلب بارود يجلس أمام المخزن - قصة سعاد لولو والسنونو

وهكذا نادى سعيد كلبه بارود ولم يرض إلا أن يذهب بنفسه إلى مكان السنونوة ويربطه بالباب.

ومنذ ذلك الحين، عاد السلام يخيم فوق المخزن وعاد الاطمئنان والأمان إلى قلب السنونوة وصغارها الذين بدأوا يتعلمون كيف يطيرون. بينما عادت سعاد إلى أرجوحتها… ضاحكة. مسرورة.

المصدر

قصة سعاد لولو والسنونو – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

قصة طيور لا تطير | قصص اطفال

Next Post

قصة عدو الفئران | قصص اطفال

Related Posts