dark

قصة صبي من الغابة | قصص اطفال

0
(0)

في عالمٍ سحري من قصص الأطفال، نسرد قصة “صبي من الغابة” والتي تحكي عن الصبي الطيب سالم، الذي نشأ في أحضان الطبيعة، وهو يحمل الأمل في قلبه ويسعى لتحقيق حلمه بأن يصبح مدرسًا مثل السيد عبد الله. يشق سالم طريقه إلى النجاح بفضل طموحه الكبير والوفاء لعائلته الرائعة.

 

في قبائل افريقيا

تعيش بعض القبائل الإفريقية في أكواخ صغيرة مكونة من أغصان الشجر.

وفي كثير من الأحيان، ينام جميع أفراد الأسرة، في كوخ واحد، وذلك لضيق ذات أيديهم وشدة فقرهم.

وكان سالم طفلاً ذكياً، يحب والديه، كثيراً، كما كان معجباً بأبيه الذي يزاول أعمالاً كثيرة، لكي ينفق على أسرته ويرد عنها قسوة الجوع.

كان والد سالم، يذهب إلى الغابة ليصطاد بعض الحيوانات ويبيع فراءها وجلودها، أو يقتات هو وأسرته بلحومها إذا كانت من الحيوانات التي تؤكل. فالمعروف أن الحيوانات المفترسة، كالأسد والضبع والنمر، لا تؤكل لحومها. أما الغزلان والوعول والأبقار الوحشية والأرانب البرية، فلحومها طيبة المذاق.

وكان والد سالم علاوة على اشتغاله بالصيد، يقطع بعض الأشجار، ويبيع خشبها، كما كان يفلح قطعة صغيرة من الأرض، إلى جوار كوخه، ليزرع فيها القمح والذرة وبعض الخضراوات.

كان الأب يخرج من كوخه عند شروق الشمس، ولا يعود إليه إلا بعد الغروب.

وكان سالم يتمنى لو أن والده يتمتع بشيء من الراحة. وكان يُقارن بينه وبين (عبد الله) الذي كان يقيم مع أسرته، على مقربة منهم. وكم كان يجد الفرق شاسعاً بين الاثنين، فيصمت ويتأمل…

قرية الطفل سالم في أحضان الطيعية

كان (عبد الله) مدرساً في مدرسة أولية، وكان يتقاضى مرتباً شهرياً، يكفيه ويكفي أولاده. فإذا عاد من المدرسة يستريح في منزله، أو يخرج مع أسرته، للتنزه في الغابة.

ولكن والد سالم لم يكن متعلماً، ولم يكن يهتم بالتعليم. فلم يرسل ابنه إلى المدرسة، بل كان يود لو يمتهن مهنته. فالعلم قد لا يفيد، لكنه صمم على أن يتعلم، حتى يكون مدرساً مثل جاره (عبد الله)، وبذلك يساعد أسرته، ويخفف المسؤولية عن أبيه.

سالم مع حيوانات القرية الحمار والحصان - قصة صبي من الغابة

آمال الغد

ولما أبدى سالم رغبته تلك لأبيه، شجعه على ذلك، وذهب معه إلى (عبد الله) الذي تكفل بإدخال سالم المدرسة، وغير الأب رأيه، نظراً لما كان يحس به من التعب والشقاء، وأشفق على ولده كيلا يذوق ما ذاق هو، فالعلم لا شك مفيد…

أقبل سالم على الدراسة إقبالاً، شديداً، فكان إذا خرج من المدرسة، استقبله كلبه، وهو يقفر حوله، ثم يجري أمامه نحو الغابة ظنًا منه أن سالماً سيصحبه كعادته إلى نزهة في الغابة…

فكان سالم يقول لكلبه:

– كلا… إن نزهتي الآن بين الكتب التي أدرسها، ولا أفضل منها ولا أجدى، تعال امكث معي وأنا أستذكر دروسي.

وكان الكلب الأمين، يقبع على مقربة من سالم، وهو يستذكر دروسه، ولا يحرك ساكنا…

كان سالم يحب جميع الحيوانات… كما كانت الحيوانات هي الأخرى تحبه… لأنه كان رحيما بها لا يقسو عليها ولا يضربها.

وكان يهتم بهذه الحيوانات اهتماماً كبيراً، فيحضر طعامها بنفسه، ويرى في صحبتها الكثير من السرور والطمأنينة.

كان سالم يطلق اسما معينا على كل حيوان عندهم.

كان يسمي الجمل (صبور)، وذلك لأن الجمال معروفة بالصبر وطول الاحتمال، ولقد سميت بحق سفن الصحراء.

سالم يلعب الكرة الطائرة مع أصدقائه

وكان يسمي الحمار الأسمر (حمول) لأن الحمير لديها قدرة على أن تحمل الكثير من الأثقال، وهي لا أشقى منها ولا أقل كلفة ومصاريف.

أما الحصان فكان يسميه (برق) لأنه كان عظيم السرعة، وكأن سرعته تشبه البرق.

رحلة اجتهاد

كان سالم في بعض الأوقات، يحمل مقعداً، ثم يخرج من الكوخ ليستذكر دروسه، وقد وقف أمامه الحمار (حمول) ومن خلفه الجواد (برق)…

وسر والد سالم باجتهاد ابنه سروراً عظيماً. ولكنه أشفق عليه، لأن سالماً كان يحرم نفسه من النزهات، ويقضي معظم وقته في الاستذكار… فقال له أبوه يوماً:

– إني مسرور يا بني من اجتهادك واهتمامك بدروسك كل هذا الاهتمام.. ولكن يجب أن تريح نفسك بين آن آونة وأخرى، لقد أحضرت لك كرة لتلعب بها مع ابن السيد (عبد الله) وإذا نجحت في الامتحان هذا العام، أحضرت لك هدية ثمينة قيمة.

قال سالم لأبيه:

– أشكرك يا والدي من أعماق قلبي، وسأبذل كل ما في وسعي، لكي أنجح هذا العام… لا من أجل الهدية الثمينة التي وعدتني بها… بل لكي أدخل السرور على نفسك… وإني… وإني… وتردد سالم.. ثم سكت.

سالم يجتهد ويذاكر دروسه - قصة صبي من الغابة

وسأله أبوه:

– ماذا كنت تريد أن تقول؟

قال سالم:

– إني سأبذل كل ما في استطاعتي كل عام، لكي أنجح، لأنني أريد أن أصبح مدرسا مثل السيد (عبد الله) وأعطيك راتبي كل شهر، لكي تشتري لنا بيتاً أكبر من هذا البيت، ولا تضطر إلى العمل الشاق طوال النهار.

مدرسة قرية الصبي سالم

وما كاد الأب يسمع ذلك من ابنه البار، حتى أخذه بين ذراعيه واحتضنه وقبله بحرارة وقال له:

– يا لك من ابن عظيم بار يا سالم… إن الله تعالى سيجعلك من أسعد الناس، لأنك بار بوالديك…

ونجح سالم في الامتحان نجاحاً باهراً، فكان الأول على تلاميذ صفه.

وفي أثناء العطلة الدراسية، كان يقرأ الكتب التي ستقرر في العام المقبل، حتى إذا جلس يستمع إلى الدرس من مدرسيه، كانت لديه فكرة طيبة عن تلك الدروس، ويسهل عليه استذكارها.

تحقيق الأحلام

وحقق الله تعالى أحلام الصبي الصغير. فواصل دراسته بنجاح، ثم أصبح مدرساً مثل السيد (عبد الله) وبر بوعده لأبيه.. فكان في أول كل شهر يتناول راتبه ثم يسلمه لأبيه..

وارتاح الأب من عناء العمل الشاق المستمر، فكان يذهب بين حين وآخر إلى الصيد، ويصحب معه ابنه البار سالماً، وهما يقضيان أسعد أوقات حياتهما.

سالم يذهب مع والده في سفر علي جمل - قصة صبي من الغابة

واشترى الأب دار كبيرة مبنية بالحجر، وعلى مقربة منها بئر، حولها حاجز حجري، كان سالم في طفولته يقف أمامها، ويتمنى لو كانت لأسرته بشر مثلها.

سالم يقف أمام بئر ماء في القرية

وحقق سالم أحلامه وآماله بفضل جده واجتهاده، وبفضل رضاء أبيه عنه، لأنهم يقولون في قبيلته: إن رضاء الأب من رضاء الرب.

وهكذا لابد لمن يأمل ويعمل ويحوز على رضاه والديه، من أن يصل إلى غايته المنشودة، ويحقق أهدافه التي إليها يسعى، مكللة، جهوده بأحسن النتائج في الحياة.

سالم ينجح ويشتري قصر كبير - قصة صبي من الغابة

المصدر

قصة صبي من الغابة – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

رييل ستوري | موموفوكو آندو.. العبقري الذي غير العالم بـ “الإندومي”

Next Post

قصة صراع الوحوش | قصص اطفال

Related Posts