dark

شمسية أرنوب | قصص اطفال

شمسية أرنوب | قصص اطفال

0
(0)

تحكي قصة “شمسية أرنوب” حول مغامرة أرنوب، الذي عاش بجوار شاطئ البحر الرملي الأصفر. حيث كانت الهواء النقي يملأ رئتيه والطقس الدافئ يداعب فراءه. في أحد الأيام المشمسة، وقف أرنوب يطل على ماء البحر الأزرق وأعلن ببهجة عن رغبته في الاستمتاع باليوم الجميل على الشاطئ. قرر دعوة إخوته الأرانب ليشاركوه في السباحة واللعب.

 

ومن هنا، بدأت قصة ومغامرة شمسية أرنوب عندما انضمت أرنوبة، الشقيقة التي تحب الأكل، وكانت العمة نعناعة تستعد لإعداد وجبة شهية للأرانب. غير أن الأمور اتخذت منعطفاً غير متوقع، عندما طارت شمسية خضراء بأرنوبة على متنها، محلقة فوق أمواج البحر.

يوم جميل

عاش أرنوب بجوار شاطئ البحر الرملي الأصفر، يستنشق الهواء النقي المنعش، وينعم بالطقس الدافئ اللطيف.

وذات صباح مشمس، أطل أرنوب على ماء البحر الأزرق، وصاح: “ما أجملك يا بحر! ماؤك صافٍ يغرينا بالاستمتاع به… اليوم جميل، والساحة لطيفة ممتعة … سأدعو إخوتي الأرانب إلى السباحة والغطس…”

توجه أرنوب إلى إخوته الأرانب، وكانوا في قاعة الطعام الواسعة، يتناولون إفطارهم من الحليب (اللبن) والخبز، وقد ارتدوا ثيابهم الزرقاء والحمراء.

قال أرنوب: “اليوم جميل، والطقس لطيف، وماء البحر الأزرق الصافي ينادينا، فهيا إلى السباحة والغطس … هيا إلى اللعب واللهو على الشاطئ الهادئ.”

أسرع الأرانب في تناول الإفطار، وكانت شقيقتهم أرنوبة، التي تحب الأكل ولا تشبع أبدًا، آخر من انتهى من تناول الطعام.

توجه أرنوب وإخوته إلى بيت عمتهم نعناعة، ليسألوها إذا كانت تحب أن ترافقهم، هي وأولادها، إلى الشاطئ، فوجدوا باب البيت مغلقًا، والمكان هادئًا.

تقدم أرنوب من الباب، وقرعه بشدة وهو مبتهج، وإخوته يتطلعون إليه.

لكن، لم يجب أحد!

وعاد يقرع الباب بشدة، ونادى أهل البيت: “عمتي… افتحي الباب…. أنا أرنوب ومعي إخوتي!!”

لم يسمع أرنوب جوابًا، ففتح الباب ودخل بكل هدوء، يتبعه إخوته.

ولكنه سرعان ما وقف مندهشًا لما رأى. كان أولاد عمته الأرانب ينامون في سرير واحد متلاصقين، ولا يظهر منهم غير صف من الأنوف المتقاربة والآذان المتجاورة. أما الذي أذهل أرنب وإخوته فهو ذلك الشخير الرهيب الذي يصدر عنهم جميعًا في وقت واحد، فيرتفع غطاء الفراش المشجر مع ارتفاعه وينخفض مع انخفاضه.

رفعت أرنوبة أذنيها الطويلتين الرفيعتين، وكذلك فعل إخوتها، وراحوا جميعًا يتأملون ذلك المشهد الفريد متعجبين فرحين.

جذب أرنوب غطاء الفراش المشجر، فاستيقظ الأرانب الخمسة خائفين، وتطلعوا بجزع إلى أرنوب.

ورفع الأرانب المثقلون بالنعاس آذانهم الرفيعة الطويلة، معبرين عن ضيقهم من جذب الغطاء عنهم.

لكن أرنوب ضحك هو وإخوته في مرح، من فقفز الأرانب الخمسة من الفراش، وشاركوا في الضحك.

وقال أرنوب لأبناء عمته: “الطقس جميل، وماء البحر الهادئ الصافي يدعونا للسباحة والغطس. هيا بنا إلى اللعب واللهو…”

استعدادت الشاطئ

ابتهج الأرانب الخمسة بالدعوة إلى قضاء اليوم على شاطئ البحر، وأحاطوا أمهم نعناعة بسرور ومرح، يرجونها السماح لهم بالسباحة في رفقة أرنوب وإخوته.

ابتسمت العمة نعناعة، وكانت تقشر الجزر الطازج اللذيذ، وأذنت لهم بالذهاب إلى شاطئ البحر.

وأثناء انشغال العمة نعناعة مع بقية الأرانب، تناولت أرنوبة من السلة بعض الجزر الطازج اللذيذ، الذي تحبه كثيرًا.

وفتحت العمة نعناعة خزانة الأطعمة، تبحث عن طعام شهي يحمله الصغار معهم إلى الشاطئ، في سلة كبيرة.

ووقف الأرانب حولها يتطلعون بابتهاج، وقد ارتفعت آذانهم الطويلة في سرور.

ووقفت أرنوبة بجوار السلة، تتطلع بشوق إلى الطعام.

أعدت لهم العمة سلة كبيرة، ملأتها بالشطائر والفطائر والكعك والتفاح، ولم تنس المربى والخبز وعصير الفاكهة.

قالت أرنوبة لنفسها: “ما أحلى هذا! هل أنا في حلم، أم هذا الطعام كله حقيقة؟!”

حمل أرنوب السلة بصعوبة شديدة، وقد امتلأت بالطعام والشراب.

قال: “لقد أعطتنا العمة نعناعة كومًا من التفاح، سنأكل حتى نشبع.”

وتأملت أرنوبة السلة وقالت لأرنوب: “لماذا لا نتعاون في حمل هذا الطعام؟ من السهل على اثنين أن يحملا معًا هذه السلة الثقيلة.”

قال أرنوب: “لا مانع عندي… الشرط الوحيد ألا تمدي يدك إلى الطعام قبل غيرك!”

إلي شاطئ البحر

وانطلق الأرانب كلهم إلى الشاطئ، يحملون الرفوش والسطول، ويتصايحون، ويلوحون بمرح وسرور.

وعلى رمال الشاطئ، شاهدوا قماشًا أخضر، فتعجبوا، وقالوا في صوت واحد: “ما هذا يا ترى؟!”

قال أرنوب: “هذه شمسية خضراء، ستحمينا من حرارة الشمس… تعالوا نفتحها.”

وتعاون الأرانب على الشمسية. وبعد مجهود شاق، نجحوا في فتحها.

قال أرنوب: “هيا نبحث عن مكان نضعها فيه، ونجلس تحتها.”

استقرت الشمسية الخضراء فوق الرمال الناعمة فجلس الأرانب تحتها، كأنها خيمة يستظلون بها.

وتسلق أرنوب قمة الشمسية، وربط منديله المنقط في قمتها، ليرفرف كأنه علم.

وعند الظهر، قال أرنوب لبقية الأرانب: “حان وقت تناول الطعام، لقد زودتنا العمة نعناعة بأكل لذيذ وشهي، هيا ساعدوني في تفريغ السلة..”

وتجمع الأرانب مسرورين حول أرنوب وعيونهم الجميلة البراقة تتطلع إلى أنواع الطعام المختلفة.

وجلست أرنوبة فوق سطل مقلوب، قرب السلة لتكون أقربهم إلى الطعام والشراب.

وبعد أن انتهى الأرانب من تناول طعامهم، قال أرنوب: “الآن حان وقت النزول إلى الماء…. هلموا إلى السباحة والغطس… الطقس جميل، والهواء عليل.”

وبسرعة خلع الأرانب جميعًا الملابس والأحذية.

أما أرنوبة، فقالت: “اتركني يا أرنوب… سأبقى هنا تحت الشمسية الخضراء، اذهبوا أنتم، واستحموا في ماء البحر.”

قال أرنوب: “معك حق، فالصغار لا ينزلون إلى الماء!”

وانطلق الأرانب من تحت الشمسية الخضراء نحو البحر، يتقدمهم أرنوب، وهو يحمل كرة ملونة كبيرة.

وأسرع خلفه بقية الأرانب، يجرون ويضحكون ويصيحون.

أخذ الأرانب يلعبون، فمنهم من غطس في ماء البحر الأزرق، ومنهم من لعب بالكرة.

أما أرنوبة فقد تقدمت من الماء، ولمسته بطرف قدمها. وسرعان ما أحست ببرودة الماء، فتراجعت بسرعة، وقالت: “إنني صغيرة، والماء بارد… الأفضل أن أعود إلى الجلوس بجوار الطعام، تحت الشمسية الخضراء.”

وجلست أرنوبة تحت الشمسية الخضراء، غير راغبة في الاقتراب من الماء.

وانشغلت بتفاحة لذيذة، أخذت تأكلها وهي تقول: “التفاحة خير من السباحة!”

شمسية أرنوب

كان الجميع سعداء يلعبون ويقفزون ويضحكون، إلى أن سمعوا فجأة صرخة عالية.

تلفتوا حولهم فرأوا الشمسية الخضراء تطير من مكانها، فترتفع وتنخفض، وتدور حول نفسها!!

وكانت أرنوبة قد أمسكت بذراع الشمسية، لتمنعها من الطيران، فأخذت تتدحرج، وتتقلب معها فوق الرمال!!

وركض الجميع لإنقاذ أرنوبة، لكن لم يلحقوا بها، فقد جرتها الشمسية وراحت الريح تتلاعب بالشمسية وتأخذها من مكان إلى مكان.

ملأ الهواء الشمسية الخضراء، فارتفعت فوق البحر وطارت، ومعها طارت أرنوبة.

وقبضت أرنوبة بقوة على ذراع الشمسية، وهي تقول لنفسها، رغم خوفها: “أرجو ألا يأكلوا الكعك، قبل أن أعود إلى الشاطئ سالمة.”

أخذت بقية الأرانب تلاحق بعيونها في قلق الشمسية الخضراء الطائرة، وقد تعلقت بها أرنوبة.

لقد ملأهم الفزع والخوف، وهم يتوقعون في حزن، أن تسقط أرنوبة في الماء!

لكن الشمسية نزلت بهدوء، واستقرت على سطح الماء برفق، وعامت مع الأمواج، وأرنوبة فوقها.

خافت أرنوبة من الغرق، ولكنها، رغم ذلك، وجدت الأمر مسلياً.

لقد تمتعت، مجبرة، بنزهة بحرية طائرة. وكانت تشتهي أن تكون معها جزرة طازجة، لتكتمل متعتها.

حملت الأمواج الشمسية الخضراء برفق إلى الشاطئ. واستخدم أرنوب مجرفة ليجذبها إلى الرمال.

وعندما وقفت أرنوبة فوق الرمال، قالت ضاحكة: “يا لها من رحلة! إنني أحب الطيران فوق البحر، ولكن ليس بواسطة شمسية!”

وأسرع الأرانب يجمعون ثيابهم وألعابهم، ويهرولون نحو البيت تاركين الشمسية الخضراء وحيدة على الشاطئ!

أما أرنوبة، فقالت لنفسها: “هذا عظيم! لن يفوتني الآن أكل الكعك!”

المصدر

قصة الشمسية الطائرة – المغامرات المحبوبة ليديبيرد – لبنان ناشرون

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

تعرفي على نقاط ضعف الرجل

Next Post

رييل ستوري | مليكة الفاسي.. مغربية كان بيتها قبلة لمقاومي الاستعمار الفرنسي

Related Posts