dark

حدث في مثل هذا اليوم .. 19 رجب

0
(0)

يصادف اليوم 19 رجب، العديد من الأحداث التاريخية، وفي هذه الفقرة تسلط “تواصل” الضوء على أبرز هذه الأحداث
490 هـ
«معركة ضوريليوم» بين الصليبيين والسلاجقة
في مثل هذا اليوم من عام 490هـ، الموافق أول يوليو 1097 م، وقعت معركة «موقعة ضوريليوم» أو «دوريلايوم» بالقرب من مدينة دوريلايوم في الأناضول، بين الصليبيين بقيادة «بوهيموند الأول» والسلاجقة بقيادة «قلج أرسلان الأول».
الصليبيون يتجهون إلى «نيقية»
حاصر الصليبيون مدينة «نيقية» عتصمة الدولة السلجوقية بينما كان سلطان السلاجقة «قلج أرسلان» في آسيا الصغرى، فتوجهت الجيوش الصليبية الغفيرة، ومعها فرقة صغيرة من الجيش البيزنطي لحصار المدينة المسلمة، وأمدَّ الإمبراطور البيزنطي الجيوش الصليبية في هذه الموقعة بآلات الحصار الضخمة وكثير من السلاح.
سلطان سلاجقة الروم «قلج أرسلان الأول»
واحد من أهم السلاجقة في تاريخ آسيا الصغرى، شارك في صناعة أحداث ضخمة في عهده، غيَّرت خريطة المنطقة تغييرًا جذريًّا، وهو ابن «سليمان بن قُتُلْمِش» أعظم سلاجقة الروم ومؤسِّس دولتهم، وقد تولى الحكم «قلج أرسلان» ولم يزِدْ على السابعة عشرة من عمره، ورث عن أبيه شدة البأس في القتال وحسن التخطيط في الإدارة والمعارك؛ واستطاع مع صغر سنِّه أن يصبح الشخصية الأولى في منطقة آسيا الصغرى بكاملها.
كان «قلج أرسلان» خارج مدينته، على بُعد أكثر من تسعمائة كيلو متر إلى الشرق من المدينة، يحاصر مدينة ملطية ذات الكثافة الأرمينية.
علم بقدوم الجيوش الصليبية مؤخرًا إلى القسطنطينية، فظنَّ أنها مثل جموع العامة الذين جاءوا قبل ذلك، وتوقع أن يقضي عليهم بفرقة من جيشه بسهولة، كما فعل مع جموع «بطرس الناسك« و«والتر المفلس». وخُدِع بمكيدة دبَّرها الإمبراطور البيزنطي «ألكسيوس كومنين»، حيث أرسل بعض جواسيسه إلى قلج أرسلان الأول يُصوِّرون له الخلاف الذي كان بين الإمبراطور البيزنطي وزعماء الحملة الصليبية على أنه مستحكم لا حلَّ له، وبالتالي فلن يسمح الإمبراطور البيزنطي لهؤلاء الصليبيين بالعبور إلى آسيا الصغرى، فخدَّر هذا الخداع «قلج أرسلان»، وجعله يترك حامية صغيرة نسبيًا في عاصمته «نيقية»، وتوجه بجيشه الرئيسي لحصار ملطية البعيدة، وترك زوجته وولديه وكل أمواله في المدينة.
.
حصار الصليبين لمدينة «نيقية»
تدفقت الجيوش الصليبية الضخمة حول مدينة نيقية الحصينة، وبدأ الحصار يوم 21 من جمادى الأولى 490هـ الموافق 6 من مايو 1097م، وضرب الحصار من الجهات الثلاثة للمدينة باستثناء الجهة الغربية التي كانت تطل على بحيرة طولها اثنا عشر ميلًا، ولم يكن مع الجيوش الصليبية قوة بحرية تسمح لهم بإغلاق هذا المنفذ، وبعد أسبوع من الحصار بدأ الصليبيون في قصف أسوار المدينة وأبراجها بالمجانيق التي أمدهم بها الإمبراطور البيزنطي.
.
صمدت المدينة، وبادلت الصليبين إطلاق السهام وأحدثت بهم إصابات بالغة، ولم تستطع فك الحصار، وأرسلت رسالة عاجلة إلى «قلج أرسلان» تطلب النجدة السريعة؛ فرفع الحصار عن ملطية، وتحرك بسرعة لنجدة عاصمته.
وأرسل الإمبراطور البيزنطي «ألكسيوس كومنين» مندوبًا سريًّا إلى داخل المدينة، ليتفاوض مع الحامية المسلمة ليسلموا له المدينة بدلًا من سقوطها في يد الصليبيين.
وصل «قلج أرسلان» بجيشه واشتبك بمجرَّد وصوله مع الجيوش الصليبية لفتح طريقٍ إلى داخل المدينة، ولكنه لم يستطع، وأدرك أنه لن يفلح في فك الحصار.
معركة ضوريليوم
زحف الصليبيُّون عبر فريجيا، مُتخذين الطريق الروماني العتيق الذي يمُرُّ في ضورليم وفيلوميليوم وقونية وُصُولًا إلى طرسوس، وصحبتهم سريَّة من الجُنُود البيزنطيين يقودهم القائد المشهور بِخبرته وتجرُبته «تاتيكيوس».
قسم الصليبيون جيشهم إلى قسمين لِتسهيل تموينه أثناء السير والقضاء على المُقاومة الإسلاميَّة في أكبر مساحةٍ مُمكنة، فتكوَّن القسم الأوَّل من النورمان والآخر من الفرنجة، وتقرَّر أن يلتقيا في ضورليم بعد أن يسيرا بِشكلٍ مُتوازٍ على بُعد سبعة أميال، وأن يفصل بينهما مسيرة يومٍ واحد.
وصل النورمان قُرب خرائب مدينة ضورليم، وضربوا مُعسكرهم في تلك الناحية، ففاجئهم المُسلمون بِقيادة «قلج أرسلان» وطوَّقوهم وقاموا بِالضغط عليهم. ووقع اشتباكٌ بين الطرفين أسفر عن انتصار الصليبيين رُغم أنَّ كفَّة المُسلمين رجحت في بداية المعركة التي استمرَّت عدَّة ساعات وقُتل فيها خلقٌ كثير من الصليبيين، لكن سُرعان ما وصل القسم الآخر من الجيش الصليبي واشترك في القتال، فانسحب «قلج أرسلان» إلى داخل الأناضول بعد أن حوصر الجناح الأيسر لِجيشه، فاستولى الصليبيُّون على المدينة.
أدت هزيمة السلاجقة إلى خسرانهم بعض ما كسبوه خلال أكثر من عشرين سنة مُنذُ معركة ملاذكرد، وأدرك «قلج أرسلان» أنَّ لا جدوى من المُحاولة لِوقف الزحف الصليبي، فلجأ مع أتباعه إلى التلال وشنوا هجمات خاطفة على سرايا الصليبين.
تأثرت هيبة السلاجقة ومكانتهم في الأناضول، وأعيد رسم خريطة المنطقة، وعادت جميع بلاد بيثينيا وليديا وفريجيا وإيونية إلى الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، واستمرَّت تحيا في ظلِّها من جديد نحو ثلاثة قُرُونٍ ونصف.

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

خلى الصيف كله حب.. 4 حلول للمشاكل العاطفية أهمها احكى ماتخبيش

Next Post

أبرز ما حدث فى 4 رمضان.. عقد أول لواء فى الإسلام لحمزة بن عبد المطلب

Related Posts