dark

إهمال العمل بحجة الصيام يتعارض مع أهداف رمضان

5
(2)

إعداد: ليلى الشافعي
بعض الصائمين يحولون شهر رمضان شهر الصوم والعبادة الى شهر الكسل والخمول والهروب من واجباتهم الوظيفية، خاصة تلك التي تضعف فيها الرقابة عليهم، هؤلاء يتخذون من الصيام ذريعة لتعطيل اعمالهم ومصالح الناس، فما حكم الشرع في هؤلاء؟

في البداية، يوضح د.بسام الشطي حكم هؤلاء فيقول: يقول الله عز وجل (ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات الى اهلها)، وقول عز وجل (يا ايها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون).

واعتبر د.الشطي ان الموظف الذي يتكاسل في عمله هو آثم، مؤكدا ان الشرع لم يكلفنا بالصيام لكي نتهرب من العمل الذي نأخذ مقابله اجرأ، وللاسف نجد كثيرا من الموظفين لا يلتزمون بالحضور الى اعمالهم في المواعيد المحددة وما يكادون يجلسون على مكاتبهم حتى يصابوا بالضجر والضيق ممن يتردد عليهم من المراجعين، ونجد البعض يترك مكتبه ويلجأ الى المسجد ممسكا بمصحفه وتاركا مصالح الناس، وهؤلاء يبررون سلوكهم بأنهم صائمون، وهؤلاء المتكاسلون الذين يتهربون من عملهم بحجة الصيام يعطون انطباعا سيئا عن شهر رمضان، لأن رمضان شهر العمل والمثابرة والجد، وغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في شهر رمضان، وكيف يتكاسلون وينحرفون عن المفهوم الصحيح الى اتجاهات مغلوطة شكلا وموضوعا فجعلوا من شهر الصبر والعمل شهرا للنوم والخمول والتكاسل في اداء الاعمال المطلوبة منهم.

وتساءل د.الشطي: اين ثواب الصوم اذن اذا قضاه المسلم في الراحة والتهرب من واجباته؟

وقال ان الواجب على الموظف ان يؤدي الامانة التي وكل بها بصدق واخلاص وان يتقي الله ولا يكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «آية المنافق ثلاث: اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان».

وأكد ان عبادة الصوم التي فرضها الله على المؤمنين من اكبر المحفزات على العمل والاخلاص فيه، ولو احسن المسلمون الصوم لأحسنوا العمل في شهر العبادة.

حسنات وفيرة

ويرى الباحث الاسلامي خالد العبدالله ان هناك من الناس من يتكاسل عن فرائض وواجبات واعمال مستحبة، وعند الله شهر رمضان، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر الرحمة والغفران وعتق الرقاب من النار، اعاذنا الله واياكم من النار، وادخلنا الجنة مع الابرار، وليدرك المسلم ان العمل في مجال وظيفته في شهر رمضان هو عمل مبارك وان الله يعطيه قوة في بدنه من العافية ويبارك في عمله ووظيفته، وعليه ألا يتكاسل بحجة انه صائم ولا يجعل من الصيام عدم بركة له، وكم هي الحسنات الوفيرة في هذا الشهر فإذا تكاسل عنها اصبح من المحرومين الخاسرين، ففي هذا الشهر تتضاعف الحسنات، فعلى كل مسلم الاجتهاد والتسابق للأجر حتى لا يكتب من المتكاسلين المحرومين الخاسرين والعياذ بالله، لذلك انصح نفسي أولا وانصحكم ثانيا بإدراك هذه النعم والاجور الوفيرة التي لا تعد ولا تحصى، فالله انعم علينا في كل سنة لهذا الشهر حسنات وفيرة، واناساً تعتق رقابهم من النار، فكيف نتكاسل عن هذه الاجور المهداة من خالقنا وعنه سبحانه وتعالى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة».

وفي الحديث القدسي: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وانا اجزي به.

وأكد العبدالله ان وقت العمل جعل لتيسير مصالح الناس وقضاء حوائجهم، فإذا توانى الصائم في عمله بحجة انه صائم فهذا مرفوض في الاسلام، خاصة ان كثيرا ممن لهم مصالح في الوزارات والمؤسسات الخاصة يأتون لانجاز معاملاتهم ونجد الموظف المسؤول في اجازة او انه متكاسل عن عمله وهذا يؤثر على الانتاج بشكل عام.
أعتقد أيضاً أن تخفيض ساعات العمل المتعارف عليه في كل أصقاع بلاد المسلمين هو الآخر يتعارض مع أهداف رمضان .. والدليل على ذلك أن الشارع الحكيم فيما يتعلق بالأعمال التعبدية المفروضة على المسلمين أنه يزيد من جرعاتها في شهر رمضان ويحث عليها لمن يرغب تطوعاً .مثل تلاوة القرآن الكريم بقدر أكبر عن بقية شهور السنة وكذلك الحث على الزيادة في صلوات النوافل كالتراويح و صلاة القيام الجماعية .. خلاصة القول .. شهر رمضان شهر عمل لا شهر تخفيضات و كسل .
تواصل «الأنباء» تقدمها المستمر خلال السنوات الأخيرة بنسختيها الورقية والإلكترونية والنمو في أرقام توزيعها ومتابعيها، ويأتـي ذلك تتويجاً لجهود كبيرة على مستويات التحرير والتسويق والتوزيع، ويرسخ موقعها بين صحيفتي الصدارة في دولة الكويت ورقياً، كما تحتل المرتبة الأولى إلكترونياً.
وتفتخر «الأنباء» بأنها تعتبر نموذجاً في المصداقية والاعتدال والموضوعية، وتحظى بثقة عالية من قرائها نتيجة لحرصها على الدقة في نقل الأخبار والتركيز على كل ما يهمهم.
كما تعتز بإشادة القيادة السياسية في البلاد بمهنيتها وتوجهاتها وتعاملها مع القضايا الوطنية.
وإلى جانب التطوير المستمر على مستوى المضمون والشكل، تابعت «الأنباء» سلسلة الحملات التسويقية المميزة والجاذبة التي اشتهرت بها، ما شجّع عشرات الآلاف من المشتركين على الانضمام إلى أسرة قرائها.

source

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 2

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

التصرف الصحيح لمن كان عليها قضاء ولم يصومه قبل دخول رمضان

Next Post

أحـداث في رمضان: من غزوة بدر إلى حرب أكتوبر

Related Posts