dark

رييل ستوري | قصة الزر المسحور | قصص اطفال

5
(1)

شفيق والزر المسحور هي قصة وحكاية للأطفال قبل النوم، تبدأ أحداثها عندما يجد شفيق زر غريب لونه أحمر مع بعض النقاط السوداء، يمتلك الزر قدرات عجيبة ولغز غامض بينما يحاول شفيق كشف اسراره.

جدول المحتويات

 

 

الزر الغامض

كانَ في يومٍ من الأيام، بوسطجي، يعيشُ وحيدًا، في بيت صغير مكوَّنٍ من غرفةٍ واحدة، وصالون صغير، ومطبخ. ثم كان يحضِّر طعامه بنفسه لنفسه. وكان هذا البوسطجي يعتمد كثيرًا على نفسه، حيث كان ينظِّف بيته الصغير ويتوجَّه إلى السوق لشراء احتياجاته. كما كان يستيقظ باكرًا من النوم، يغسل وجهه ويتناول فطوره، ثم يذهب إلى عمله ليتسلَّم الرسائل من مكتب البريد ليُوزِّعها على سكان منطقته.

وفي المساء، كان يعود إلى بيته ليستريح من تعب النهار ويتناول عشاءه ثم ينام.

البوسطجي يذهب إلي العمل

وفي يومٍ من الأيام، عادَ البوسطجي من عمله، وعندما وضع يده في داخل الحقيبة التي يضع فيها الرسائل ليرى ما تبقى منها دون توزيع، وجد فيها زرًا مستديرًا لونه أحمر مع بعض النقاط السوداء. فرح البوسطجي كثيرًا عندما وجد هذا الزر في الحقيبة. ولكنه راح يفكر من أين جاء هذا الزر إلى حقيبته. هل قد سقط من رسالةٍ ما؟

كان البوسطجي توفيقًا أمينًا جدًّا، فقد كان يحافظ على رسائل الناس أكثر مما كان يحافظ على أغراضه الشخصية. لذلك فكر أن يكون الزر لأحد الناس في البلدة وصمم على أن يزور جميع البيوت التي سلَّمها مكاتيب في ذلك اليوم ويسأل أصحابها إذا كان هذا الزر لهم.

وفعلًا ذهب شفيق وسأل صاحب كل بيت بمفرده عما إذا كان الزر له. ولكنه لم يجد واحدًا منهم يرغب في أن يأخذ الزر. أخيرًا، أخذ الزر ليسلمه إلى رئيس مكتب البريد. وهذا أيضًا نظر إلى الزر وقال الزر لشفيق بأن الزر لا يساوي شيئًا وبإمكانه أن يأخذه إذا لم يجد صاحبه الأصلي. أخيرًا رجع شفيق البوسطجي إلى بيته حاملًا معه الزر الذي لا يريد أحد من الناس أن يأخذه.

سر برقوق

دخل شفيق إلى البيت، وبعد أن غسل يديه ووجهه، أخذ الزر من جيبه ووضعه على رف قريب من سريره. وجلس يستريح، بالطبع، لم يكن شفيق يعرف أن الزر كان مسحورًا، ولكن كل ما كان يعرفه عن الزر هو أنه جميل وأنه يخص أحد الناس.

شفيق يجد الزر المسحور

وهكذا، عندما طلع القمر وأشرق بنوره في الفضاء، وصل النور أيضًا إلى الزر الموضوع على الرف. وحالما غمر النور ذلك الزر الملون، سمع شفيق صوتًا يقول له:

“خذني وأعطني إلى صاحبي… أنا لست ملكًا لك كما تعلم.”

وعرف شفيق من معنى هذه الكلمات بأن الزر كان يتكلم. فتعجب وقفز من فراشه مدهوشاً وقال للزر: “حسنًا، إنني مستعد أن أخذك إلى حيث تريد. أخبرني أين صاحبك وأنا أخذك إليه.”

ورد الزر قائلاً لشفيق كلمة واحدة هي: “برقوق”!

واحتار شفيق في أمره، وطلب من الزر أن يشرح أكثر. ولكن الزر سكت هذه المرة، لأن الأمور أصبحت أكثر تعقيدًا بعد أن اختفى القمر وراء غيمة سوداء، وهنا يكمن السر.

وجلس شفيق يفكر ويفكر، حتى أنعبه التفكير وظل يفكر عله يعرف ماذا تعني تلك الكلمات التي لفظها الزر. وتمنى من صميم قلبه أن يعرف المكان الذي عينه الزر ليذهب إليه، ولكنه لم يعرف. ونام.

في صباح اليوم التالي، نهض شفيق من نومه كالعادة، وبعد أن غسل وجهه ويديه وتناول فطوره، أخذ الزر الموضوع على الرف ووضعه في جيبه. وذهب إلى عمله كعادته. لقد صمم هذه المرة على أن يعمل كل جهده كي يهتدي إلى مكان الزر. وظلت الكلمة عالقة في ذهنه وهي “برقوق”، فصار شفيق كلما وصل إلى بيت قرأ اسم صاحبه ليرى ما إذا كان اسمه “برقوقا” كما قال له الزر. ولكنه بحث في جميع أسماء البيوت دون أن يصل إلى أية نتيجة.

حيرة شديدة

أخيرًا، عاد شفيق إلى مركز البريد، وفكر في أن يفتش في الدليل عله يهتدي إلى رجل أو امرأة لهذا الاسم، ولكنه للأسف لم يجد أي شخص معروف بهذا الاسم. اختار شفيق في أمره، وهو لا يعرف ماذا يجب عليه أن يفعل بالزر.

عند المساء، عاد شفيق إلى بيته ووضع الزر على الرف القريب من سريره. وجلس ينتظر أن يحكي الزر معه. وانتظر طويلا دون أن يحكي الزر كلمة واحدة، وكان سبب سكوت الزر يعود إلى أنه لم ير ضوء القمر. فقد كانت السماء ملبدة بالغيوم وتخفي وراءها القمر ونوره، فلم يتكلم. ونام شفيق مهمومًا.

في الصباح، حمل شفيق الزر معه وذهب يتجوّل في حي جديد عسى أن يتعرف على بيت يحمل اسمًا مشابهًا للذي ذكره الزر. ومع ذلك، لم يتمكن من العثور على البيت المطلوب. عاد إلى بيته ووضع الزر على الرف، في انتظار أن يتكلم، ولكن الزر بقي صامتًا بسبب السماء الملبدة بالغيوم.

كذلك، مر اليوم الثالث دون أن يتمكن من العثور على مكان يحمل اسمًا مشابهًا للذي ذكره الزر. ومرت الليلة دون أن ينطق الزر بكلمة، حيث استمر القمر في الظلام وراء الغيوم.

الغيوم تملاء الظلام

في اليوم الرابع، نهض شفيق من سريره وذهب إلى عمله كالمعتاد، يفتش في كل مكان دون جدوى. عاد إلى البيت متحيرًا، وأخرج الزر من جيبه ووضعه على الرف. في تلك الليلة، ظهر القمر وأضاء الزر الموضوع على الرف، لذا حكى الزر الآن قائلاً: “أنا لست لك… أنت تعرف ذلك… أرجوك أن تأخذني من هنا وتضعني حيث يجب أن أكون.”

رد شفيق قائلاً: “أين مكانك… قل لي… وأنا أخذك إليه.” فأجاب الزر قائلاً: “برقوق! برقوق! ألا تعرف!” وظل الزر صامتًا. فسأله شفيق مرة أخرى، لكن الزر لم يجب. احتار شفيق فيما يجب أن يفعل، وأخيرًا نام وهو في حالة من الحيرة الشديدة.

بحث واكتشاف

كان اليوم التالي يوم عطلة لشفيق، فقرر القيام برحلة طويلة خارج المدينة. بعد أن غسل وجهه ويديه كالعادة، ذهب إلى المطبخ وحضّر بعض الطعام. ثم أخذ معه عصاه وخرج من البيت. ولكن عندما وصل إلى الباب، تذكر الزر وقال لنفسه: “ربما يرغب الزر أيضًا في الذهاب في نزهة، فلماذا لا آخذه معي.”

شفيق ينام في وقت العطلة - قصة الزر المسحور

وهكذا، أخذ شفيق الزر من مكانه ووضعه في العلبة الصغيرة، ثم وضع العلبة في جيبه وخرج من البيت وسار في الطريق حتى وصل إلى محطة سكة الحديد حيث ركب القطار وسافر به إلى قرية صغيرة تقع بالقرب من بلدته.

وصل القطار إلى القرية التي يقصدها شفيق ونزل من العربة، وأخذ يسير في الحقول. بعد مسافة قصيرة، جلس شفيق ليستريح قليلاً ويأكل بعض الشيء، وفي هذا الوقت أخرج الزر من جيبه ووضعه فوق العشب، ظنا منه بأن هذا الفعل سيُرضيه.

مكافأة وهدية

عندما جاء المساء، نهض شفيق من مكانه وعاد يمشي باتجاه المحطة حتى يركب القطار ويعود إلى بيته.

شفيق يستلقي قليلاً - قصة الزر المسحور

في الطريق، سمع شفيق حركة خفيفة في جيبه. عرف أن الحركة تأتي من العلبة التي تحتوي على الزر. وللتأكد، قرب العلبة إلى أذنه وسمع ضجة خفيفة في داخلها. ثم فتح العلبة وأخرج الزر منها، وبدأ يتفحصه وينظر حوله. في هذه اللحظة فقط، عرف شفيق سر الزر الذي حيره لأيام طويلة دون أن يعرف السبب: أجل، لقد عرف شفيق سر الزر حينما رأي زهرة حمراء مدورة كان شفيق يعرف بأنها زهرة (البرقوق).

يضع شفيق الزر المسحور (الخنفساء) علي زهرة البرقوق

وهكذا، أخرج شفيق الزر من العلبة وانحنى فوق الزهرة، ووضع الزر بين أوراقها العريضة ووقف يتأمل ماذا سيحدث.

فحالما وضع شفيق الزر بين أوراق هذه الزهرة، شاهد الزر يتغير إلى شكل آخر. تحول الزر وأصبح له ستة أرجل، وظل يتأمل فيه حتى أخذ شكل الخنفساء. وبدأت الخنفساء تتحرك.

عندئذ، عرف شفيق أن الزر كان خنفسة قبل أن يغير شكله إلى شكل زر أحمر ملطخ بالسواد. أخيرًا، تطلع شفيق إلى الزر الخنفسة متعجباً.

وقال شفيق بدهشة: “وداعا! وداعا!”

ثم أعاد العلبة إلى جيبه وتابع سيره إلى المحطة حيث ركب القطار وعاد إلى بيته.

ولم تنتهي قصة شفيق مع الزر الآن.

فعند وصوله إلى البيت واستخراجه للعلبة من جيبه، سمع صوتًا في داخلها، يشبه صوت الفأر. وعندما فتح العلبة، وجد خاتمًا أحمر لونه بحجم إصبعه تمامًا. عرف شفيق أن الزر قد أهدى له الخاتم كهدية مقابل العمل الذي قام به. والغريب هو أن الخاتم كان بحجم إصبعه، فوضعه شفيق في إصبعه فرحًا مسرورًا، ومن ذلك اليوم يفتخر بالخاتم ويقول إنه جلب له الحظ السعيد، حيث ترقى إلى وظيفة مدير للمركز الذي يعمل به وانتقل ليعيش في بيت أكبر.

المصدر

قصة الزر المسحور – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 1

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

رييل ستوري | غوتام أداني.. قصة أغنى رجل في آسيا

Next Post

رييل ستوري | السلاح الفضائي الروسي المزعوم

Related Posts