قصة أرنوب يطلب الحرية | قصص اطفال
تدور قصة “أرنوب يطلب الحرية” حول أرنب يعيش في قفص صغير يشعر بالحزن والوحدة. يأتي أرنباد، واحد من الأرانب البرية، ليحاول مساعدة الأرنوب ويخرجه من القفص. بعد محاولات فاشلة للهروب، ينجح الأرنب في النهاية في الفرار وينطلق نحو حياة الحرية في الطبيعة. يشارك الأرنب في حفلة مع أصدقائه الحيوانات، ولكن يواجه خطر الثعلب المكار. وبفضل تحذير البومة، يتمكن الأرانب والفئران من الاختباء والنجاة. ثم ينتقل الأرنوب إلى بيت جديد برفقة أرنباد، حيث يعيشان في سلام بعيدين عن الأخطار التي كانا يواجهانها. تنتهي قصة الأطفال “أرنوب يطلب الحرية” بإطفاء الأنوار وتناول الأرنبين لوجبتهما في منزلهما بأمان وسلام.
أرنوب محبوس
وقف أرنوب خلف قضبان قفصه يتطلع إلى الأرانب البرية وهي تلعب مرحة في الشمس الدافئة.
أحس أرنب بالحزن الشديد، وقال في نفسه: “أنا وحيد هنا، في هذا السجن الصغير. لماذا لا أشترك مع هذه الأرانب في اللعب والمرح؟”
بكى أرنب كثيرًا، لكن دموعه لم تخفف من حزنه.
وكان أرنباد، وهو واحد من الأرانب البرية، يجري ويقفز خارج سور المزرعة، مع أصدقائه من الأرانب، فشاهد أرنب يبكي حزنًا.
أشفق أرنباد على أرنوب المحبوس، وأراد أن يساعده ويسليه، فاقترب من القفص، وأمسك قضبانه بيديه.
قال أرنباد: “لا بكاء بعد الآن! ستخرج من هذا السجن الضيق لتعيش معنا.”
وأخذ أرنباد يجذب أرنوب ويشده. لكن أرنوب كان سمينًا، فلم يستطع الخروج من بين قضبان القفص.
وكان وليد، صاحب القفص، قد بلل طعام أرنوب بالماء، وحمله في وعاء كبير، وتوجه إليه.
شاهد أرنباد الصبي يقترب من القفص.
أسرع أرنباد يبتعد هاربًا، قفز من بين أسلاك السور، وخرج من المزرعة، تاركًا أرنوب في سجنه الصغير يتألم وهو يتطلع إلى صاحبه وليد مقبلًا عليه.
لم يلحظ وليد شيئًا مما حدث، وأراد وضع الطعام داخل القفص، ففتح الباب.
وفي الحال، اندفع أرنب خارجًا من القفص!
فصاح وليد: “أيها الشقي أرنوب! لقد أسقطت طعامك على الأرض! ارجع إلى هنا في الحال!”
لكن أرنوب لم يتوقف.
قفز أرنب وجرى.
وتدحرج وعاء الطعام على الأرض، وانسكب ما فيه.
القى وليد نظرة خاطفة على أرنوب، فلم يلمح غير هزة ذيله، وغير جسده البني ينطلق انطلاق السهم.
جرى أرنب وجرى، ثم اختفى بين الأشجار.
وأخيرًا… أحس بالحرية، ولم يعد يفكر في قفصه الضيق الصغير.
شق أرنب طريقه إلى أرض الأرانب، حيث أصدقاؤه من الحيوانات.
أرنوب في الغابة
شاهد أرنوب لافتة كبيرة كتب عليها: “احذر الثعلب”، فلم يفهم معنى العبارة، وأخذ يضحك ببراءة. إنه أرنب صغير ينقصه الكثير من الخبرة.
فجأة، اقترب الثعلب بهدوء، يبحث عن حيوان يأكله.
وهنا شعر أرنب بخوف شديد، واختبأ خلف جذع شجرة كبيرة.
نزع الثعلب اللافتة الكبيرة، ومزقها غاضبًا، ورماها في غيظ.
فزاد خوف أرنب، وارتفعت ضربات قلبه.
واندفع كالصاروخ، يبحث عن مخبأ يلتجئ إليه.
مضى الثعلب يبحث عن صيد، مبتعدًا عن مخبأ أرنوب.
ولما زال خطر الثعلب عن أرض الأرانب، مد أرنب رأسه ليستكشف ما حوله، فرأى أرنباد يركض في الغابة من مكان إلى مكان باحثًا عنه.
قفز أرنباد فرحًا، وصاح: “أهلا يا أرنوب! هيا معي إلى حفلة أهل الغابة. ستكون حفلة جميلة في الهواء الطلق… أنظر.. هنا فوق الشجرة إعلان عنها!!”
أمسك كل منهما بيد الآخر، وسارا في ظلال الأشجار، حتى وصلا إلى مكان الحفلة.
كانت الحفلة رائعة جميلة، اجتمع فيها كل أرانب الغابة وفئرانها حول المائدة الكبيرة.
وأخذت جماعة الأرانب والفئران تغني وتلعب، وقد اجتمعت بين الأشجار حول مائدة عامرة بأنواع المآكل الشهية كالتفاح والجزر والخس، ويتوسط كل ذلك فطيرة لذيذة.
جلس الجميع حول المائدة، وأقبلوا على الطعام بشهية كبيرة، بعد أن استمتعوا باللعب والغناء.
أكلوا كل شيء وهم سعداء، واختفى التفاح والجزر والخس.
ولم يلحظ أحد منهم أن الثعلب المكار بدأ يدور حول المكان، في هدوء وخفة وحذر.
هروب أرنوب
تقدم الثعلب، في صمت، ناحية الأرانب والفئران.
شاهدته البومة وهي تتطلع من بيتها في جذع شجرة، فأطلقت صيحة تحذير عالية: “تو – ويت… تو.. وو – وو – وو!”
وعندما ارتفعت صيحة التحذير العالية، أسرع كل من في الغابة إلى الاختفاء تحت المائدة، والإنكماش بعيدًا عن الأنظار.
حافظت الحيوانات في مخابئها على الصمت التام، ترقبًا لكل صوت.
فسمعت، بصعوبة شديدة، صوتًا خفيفًا بالقرب منها.
كان ذلك صوت الثعلب، وهو يدور حول المكان، باحثًا عن طعام.
وبعينين تلتمعان بالجوع، ويملأهما الطمع، شاهد الثعلب المائدة، وليس حولها أحد.
أطلق صيحة فرح عالية، واندفع بغير تردد نحو الفطيرة، ورفعها إلى فمه، ووضعها بين أسنانه، وأكلها بسرعة.
امتلأت معدة الثعلب، وشعر بالنعاس، فوضع رأسه على المائدة، واستغرق في نوم عميق.
وخيم الصمت والهدوء على المكان، فأطل أرنباد برأسه في حذر.
وبصوت خافت قال أرنباد للجماعة: “لقد نام الثعلب.”
فأخذ أفراد الجماعة، في صمت وحذر، يتسللون واحدًا بعد الآخر على أطراف أصابعهم، متجهين إلى بيوتهم.
وعندما وصلوا خلف جذع شجرة كبيرة، أسرعوا يجرون ويسألون أنفسهم: “هل يستيقظ الثعلب ويرانا؟”
رأتهم البومة من بيتها فوق الشجرة، فقالت: “لا.. لا.. لا تخافوا.”
لكنهم تابعوا جريهم.
وصلوا أخيرًا إلى بيوتهم، واختفوا بسرعة فيها.
دخل أرنباد إلى بيته، ومعه أرنوب. فهناك لا يستطيع الثعلب أن يصل إليهما.
أضاء أرنباد المصباح فأحس أرنوب بالإطمئنان في بيته الجديد.
ثم شربا وأكلا في أمان، بعيدين عن عيني الثعلب المكار، وعن قفص وليد الضيق.
تمت قراءة هذا المقال بالفعل675 مرة!
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.
ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق