قائمة المحتويات
- سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 1 مارس 1965.. المحكمة العسكرية فى سوريا تبدأ فى محاكمة الجاسوس الإسرائيلى «إيلى كوهين» المتخفى باسم «كامل أمين ثابت»
- بعد أسابيع من اعتقاله فى سوريا، بدأت محاكمة الجاسوس الإسرائيلى «إيلى كوهين» أمام محكمة عسكرية سورية فى 1 مارس، مثل هذا اليوم، 1965، حسبما تذكر جريدة الأخبار، فى عددها 2 مارس 1965، التى نقلت جانبا من اعترافاته أمام المحكمة، سبقتها بنشر تحقيق موسع عنه، نقلا عن جريدة «المحرر» اللبنانية، فى نفس اليوم الذى بدأت فيه محاكمته.
- كان «إيلى كوهين» يمارس أعمال تجسسه متخفيا تحت اسم «كامل أمين ثابت»، وتذكر «الأخبار» اعترافاته أمام المحكمة منذ أن ولد فى الإسكندرية عام 1924، ثم غادرها فى ديسمبر 1956 بتأشيرة سفر إلى إيطاليا بلا عودة، وكان قد سبق اتهامه فى «فضيحة لافون»، التى كشفت فيها أجهزة الأمن المصرية عن شبكة «يهودية» جندتها المخابرات الإسرائيلية للقيام بعمليات تخريب ضد منشآت أمريكية وبريطانية ومصرية عام 1954، وأضاف، أنه سافر فى العام التالى 1957 إلى إسرائيل، ووافق على العمل فى المخابرات الإسرائيلية تحت ضغط الحاجة، واعترف بأنه تدرب على أعمال الجاسوسية، وتعلم الصلاة، وقراءة القرآن، ثم تسلم جواز سفر منتحلا اسم «كامل أمين ثابت».
- يكشف «كوهين» فى اعترافاته أمام المحكمة فى ثانى أيام جلساتها، 2 مارس 1965، وفقا لجريدة الأخبار، يوم 3 مارس، أن رجال المخابرات الإسرائيلية ساعدوه على السفر إلى الأرجنتين تمهيدا لزرعه فى سوريا، واستخرجوا له جواز سفر أرجنتينى وبطاقة تحقيق شخصية عام 1961، وأنه تعامل هناك مع المغتربين السوريين وأقام علاقات وطيدة معهم، وأصبح عضوا فى النادى الإسلامى بالأرجنتين، وتعرف فى «بيونس إيرس» على عبداللطيف الخشن، صاحب جريدة «العالم العربى» الذى قام بتعريفه على أفراد من الجالية العربية فى الأرجنتين.
- يذكر هو أمام المحكمة أنه دخل سوريا كمهاجر لبنانى من الأرجنتين باسم كامل أمين ثابت، وأن رئيسه فى هذه العملية اسمه «إبرهام»، وحين قبض عليه، كان معه جهازان للإرسال اللاسلكى، وحزمة ديناميت، وأنبوبة تحتوى على أقراص سامة حتى يستخدمها وقت شعوره بالخطر، وقال إنه فى سوريا، وخلال عامين استطاع تكوين علاقات وثيقة مع مسؤولين سوريين، وكون شبكة تضم 63 شخصا من بينهم 17 سيدة، وكان يستخدم إذاعة دمشق الموجهة إلى المغتربين، لبث رسائله بشفرة متفق عليها مع المسؤولين عنه فى تل أبيب.
- فى التحقيق الموسع المنشور يوم 1 مارس بعنوان «كيف تم اكتشاف أخطر شبكة للجاسوسية الصهيونية فى دمشق؟»، يذكر أن«كامل أمين ثابت»، الذى هو فى الأصل «إيلى كوهين» تولى الإشراف على البرنامج الغربى فى الإذاعة السورية، وعن طريقه راح يبث رسائله باصطلاحات متفق عليها، وقيل إنه كان يقرأ فى البرنامج الفورى كل ليلة صفحة من قصة «روبنسون كروزو» باللغة الفرنسية التى يجيدها بطلاقة، وكان يقرأ الجملة الأخيرة بصورة خاطئة فتعلم المخابرات الإسرائيلية أن أعماله تسير على خير ما يرام، فلما اعتقلته الأجهزة الأمنية السورية، أمرته بأن يفعل ذلك، فلما وصل إلى الجملة الأخيرة التى يختتم بعدها الإذاعة، قرأها قراءة صحيحة، فتأكدت المخابرات الإسرائيلية أنه تم القبض عليه.
- يبقى السؤال المهم وهو، من اكتشف هذا الجاسوس؟ وماذا عن أول خيط أرشد عنه؟.. يذكر أمين الحافظ، الرئيس السورى وقتئذ، فى أحد حواراته التليفزيونية، أن ضابطا قدم إليه ملفا عن رسائل مريبة تم التقاطها، لكن لا يعرف من أى مكان يتم بثها بدمشق، وأنه بدوره تحدث مع خبراء سوفيت موجودين فى سوريا، فوفروا جهازا استطاع تحديد المكان، وداهمه رجال الأمن وفوجئوا بأنه «كامل أمين ثابت»، ونفى «الحافظ» أن يكون قد تعرف عليه منذ أن كان ملحقا عسكريا فى الأرجنتين، مما جعل الأبواب المغلقة تفتح له بعد أن أصبح رئيسا.
- أما الرواية الأخرى فتذكرها «الأخبار المصرية» نقلا عن تحقيق «المحرر» اللبنانية، وتتفق فى معظمها مع رواية الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه «سنوات الانفجار»، تقول الأخبار: حدث أثناء زيارة الفريق على عامر، القائد العام للقوات العربية الموحدة، إلى الجبهة السورية، أن «ثابت» كان بصحبة بعض أصدقائه الضباط، وكان مع الرائد سليم حاطوط، المشرف على الإذاعة والتليفزيون فى دمشق، والتقط له بعض الضباط الصور التذكارية، ولما نشرت الصور، لفت وجود شخص مدنى بين الضباط أنظار الأجهزة المعنية فى مصر، فاتصلت بنظيرتها السورية تسألها عن هذا الشخص، فأجابت أن اسمه «كامل أمين ثابت» وأنه من الشباب الشورى الطليعى، لكن الأجهزة المصرية سرعان ما اكتشفت أنه ليس فى الحقيقة سويا، «إيلى كوهين» الذى سبق وتم القبض عليه والتحقيق معه فى مصر أثناء «فضيحة لافون»، فأبلغت سوريا بالأمر فورا، فسارعت إلى اعتقاله.
- source
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 1 مارس 1965.. المحكمة العسكرية فى سوريا تبدأ فى محاكمة الجاسوس الإسرائيلى «إيلى كوهين» المتخفى باسم «كامل أمين ثابت»
بعد أسابيع من اعتقاله فى سوريا، بدأت محاكمة الجاسوس الإسرائيلى «إيلى كوهين» أمام محكمة عسكرية سورية فى 1 مارس، مثل هذا اليوم، 1965، حسبما تذكر جريدة الأخبار، فى عددها 2 مارس 1965، التى نقلت جانبا من اعترافاته أمام المحكمة، سبقتها بنشر تحقيق موسع عنه، نقلا عن جريدة «المحرر» اللبنانية، فى نفس اليوم الذى بدأت فيه محاكمته.
كان «إيلى كوهين» يمارس أعمال تجسسه متخفيا تحت اسم «كامل أمين ثابت»، وتذكر «الأخبار» اعترافاته أمام المحكمة منذ أن ولد فى الإسكندرية عام 1924، ثم غادرها فى ديسمبر 1956 بتأشيرة سفر إلى إيطاليا بلا عودة، وكان قد سبق اتهامه فى «فضيحة لافون»، التى كشفت فيها أجهزة الأمن المصرية عن شبكة «يهودية» جندتها المخابرات الإسرائيلية للقيام بعمليات تخريب ضد منشآت أمريكية وبريطانية ومصرية عام 1954، وأضاف، أنه سافر فى العام التالى 1957 إلى إسرائيل، ووافق على العمل فى المخابرات الإسرائيلية تحت ضغط الحاجة، واعترف بأنه تدرب على أعمال الجاسوسية، وتعلم الصلاة، وقراءة القرآن، ثم تسلم جواز سفر منتحلا اسم «كامل أمين ثابت».
يكشف «كوهين» فى اعترافاته أمام المحكمة فى ثانى أيام جلساتها، 2 مارس 1965، وفقا لجريدة الأخبار، يوم 3 مارس، أن رجال المخابرات الإسرائيلية ساعدوه على السفر إلى الأرجنتين تمهيدا لزرعه فى سوريا، واستخرجوا له جواز سفر أرجنتينى وبطاقة تحقيق شخصية عام 1961، وأنه تعامل هناك مع المغتربين السوريين وأقام علاقات وطيدة معهم، وأصبح عضوا فى النادى الإسلامى بالأرجنتين، وتعرف فى «بيونس إيرس» على عبداللطيف الخشن، صاحب جريدة «العالم العربى» الذى قام بتعريفه على أفراد من الجالية العربية فى الأرجنتين.
يذكر هو أمام المحكمة أنه دخل سوريا كمهاجر لبنانى من الأرجنتين باسم كامل أمين ثابت، وأن رئيسه فى هذه العملية اسمه «إبرهام»، وحين قبض عليه، كان معه جهازان للإرسال اللاسلكى، وحزمة ديناميت، وأنبوبة تحتوى على أقراص سامة حتى يستخدمها وقت شعوره بالخطر، وقال إنه فى سوريا، وخلال عامين استطاع تكوين علاقات وثيقة مع مسؤولين سوريين، وكون شبكة تضم 63 شخصا من بينهم 17 سيدة، وكان يستخدم إذاعة دمشق الموجهة إلى المغتربين، لبث رسائله بشفرة متفق عليها مع المسؤولين عنه فى تل أبيب.
فى التحقيق الموسع المنشور يوم 1 مارس بعنوان «كيف تم اكتشاف أخطر شبكة للجاسوسية الصهيونية فى دمشق؟»، يذكر أن«كامل أمين ثابت»، الذى هو فى الأصل «إيلى كوهين» تولى الإشراف على البرنامج الغربى فى الإذاعة السورية، وعن طريقه راح يبث رسائله باصطلاحات متفق عليها، وقيل إنه كان يقرأ فى البرنامج الفورى كل ليلة صفحة من قصة «روبنسون كروزو» باللغة الفرنسية التى يجيدها بطلاقة، وكان يقرأ الجملة الأخيرة بصورة خاطئة فتعلم المخابرات الإسرائيلية أن أعماله تسير على خير ما يرام، فلما اعتقلته الأجهزة الأمنية السورية، أمرته بأن يفعل ذلك، فلما وصل إلى الجملة الأخيرة التى يختتم بعدها الإذاعة، قرأها قراءة صحيحة، فتأكدت المخابرات الإسرائيلية أنه تم القبض عليه.
يبقى السؤال المهم وهو، من اكتشف هذا الجاسوس؟ وماذا عن أول خيط أرشد عنه؟.. يذكر أمين الحافظ، الرئيس السورى وقتئذ، فى أحد حواراته التليفزيونية، أن ضابطا قدم إليه ملفا عن رسائل مريبة تم التقاطها، لكن لا يعرف من أى مكان يتم بثها بدمشق، وأنه بدوره تحدث مع خبراء سوفيت موجودين فى سوريا، فوفروا جهازا استطاع تحديد المكان، وداهمه رجال الأمن وفوجئوا بأنه «كامل أمين ثابت»، ونفى «الحافظ» أن يكون قد تعرف عليه منذ أن كان ملحقا عسكريا فى الأرجنتين، مما جعل الأبواب المغلقة تفتح له بعد أن أصبح رئيسا.
أما الرواية الأخرى فتذكرها «الأخبار المصرية» نقلا عن تحقيق «المحرر» اللبنانية، وتتفق فى معظمها مع رواية الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه «سنوات الانفجار»، تقول الأخبار: حدث أثناء زيارة الفريق على عامر، القائد العام للقوات العربية الموحدة، إلى الجبهة السورية، أن «ثابت» كان بصحبة بعض أصدقائه الضباط، وكان مع الرائد سليم حاطوط، المشرف على الإذاعة والتليفزيون فى دمشق، والتقط له بعض الضباط الصور التذكارية، ولما نشرت الصور، لفت وجود شخص مدنى بين الضباط أنظار الأجهزة المعنية فى مصر، فاتصلت بنظيرتها السورية تسألها عن هذا الشخص، فأجابت أن اسمه «كامل أمين ثابت» وأنه من الشباب الشورى الطليعى، لكن الأجهزة المصرية سرعان ما اكتشفت أنه ليس فى الحقيقة سويا، «إيلى كوهين» الذى سبق وتم القبض عليه والتحقيق معه فى مصر أثناء «فضيحة لافون»، فأبلغت سوريا بالأمر فورا، فسارعت إلى اعتقاله.
source
تمت قراءة هذا المقال بالفعل317 مرة!
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.