اثنا عشر أخًا فقدوا والدهم وهم طلاب يحتاجون إلى رعاية، وتحمّل الأخ الأكبر محمد المسؤولية عنهم، وبدأوا في مجال التجارة مع ورشة الألومنيوم التي كانت بالشراكة مع خالهم.

إنهاء الشراكة

قرر الخال إنهاء الشراكة بينهم وطلب منهم الاختيار بين الورشة وقطعة الأرض التي كانت جزءًا من الشراكة فكان الاختيار صعبًا، ولكن حصلوا على الورشة كبداية لمشاريع كبيرة.

ثم بدأوا يفكرون في مشاريع أكبر، مثل إنشاء مصنع للتكييفات، ولكن كانت قدراتهم أقل بكثير من طموحاتهم، ولم توافق الشركات الكبيرة على التعاون معهم، حتى وجدوا شركة صغيرة في تكساس تدعى فريدريك، واقتنعت بأنها لن تخسر شيئًا من التعاقد معهم لأن ليس لديهم سوق في المنطقة، وأنها سوف تستفيد من رسوم التقنية التي سيتم دفعها عن كل وحدة.

إنتاج أول وحدة تكييف

وقبلت الشركة استخدام اسمها وتقنياتها لإنتاج أول وحدة تكييف في المملكة، في البداية كان إنتاجهم يصل إلى 40 وحدة فقط في اليوم، ولكن اليوم يصل إلى 320000 وحدة بأشكال وأحجام مختلفة، وتوزع هذه المنتجات في أكثر من 42 دولة.

تعاقد الإخوة مرة أخرى مع شركة سوليه الأمريكية الصغيرة لإنشاء مصنع للحديد بطاقة إنتاجية تبلغ 1500 طن شهريًا في البداية، وحاليًا يصل الإنتاج إلى 500000 طن متري سنويًا، وتوسعت فروع المصانع لديهم لتشمل الدول العربية والهند وفيتنام وإيطاليا وغيرها.

ومن الدروس المستفادة ما صرح به الدكتور عبد الرحمن الزامل، أحد الإخوة ورئيس مجلس الإدارة، في إحدى الندوات؛ حيث قال: “كم كان الله لنا معينًا وسندًا عندما خلطنا دماءنا في وعاء مجموعتنا، حتى لم يعد أي منا قادرًا على التمييز، لم يعد أحد منا يقول همسًا أو علنًا “هذه شركتي” أو “هذا مصنعي”، بل نعترف بحقيقة أننا لم نجلس يومًا كإخوة لمحاسبة بعضنا البعض من أجل القسمة أو التوزيع، هذه هي مبادئنا وما زالت وسوف تستمر -إن شاء الله- فلا يوجد نجاح بدون مخافة الله، ولا تقدم بدون دفع الحقوق كاملة”.

أنساب أسرة آل الزامل

يشير العالم حمد الجاسر، في كتابه “أنساب الأسر المتحضرة في نجد”، إلى أن “آل زامل” من منطقة عنيزة في القصيم، وأنهم ينحدرون من زامل بن عبدالله بن سليم من آل بكر من آل جراح من بني ثور من سبيع.

وفي أجزاء أخرى من الكتاب يتحدث عن العلاقة بين آل زامل وعائلتي الروق والسليم النجديتين، مشيرًا إلى أنهم جميعًا أبناء عمومة ومن الأصول نفسها.

ويضيف أن آل سليم، الذين ينحدرون من آل زامل، كانوا أمراء عنيزة، وبناءً على ذلك فإن عنيزة هي مسقط رأسهم ومكان ولادتهم قبل أن يبدأوا رحلة الهجرة شرقًا بحثًا عن الرزق وحياة أفضل.

الوزير السابق للصناعة والكهرباء

يذكر عبد العزيز عبد الله الحمد الزامل، الوزير السابق للصناعة والكهرباء في المملكة، أن جده حمد عبد الله الزامل كان تاجرًا ومزارعًا وشخصية اجتماعية ودينية معروفة في عنيزة.

وتزوج من ابنة “علي السليم”، وهي واحدة من النساء المعروفات في عنيزة بحفظهن للقرآن، وأنجب له أبناء وبنات، بما في ذلك ابنه البكر عبد الله، ومنذ صغره كان معروفًا بذكائه وحبه للعلم والمغامرة؛ ما دفعه إلى تعلم القراءة والكتابة بسرعة.

وبسبب طموحاته في اكتساب الرزق والمعرفة قرر الانتقال إلى شرق السعودية عام 1918 برفقة بعض أصدقائه، وبعد رحلة شاقة على ظهور الإبل استغرقت 18 يومًا، وصل إلى الجبيل وكان لديه فقط 40 ريالًا فرنسيًا في جيبه تلقاها من أخته.

عبد الله آل زامل

بعد فترة إقامة في الجبيل والهفوف قرر عبد الله الاستثمار في تجارة المواد الغذائية والأقمشة باستخدام المبلغ المتبقي لديه من النقود، وتلقى معلومات من أصدقائه الذين هاجروا من نجد إلى البحرين حول الفرص التجارية المتاحة هناك والعائلات النجدية المرموقة التي تعيش هناك. وبالتالي قرر الانتقال إلى البحرين.

في عام 1923 انطلق عبد الله بقارب من ميناء العقير إلى فرضة المنامة في البحرين، التي كانت وقتها مركزًا نشطًا لتجارة اللؤلؤ والاستيراد وإعادة التصدير إلى الدول المجاورة.

استقر في منزل أحد تجار البحرين النجديين عبد العزيز العلي البسام، وبسرعة تأقلم عبد الله مع البيئة الاجتماعية في البحرين ونجح في بناء علاقات صداقة وعمل مع رموز العائلات التجارية الكبيرة في البحرين آنذاك، مثل: القصيبي والبسام والذكير والقاضي والروق والخنيني.

بالإضافة إلى ذلك عقد علاقات ودية مع الشيوخ من آل خليفة وأسماء جديدة من آل سعود وآل جلوي وتجار الأحساء ودبي وقطر تمت إضافتها إلى دائرة علاقاته.