dark

رييل ستوري | قصة واقعية المعاقة منذ طفولتي وانا اعيش مع إعاقتي – قصص من الواقع

0
(0)

منذ طفولتي وانا اعيش مع إعاقتي: متقبلة إياها بطيب خاطر: ولست منكرة لها يوما. وراء ذلك ولدت في نفسي الراحة والطمأنينة رغم كل

الصعاب التي مررت بها آنفآ من طرف الاطفال المتنمرين وبعض من اهلي المقربين . ولكن بالنهاية لم اسمح لهم ان يضعفوني ويجعلوني اعيش دائرة الكره والحزن و اخسر بسببهم نفسي: بل كنت محتوياني كحضن امي تماما. امي التي لم تدعني بمفردي طيلة ايام دراستي حتى هذه اللحظة . هي من نمت في الثقة وقوت شخصيتي رغم كل الظروف.

كبرت وانا بي عيب خلقي في وجهي. كانت عيني اليمنى مغلقة تقريبا نصفها والتي لونها يميل إلى اللون الازرق الفاتح. لا استطيع الرؤية بها ولكن تعودت ان ارى بعين واحدة. كما ان هناك قدمي تعرج منذ ان بدات في مرحلة المشي منذ الطفولة . الحمد لله علئ كل حال : ربي احسن خلقي افضل حال من كثير ممن رزقهم الله الخلقة الكاملة ولم يشكروه علئ نعمه ; فبالرضا يصغر ما هو كل صعب بالحياة. لم اتذمر كثيرا مما انا عليه ناهيك عن مروري ببعض المواقف التي ضايقتني. ولكن لا اقف عندها واتغلب عليها بعد ذلك وامر عليها مرور الكرام… كبرت وانا على

ذاك الحال اتحمل كل من حولي بإزعجاتهم وتلميحاتهم لي وخاصة عندما بلغت السن الذي يسمح بالزواج واكيد تأخرت فرصتي به كبقية الفتيات فمن ذا الذي سيختار فتاة معاقة. لذلك نزعت فكرة الزواج من ذهني نهائيا. حتى يوم من الايام عدت من عملي اليومي وجدت ضيوفا في منزلنا. عرفت منهم جارتنا زليخة اما الباقي لم اتعرف عليهم. سلمت عليهم جميعا ومن بينهم ذاك الرجل الذي يظهر عليه الحزن مطأطآ راسه للاسفل. نظرت لامي انتظر منها ان تعرفني عليهم لكنها كانت تتجنب نظراتها نحوي. فنطقت خالتي زليخة وهي تضحك معي. _سعاد انت عدت من العمل مرهقة . اذهبي وغيري ثيابك ثم عودي لتتعرفي على زوجك المستقبلي. صعقت مما قالته خالتي زليخة هل انا اسمع جيدا.

زوجي.!! ماذا؟! زوجي انا؟ هنا تدخلت امي لتوضح كلام خالتي السابق: _كنت اود ان اخبرك عبر الهاتف بقدوم ضيوف جاؤوا لخطبتك. ولكن الهاتف انت نسيته في غرفتك. وقتها إبتسمت وسألت نفسي من سأتزوج يا ترى? والرجل الذي يقابلني لا يراني قبل هذه اللحظة التي انا فيها امامه… أتراه اخطأ في العنوان ?وراى منظرا لايسره… ولكن لا بأس لن اغضب عد من حيث اتيت. ولكن لا تعاملني كانك رأيت عفريتآ . هنا اصبحت مسامعي تلتقط اصوات خالتي زليخة من جديد اظنها مصرة رغم صمت العريس الذي لم ينطق ببنت شفة منذ دخولي للصالة عليهم. _سعاد العريس يكون من اقاربي. ولنكون صرحاء فهو لديه طفلان صبي وبنت. ووالدتهما توفيت لم يمر عليها بضعة اشهر. فهمت الان الوضع وبالتحديد وضع وموقف الرجل المتسمر امامي. اظنه المسكين حياته إنقلبت رأسا على عقب. كما اظن انه في موقف لا يحسد عليه. وهذه الجلسة كان مغصوبا عليها. فلو لم يكن محصورا ومغلوبا على امره. لقام فرارا ولن يرى خلفه.. اشفقت على حاله وبادرت بالكلام معه اولا

لأهون عليه الأمر. _رحمها الله لكم خالص العزاء على فراقها … _امين يارب… شكرا. _سنترككما بمفردكما قليلا. بينما انا ووالدتك سنقوم بإعداد القهوة. لا ارى داع لذلك يا خالتي انتما تضيعان الوقت فقط لو إستثمرتموه في البحث عن زوجة اخرى ترفع من رأس العريس الحزين قليلا. _هل انت تعملين كما اخبرتني عمتي زليخة؟. _نعم اعمل بروضة للاطفال. _انظري سأدخل في الموضوع مباشرة. ولن اقوم باللف والدوران و اخفي عليك ما أريده بالضبط.كما علمتي قبل قليل انني فقدت زوجتي ولم يمضي علئ وفاتها سوى بضعة شهور. وفي هذه الاثناء لم استطع بمفردي ان اقوم بإحتواء اولادي على اكمل وجه. خاصة ان إجازتي انتهت وعدت لمتابعة عملي: ووالدتي التي تعتني بهما مسنة لا تقدر على تلبية احتياجاتها وطلباتهما التي لاتكاد تنتهي… لذلك قررت ان اجد لهما اما بديلة تحن عليهما وتعتني بهما كأبنائها: وكأنها هي من

ولدتهما من بطنها إن لم اكن ابالغ في امنياتي عمتي اشادت بك وبتربيتك الاخلاقية لذلك انا اطلبك للزواج وان قبلتي سأكون ممتنا لك. _كم هي اعمار طفليك؟ _سوسن في الرابعة من عمرها نناديها بسونة. اما سامي فهو قريبا سيكون بالسنة اولى إبتدائي. _المسكينان ما زالا صغيرين. _هم كذلك. لهذا قلبي يتقطع من اجلهما ففقدان والدتهما صعب عليهما كثيرا خاصة انهما متعلقان بها إلى حد كبير . لكن ما العمل الله اعطى الله اخذ امانته والحمدلله على قدر الله…. ساتركك ليومين تفكرين بالموضوع ولن يغصبك احد على امر لم تقتنعي به او فوق

إستطاعتك . فاولا واخيرا هذا مستقبلك وعليك انت بإتخاذ قراره. لو سمحتي نادي على عمتي. وسنتصل بكم لاحقا عند اخذ قرارك النهائي. _والقهوة التي يعدانها من يشربها.؟ _ان كان لنا نصيبا سنشربها لاحقا مصحوبة بالحلويات.وسأتعرف على بقية افراد عائلتك . رحل الخاطب وتركني اتخبط في كلامه. هو كان مسرعا ومختصرا في حديثه ولم يذكر منه إلا الذي يهمه ولكن ماذا عني؟ هل هو فقط الذي له طلبات وشروط. ام انه جاء ليشتري خادمة لولديه فقط ثم يعود من حيث اتى . حتى انه لم يقترح إن وجدت لي طلبات مثله ام انه يتوقع انني ساطير من فرحتي بقدوم العريس.وليس لي مجالا للرفض بما انني لست كبقية الفتيات الحسناوات. #يتبع في الجزء الثاني..

قصة المعاقة جزء الثاني

جلست مع امي كي اعلم ماالذي تفكر به. اهي تتقبل فكرة زواجي برجل له طفلين. ام انها ترفض الموضوع برمته بما ان الحزن باد على وجهها.

لكن رأيها كان ليس بالغريب فهي تثق بقراراتي ورفضت ان تتدخل في شؤوني المستقبلية كما تقول. ونصحتني ان استخير الامر. وافكر جيدا في عواقب الامر وايجابياته قبل اتخاذ اي قرار.

واي قرار.? كم هو صعب إتخاذه. فانا مغتاضة من الخاطب الذي يدعى مروان هذا… كم هو بليد ومتكبر في كلامه اظنه من النوع المتسلط الذي كلمته تسبق الجميع… ولكن اسمه جميل. وشكله مقبول… وانا ما الذي يهمني في شكله ان كان لا يحترم من معه. فلماذا اتزوج برجل لا اضيف له شيئا سوى ان اكون خادمة له ولاولاده… لا.. لن اقبل… فهذا يقلل من

شأني… شأني الذي حاول الكثير ان يقللوا منه ولم يستطيعوا فعله. فاكيد لن يفعل هو بالاخير… سأرفضه إنتهى الأمر.

لا ادري اليوم لماذا اشتقت لوالدي وصورته لم تفارقني منذ فترة?. لذا قررت ان اغيب من عملي في الفترة الصباحية واذهب لأزوره واقرأ الفاتحة على قبره .

إشتريت في طريقي ازهار النرجس الذي يحبها والدي وتوجهت نحو المقبرة. وبينما انا في طريقي إليه. اجد ما بين صفوف المقابر رجل ينتحب. ظننته في باديء الامر ان المسكين فقد إحدى والديه. وانا اقترب منه رويدا رويدا لأعبر من

خلفه فانتبهت وهو يستدير. ظهر لي نصف وجهه شككت انني اعرف ذاك الرجل. تمعنت اكثر فيه وصعقت من الصدفة التي جمعتنا ثانية ولم يمر على معرفتنا فقط يوم… كنت اكذب عيني الذى تحققت من الشاهد المكتوب فوق قبر الفقيد او الفقيدة. فتاكدت من الامر هي زوجته دون شك. فالفترة الذي ذكرها بعد وفاتها هي نفسها تقريبا التي كتبت على الصفيحة الرخامية للقبر…

اردت ان ابتعد عنه قبل ان يراني. لكن لا ادري لما اشفقت على حاله فمن الصعب على الرجل ان يبكي بحرقة على زوجته إلا اذا كان يحبها… لذلك لم ارى نفسي إلا وانا اطبطب على كتفه. ربما اردت دون وعي مني ان اهون مصابه ولو قليلا.

_هل كنت تحبها لهذا الحد..؟

_ااا. !! أهذه انت!! من اتى بك إلى هنا؟! قصدي لماذا انت هنا؟

_جئت لازور قبر والدي. ووجدتك هنا بالصدفة.

_كيف حالك هل انت بخير؟

_شكرا انا بخير. ولكن انت يظهر عليك العكس.

_اجد الامر صعب بعض الشيء لكي اتقبله.

_انت تحبها. ام تفتقدها.؟

_إنها ام اولادي. واكيد لها مكانة بقلبي.

_تعجبني صراحتك. فلو كان غيرك لأنكر خاصة امام التي يود الزواج منها.

_بالعشرة نحب القريب و البعيد فما بالك من كانت تعيش معك تحت سقف واحد… رحمة الله عليها….. هل بالإمكان ان نذهب سويا لقبر والدك؟

_بالتأكيد هو من هنا ليس ببعيد. دعني اولا اقرا عليها سورة الفاتحة….

_هل توفى منذ زمن ام كانت وفاته لم يمر عليها الكثير؟

_منذ حوالي ثلاث سنوات فقط. إثر سكتة قلبية

_ااا المسكين. رحمة الله عليه واسكنه جنات نعيمه.. الموت قاس جدا فلن نألفه ابدا رغم وجوده منذ ان بدأت البشرية.

_ذلك صحيح. لانه يبعدنا عن احبابنا وفلذات اكبادنا.

_الله المستعان.

قرأنا الفاتحة على قبر والدي. ووضعت ازهار النرجس على قبره. كما تركت إحداها اولآ على قبر الفقيدة زوجة مروان السابقة..

وعندما خرجنا من المقبرة. وكل واحد يتأهب منا للمغادرة إلى دياره. اذ بمروان يستأذنني ان كان علي الموافقة بعزومته لي على الغذاء..

دهشت بمبادرته وبدأت نظرتي له الاولى تتبدد مع مرور الوقت. خاصة عندما تقربت قليلا من افكاره ونحن سويا على

طاولة الغداء التي قبلت بعرضه بعد ما إنتابني بعض من التردد . ربما قبولي لعرضه ناتج عن الفضول الذي غلبني لكي اتعرف على هذا الرجل الذي يظهر من خارجه الصلابة والعجرفة. ومن داخله كانه طفل صغير تسقط دموعه على زوجته السابقة… وبصراحة هنا إحترمته كثيرا وزاد احترامه وتقديره في عيني. فمن يبكي على امراة فأكيد هو رجل مخلص وشهم حتى يقر بعشرته معها وهذا من القلائل من يفعل ذلك في زمننا هذا.

تحدثنا مطولا انا ومروان عن عدة امور. واكثرها كانت متعلقة بطفليه اللذان يحبهما بصورة كبيرة… هذه المرة لم يهملني الرجل مابين حواديثه. بل سأل عني قليلا فيما يخص اختصاصي ودراستي. وان كنت اود متابعة عملي لو قبلت الزواج به.. وامورا اخرى لمح فيها عن والدته المسنة وانه لايستطيع ان يتركها بمفردها… اظن اللقاء هذا صمم كي يضع مروان النقاط على الحروف… حيث يوم اخذ قراري اكون على دراية بكل التفاصيل الواضحة في حياته.

عدت الى البيت وكالعادة اعدت كل الشريط لامي بلقائي مع مروان الذي جرى بالصدفة. ونبهتني امي ان الطريقة التي كنت اتحدث بها عنه امس غير الطريقة التي اتحدث بها اليوم عنه… فابتسمت وخجلت من تلميحاتها… ولن انكر ذلك. فهو فعلا غير من تفكيري ناحيته. لذى قررت ان اوافق على العريس وأبني تجربة غريبة عن كل تجاربي السابقة. وكأنه تحد اخر لي بحياتي. إما ان انجح به واكون بهذا اكثر سعادة. او اخسر وهذا الذي لن اقبل به مطلقا.

وقبلت الزواج به….

#يتبع

قصة المعاقة جزء الثالث

بعد اسبوع حدد اهلي واهل العريس موعد الخطبة كذلك موعد الزفاف الذي حدد يليه مباشرة بعد شهر تقريبا بما ان مروان مستعجل بسبب الظروف التي تخصه..

قبل ذلك طلبت من مروان ان اتعرف على طفليه لكن اللقاء لم يكن وديا بالمطلق . فإبنته سوسن كانت خائفة طيلة ضيافتهم بمنزلي. جالسة على حجر والدها ولم تنزل منه حتى غادروا. ربما منظر عيني اليمنى لم ترق لها. رغم محاولاتي بالتقرب إليها بكل الوسائل. لكن الامر لم يكن يجدي.

اما سامي فذاك الذي اتعب قلبي. فهو كأنه يعيش في ملكوت الله. تائه لايعلم من الذين حوليه شيئا. اخبرني والده. بانه كان قبلا جد طبيعي.يلعب يتحدث عادي. ولكن بعد موت والدته تغير حاله . ومنذ ان اخبره بان امه بالسماء زاد من وضعه سوء. حيث اصبح كثيرا مايرفع رأسه للأعلى يبحث عن طيف امه هنا وهناك. وهو الان يتابعه عند طبيبة اخصائية نفسية…ارجوا ان يشفى عما قريب

جهزنا كل لوازم العرس. وجهزت بالأخص نفسي. ربما كي اخفي قليلا العيب الذي بوجهي. اما العرج فلا توجد مساحيق حتى تخفي عيبه. ولكن بالاخير النتيجة لم تكن بذاك القبح. ايضا مروان كان بأتم اناقته . حتى اني حسدت نفسي عليه.. .

لم تكن الحفلة صاخبة من الجموع ومزاياها كبقية مزايا حفلات الاعراس التي نراهم.. .بل كانت حفلة بسيطة وهادئة جدا. لا يتعدى المدعوين من بعض المقربين لنا ولهم فقط .

المشكلة لم احزن على بساطة الحفلة. ولا على هدية العروس من الخاتم والعقد الذي لم يكن في المستوى.ولا حتى انظار اقربائه لي المستفزة . بل حزنت ان حفلتي توقفت بسبب إعياء والدة مروان المفاجئة . وعلى إثرها اخذها مروان

وإخوته وبعض من اقاربها إلى المستشفى. التي قاموا بإدخالها مباشرة للإنعاش. فتصلوها على الفور باجهزة الاكسجين واسلاك نبض القلب.. .وبعد يومين لا اكثر توفيت العجوز . واصبحت العروس التي هي انا مجرد شؤم على الاسرة الصغيرة.

بعدها اصبحت في موقف لا احسد عليه. فبدلا من تلقي التهنيئات والتبريكات والاماني الحلوة لي ولزوجي اصبحت استقبل في بيتي الزوجي الجديد العزاء من الجيران والاصحاب لمروان وعائلته.. لم تتم فرحتي. فماذا افعل .سوى ان ارضى بما كتبه الله لي واصبر..

لم ارى حزنا يضاهي الحزن الذي كبده قلب مروان. فهو المسكين تلقى ضربتين على رأسه في وقت قصير. وفاة زوجته. والان والدته الذي كان يحرس على راحتها ورضاها. لكن للاسف توفيت بعد ان إطمأنت عليه وعلى احفادها بأنهم اصبحوا ليسوا بمفردهم. فهناك من جاء ليقسم معهم بقية حياتهم.

في تلك الأثناء كنت لا افعل سوى محاولة التقرب من الولدين. حتى احضى بقبولهما وارفع بعض التعب عن كاهل مروان. فالفتاة الصغيرة لاتكاد ان تطلق سراح والدها فهي إما تمسك بيده وتذهب اينما ذهب او تجلس في حجره.حتى

انها لاتنام إلا بجواره لذى كم كانت مهمتي شاقة لأخطوا خطوة نحو رضاهما. حتى سامي فهو يتهرب مني . واي مكان اكون متواجدة به يبتعد عنه على الفور. واحيانا يدعي بأن اصدقائه ينادون عليه للعب فيفضل الخروج بدلا من المكوث بالبيت .

بصراحة لم اتوقع ان تكون الامور بهذا السوء. حتى مروان لم احظى به كزوج للحظة . لم يكن سوى أب يتلهف لإرضاء ولديه حتى لايرى دمعة تسقط من وجنتيهما الصغيرتين..لم اكن ساخطة عليه وعلى إهمال عروس في اوائل ايامها معه .

بل كنت أشفق عليه فهو بالكاد يقف على قدميه من كثرة التعب متفان في تقديم تلبية حاجيات اطفاله . وانا خائفة يوم تنتهي مدة العطلة الإضافية التي قدمها مجددا بسبب وفاة والدته. مالذي استطيع فعله كي ارضيهما ويتقبلاني بدون إنكارهما بوجودي معهما… مهمة فعلا صعبة. اصعب مما تخيلت.

♡♡♡♡♡♡••••♡♡♡♡♡♡

مرت الايام والشهور حتى السنين بسرعة. فلم اعد احسب للوقت ولم اعد احس بذاك الخوف والتوتر من البداية الجديدة التي قررت ان اخوضها..

تزوجت عذراء .لكن وجدت نفسي مابين ليلة وضحاها املك طفلين رائعين ابتليت بحبهما رغم انهما لم تنجبهما رحمي…

#يتبع

المعاقة 4 والاخيرة.

لم يكن الامر سهلآ أّنِ اكسب ود الطفلين: حتى والدهما ففي بعض الاحيان يتملكني اليأس وكثيرا ما أّفِّګر في الانسحاب من حياتهم. ولكن هناك شيء بداخلي يدفعني اكثر نحو التوغل في كيفية مَعٌرفِّةّ طريقة تفكيرهم وعمق أّحٌأَّّسيَِّّسهِمَ ولا

آخذ الامور بمظاهرها. هنا فقط ادركت ان المعدن النفيس كاللؤلؤ مثلا لايرى جماله إلا بإخراجه من داخل بعض الاجسام الرخويات.. .هكذا إكتشفت نفوس مروان وولديه سونة وسامي تختبيء عواطفهم واحاسيسهم المرهفة بداخل اجسام هزيلة وحزينة .

في ايامي الاولى كنت اتابع عملي المعتاد . اتقاسم مع مروان الاوقات للاهتمام بالاولاد. لكن لم اكن على سجيتي. فعملي يأخذ مني كل الوقت حتى اهتم باسرتي على اكمل وجه. و لا اريد ايضا ان اظلم معي اطفال الروضة بإنشغالي الدائم عنهم معظم الوقت بما انهم صغارا ويحتاجون الإلتزام والاهتمام. ففضلت الاستقالة والمكوث بالبيت والاعتناء

باسرتي الصغيرة.. .ولم اندم يوما على قراري. فبالعكس هنا قدرني زوجي مروان اكثر على قراري الذي لم يتدخل به يوما فاصبح قريبا مني اكثر واصبح رويدا رويدا يشاركني افكاره وإقترحاته بشأن امور العائلة وعمله. وعندما وجد الطفلين الانسجام مابيننا. اصبحا هم كذلك يتقربان إلي بطريقة لطيفة.

فسونة مثلا تخلت عن خوفها مني. وبدأت في الاول تريني ألعابها ودماها المفضلة إليها فكنت بالمقابل اتقرب إليها بكسب ودها عن طريق حياكة ثياب واسرة ووسائد خصيصا لدماها واشاطرها باللعب معها ايضا. فكانت تحب ذلك وتسر كثيرا وهنا توطدت علاقتي بها واصبحت استطيع لمسها وحملها وتقبيلها الذي لايشبع منه. عكس ماكان بيننا سابقا اما سامي فتقربت منه عن طريق الرسم. وكان هذا مانصحتني به الاخصائية. وفعلا انسجم الصبي مع الوضع. وكل يوم

كنت اختلق موضوعا يعبر فيه عن نفسه بواسطة الرسم وكم كان هذا مفيدا حتى عاد إلى طبيعته .وأصبح احسن عن ذي قبل. ولد في منتهى الروعة نشيط وفكاهي ويسمع الكلام.. .كنت دائما سعيدة بهما خاصة عندما اصبحا كليهما يناديانني بماما دون ان يطلب منهما احد فعل ذلك. .فكم كانت دموعي سخية انذاك. كلما لفظ احدهما بتلك الكلمة التي لم اعرف معناها إلا منهما. فلولاهما لما احسست بعظمتها . فالله لم يمنحني طفل من رحمي .ولكن هما عوضاني عن ذلك. ولم يجعلاني اشعر بوجود فرق بتربية اطفال ليسوا مني.

كبر الطفلين وكبرت معهما انا ايضا. اصبحت سونة عروس وسامي شابا قادرا على تحمل المسؤولية افتخر بهما اينما حلا.. فلولاهما لما وجدت من يساعدني في محنتي. وكانهما يعترفان لي بالجميل على كل ما قدمته لهما من تفان و عطاء قديما دون ان انتظر منهما يوما المقابل. ولكن بعد تقدمي بالعمر. اصبحت قدماي لاتتحملان الوقوف بي او السير

عليهما بعد خطوتين او ثلاث. وهذا ناتج عن مرض هشاشة العظام الذي كان يتطور معي منذ طفولتي. .. وهذه اللحظة انا تقريبا عاجزة اجلس على الكرسي المتحرك . وعائلتي لم تتركني يوما او تحسسني انني عالة عليهم. .. و الدليل في هذا اليوم المشمس الجميل هو اجمل يوم بحياتي. نقوم انا ومروان والشابين بنزهة على شاطيء البحر نقيم عليه حفلة

صغيرة بمناسبة نجاح سونة حبيبتي بالبكالوريا.. .وسامي الذي فاجأنا بانه سيخطب في الاسبوع القادم الفتاة التي احبها واختارها عن دون كل الفتيات. وطلب مني ان افعل ذلك شخصيا ولم يخجل بي كما خالجني ذاك الشعور سابقا وهذا مازاد من سعادتي بهما. فتربيتي لهما لم تذهب سدا فمن اعطى من قلبه دون تذمر سيجد المقابل في حياته مايبهجه ويسره لاحقا.

#النهاية .

دمتم بخير.

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

راكبة مصعد تزلج تفشل في النزول فتسقط رفيقتها أرضًا

Next Post

رييل ستوري | رواية الماضي لا يموت – قصص من الواقع

Related Posts