dark

رييل ستوري | رواية الماضي لا يموت – قصص من الواقع

0
(0)

رواية الماضي لا يموت

بداية القصة منذ أن كنت صغيرة وانا اعشق الروايات والقصص. وكثيرا ما كنت اسرح مع شخصيات انسجها من وحي خيالي .

أحيا معها افرح لفرحها واحزن حينما أراها تتألم.

فالخيال ة وهبها لنا الله عز وجل

حينما نترك له العنان يجعلنا نحيا الف حياة وحياة

ونعيش مع أشخاص لم نراهم من قبل ونرى من جمال الدنيا ما لم نراه في واقعنا المرير .

وقد يذهب بنا خيالنا الي عوالم خفية قد لا يكون لها وجود

فيجعلنا نحيا فوق السحاب أو حتى في أعماق البحار

وقد ينسج لنا الخيال شخصيات ليس لها وجود إلا في عقولنا

فنرسم من وحي خيالنا حياتهم والشخصيات التي يتعاملون معها .

ونكتب بأيدينا اقدارهم

وهذه أولى محاولاتي في رواية قصة من وحي خيالي ونشرها لحضراتكم بدلا من أن تبقى في مخيلتي انا فقط

متمنية أن تنال اعجابكم.

تبدأ أحداث قصتي على قطار في إحدى محطات الصعيد

المتجه إلى محافظة القاهرة حيث الزحام والباعة المتجولون والأصوات المرتفعة.

وإذا نظرنا إلى أحدى نوافد هذا القطار سنجد مها بطلة قصتنا

وهي تجلس بجوار النافذة مودعة بلدتها التي ولدت وتربة بها

ويوجد بجانبها والدها الأستاذ أحمد مدرس التاريخ في إحدى المدارس الثانوية.

فهو رجل بسيط ومحترم عاشق للتاريخ والأدب.

لم ينجب إلا ابنتين

ومها هي ابنته الصغرى وقد أنهت مرحلة التعليم الثانوي وحصلت على درجات لا بأس بها جعلتها تلتحق بكلية الآداب

للتدرس التاريخ المولعة بحبه كابيها.

وها هي مها تجلس بجوار أبيها في هذا القطار الذي سياخدها إلى المدينه الجامعية التابعة لكلية الآداب.

تاركه خلفها عالمها البسيط الذي عاشت به في أمان مع أسرتها الصغيرة.

وبجانبها أبيها الذي يحاول أن يبث بها روح القوة ويتلوا عليها بعض النصائح خوفا عليها من هذا العالم الغريب الذي ستقدم عليه بمفردها.

أما هي فقد شردت في المناظر الطبيعية التى تراها من خلف نافذة القطار

وتذكرت سطوح منزلها حيث كانت تقضي أغلب اواقاتها وهي تتأمل الخضرة المحيطة بمنزلها واشعة الشمس وهي تسقطت على صفح الجبل الأصفر فتنعكس على سطح الماء لتصنع منظر في غاية الجمال .

وأسراب الحمام وهي تحلق في السماء وقت الغروب .

شاي…… شاي……. حاجه ساقعة

تفيق مها من شرودها على صوت الباعة المتجولين وصوت أبيها وهو يقدم لها بعض الطعام والمياه

ترفض مها تناول الطعام قائله لأبيها لا لست جائعة

الأب … تناولي يا حبيبتي بعضها فالطريق مازال طويل

تناولت مها من أبيها الطعام ثم عادت تنظر إلى النافذة مرة اخرى.

وراحت تفكر هذه المرة في الحديث الذي دار بين والدتها وبين أبيها بخصوص ذاهبها إلي الجامعة وحياتها في بيت الطلبات بمفردها .

لقد كانت تمر بجوار غرفة والدها والدتها بالصدفة فسمعت صوت أمها تتحدث إلى أبيها بغضب وصوت مرتفع

الأم .. انا لا افهمك يا أحمد كيف توافق على ذهاب مها إلى القاهرة وان تعيش بمفردها هناك.

الأب ….. وما الضرر في ذلك يا أمينه فابنتنا ليست اول فتاة تذهب لتعيش في بيت الطالبات لتحصل على الشهادة الجامعية.

الأم. …. لكن وضع ابنتنا مختلف يا أحمد انا أخشى عليها من أن يحدث لها ما حدث لاختها الكبرى أحلام

الأب. …. وقد ظهر على وجهه حزن والم شديد لا تقولي هذا

وقلت لكي من قبل أن لا تذكري هذا الأمر

الأم. …يا أحمد مها أصبحت ابنتنا الوحيدة وانا أخشى أن يصيبها ما أصاب أختها وافقدها هي أيضا انا لن أتحمل أن يحدث هذا مرة اخرى

الأب. …..وماذا تريدين يا أمينة هل نبقيها في المنزل بحانبنا ولا تجعلها تخرج منه أو تكمل دراستها هل هذا هو الحل.

طرقت مها الباب ودخلت إلى الحجرة واقتربت من والدتها التي امتلأت عيناها بالدموع وحضنتها بقوة ثم نظرت اليها بحب وحنان ومسحت بيديها دموع أمها

وقالت لها لا تخافي عليا يا أمي فأنا اعدك بأن لا يحدث معي ما حدث مع أحلام ابدا اعدك يا أمي بهذا.

واعدك بأنني سوف أكون بأفضل حال وسأكون قويه ولن اسمح لأحد بالدخول إلى حياتي ابدا

ولن افتح قلبي لأي إنسان اعدك بهذا يا أمي

نظرت اليها أمها بحنان وضمتها اليها بكل حب وحنان

مها ………مها……..مها……..

هيا يا حبيبتي لقد وصل القطار إلى محطة القاهره هيا بنا يا ابنتي

وقفت مها من جلستها وتناولت حقائبها مع أبيها ونزلا من القطار .

واوقف والدها تاكسي وطلب منه أن يأخذها الي حيث بيت الطالبات الخاص بكلية الآداب

دخلت مها مع أبيها إلى المسؤلين ودفع لها أبيها المصروفات

وتحدث مع المسؤلين اللذين قالوا له اطمن ستكون ابنتك بأمان معنا .

ودع الأب ابنته بعد أن أعطاها مبلغ من المال والكثير والكثير من النصائح وقبلها على جبينها وانصرف مسرعا حتى لا ترى الدموع التى ملأت عيناه .

وقفت مها تراقب والدها وهو يبتعد عنها شيئا فشيئ حتى اختفى عن نظرها .

وحملت حقيبتها واتجهت إلى الحجرة التى سوف تعيش بها

ياترى ماذا سيحدث مع مها هل كانت والدتها على حق في رفضها لذهابها لتعيش بمفردها

وياترى ما الذي حدث لاختها الأكبر أحلام

هذا ما ساقصه عليكم في الجزء الثاني من القصة…

يتبع..

رواية الماضي لا يموت الحلقه الثانيه

حملت مها حقيبتها واتجهت الي الغرفة التي ستعيش بها بخطوات ثابتة وبطيئة.

وهي تشعر بسعادة بالغه لأنها حققت حلمها والتحقت بالكلية التى طالما حلمت بها

وشعور بخوف شديد من الحياة الجديدة التي ستحياها بمفردها.

دخلت مها إلى الغرفة وراحت تتفقدها واذا بها حجرة كبيرة يوجد بها بعض السرائر والدواليب

وسمعت صوت يقول لها تعالي يوجد سرير غير مشغول بجواري .

فنظرت إلى مصدر الصوت فإذا بها فتاة في نفس عمرها تقبل عليها مبتسمة بوجهها الصبوح البشوش.وتبدوا عليها طيبة القلب وخفة الدم.

وتقول لها أهلا بكي انا (أماني)

ومددت يدها لتسلم عليها

تبسمت لها مها وسلمت عليها وقالت وانا مها.

أماني. ….. أهلا بكي يا مها تشرفت بمعرفتك وأخذت بيدها الي السرير المجاور لها وقالت خذي هذا السرير حتى تكوني بجانبي

اومأت مها برأسها بالموافقة ووضت حقيبتها فوق السرير

فهمت أماني وفتحت لها خزانة الملابس وقالت هيا يمكنك وضع ملابسك بجوار ملابسي.

فتحت مها حقيبتها لتفرغ ملابسها واخرحت برواز يحتوي على صورة فتاة في غاية الجمال .

أماني. ….يا لها من فتاه جميلة أنها جميلة جدا من هذه يا مها

مها انها اختي رحمها الله

أماني. …..أسفه حبيبتي ولكن كيف حدث ذلك أنها صغيرة

هل كانت مريضه ؟؟أم كان حادث؟؟ إنها في غاية الجمال

ونظرت إلى وجه مها فوجدت الحزن قد خيم عليه وامتلات عيناها بالدموع

فوضعت أماني الصورة من يدها وحاولت تغير مجرى الحديث

أماني. ….هيا سوف اساعدك في إفراغ حقيبتك ووضع الملابس في الدولاب

فأنا ارتحت لكي وأشعر أننا سوف نكون أصدقاء أن شاء الله

غيرت مها ملابسها وذهبت إلى فراشها بعد أن تناولت وجبة العشاء

وأجرت محادثه تليفونية مع والدها ووالدتها لكي يطمأنوا عليها

وراحت والدتها تلقي عليها بعض النصائح

واتفقا على أن يبقا على اتصال دائما.

حاولت مها أن تغمض عيناها حتى يأتيها النوم ولكنه جافاها

وراحت تتقلب في فراشها يمينا ويسارا حتى شعرت أماني بها وقالت .

أماني. …..ماذا بكي يا مها هل جافاكي النوم كما جافاني

مها. ….نعم فأنا لم انام يوما بعيداً عن فراشي ولم اترك البيت الذي ولدت به .

أماني. ……..لا انا دائما ما أسافر واذهب إلى رحلات وازور أقاربي

وراح يتبادلان الحديث حتى اتاهما النوم.

وفي الصباح استيقظا على صوت المنبه واستعدا الاثنين وذهبا سويا إلى الكلية

وبدأت الدراسة وأظهر الفتاتان اهتماما كبيرا من أول يوم لهم فالدراسة ولم يفكروا إلا فى دراستهما وتفوقهما بها

يحضران جميع المحاضرات ويذهبا الي المكتبة للقراة والإطلاع

ومرت ثلاث سنوات وهما من نجاح لنجاح ومن تفوق الي تفوق

يفترقان في نهاية كل عام دراسي

ويلتقيان في العام الذي يليه.

ويبقيان على اتصال طوال فترة الإجازة

إلى أن أصبحوا في عامهما النهائي

وفي ذات يوم طلبت أماني من مها أن ترافقها لتشتري بعض الملابس الجديدة

ولكن مها رفضة

أماني. …….لماذا ترفضي المجيء معي

مها…….انتي تعلمين أنني لا أحب أخرج بعيدا عن بيت الطالبات

أو الكليه

أماني ……..لماذا نحن لن نتأخر سنشري الملابس ونعود على الفور

وافقت مها بعد الحاح كبير من أماني وذهبا واشترا الملابس وفي طريق العودة استقلوا حافلة للنقل العام

وكان بها زحام شديد ولم يجدا مقاعد ليجلسوا عليها وظهر على وجه مها إزعاج شديد من الازدحام

وراحت تبحث بعيناها على مكان لتجلس به

فإذا بها وهي ترفع عينها عن الأرض تجد شاب وسيم طويل القامه تبدوا عليه الوسامه والرجولة

يلاحقها بنظرات إعجاب واهتمام شديد .

فاحمر وجهها خجلا وغضة بصرها على الفور

وظل الشاب يراقبها بكل اهتمام وهو يلاحظ الانزعاج يزداد على وجهها من الازدخام

إلى أن نزل أحد الركاب فأشار الشاب إلى مها وصديقتها لتجلس على المقعد وراح يفسح لها المجال حتى تستطيع التحرك داخل الحافلة.

إلى أن أتت المحطة التي ستنزل بها الفتاتان ونزلت مها وأماني

وظل الشاب ينظر لها بكل إعجاب واهتمام.

أماني. ……يا له من شاب وسيم يا مها ويبدوا انه شهم ومهذب.

مها …….عن من تتحدثين

أماني. …..الشاب الوسيم الذي كان ينظر اليكي

مها…….اصمتي وهيا بنا لقد تأخر الوقت

وفي اليوم التالي

ذهبت الفتاتان إلى الكلية

أماني هيا بنا إلى المكتبه لقد بقى بعض الوقت على المحاضرة

مها …. . اذهبي انتي وانا سوف الحق بكي

أماني ……إلى اين ستذهبين

مها. ……..سابحث عن دعاء لقد أخذت مني كشكول المحاضرات أمس سوف إذهب لاخضره والحق بكي

أماني. ……تمام

أخذت مها الكشكول من دعاء وذهبت إلى المكتبة واذا باماني تستقبلها على باب المكتبة

أماني. …… إنه هو هو يا مها

مها….. …. . من هو عن من تتحدثين

أماني. …… الشاب الوسيم الذي صادفناه أمس فالحافلة

بدأ على وجه مها التعجب وكانها لا تصدق كلام صديقتها

وتركتها ودخلت إلى المكتبه واذا به يقف أمامها

ينظر إليها في دهشة وغرابه وفرحة شديده انارت وجهه

وتبسم لها وتقدم ببعض خطوات في خجل وخوف وحاول التحدث اليها .

فنظرت إليه بعدم رضا وادارت ظهرها وخرجت من المكتبة

ولحقت بها أماني

أماني. …….مها مها الي اين لما خرجتي من المكتبة هكذا

وكأنك تهربين من شبح

مها. …..شبح لا ابدا سوف ااذهب إلى الكافتريا هيا تعالي معي

نتناول بعض الطعام فأنا أشعر بالجوع.

أماني …….اوك هيا بنا

ولكن من هذا الشاب يا ترى انا لم أراه من قبل

هل هو طالب جديد

مها مها مها فيما شردتي

مها ……..لا شيء هيا بنا وكفاكي فضول

فلم يتبقى على المحاضرة إلا نصف ساعة وهي محاضرة مهمه جدا

ذهبت الفنااتان إلى الكافتريا وتناولا الطعام والشاي

واخذهما الحديث إلى أن أتت دعاء

وقالت لهما هيا بنا ستبدأ المحاضرة فهي مهمه جدا

وكل الطلاب حريصة على حضورها.

وعندما وصلوا إلى قاعة المحاضرات لم يجدوا مكان ليجلسوا به لقد أمتلأت القاعة

واذا بالشاب الوسيم يجلس بين الطلاب وأشار إلى أماني بأن هناك مجال للجلوس بجانبه

فأخذت مها وذهبت لتجلس بجانبه وهي تشكره حاول التحدث إلى مها ولكنها صددته بنظرات تدل على عدم رغبتها في التحدث إليه.

وبدأت المحاضرة ولكن الشاب راح يترقب مها بكل اهتمام

فقد أخذ بجمالها

وعيناها البونيتان اللذان يشبهان قطرتان قهوة في غيمة سحاب ووجهها البريء وملامحها الملائكية

والحجاب يزين جبينها وحشمت ملابسها وكأنها ملاك أتى من السماء

لاحظت مها هذا الاهتمام من الشاب وأماني أيضا

وعند انتهاء المحاضرة أسرعت مها بالخروج ولحقت بها أماني

وقالت

من هذا الشاب يا ترى انه مهتم بكي كثيرا لابد انه طالب جديد

أماني …..أماني….. أماني

أماني تقول لمها انه مصطفى سو اتركك واذهب انه ينتظرني

وسوف أعود ومعي أخبار الشاب الوسيم كلها لابد أن أعرف عنه كل شيء

ياترى من مصطفى ومن هو هذا الشاب الوسيم

الذي يحاول اختراق قلب مها

وهل سينجح في هذا أم أنها ستبقى على وعدها لوالددتها

هذا ما ساقصه عليكم في الجزء الثالث..

يتبع.

واية الماضي لا يموت الحلقه الثالثه

أماني …..إنه مصطفى سوف إذهب إليه هل ستنتظرينني

مها. ……..لا سأذهب لاستريح لاني متعبه جداً

ولكن لا تتأخري وانتبهي لنفسك جيداً

أماني. ……..حاضر يا ماما مها

تركت مها أماني وذهبت إلى غرفتها في بيت الطالبات وهي شاردة حزينة تشعر بضيق الصدر

ودخلت إلى غرفتها ووضعت ما بيدها من كتب على الكمود المجاور لسريرها ونظر ت إلى صورة أحلام التي تضعها على الكمود وتشرد قليلا

ثم تقف من جلستها وتذهب لتتوضأ لكي تلتقي بربها كعادتها

لتشكوا إليه في سجودها ما تشعر به من ضيق وحيرة

يفتح

باب أحد الشقق والتي يبدو أن اصحابها ميسور الحال

ماما …….ماما……..أين انتي يا ست الكل. ….

الأم …….انا هنا يا محمود فالمطبخ

يذهب محمود الي حيث توجد والدتها ويقبل عليها مبتسما

ويحتضنها ويقبل رأسها قائلا

ماذا اعددتي لنا من الطعام

الأم ……..لقد أعدت لك الطعام الذي تحبه إذهب بدل ملابسك

واغتسل حتى انتهي من إعداد الطعام

وحاول أن تقنع أخاك بأن يأتي ليتناول الطعام معنا

محمود. ……إلا يزال في غرفته إلى الآن

الأم. ………..نعم فمنذ رجوعة من المستشفى وهو جالس بغرفته طوال الوقت ويرفض الخروج منها

محمود. …..اعذريه يا أمي فما تعرض له ليس أمر بسيط

ولكن سوف يتحسن أن شاء الله فالطبيب الجديد قد قال لي أن هناك أمل كبير في شفاءه

الأم. ……أتمنى ذلك من الله هيا إذهب وتحدث إليه حتى انتهي من إعداد الطعام

قبل محمود جبين أمه واتجه إلى غرفة أخيه وطرق الباب لكنه لم يرد عليه .

ففتح محمود الباب ليجد أخاه جالسا على كرسي متحرك في وسط الغرفة وفي يده صورة يتأمل بها وهو شارد في عالم آخر

حاول محمود الاقتراب من أخيه لمعرفة لمن هذه الصورة

فشعر به طاهر وأخفي الصورة التي في يده في كتيب صغير ووضعها على قدميه

قائلا لأخيه محمود لقد أتيت مبكرا اليوم

محمود…….نعم لقد كانت لدينا محاضرة واحدة مهمة واتيت مباشرة بعد انتهائها

ووضع محمود جسده على سرير أخاه وقال له

محمود …..لن تصدق من رأيت اليوم في الكلية

طاهر. ……من يا ترى

محمود. …….الفتاة التي التقيت بها أمس في الحافلة

طاهر. ….ألا زالت سيارتك في التصليح

محمود. …….نعم وهذا من حسن حظي ومن حسن حظي أنني لم أجد تاكسي وركبت هذه الحافلة

طاهر. …..الهذا الحد أعجبتك تلك الفتاة

محمود. ……نعم يا أخي لقد أخذت عقلي هذه الفتاة

محمود طاهر هيا يا أولاد لقد انتهيت من إعداد الطعام هيا قبل أن يبرد الطعام واكملوا حديثكما فيما بعد

ترفع مها رأسها من على الأرض بعد سجود طويل همست فيه بما في قلبها الي خالقها

وانتهت من صلاتها وفتحت المصحف لتتلو بعض آيات القرآن الكريم

مر بعض الوقت ومها تتلو في كتاب الله

حتى دخلت عليها أماني وهي سعيدة ومبتسمة

أماني. …….السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مها. …….وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لما تاخرتي يا أماني لقد انشغل بالي عليكي

اقتربت أماني من صديقتها واحتضنتها وهي مبتسمة وقالت

أماني. …..ولما ينشغل بالك يا حبيبتي انتي تعليمين أنني ذهبت لالتقي بمصطفى

مها. ……كل هذا الوقت لقد قلقت عليكي

أماني. …… ولم لا فمصطفى خطيبي وابن عمي وسوف نتزوج عند انتهاء الدراسه بإذن الله

وقفت أماني من جلستها واتجهت نحو خزانة الملابس واخرجت منها بعض الملابس لتبدلها ثم التفت الي صديقتها قائله

لقد علمت كل شيء عنه

مها. ……عن من

أماني …….الشاب الوسيم اسمه محمود انتقل من جامعة الاسكندريه مع أسرته بعد أن تعرض أخاه لحادث بشع أحدث له أصابه في العمود الفقري افقدته القدرة على الحركة

ولقد انتقلوا إلى هنا لعرضه على أخصائي جيد ليقوم بعلاجه

مها. …..ومن أين لكي بكل هذه المعلومات يا ريتر

أماني …..من مصطفى انه صديق قديم لمصطفى ولقد أتى وسلم علينا في كفاتريا الكلية وفرح كثيرا عندما رأني وسألني عنكي

مها. …..عني انا

مها ……نعم يبدو انه معجب بكي كثيراً

انتهت أماني من تبديل ملابسها وقالت هيا بنا لتناول العشاء فأنا جائعه جدا

مها…….لا اذهبي انتي فأنا لست جائعه ساخلد إلى النوم لاني أشعر بصداع شديد

أماني. …..سلامتك يا حبيبتي

أمضت مها ليلتها في قلق وصعب عليها النوم

ومرت الأيام والأسابيع ومحمود يحاول التقرب من مها أو التحدث إليها ولكن دون جدوى فقد فشلت كل محاولاته في الاقتراب منها

إلى أن أعلنت الكلية عن رحله إلى محافظة المنيا لزيارة آثار تونه الجبل وآثار بني حسين

ذهب الشباب الأربعة مع باقي الطلبة إلى الرحلة وفي الطريق جلس محمود في المقعد المقابل لمها وحاول أن يتحدث اليها

بشتى الطرق ولكنه فشل

وعندما وصلوا إلى المنيا قاموا بزيارة استراحة الدكتور طه حسين

ثم اتجهوا إلى آثار تونه الجبل ليشهدوا عظمة أجدادنا وعظمة ما صنعوه

وشاهدوا بعض المميات وكان من أبرزها مومياء الاميره اذادور

التى أحبت شاب من عامة الشعب ورفض أبيها هذا الحب فحاولت الفرار من أبيها لتذهب الي حبيبها على الضفة الأخرى للنهر وغرقت وعندما وجد أبيها جسمانها قام بتحنبطه وكتب قصه حبها حتى يخلدها التاريخ

وذهبوا أيضا إلى آثار بني حسين ليشاهدوا ما بها من جمال

وراحت مها تتفقد الجمال الذي حولها وكان المكان مرتفع

وكان محمود يراقبها ك عادته واذا بها وهي تنظر من فوق يختل توازنها وتنزلق قدمها وتكاد تسقط من الأعلى فيقترب منها محمود مسرعا يمسك بيدها ويجذبها نحوه بكل قوته لينقذها من السقوط

فتنظر إليه مها وتشعر برجفة شديدة وكأنها اصدمت بتيار كهربائي

ثم تنزع يدها الصغيرة من قبضته القويه وتدفعه بعيدا عنها بكل قوتها قائله

…….كيف تجرؤ على مسك يدي والاقتراب مني كيف تجرؤ على ذلك

حاول محمود أن يتكلم وهو في ذهول من ردتت فعلها

ولكن قاطعته مها قائله بكل حسم كفاك يا هذا لقد سئمت من نظراتك الي ومراقبتك لي أنا احذر ك ابتعد عني هل فهمت

صدم محمود لما سمعه من مها أمام الجميع ونظر إلى الأسفل

وانصرف دون أن ينطق بكلمه واحدة.

اقتربت أماني من مها وقالت لها

ما هذا الذي فعلتيه يا مها هذا بدلا من أن تشكريه لقد أنقذ حياتك لما تصرفتي هكذا.

محمود …….محمود ينظر محمود خلفه فيجد مصطفى يحاول اللحاق به

مصطفى. …..انتظر يا محمود إلى أين أنت ذاهب

محمود. ……لا أعلم أريد أن اتمشى

مصطفى. …….لا تحزن مما حدث فأنت لم تخطيء بشيء

محمود. ……انا لا أعلم لما تتعامل معي بهذا الشكل فأنا حقا معجب بها كثيرا واحترمها كثيرا

ولم أكف عن التفكير بها منذ أن رأيتها اول مرة

مصطفى. …….أنصحك بالابتعاد عنها وان تلتفت لدروسك يا صديقي

محمود. …….لقد حاولت هذا ولكني فشلت

وتصرفاتها تشغلني بها أكثر لكن لما تتصرف هكذا

هل هي مرتبطه بشخص اخر؟؟؟؟؟؟؟؟

مصطفى ……….لا فهي صديقة أماني المقربة وتعلم عنها كل شيء

انتهت الرحله وحان وقت الرجوع وصعد الطلاب إلى الباص وجلس محمود بعيد تماماً عن مها ولكنه لم يستطيع منع نفسه من النظر إليها من وقت لآخر

وظلت مها شاردة طوال الطريق واماني بجوارها تنظر اليها في تعجب .

وعند وصولهم الى بيت الطالبات نظرت أماني إلى مها نظرات أربكت مها

وجعلتها تسأل صديقتها لما تنظرين آليا هكذا

أماني. ……..أريد أن أعرف لم تتصرفي هكذا لابد من وجود سبب وانا أريد أن اعرفه

اقتربت أماني من مها وقالت وهي تمسك بيدها انا صديقتك واعتبرك اختي

اماني…….. احكي لي إلا تثقي بي؟؟؟؟؟

نظرت مها إلى صورة أحلام وامسكت بها وقالت انا أتصرف هكذا حتى لا يحدث معي ما حدث مع أحلام

أماني. ……وما الذي حدث مع أحلام

جلست مها على السرير واجلست أماني بحوارها وقالت ساحكي لكي ما حدث

أماني ……..نعم احكي فأنا طالما سألتك عن سبب وفاتها لكنك لم تجيبي عليا يوماً

مها ……..سأقول لكي اليوم كل ما حدث لها ولما أتصرف انا هكذا

ستروي مها سر أحلام وسبب وعدها لولدتها وسبب بعدها عن محمود..

يتبع..

رواية الماضي لا يموت الحلقه الرابعه

اقتربت أماني من مها وجلست بجوارها ونظرت اليها باهتمام شديد احكي لي كلي اذان صاغية.

مها. …..أحلام هي اختي الأكبر كانت طالبة في كلية الطب

وكانت هي أمل امي وأبي طالما حلموا أن تنهي دراستها وتصبح طبيبة .

وكانت هي من تصنع الفرحة في منزلنا الصغير

وترسم البسمة على وجوهنا.

ولم تكن اختي فقط بل كانت أم ثانيه لي.

وكانت متفوقة جدا في دراستها وكانت تأمل أن تصبح طبيبة لتداوي آلام غيرها.

وسخرت كل وقتها لتحقيق هذا الحلم.

واستمر بها الحال من تفوق لتفوق وذات يوم أخذت أحلام بيد امي إلى غرفتها والفرحة تملأ عيناها

وقالت هناك شاب معجب بي ويريد أن يتقدم لخطبتي فرحت امي كثيرا

ما زلت أتذكر الفرحة التي كانت تملأ عيناها وحديثها عنه وكأنه ملاك وليس انسان

حذرتها والدتي من الشاب وقالت لها لا تثقي به كثيرا ربما يكون غير صادق.

فأجابت أحلام على الفور لا أنها انسان خلوق ويحبني كثيرا ولقد وعدني بأنه سوف يأتي قريبا ليطلب يدي من والدي.

وسمعتها ذات مرة تتحدث إليه هاتفيا واتفقوا على أنه سيأتي قريبا لخطبتها.

وكانت هذه آخر محادثة بينهم وظلت أحلام في قلق شديد وخوف عليه لأنه توقف عن محادثاتها ولم يجيب أيضا على مكالماتها التي استمرت فترة طويلة دون أي اجابه منه فظنت أن هناك سوء أصابه

وبعد انتهاء فترة الإجازة عادت إلى الكلية وعندما التقت بصديقتها المقربة حكت لها ما لم تتوقعه ابدا.

لقد كان الشاب الذي أحبته اختي يتلاعب بها وبمشاعرها .

ولقد كان هناك رهان بينه وبين أصدقاءه على أن يوقع بها في شباكه.

مجرد رهان ليثبت لأصدقائه أنه دنجوان ولا توجد فتاة يمكنها مقاومة جاذبيته .

رهان حقير أقامه مع اصدقائه لأن اختي كانت لا تسمح لأحد بأن يقترب منها أو يتحدث اليها

فاتفق هو مع أصدقائه على أن يوقع بها في شباك حبه ويجعلها تتحدث إليه .

ولكي يثبت لهم أنه نجح وفاز برهانه معهم ارسل لهم الرسائل التي تبعتها اختي له

كما أنه كام بتسجيل بعض المحادثات التليفونية لها وهي تعترف له بحبها.

وجعل اصدقاءه يسمعونها لكي يثبت أنه أوقع بها وفاز بالرهان.

وانتشرت الرسائل والتسجيلات بين جميع الطلاب.

وقع الأمر على أحلام كعاصفه شديدة هدمة كل أحلامها .ولم تصدق الأمر

وبحثت عنه في كل مكان وعندما وجدته جالس مع أصدقاءه واجهته بما سمعت ولم ينكر فعلته وسخر من مشاعرها.

تركته وهي في حالة صدمة شديدة لقد تحطمت جميع أحلامها في ثوان.

وخرجت من الكلية وهي لا تدري إلى أين تذهب وحاولت صديقتها أن تلحق بها

ولكنها لم تدركها لقد صدمتها سيارة امام الكلية.

وتوفت أحلام قبل أن تصل سيارة الإسعاف .

هكذا ماتت أحلام يا أماني

ماتت بسبب شاب حقير ادعى الحب عليها ليكسب رهان حقير.

فكيف أثق انا بشاب يقول انه يحبني لقد أعطيت امي وعد بأن لا اسمح لأحد بالدخول إلى حياتي ولن اخلف وعدي لها مها كانت الظروف .

انتي لا تعلمين ما عانته امي وأبي بعد وفاة أحلام .

لقد غابت الفرحة من منزلنا واختفت الابتسامة من مع على وجوهنا.

وأحيانا ابحث عن ذلك الشاب بين وجوهه الجميع فأنا أتذكر ملامحه جيدا

لاني وجدت صورته بين أغراض أحلام ولازلت احتفظ بها على أمل أن أجده يوماً

بكت أماني واحتضنت صديقتها وقالت

أماني. …….أسفه يا حبيبتي لم أتوقع أن يكون هذا سبب وفاتها.

ولم اتوقع ان هناك بشر بهذه البشاعة.

ولكن هذا لا يعني أن يكون محمود هكذا لقد قال لمصطفى انه يحبك كثيرا ويريد أن تكوني شريكة حياته وام أولاده .

مها. …….أمره لا يهمني ولا أريد أن أعرف عنه شيئا.

مرت الأيام ولم يحضر محمود الي الكلية وظلت مها تترقب ظهوره

وتبحث عيناها عنه في كل مكان.

لاحظت أماني الحيرة والقلق على مها

فذهبت الي خطيبها مصطفى وقصت له حكاية أحلام وقالت له برغم كل ما قالته مها إلا أني متأكدة من أنها تكن له معزة كبيرة.

فقال لها مصطفى انا سوف إذهب الي منزل محمود واحكي له كل شيء

وافقت أماني برأي مصطفى ورأت أن هذا هو الصواب.

ذهب مصطفى الي منزل محمود ودق جرس الباب ففتحت له والدته محمود الباب ورحب به

مصطفى. …….هل محمود هنا فأنا مصطفى صديقه فالكلية أتيت لاطمان عليه

والدة محمود. …….نعم إنه يجلس في غرفته تفضل ادخل وتحدث إليه وانا سوف أعد لكم شراب دافيء

دخل مصطفى إلى غرفة محمود وقال له

كيف حالك يا محمود لقد انشغلت عليك لما لا تأتي الي الكليه؟ ؟

فأنت متغيب منذ عودتنا من رحلة المنيا

محمود. …….أشعر ببعض التعب

كيف حالك انت يا صديقي وكيف حال خطيبتك أماني

وكيف حال الجميع.

مصطفى. …….نحن بخير إلا تريد أن تعرف أخبار مها

محمود ……..بعد ما حدث في الرحله قررت أن ابتعد عنها وان لا ازعجها فأنا أتمنى لها السعادة مع من تحب

مصطفى …….لقد قلت لك انها ليست مرتبطة بأحد

محمود…….إذا لما تتصرف معي بهذا الشكل

لقد احترت من أمر هذه الفتاة

مصطفى ……..سوف احكي لك كل شيء فإذا عرفت بسبب تصرفاتها عزرتها

حكى مصطفى لمحمود قصة أحلام وما حدث لها من ذلك الشاب الحقير وكيف توفت

آندهش محمود لما سمع وقال وهل هناك أشخاص بهذه البشاعة

مصطفى ……نعم يا صديقي فالعالم مليء بأشخاص هم أقرب الي الحيوانات من البشر

محمود سوف أفعل ما يجعلها تثق بي وبحبي لها

مصطفى …….وماذا ستفعل

محمود ….سوف أفعل ما يجب أن يفعله أي شاب صادق في حبه …..سوف أتقدم لخطبتها

لاني أحبها حقا واريدها أن تصبح شريكة حياتي وام أولادي

مصطفى …… خير ما تفعل يا محمود

محمود. ……وأنا أريد منك أن تحضر لي رقم والد مها وعنوان منزلها لكي أتحدث إليه واحدد معه موعد لاذهب إليه انا ووالدتي.

مصطفى. …….ألا تتحدث إلى مها أولا

محمود. ……لا سوف إذهب إلى أبيها أولا وهو من سيخبرها وليس انا

أحضر مصطفى رقم هاتف أستاذ أحمد والد مها وأعطاه لمحمود

فياترى ماذا سيحدث هل سيوافق أستاذ أحمد على محمود

وهل سيمنحهم القدر السعاده أم أن هناك مفاجآت آخرى خبأها القدر ل مها ستحول بينها وبين محمود

هذا ما سنعرفه في الجزء الخامس أن شاء الله..

يتبع..

رواية الماضي لا يموت الحلقه الخامسه

أحضر مصطفى رقم أستاذ أحمد من أماني وأعطاه لمحمود الذي اتصل به على الفور وتحدث وأخبره انه زميل مها في الكلية وأنه يريد مقابلته لأمر هام وافق أستاذ أحمد على المقابلة وقام بتحديد موعد معه .

وقد تم ذلك بعد أن تحدث محمود الي والدته وشرح لها كل ما حدث له مع مها

والتي أظهرت بعض الاعتراض في بداية الحديث لكن استطاع محمود أن يقنعها بما يريد ولم يكن ذلك صعب لأنها تريد أن تطمئن عليه

فما حدث لأخيه طاهر جعلها ترغب في تحقيق له كل ما يتمنى

حتى وإن كان قبل أوانه خوفاً من أن يكون القدر مخبأ له أمر سييء كأخيه.

ذهب محمود مع والددته الي منزل مها .

رحب والد مها ووالدتها بمحمود والددته وبعد تقديم واجب الضيافة والسمر في المواضيع العامة .

جلست والدة محمود مع والدة مها وقالت

والدة محمود.

نحن أسرة ميسورة الحال توفى زوجي منذ فتره ليست ببعيدة وترك لنا ما يكفينا وأكثر .

وترك لي والدان طاهر ومحمود وطاهر هو الأكبر وهو طبيب ومحمود هو الأصغر وهو زميل مها في الدراسة ونحن اتنينا لخطبتها.

ظهرت الفرحة على ملامح والدة مها وتبسمت وقالت هذا شرف لنا

وقام محمود هو أيضا بطلب مها من والدها وأعطى والدها كل التفاصيل اللازمة للسؤال عنه .

وقال لهم أستاذ أحمد اعطوني بعض الوقت للتفكير فالامر واخد رأي مها وسوف اتصل بكم إن شاء الله.

غادر محمود ووالدته منزل مها وهو سعيد وكله أمل

وقام أستاذ أحمد بالاتصال بأحد أصدقاءه المقيمين بالقاهرة وطلب منه أن يسأل عن أخلاق محمود وعن أسرته .

وعاد محمود إلى الكلية بعد غياب وشعرت مها بفرحة كبيرة

حاولت اخافاءها لكنها بددت بوضوح في عينيها .

لم يحاول محمود الاقتراب منها أو التحدث اليها قبل أن يحدثها والداها .

وبعد مرور بضع أيام جاء اتصال الي أستاذ أحمد من صديقه المكلف بالسؤال عن محمود والذي قال فيه أنه شاب ذو أخلاق عالية ومن أسرة طيبة .

سعد أستاذ أحمد بما سمع واتصل بمها وطلب منها الحضور إلى المنزل لأمر هام.

جهزت مها نفسها للسفر ودعت أماني التى ظهر عليها الفرح الشديد لصديقتها وقالت لها سوف تكون هناك أخبار سارة بإذن الله.

وعند وصول مها إلى البيت أخبرها والدها ووالدتها عما حدث وعن قدوم محمود ووالدته لخطبتها .

لم تصدق مها ما سمعت وبدت فرحه كبيرة على وجهها ولمعت عيناها الجميلة من شدة الفرح .

واتصل أستاذ أحمد بمحمود لتحديد موعد لحفل الخطوبة بعد أن أخذ موافقة مها.

واتفقا أن تتم الخطوبة في منزل والد مها مع حضور عدد قليل من اقارب الطرفين .

وطلب محمود من والد مها أن يتم عقد القران مع الخطوبة

وان تتم باقي مراسم الزواج بعد انتهاء الدراسة .

وافق أستاذ أحمد على طلب محمود وتمت حفلة الخطوبة وعقد القران في منزل مها

وحضرت أماني وخطيبها مصطفى الحفل وكانت فرحة مها لا توصف وشعرت أن القدر منحها أكثر ما تتمنى من السعادة والفرح .

وشاركتها والدتها والدها الفرح ورسمت على وجوههم ابتسامه غابت من سنين .

واقترب أستاذ أحمد واحتضن محمود بكل حب وراح يوصيه على ابنتها .

واحتضن ابنته وقبل جبينها في فرح شديد .

وظهرت على محمود فرحه أضعاف فرحت مها لأنه أخيرا تزوج من الفتاة التى طالما حلم بها .

وعمت السعادة على جميع الحضور

الا والدة محمود قد ظهر عليها بعض الحزن والألم فاقتربت منها والدة مها وسألتها.

ماذا بكي يا عزيزتي لما يبدو عليكي الحزن .الستي سعيدة لمحمود

فأجابت أم محمود بلى سعيدة جدا بفرحة ابني وزواجة من الفتاة التي تمناها.

ولكني حزينة على ابني الأكبر طاهر أن الحادث الذي تعرض له افقده الحركة وجعله جليس الفراش وخسر عمله حتى خطيبته تركته بعد أن عرفت ان علاجه أصبح شبه مستحيل ورفضت الاستمرار معه .

وأصبح حزين يائس لا يريد حتى الحديث معنا حتى حفل خطبة أخيه رفض أن يحضره .

فاجابتها والدة مها …لا تيأسي من رحمه الله فسوف يشفيه المولى عز وجل وتعود له صحته بإذن الله.

تمت حفلة الخطوبة بسلام وعمت الفرحة وملئة قلوب الجميع

وعاد الشباب الأربعه الي الدراسة بكل شغف ورغبة في النجاح والتفوق وكان دائما يجلسون سويا ويتبادلون الحديث في فرح وسعادة

وكانت فرحة محمود بمها لا مثيل لها ولم يتركها لحظه فكان دائما بجانبها في كل مكان .

وفي ذات يوم كان الشباب الأربعه جالسين في كافتريا الجامعه

يتحدثون في فرح شديد ويتناول الطعام والشراب

وأخرج محمود حافظة نقوده ليخرج منها بعض النقود للمحاسبه النادل

واذا بمها تنظر إلى صورة أخرجها محمود مع النقود في ذهول شديد

ومددت يدها وأخذت الصورة وراحت تتأملها بدقه شديدة وسألت محمود من هذا

محمود. ……..إنها صورة أخي طاهر انه أخي الأكبر وأقرب الناس إلي انتي لم تريه من قبل فهو لم يحضر حفل الخطوبة بسبب مرضه

مها. …….لا مستحيل أن يكون هذا اخوك انا لا أصدق عيناي

نظر اليها الجميع في دهشة واقتربت منها أماني وقالت ماذا بكي يا مها هل انتي تعرفينه من قبل صمتت مها وطال صمتها

وتعجب الجميع لأمرها وقال لها محمود ماذا بكي هل تعرفين أخي

لما انتي صامته

ما سبب صمت مها وذهولها وهل تعرف حقا طاهر

ويا تري ما الذي يخباه القدر لمحمود هذا ما سنعرفه في الجزء السادس والأخير من قصتنا أن شاء الله..

يتبع..

رواية الماضي لا يموت الحلقه السادسه والاخيره

نظرت مها إلى الصورة التي في حافظة محمود بدهشة غريبة وسألته صورة من هذه

محمود. ……هذه صورة أخي الدكتور طاهر انه أخي الأكبر انتي لم تريه من قبل فهو لم يستطيع حضور حفلة عقد قراننا بسبب مرضه.

لقد تعرض لحادث مؤخرا الزمه الفراش.

مها. ……. مستحيل أن يكون هذا اخوك

نظر الكل ل مها باستغراب وسألتها أماني ماذا بكي يا مها هل تعرفينه

مها. ……نعم هذا هو الشاب الذي تسبب في موت اختي أحلام

انا أتذكر ملامحه جيدا لقد وجدت صورته بين أغراض أحلام

محمود. ….. لا مستحيل أن يكون أخي ذلك الشاب لابد انكي مخطئة

مها. …..لا انا متاكدة لقد كانت اختي في كلية الطب وكذلك اخوك

وانا كما قولت لكم أتذكر ملامحه جيداً

محمود: مستحيل أن يكون أخي لابد انكي مخطئة

مها ……. إذا دعنا نتأكد إذهب واسأله لكي نتأكد من كلامي

محمود ……نعم سوف أسأله بكل التأكيد

ترك محمود مها مع أماني ومصطفى وذهب إلى بيته ليتحقق من كلام مها ويسأل أخيه عن حقيقة ما سمع

وعند وصوله إلى المنزل سأل والدته عن أخيه

فاخبرته انه في غرفته كعادته

فذهب إليه وطرق باب غرفته ولكنه لم يرد عليه ففتح الباب

ودخل فوجده بجوار النافذة ينظر إلى السماء وكأنه يحدث أحد

وفي يده صورة أخفاها في الكتيب الصغير عندما شعر بوجود أخاه .

وجفف دمعه وقال متى عدت لم أشعر بك

وكيف حال مها هل هي بخير وهل ترسل اليها سلامي

محمود ……نعم ولقد رأت صورتك اليوم معي وقالت إنها تعرفك

طاهر. ….تعرفني كيف؟

محمود. …. أخي هل تعرف فتاة اسمها أحلام؟؟

تجمد وجهه طاهر عندما سمع الاسم ولم يجب على سؤال أخيه

فكرر محمود السؤال

خفض طاهر رأسه ونظر الي الأرض

محمود. …. اجنبي يا أخي بالله عليك هل كنت تعرف فتاة اسمها أحلام وهل حقا قمت مع أصدقائك بالرهان عليها لكي

تجعلها تحبك

ونشرت صورها ورسائلها بين أصدقاء لتثبت لهم انك فوزت بالرهان

طاهر نعم…. نعم….. نعم….. لقد فعلت هذا

لقد كانت أحلام فتاة ملتزمة ولم يستطيع أي شاب التقرب منها

أو التحدث اليها

ولقد راهنت انا الكل على أنني سوف اجعلها تتحدث الي

ولقد سجلت لها محادثاتنا لكي أثبت انها تحبني وافوز بالرهان

وانتشر الخبر بين الجميع ولقد اتت الي

وسألتني عن حقيقة الأمر فقولت لها كل شيء

فتركتني وذهبت ذهبت إلى الأبد

تعرضت لحادث وماتت

وبعدها حزنت فترة ثم نسيت ما حدث وأكملت حياتي

وكأنني لم أفعل شيء وأنا الذي تسبب في موتها..

لكن الله لم ينسى فعلتي وعاقبني على ما فعلت بها أشد عقاب

فأنا أتمنى الموت في اليوم الف مرة

نظر محمود الي أخيه نظرات غضب وشفقة في نفس الوقت

وقال له انا لا أصدق ما تقول كيف فعلت هذا يا أخي

طاهر ……لقد كنت طائش وأعمى ونسيت أن الله يمهل ولا يهمل ولقد أعماني الغرور..

ولكن انظر إلى حالتي لقد عاقبني الله على ما فعلت وكما كنت السبب في موتها عاقبني الله

فأنا أحيا كالأموات على هذا الكرسي اللعين وبين جدران غرفتي

محمود. ……ومن الجائز أن تهدم حياتي انا ايضا

طاهر. …..وما دخلك انت؟؟

محمود. …..أحلام هي شقيقة مها الوحيدة

وعندما رأت صورتك معي تعرفت عليك

وقعت كلمات محمود على طاهر كالصاعقة وانهمرت الدموع من عيناه

نظر محمود الي أخيه وأراد أن يتحدث إليه ويخرج كل ما بداخله من غضب على ما فعله ولكنه شفق عليه وعلى ما هو فيه وتركه وذهب إلى غرفته وهو لا يدري ماذا سوف يقول ل مها وما سيكون مصير حبهما

باتت مها ليلتها مستيقظة وهي تحاولة الاتصال بمحمود لتعرف ما حدث

ولكنه لم يستطيع الرد عليها

فحاولت أماني أن تهداها وقالت لها اذهبي الي فراشك

وحاولي أن تنامي بعض الوقت

وفي الصباح تحدثي إليه

حاولت مها أن تخلد الي النوم ولكنها لم تستطيع

وراحت تراقب نافذة حجرتها منتظره الصباح أن يشرق لكي تعرف ما حدث

وفي الصباح جهزت نفسها وذهبت الي الجامعة مبكرا وراحت تبحث عنه في كل مكان وحاولت الاتصال به ولكن وجدت هاتفه مغلق

فقالت لها مها لا تقلقي سيأتي بالتأكيد

أو سيتصل بكي

دخلت والدة محمود عليه في حجرته وسألته لما لم تذهب إلى الكلية الم تكن لديك محاضرات هامة يا يا بني إذهب إلى محاضراتك لقد اقتربت الامتحانات

محمود. ….نعم يا أمي اقتربت

ذهب محمود الي الجامعة وهو لا يدرى كيف سيواجه مها بالحقيقة

وكيف ستكون رددت فعلها

وعند وصوله وجدها تبحث عنه في كل مكان ويبدو عليها التعب والإرهاق

وعندما رأته أقبلت عليه مسرعة وسألته هل تحدثت الي اخوك وماذا قال لك

فأجابها نعم هو يا مها لقد حكى لي كل ما حدث ولقد عاقبة الله على ما فعله

مها …..هو يستحق أكثر من هذا على ما فعله مع احلام

يدل على أنه حيوان بلا مشاعر

محمود. …..حاولي أن تنسي ما حدث وتسامحي حتى نستطيع أن نكمل حياتنا

مها. …..عن أي حياة تتحدث

محمود. ….حياتنا فلا تجعلي ما حدث ياثر علينا

مها. ….وهل تظن أن من الممكن أن نستمر معا بعد كل هذا

وانني أستطيع أن أكمل حياتي معك

محمود. ……لكن ما ذنبي انا لما تعاقبيني على خطأ لم ارتكبه فأنا أحبك وانتي أيضاً

مها…. نعم أحبك لكن الحياة بيننا أصبحت مستحيلة

وهمت بالانصراف ولكن محمود اوقفها وقال لها ما تفعلينه ظلم لي ولكي

نظرت إليه والدموع تملأ عينيها وتتساقط على وجهها كالمطر

وقالت له أحلام كانت اختي الوحيدة واخوك هو من تسبب في موتها

ما فعله اخوك سيظل حاجز بيننا وتركته وذهبت

مرت الايام ومحمود يحاول أن يقنع مها بتغير رأيها ولكن دون جدوى

وبدأت امتحانات نهاية العام الدراسي واهتم كلا منهم بامتحاناته

وقد علم طاهر بالفراق الذي حدث بين مها ومحمود فقد سمع أخيه وهو يتحدث إلى والدته

وبعد تفكير طويل اتصل طاهر بأحد أصدقائه وطلب منه أن يأتي إليه ليصتحبه إلى الجامعة

وعند وصوله صادف اخاه ففوجىء محمود بوجود أخيه وقال له ما الذي أتى بك إلي هنا يا أخي

طاهر…………. أريد التحدث إلى مها

ولم ينهي حديثه حتى وجدها برفقة اماني

وبمجرد أن رأته مع محمود تعرفت عليه فتجمدت في مكانها ونظرت إليه نظرة طويله أفصحت عن كل ما بداخلها اتجاهه

طلب طاهر من محمود أن يقرب كرسيه المتحرك من مها للتحدث إليها

طاهر

انا اعلم انكي تكرهيني كثيراً ولكي الحق في هذا

واعلم انه لا يوجد شيئ من الممكن أن يمحي الألم والعذاب الذي تسببت به لكي ولأسرتك.

لكن لا تجعلي الكره يدمر حياتك

ياليت الزمان يعود ويا ليتني استطيع إصلاح فعلتي

انا أخطأت وقد عاقبني الله على ما فعلت

لكن ليس من العدل أن يعاقب اخي لأنه فقط اخي

محمود يحبك كثيراً وهو ليس مثلي

فلا تعاقبيه على خطأ لم يرتكبه

أقبلي بالزواج منه وانا لن تريني مرة اخرى سوف اسافر

واعود الي الاسكندرية

لا تهدمي سعادتكما حتى لا تندمي فيما بعد

تركته مها وانصرفت دون أن تنطق بكلمة واحدة

وانتهت الامتحانات وعادت مها إلى بيتها

وعرف والديها بكل ما حدث

ولكن كان رأيهما مختلف تماماً عن رأيها َونصحاها بالتراجع عن موقفها وان تسامح وتنزع الكره من داخلها

حتى تحيا سعيدة

استمعت مها لنصائح والديها ََوقد كان غلبها الشوق لمحمود

فاتصلت به وتم زواجهما على خير

وعاشوا حياة سعيدة يملأها الحب والتسامح

تمت

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

رييل ستوري | قصة واقعية المعاقة منذ طفولتي وانا اعيش مع إعاقتي – قصص من الواقع

Next Post

رييل ستوري | قصة واقعيه ليلة العمر لي فتاة تتمناه في حياتها انتهى يوم عرسنا – قصص من الواقع

Related Posts