dark

رييل ستوري | قصة واقعيه ليلة العمر لي فتاة تتمناه في حياتها انتهى يوم عرسنا – قصص من الواقع

0
(0)

..تقول في ليلة من ليالي الشتاء الباردة وفي ليلة العمر لي اي فتاة تتمناه في حياتها انتهى يوم عرسنا الرائع المحفوف بزغاريد الآهل ومباركات الأخوان والأقارب والأصدقاء لكلانا

وكانت ضحكة العريس خلال الإحتفال ورقصاته وكلّ شيء يدلّ على أنه في منتهى السعادة اذ ساعات معدودة ويودع العزوبية ويدخل القفص الذهبي كما المسمى الشرقي عن الزواج ويبدأ حياة جديدة لاتشبه تلك المرحلة من عمره وشبابه الذي أمضاه وحيدا

خرجنا من صالة الآفراح وركبنا سيارة صديق العريس

باتجاه شقتنا المتواضعة التى استأجرها أحمد وقامت بتجهيزها أمه وأخته برفقة أمي وخالاتي قبل قرابة الاسبوعين أي بعد أن تقدم لي عندما أخبرته أمه عني

لانها صديقة لأمي وجيراننا في الحي وتمت الخطوبة التى لم تتجاوز اربعة عشرة يوما اذ لم يتسني لي معرفته و كنا منشغلين بالتحضيرات وهو غالبا يأتي مستعجلا ولم يزرني إلا نادراً لم تتعدى المرتين بكلِّ مرة لم يتجاوز الجلوس ببيت اهلي النصف الساعة

– ودعنا الأهل الذين اوصولنا للحي على عجلة وغادر كلّ منهم الى منزله إذ الجو بارد جدا

صعدنا إلى شقتنا في الدور الثالث أنا وأحمد اخرج المفاتيح وقام بفتح باب الشقة ، ولم ينطق بأي كلمة فقط أشار بيده أي ادخلي تفضلي دون كلام بصمت غريب ينهش عقلي وأفكاري هل تراه في خجل أو ماذا حل على لسانه

وكأنه فتح باب الآحزان وليس باب شقة عريس كان يجب أن تتخللها السعادة والعسل واجمل الأيام بعد الفرح

دخلت قبله ووقفت قبل باب الشقة ببرهة ارمق معالم الشقة كم كانت دافئة رغم صغرها وجميلة رغم تواضع ماتحويه من أشياء

دخل أحمد بعد عشر ثواني مرت عليه من الشرود لا أدري مابه وقام بإغلاق الباب على عجلة لدرجة أني خفت من طريقة صفعه الباب بتلك القوة اخذت اتنقل بآرجائها وهو ذهب ليشعل المدفأه

وخرجت إلى الشرفة المليئة بآزهار النرجس والجوري والياسمين ويتخللها الريحان وانواع أخرى كان يقوم أحمد بالعناية بها بمنزل والده ثم نقلها إلى شرفة شقتنا

أفكار كثيرة تراودني وأسئلة حائرة أخفيها لم ألقى لها آي إجابة وقفت يرتعد جسدي النحيل من برودة الجو حينها

دقائق مضت لم يأتي ولم يأبه إن كنت تجمدت من البرد خارجا لم يسأل ولا تحرك لسانه الصامت

لم يقل ادخلي عن البرد لا ابدا إلى أن قررت أن أدخل بمفردي لآجده جالس على الأريكة التى قرب المدفأه بكل هدوء يشعل سيجارة عقب الأخرى معالم وجهه الغاضب والحزين لم اجد لها أي تفسير ؟

ظننته متعب من اليوم الطويل وقفت على مقربة منه

أتأمل طريقة تدخينه بدا علي وكأن حريق السجائر يشتعل بصدره شيئا فشيئا وكأنّه يحرق بها ماضيه وحاضرهِ وقلبي بهذا اليوم

رحت ارمقه بعيون حائرة وخجل ثم قام بفك ربطة عنقه وخلعها وضمها براحة يده ملقيا بها إلى طاولة السفرة بشدة حتى أن ارتعبتُ من طريقة القائها

كانت تلك اللحظات مريبة ومخيفة ومقلقة دون مبررات على مايفعله وأخيرًا خرج عن صمته وقال : أقتربي آيتها الفتاة وأجلسي على الآريكة وأشار إلى الأريكة المقابلة له أي لم يناديني لأجلس جانبه

كان لديه الكثير من الكلام الذي يريد إخباري به غصت الكلمات في حنجرتي و بعد شرود كاد يفقدني صلابتي وقلت بنفسي يناديني فتاة فقلت له حسنا حبيبي حملت ثوب زفافي بيدي وسرت بخطواتي المتعثرة وجلست ومشاعر الارتباك والخوف تجتاح كياني]

وفجأه قال لي : اعلم أن ما سأقوله سيصدمكِ جدا ولكن معرفة الحقيقة رغم وجعها خيرا من العيش بوهم السعادة الزائلة واكمل من اليوم أنت أمام العالم أصبحت بنظرهم زوجتي ثم لاتناديني بحبيبي أنا لست حبيبك اتفقنا

فاعذريني لن أكون لك زوجا ولا حبيبا تحت سقف هذه الشقة وأنت تعلمين ماأقصده ولكِ حرية التصرف كما تشائين

ليلة العمر الجزء الثاني

…… بعد سماع كلامه نظرت إليه بدهشة واستغراب من كلامه وكأنه اطلق رصاصة من مخزن كلامه الامنطقي أصابت قلبي مباشرة وكأن قلبي توقف لبرهة من الزمن لم أعد أشعر بحواسي تخالجني ضحكة مخلوطة بدموع تتأرجح وتكابر خلف أسوار عيني المرهقة

فقاطعته قائلة ماهذا الذي تقوله قل لي إنك تمزح قل إنَّها كذبة تكلم خرجت عن معالم الهدوء واعتراني الغضب الشديد لماذا تزوجتني إذا مابكَ وضح لي فإنك تتعمد كسر قلبي وكرامتي بحديثك الغريب هل أنت نادم أو لم أعجبك ؟

وأنا التى كنت أمنية لكثيرين من الشباب في كلية التمريض ولم اوافق عليهم أو لديك مرض لم تخبرني به او عجز ما اشرح لي إن كان لكلامك بقية ؟

فاجاب بعد أن أشعل سجارته الثالثة بين كلامه وردي عليه

أهدئي قليلا ولا تقاطعيني أعدكِ إني سأخبركِ بكلِّ شيءٍ

ومن بعدها لكِ حرية التصرف كما تشائين

قال بعد أن تنهد وجعا قبل قرابة الأربع سنوات فتك بقلبي حب فتاة وأرداني شهيدا له ومن الحب ماقتل نعم لاتستغربي فقد قتلت منذ خمسة عشر يوما بزواجها من آخر وأنا الآن مجرد جثة بلا روح ولامشاعر تعد

كان شيء يفوق قدرة العقل والجسد والحواس على إدراكه لمدى جماليته اللامتناهية ولكنها دمرت وقتلت أحلامنا وأحرقت مستقبلنا كما تحرق السجائر وتصبح رمادا

كانت ثرية جدا لقد تقدمت لخطبتها من والدها فورا وأحببت أن أدخل البيوت من أبوابها ولكنه رفضني وكان ذلك بعد أشهر من تعرفي عليها وقال لي إنه يريد بيت وأثاث لأبنته ومهر غالي يليق بها حتى هي كانت تحب أن أقدم لها ذلك

وأنا لم أكن أملك شيئا فقد كنت طالب بكلية الهندسة المعلوماتية أعمل وادرس وأساعد أسرتي أيضا فانا اكبرهم رغم ذلك لم أتركها حاولت أن أحقق مطالبها

كان رفضه لي ماديا بحتاج ورغم ذلك لي بقينا على تواصل أحيانا احادثها إلى الفجر على ذلك الجوال اللعين وتغرقني بكلمات الود وتعدني انها ستبقى تنتظرني إلى أن أرتب اموري

لقد عملت طيلة تلك السنوات وصلت الليل بالنهار بالعمل وضحيت بدراستي أحيانا وفاتتني عدة امتحانات بسبب عملي لاتقدم لها مجددا كنت أشعر بالأمل وأن حبها والوصول لها هو الحياة لم أعلم إنه موتي المحتم

رغم إني لم أملك شيئا يوازي ثرائها إلا أنه يكفي إني كنت ثري بأخلاقي ورجل صادق الوعد ذهبت إليها مرتديا قلبي النقي لكنها لم تكن على مقاسه للاسف

لم تفي بوعدها فعند أول فرصة لها تخلت عني ولم تكن مجبرة أبدا على الموافقة على ذلك الشاب لكنها كانت تقول لي دوما الحب لايكفي الحب لايصنع السعادة أي قصدت المال

ورغم ذلك لم اتخلى عنها حاربت لآجلها ولكنها فعلتها

اتصلت فرحة لتخبرني عنه وأنها سعيدة به وقد تم الأمر بموافقتها وأخبرتني أن أمنيتها الآخيرة أن أحضر زفافهم

ولبيت دعوتها وحينها فقط صدقتها ذهبت إلى صالة الفرح مسرعا ذلك اليوم كل مابداخلي يبكي وجعا إلاعيناي لأتفاجىء أنها ترتدي الفستان الذي خططنا معا أن ترتديه يوما لي أنا وتحمل بيدها باقة من الزهور الزرقاء التى اتفقنا أن تحملها لإن الأزرق لوننا المفضل وسيكون لون ربطة عنقي أيضا وها أنا أرتديها اليوم فعلا ولكن ليس لها

تسريحتها وكل شيء كنت أنا من أخترته لها سابقا كانت سعيدة لدرجة كبيرة لاتوصف إلا أنا كنت أدفن أخر نظرات لها وهي تعتلي تلك المنصة وأدفن معها قلبي بمراسيم فرحتها

كانت تضحك للنصيب الجميل المشبع بالثراء والسفر وهذا هو حلمها الذي طالما حدثتني عنه لم تكن تلك صدف هي تعمدت أن تكسر قلبي بأشيائنا المتفق عليها قتلتني بتلك التفاصيل التى لاينتبه لها أحد غيري كانت دوما تقول لي حبيبي أنا لك أنت وحدك

وعندما اقترب الفرح على الانتهاء اقتربت لأبارك لها كما الجميع في الصالة فهمست لي متبسمة : أتمنى لك حياة سعيدة مع امرأة غيري وقالت ضاحكة مع أني اشك أن تستوطن فكرك انثى غيري أعلم انك الأن بائس وحزين ولكن الحياة يااحمد ليس الحب فقط

انه الوداع الأخير ساسافر مع زوجي فادي بعد خمسة عشر يوما إلى دبي ولن أعود قريبا لم اكمل كلامي معها هربت مسرعا مختنقا إلى خارج الصالة ركضت بعيدا جدا تحت الأمطار الهاطلة حتى كاد قلبي أن يتوقف من التفكير بكلماتها ومن التعب ركضت قرابة النصف ساعة إلى أن وصلت البحر

كنت أفضل الموت على رؤيتها مع آخر وفجأة جائتني فكرة

ليلة العمر الجزءا لثالث

….. يكمل أحمد ويقول كنت قد ركضت بعيدا جدا تحت الأمطار الهاطلة حتى كاد قلبي أن يتوقف من التفكير بكلماتها ومن التعب ركضت قرابة النصف ساعة إلى أن وصلت البحر

كنت أفضل الموت على رؤيتها مع آخر ولولا الخوف من الله لفعلتها

قاطعته قائلة ماذا : أيعقل إنكَ أردت الانتحار لإجل امرأة ؟

نعم لكن ماكان على إلا أن أسارع بخطبتي وطلبت من والدتي أن تجد لي عروسا وإني أريد أن يتم كل شيء خلال أسبوعين فقط

كنت أريد أن لا تفوتني فرصة تواجدها بيوم زفافي لي أنتقم من كلماتها وجشعها وثقتها تلك قبل مغادرتها وسفرها وأثبت لها إني قادر على فتح أسوار قلبي المغلق لي امرأة ثانية

وبفترة وجيزة لقد ارسلت لها رسالة دعوة لحضور الفرح وقلت لها إنها أخر أمنية لي قبل سفركِ أن تلبي دعوتي هذه ها نحن اليوم نتبادر الادوار كنت أضحك وأرقص فرحا وأعلم أنها تراقبني بدلا أن أموت كافرا منتحرا

نعم لقد كانت هناك بين الجموع لم يدرك احتراق قلبها ولاغيرتها أحدا غيري أنا الوحيد الذي شعرت بنفس شعورها يوم زفافها

لقدكنتِ منشغلة مع أمكِ عندما اقتربت مني وقالت لي أنا لست سعيدة مع ذلك الرجل وأدركت الأن أن السعادة أنت وقلبك وضحكتك وأن الحب يصنع المعجزات

فلن تحدث معجزة تنقذها ولم يعد الندم يجدي نفعا ودعتني بدموع حبيسة وطلبت أن أسامحها وتمنت لي السعادة وكل منا يعلم أن السعادة رحلت منا رغما عنا

غدا ستسافر ويسافر معها حلمنا وحقيقتنا المرة وسعادتنا التى انهارت بسببها والأن أقول لكِ حرية التصرف فهذا البيت اصبح بما يحويه لك أنتِ واعتبريني ضيف وربما رجل غريب

لقد حققت ما أريد نعم كان انتقام منها ولكن انتِ لاذنب لكِ معي بهذه المسرحية الساخرة لا استطيع ان أكون معكِ وأنا بهذه الحال التى ترينها حتى أنتِ لن ترضي بذلك لاشيء يأتي رغما عنا

الحب ليس غصبًا والزواج ليس إشباع لرغبة فقط وأنا لن أجبركِ وأجبر نفسي عليه لن اكون الا خفيف الظل ولن ينقص على بيتك شيء ولن يعلم بذلك أحد غيرنا التمسِ العذر لضعف روحي المنطفئة

هذه الأريكة اعتدت النوم عليها دوما لاعليكِ مني وأنت تنامين بغرفة نومكِ أعدكِ لن ازعجك أبدا أو اتصلي بأهلك وأخبريهم الآن إنكِ لاتريدينني أنت حرة افعلي ماتشائين البقاء هنا ليس حكرا عليكِ !

وقفت بسرعة بعد أن لملمت فستان زفافي وتساقطت الدموع على خدي وقد ضاقت بي الدنيا بما رحبت واطبق الألم على روحي من وهل ماسمعت منه مسرعة إلى غرفة نومنا وافقلت الباب لم أجبه أبدا

ركضت إلى غرفة النوم واقفلت الباب من شدة الخوف على نفسي وتركته غارقا في حزنه وصمته وفاضت عيناي بشلال من الدموع المتناثرة على وجنتي

ارتديت وشاح الحزن مع فستان زفافي وكأنّ قلبي شاب وارتعد به البياض تلك الندوب الغائرة التى تركها باتت تنهش بالروح ترمي بي في أزقة الطرق التى لا اعلم كيف سأنجو منها بعد أن اصبحت ضحية لرجل محطم بكل ماتعنيه كلمة محطما داخليا ومعنويا مكسورا موجوعا رجلا شبه مقتولا استخدمني لينتقم من أخرى !

كيف أخبر والدي المريض بالضغط والسكري وأمي المسكينة التى ربتني خير تربية وماذا عن الناس والمجتمع من سيصدق كل ذلك وماذا عن كرامتي وهل نبقى في ليلة العمر هكذا تحت سقف واحد لكن كيف وإلى متى ياترى اسئلة حائرة لم أجد لها بداخلي إجابات

نظرت إلى الساعة تشير إلى الحادية عشرة ليلا لم استطع تمالك نفسي فكل مافيا منهار تماما متعبة ومرهقة الشعور

بحثت عن هاتفي النقال لأتصل بأمي نسيت إني وضعته من يدي فور دخولي على طاولة خارج الغرفة

ياآلهي ارتبكت كيف سأسير أمامه وهو يجلس هناك كيف أخرج وأنقذ نفسي من الموقف فتحت الباب قليلا ونظرت إلى الصالة من شق الباب بخوف وحذر أن يلحمني لكنه لم يكن هناك أحد !

اعتراني القلق أين يمكن أن يكون هل خرج وتركني في هذا الليل وحيدة لابد أنه قلق ويدرك إن الحل هو إخبار أهلي فهرب تشجعت وخرجت وشعرت فورا بصرير هواء بارد يجوب الشقة وبرد شديد كان قد فتح باب الشرفة وخرج ووقف تحت المطر لم يراني لإني خلفه لقد ابتل تماما

كان واقف دون حراك بدا على كأنه يرتجي السماء الماطرة أن تغسل قلبه وذنوبه تلك وآحزانه إذ كان يردد يارب يارب وكأنه يتمنى أن يطفىء نار صدره المشتعل بالمطر يالله

نعم صوت بكائه ودموعه التى اختلطت بماء المطر جعلتني أحن عليه لقد أوجع روحي والله لو رأه الغريب لأشفق على حاله التى وصل إليها خفت أن يؤذي نفسه فيتأذى قلبي

فأنا أعترف إني أحببته منذ أن تقدم لي وزاد إعجابي بوفائه وصبره ومثابرته ومعنادة الظروف لتلك الفتاة الراحلة غدا رغم تخاذلها رغم إني كنت أداة أنتقام له ورغم كل ماحدثني به عن ماضيه وكسر خاطري

ليلة العمر الجزء الرابع

……..تقول في تلك الليلة مع إني كنت أنوي الاتصال فعلا لأشرح لأمي بأي مصيبة تقع ابنتها العروس تراجعت عن قراري وودت لو استطيع أن أخفف عن روحه أن أبقى في هذا البيت فقط إلى أن تطيب جروحه التى من الصعب أن تشفى فهو شرعا الأن زوجي أي نصف روحي بل روحي كلها لو كان يعلم

جففت دموعي وأحضرت شالي من الخزانة بسرعة وخرجت ووضعته على أكتافه المبتلة تماما اشار بصمت لاتقتربي مني رافع يده لكني لم اصغي له فقلت له بضع كلمات لأهدأ من قلبه المحترق

فقلت اسمعني فقط لا تستدر :لو كل منا وقف عند عتبة الألم والماضي ياأحمد لن نسير خطوة إلى الأمام في ترجي المفقود وتناسي الموجود صح ؟

ابقى مؤمن أن الفرح ينتظر قلبك النقي في مكان ما سيأتيك رغم عنك لقد أوتيت صدرا سليما ووفيا ومن أوتي صدرا سليما للناس فجزائه الجنة إياك أن تميل أو تضعف عائلتك وأخوانك وأمك بانتظارك

فأنا لا انتظركَ ابدا أن معك دوما سأكون بانتظارك حتى لو لم ترغب بوجودي سأكون صديقة لوحدتك وممرضة لراحتك ووجعكِ يد وأم حنونة لك هنا لاتخف لاأريد منك أي شيء إلا أن تبقى بخير فقط وأن تطيب جروحك ومن ثمَّ أعدك سأغادر هذه الشقة كما دخلتها بكلّ هدوء

وآخيرا التف إلى مرتجفا تتساقط قطرات المطر من وجهه المتعب وكنت قد ابتللت أنا أيضا وقال : أرجوكِ ستمرضين بسبب واحد مثلي اتركني وادخلي فورا

قلت له وهل تخاف علي ؟

فقال : نعم إني أخاف عليكِ وأخاف الله فيكِ لإنني سأسأل عن حزن بات في قلبكِ بسببي وظلم تسببت به لكِ غير قاصد ثم أنت الأن على اصبحت على اسمي

كان رده من أجمل كلام مر على مسمعي أو قرأته عن الحب لقد أثار اهتمامي أكثر فأكثر أشعر إنني أعني له حقا رغم كل شيء وقلت له : إذ لم تدخل أنت سأبقى حتى أمرض لايهم

كيف سأشعر بالراحة وأنت منهك منذ الصباح بالفرح دون طعام أو شراب ثيابك مبتلة شارد باكي كطفل صغير قلي ؟

مسكته من ساعده وقلت : هيا بنا فخوفنا على بعض لم يأتي من فراغ سأحضر لك الشاي الساخن لتدفىء قلبك المرتجف

كيف وضع الرحمة والمودة بيننا رغم كل ماحصل ونحن بالكاد نعرف بعضنا البعض

وآخيرا وافق ودخل معي أغلقت الشرفة ناولته لباس آخر ودخل إلى غرفة المكتبة وبدل ثياب العرس المبتلة وجهزت الشاي الساخن له ووضعته أمامه طلبت منه أن يوقف التدخين قليلا لأجل سلامته في الليل وهممت بالانصراف لأبدل ثوب الزفاف

وقلت : حاول أن ترتاح الآن ليلة سعيدة لك

ردّ : ولكِ

دخلت إلى غرفتي وبدلت ثوب الفرح المبتل وعلقته على باب الخزانة حتى يجف وإن جف الثوب دموعي من يجففها التى أخفيها عنه فاضت عيناي دمعا حتى أُرهق قلبي كيف ستكون ليلتنا سعيدة مع هذه الحال

وضعت رأسي لأنام بسريري لكني كنت قلقلة جدا يشدني التفكير لماضيه لحاضرنا لحياتنا وأيامنا القادمة كيف عساها تكون تذكرت إن جميع الأغطية كانت داخل الخزانة بغرفتي والجو بارد حملت الغطاء وخرجت ووقفت أتأمله وجدته نائم كطفلٍ صغير يبدو عليه التعب والإنهاك وكأنه كان في معركة كبرى ونجا منها للتو

اقتربت بهدوء ووضعت الغطاء عليه بلطف وانصرفت إلى غرفتي بعد أن أطمئن قلبي إنه لن يؤذي نفسه فقد نام وهدأ

هل ستبقى حياتنا ليل هكذا هل سيحن هذا الرجل يوميا أو سيأتي اليوم الذي أطلب به الطلاق بكل ثقة

دخلت لأنام وقفلت باب غرفتي وغفيت لساعات متواصلة

إلى أن استيقظت على صوت باب غرفتي يدق بلطف

عدلت من نومتي ورفعت رأسي ربطتُ شعري المتناثرَ بسرعة

قمت وفتحت له ووقفت في خجل خلف الباب أخفي عيني المرهقة الملطخة بآثار مستحضرات التجميل التى أزالتها دموعي وبجامة النوم الشتوية وشعري الفوضوي

فإذا به يقول لي قبل الباب ببرهة : عفوا إن أزعجتكِ هل لي بالدخول صمت لثواني معدودة وتنهدت لكن كيف يراني بهذه الحال تلعثمت وارتبكت جدا ثم أجبته تفضل بالدخول ولكن إياكَ أن تنظر إلى شكلي المرعب اتفقنا

ضحك بلطف حسنا لن انظر لاعليكِ

دخل مع ارتجافة قلبي المئة باتجاه خزانة الثياب وأنا مازلت بلا حراك خلف الباب وقف يتأمل ثوب زفافي الأبيض المعلق أمامه لثواني بسكون عارم وكأنه لم يشاهده قبلا

فتح باب الخِزانة متحدثا : صباح الخير لك اشكرك على كلّ شيء ليلة البارحة لولا وجودكِ بجانبي كنت فقدت عقلي بهذا اليوم واعتذر عن كلامي القاسي والجارح وكل ماعرفتيه عن الماضي ولكنها الحقيقة

اجبته بكل هدوء : صباحي وجودك ثم ليس بيننا أي شكر أو اعتذار إنها الدنيا والله سخرني لهذا الموقف ليمتحن صبري وتحملي فالعبد يؤجرُ على الصبرِ فمابالك بمن يصبر على أهله

رد بعد أخذ سترته من الخزانة : وهل أنتِ مجبورة بذلك الصبر لماذا شخص مثلي لايستحق إنسانة بحنانكِ الفائض الذّي احسست به البارحة اتجاهي رغم كلِّ شيءٍ عرفتيه

استدار ونظر إلىّ واضعًا السترة على وجهه وعدتك أن لا انظر عليكِ افسحي لي المجال سأخرج وقال : لاتنسي اليوم مساء سيزورنا أهلكِ وأهلي كما العادات لكِ حرية التصرف والكلام….

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

رييل ستوري | رواية الماضي لا يموت – قصص من الواقع

Next Post

رييل ستوري | قصة واقعية تقدم لى شاب غنى من عائله غنية كبيرة ومع ذلك الشب هو طبيب – قصص من الواقع

Related Posts